ابو الحارث المصري «اسامة القاسم».. مفتي تنظيم «الجهاد » وشرعي «هيئة تحرير الشام»
الثلاثاء 12/ديسمبر/2017 - 02:16 م
طباعة
ظهور جديدة لقيادات جماعةا لجهاد الارهابية والذين خروج من مصر بعد سقوط حكم معحمد مرسي للجهاد في سوريا، ويواصولا اعمالهم الارهابية ضد الشعوب المسالمة، الهيكلية القيادية لـ«هيئة تحرير الشام» التي تشكلت في بداية هذا العام، ضمت مفتي تنظيم الجهاد أسامة القاسم المعروف بـ"ابو الحارث المصري" بالاضافة الي كلا من أبو يوسف الحموي المسئول الشرعي العام في الهيئة، والسعودي عبد الله المحيسني.
في هيئة تحرير الشام:
وتعكس هذه الهيكلية مدى هيمنة «جبهة النصرة» عليها وسيطرتها على أغلبية مفاصلها المؤثرة، بالإضافة إلى أبي محمد الجولاني الذي يتولى منصب «القائد العسكري العام»، هناك أبو يوسف الحموي المسئول الشرعي العام.
ولأول مرة تعلن «هيئة تحرير الشام» رسميًا عن وجه القيادي المصري الملقب بأبي الحارث المصري، وهو مفتي عام «جماعة الجهاد المصرية» الشيخ أسامة قاسم ، احد المتهمين باغتيال الرئيس الراحل محمد انور السادات.
ويعد أبو الحارث المصري من أهم القيادات «الجهادية» وأكثرها غموضًا وسرية في سورية، إذ حرص منذ دخوله إلى الأراضي السورية على عدم إظهار صورته والبقاء في الظل بالرغم من الأدوار الحاسمة التي كان يقوم بها على أكثر من صعيد خصوصًا لجهة الفصل في الخلافات بين الفصائل.
هذه السرية جعلت هوية أبي الحارث مجهولة حتى لدى بعض المقربين من التنظيمات «الجهادية»، فيما شكلت لغزًا بالنسبة إلى المراقبين المعنيين بالمشهد «الجهادي» في سوريا.
أسامة القاسم أو ابو الحارث المصري
أبو الحارث المصري هو الشيخ أسامة القاسم، الذي كان يشغل منصب مفتي عام «جماعة الجهاد المصرية»، وهو أحد المتورطين في قتل الرئيس المصري أنور السادات، وكذلك أحد المخططين للمحاولة الفاشلة لاقتحام «مبنى الإذاعة والتليفزيون» بهدف إعلان قيام الدولة الإسلامية، وقد قبض عليه مع آخرين وتمت محاكمتهم عسكريا، وكان نصيبه السجن 50 عاما قضى منها 26 عاما، وخرج عام 2007.
ويعتبر القاسم من أبرز قادة «الجهاد المصري» الذين رفضوا الموافقة على المراجعات الفقهية التي أجراها بعض قادة الجماعة في السجون، كما رفض عام 1998 مبادرة وقف العنف.
وبالرغم من أنه لم يبايع تنظيم «القاعدة» إلا أنه كان يؤيد أعماله مع تحفظه على توقيت بعض هذه الأعمال فقط، ولم يتعرف على أيمن الظواهري زعيم «القاعدة» الحالي إلا في السجن رغم أنهما كانا في تنظيم واحد هو «جماعة الجهاد».
ويقول أسامة القاسم: كنت أؤيد أعمال تنظيم القاعدة، إلا أننى كنت أختلف أحيانا معهم في مسألة توقيت تنفيذ الأعمال، إلا أنهم كانوا متحمسين لدينهم، وهذا ما كان يدفعهم للخروج إلى حرب لم يتمكنوا من إعداد العدة لها، وهناك بعض الأحداث تم التعجل فيها وكان من الممكن أن تؤجل لحين تجهيز العدة، لأن الجهاد في سبيل الله يحتاج إلى طاقة وقدرة معينة فإذا أمكن لك أن تتخذ عدة وعداد فإن ذلك يحدث أثرا ويضمن حماية من ردود الأفعال والضربات المضادة، والدكتور أيمن الظواهري كان معنا في تنظيم 1981، وكان في تنظيم «عصام القمنى» وقد تعرفت عليه داخل السجن، وبعد أن خرج من السجن ذهب إلى السودان ثم إلى أفغانستان وعاصرته منذ أن كان معنا في ليمان طرة.
