اعترافات طارق جدعون وتهديدات باريس
السبت 13/يناير/2018 - 06:05 م
طباعة
طارق جدعون
"طارق جدعون" من مدينة "فرفييه" بالقرب من "لييج" جنوب شرقي بلجيكا، أو "أبي حمزة البلجيكي"، المحتجز حالياً في العراق ويواجه عقوبة الإعدام هناك على خلفية انتمائه لتنظيم الدولة (داعش) ومشاركته بالعديد من الأعمال القتالية في العراق.
نقلت صحف بلجيكية ناطقة بالهولندية عن جدعون البالغ من العمر 29 عاما، إقراره بأنه كان على استعداد للمشاركة في العديد من الهجمات الانتحارية التي وقعت في أوروبا.
وقال جدعون في اعترافاته، حسب هيت لاست نيوز، ” تطوعت عام 2015 للمشاركة في هجمات في بلجيكا وفرنسا، بعد علمي بأن المدعو عبد الحميد أبا عود كان يبحث عن انتحاريين لتنفيذ هجمات في أوروبا، ولكن الأمير المسؤول عني رفض السماح لي بالمشاركة”، وفق كلامه.
ومن بين اعترافات جدعون يبرز إقراره بنشاطه المكثف على شبكات التواصل الاجتماعي لتجنيد مقاتلين وحثهم على ارتكاب هجمات في أوروبا.
واعترف جدعون، وفق الصحيفة البلجيكية، أنه كان على صلة عبر موقع تلغرام بالشخصين اللذين قتلا الأب هامل في كنيسة سانت إتيان دي روفيره في فرنسا في يوليو 2016، وكذلك بالفتيات اللواتي حاولن ارتكاب هجوم أمام كنيسة نوترام في باريس والذي أحبطته السلطات الفرنسية في اللحظات الأخيرة.
وكان "طارق جدعون" قد ظهر في ديسمبر الماضي أمام شاشات التليفزيون البلجيكي، معلِنا استعداده للتعاون مع أجهزة الاستخبارات في بلاده؛ رغبة في الفرار من عقوبة الإعدام في العراق، على الرغم من تبَنيه الهجمات الدامية التي ضربت "بروكسل" في مارس 2016، كما أنه هدد بلجيكا في العديد من الأشرطة الدعائية الداعشية فيما سبق.
ويرى "مرصد الأزهر"؛ أن تنظيم "داعش" الإرهابي مع تزايد خسائره على الأرض وتقهقره في العديد من المناطق، إلاا أنه ما زال يريد إيهام العالم بأنه ما زال فاعلا على الساحة العالمية؛ وذلك عبر ذئابه المنفردة، وإن دل ذلك على شيء؛ فإنه يدل على تقطع السبل به، وأن ما يقوم به يندرج تحت باب: (مَن لا يملك شيئًا لا يخشى شيئًا).
وتضمنت اعترافات جدعون الإشارة إلى أن «داعش» حرص على إرسال إرهابيين إلى عدة دول أوروبية، ولا تزال أعداد منهم موجودين حتى الآن في أوروبا. كما اعترف وبشكل صريح بتورطه وبشكل مباشر في عمليات إرهابية، ولكنها اعترافات تتعارض مع تصريحات أدلى بها الشخص نفسه قبل أسبوعين إلى إحدى محطات التلفزيون البلجيكية.
وقبل أيام قال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال: «لن تتفاوض الحكومة البلجيكية تحت أي ظروف مع المقاتلين، الذين سافروا للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش ويرغبون في العودة من جديد إلى بلجيكا»، هذا ما جاء في تصريحات نقلتها محطة التلفزيون البلجيكية «في تي إم»، مضيفاً: «لا يوجد مكان في مجتمعنا لهؤلاء الأشخاص».
وقالت صحيفة «ستاندرد» اليومية على موقعها بالإنترنت، إن طارق جدعون تدرج في تنظيم داعش حتى وصل إلى مكانة مهمة خلال السنوات الماضية، بعد أن لعب دورا كبيرا في تدريب المقاتلين الجدد، ثم لعب دور المخطط والمهندس لعدة هجمات في أوروبا، ما جعل البعض يطلق عليه اسم خليفة أباعود نسبة إلى البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي تعتبره وسائل الإعلام في بروكسل وباريس أحد المخططين لتفجيرات باريس التي أودت بحياة 130 شخصاً في نوفمبر 2015، والذي لقي مصرعه بعد أيام قليلة من الهجوم أثناء عملية مداهمة أمنية لأحد المساكن في حي سانت دوني بباريس، وفقاً لتقارير إعلامية وقتها.
وأظهرت الاعترافات التي نشرتها وسائل إعلام مختلفة في بروكسل، أن جدعون رهن الاعتقال منذ يوليو الماضي في العراق ولم يمت، بعدما جرى الترويج لذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من مرة. وكشفت اعترافات البلجيكي الداعشي، الذي يعد من أبرز الإرهابيين المتابعين من قبل الأجهزة الأمنية الأوروبية، كيف يجند التنظيم الإرهابي داعش مهاجرين من المغرب وتونس والجزائر للالتحاق بصفوفه في سوريا والعراق وتحويلهم إلى عناصر دموية خطيرة ومدربين لأطفال سوريين وأطفال المهاجرين على القتال مقابل 100 دولار شهرياً.
وأشار أبو حمزة البلجيكي في اعترافاته إلى أنه بعد انتهاء مدة السجن التي دامت سنة واحدة التقى بمجموعة ممن كانوا معه في الحبس، واتفقوا بعد جلسات لتعلم أحكام الدين على التوجه إلى سوريا للانضمام