وأثناء فترة سجن "أسامة القاسم" تنقل عبر عدد من السجون، من المرج الحربي ثم طرة لمدة عامين ونصف العام إلى سجن أبو زعبل ثم مرة أخرى إلى طرة، وفي السنة الأخيرة انتقل إلى ليمان وادي النطرون، ثم أفرجت السلطات المصرية "القاسم" في أغسطس 2007.
في عهد حكم الاخوان:
فى أعقاب ثورة 25 يناير2011، انضم أسامة قاسم، إلى حزب "السلامة والتنمية" أحد الأحزاب الإسلامية، برئاسة الدكتور كمال حبيب، لكنه سرعان ما أعلان انفصاله عنه ، وشارك في تأسيس"الحزب الإسلامي" الذراع السياسية لتنظيمات الجهاد المصري، خلال مرحلة حكم الإخوان.
نشط أسامة قاسم، سياسياً بعد تولي محمد مرسي رئاسة الجمهورية في مصر، وكان يظهر إلى جانب الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل مؤسس "حزب الراية" السلفي، لكنه اختفى عن الساحة منذ عزل مرسي في يوليو2013؛ ليتبين أنه جاء إلى سوريا واختار لنفسه لقب أبو الحارث المصري.
ومن أهم مواقف القاسم بعد الإفراج عنه أنه دعم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وطالب في إحدى تصريحاته الصحفية بـ«قطع ألسنة المعارضين»، بل طالب في إحدى المرات بـ«إهدار دم المتظاهرين» ضده.
كما هدد أثناء الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2012 أن وصول الفريق أحمد شفيق أو عمرو موسى إلى منصب الرئاسة سيجعل مصيرهما مشابهًا لمصير السادات، ويؤيد القاسم أخذ «الجزية» من المسيحيين، ويرفض قيادة المرأة للسيارة، أما عن الليبراليين فكان يقول: «نقبلهم طالما كانت هناك ساحة للحوار أما إذا تم استهداف الإسلاميين فسنلجأ للسلاح».
مفتي الجهاد في سوريا
ولا يعرف كيف خرج من القاهرة والوصول الي سوريا حيث كانت ليبيا محطة بين القاهرة ودمشق، فقد هرب أسامة قاسم، هرب إلى ليبيا، حيث شغل منصب المرجع الشرعي لجماعة "أنصار الشريعة" التابعة لـ "القاعدة "، والتي كان يطلق عليها في السابق الجماعة الليبية المقاتلة، ومنها انطلف إلى سوريا.
ودخل مفتي الجهاد "اسامة القاسم" سوريا في عام 2013 ليعمل في الحقلين الدعوي والقضائي بصفة مستقلة، قبل أن يصبح عضو اللجنة الشرعية في "هيئة تحرير الشام".
وشكّل في يوليو 2016 الماضي إلى جانب الشرعي عبد الرزاق المصري، وأبو ماريا القحطاني، وأبو عبد الرحمن مظهر الويس، وعباس شريفة أبو تميم، وأيمن هاروش ما يسمى بـ”تجمع أهل العلم في الشام” لفض النزاعات و”تحكيم شرع الله” بين الفصائل العاملة في الشمال السوري.
ظهر لأول مرة على الأراضي السورية في معارك ريف حماة الشمالي إلى جانب القاضي الشرعي السعودي عبد الله المحيسني مارس 2017، والتي كانت "هيئة تحرير الشام" الطرف الأبرز فيها.
وقد هاجم "أبو الحارث" رفقيه في السجن والارهاب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، بعدما اصدر الأخير كلمة صوتية هاجم الهيئة وقائدها أبو محمد الجولاني الذي يحظى بدعم وتأييد "أبو الحارث المصري"ن وذلك بعد تغيير "جبهة النصرة" الي هيئة تحرير الشام بعد فك الارتباطك بالقاعدة.
واعتبر "أبو الحارث" الذي يدع الداعم الأول لما هيئة تحرير الشام فى سوريا، والتي كانت ذراعا عسكريا للقاعدة فى السابق هناك تحت مسمى "جبهة النصرة" قبل أن تفك الارتباط بالقاعدة وتغير اسمها ، هجوم الظواهري بمثابة حرب ضد "جبهة النصرة".
الصدام في هيئة تحرير الشام
وفي منتصف ستمبر 2017 ظهر تسريب صوتي "تسريبات كشف الحقيقة"، لمحادثات صوتية بين قادة من "هيئة تحرير الشام". التسريب الثامن جاء بالتزامن مع إعلان "جيش الأحرار"، الكتلة العسكرية النافذة في "هيئة تحرير الشام"، انشقاقها عن "الهيئة".
والتسريب هو لمكالمة بين "أمير قطاع إدلب" المعروف بـ"مغيرة بن الوليد" أو "أبو حمزة بنش"، وبين "أمير قطاع حماة" المعروف باسم "أبو يوسف الحموي"، تحدثا فيها باستهزاء عن الشرعي "أبو الحارث المصري"، أحد الشرعيين الأربعة الأبرز في "هيئة تحرير الشام". وكان "المجلس القضائي" في "الهيئة" قد أصدر قبل أيام "حكماً قضائياً" بسجن مغيرة بن الوليد، لمدة شهر، بعد تسريب سابق تطاول فيه على الشرعي في "الهيئة" عبدالله المحيسني. التسريبات السابقة تسببت باستقالة الشرعيين المحيسني والعلياني من "المجلس الشرعي" في "الهيئة".
وقال الحساب الإسلامي المعروف في وسائل التواصل الاجتماعي باسم "خالد الشمالي": "لقد حاول قادة الهيئة تمرير طامة إهانة الشرعيين والاستخفاف بهم ووصفهم بأبشع الأوصاف، عن طريق محاكمة صورية ترقيعية من حيث الحكم والمضمون للحلقة الأضعف بين المتورطين في الطامة (الجولاني_المجهول أبو حسين الأردني_المغيرة) والتبرير له بأنها كانت لحظة غضب وأن هناك مشكلة سابقة بينه وبين الشيخ المحيسني!". وأضاف أن التسريب الثامن وما سبقه "يُظهر أطول لحظة غضب في التاريخ، حيث يقوم المدعو مغيرة، وفي حوار مع (يعقوب) أبو يوسف الحموي، أمير قطاع حماة للهيئة، بإهانة الشيخ أبو الحارث المصري، وهو يضحك ويستهزء به ويدعو إلى تحويله لمحاكمة ميدانية!".
ويتابع الشمالي: "طبعاً جُرمُ الشيخ أبو الحارث المصري أنه قام بتوقيع إتفاق مع الشيخ جابر علي باشا، نائب قائد الأحرار وقتها، ينص على تحكيم الشريعة في مسألة مقتل اثنين في جبل الزاوية واتهام الصقور (صقور الشام) كذباً وزوراً فيها. محاولة منع سفك الدماء وتحكيم الشريعة في الخلاف هو جرم يستحق الشيخ أبو الحارث المحاكمة الميدانية عليه عند قادة الهيئة، ثم يطبلون ويجعجعون بامتطاء شعار تطبيق الشريعة لتحقيق مآربهم الخاصة!". وأضاف: "يُظهر التسريب أيضاً حجم الاستخفاف بعناصر الهيئة أنفسهم والكذب الصريح والتدليس المفضوح عليهم بزعمهم أن ابو الحارث المصري، يقوم بتطبيق خطة مكتملة المعالم بين القيادة والشرعيين! وأن العمل على الاحرار مستمر وأن هذا الاتفاق لا قيمة له، كي لا يقوم العنصر باستخدام عقله ودينه في محاكمة البغي!".
تهديد الامن المصري:
في 11 مارس 2014 شنت الأجهزة الأمنية المصرية، حملة مداهمات استهدفت غالبية عناصر تنظيمات الجهاد، والجماعة الإسلامية، المواليين لتنتظيم "داعش"، وتنظم القاعدة بمصر، ويشتبه تورطهم في عمليات الاغتيال التي طالت عدا من ضباط وأفراد الشرطة، وكان من بينهم التكفيري، أسامة قاسم، المكنى بـ" أبو الحارث المصري".
حيث وردت معلومات لجهاز الأمن الوطني، تفيد أن عدد من العناصر التكفيرية، كونت خلية عنقودية، بمدينة أبوكبير في محافظة الشرقية، على اتصال بتنظيم "داعش"، وأنه تم تدريب بعضهم، في دول سوريا والعراق، على حرب العصابات واستهداف المنشآت العسكرية والحيوية والشخصيات العامة.
وفي 21 مايو2017، قضت محكمة جنايات الزقازيق، بإعدام مفتي جماعة الجهاد أسامة السيد قاسم "غيابيا"، لإدانته بالانضمام وقيادة خلية تابعة لتنظيم "داعش" في مصر، خططت لاستهداف رجال القوات المسلحة، والشرطة ودور العبادة المسيحية.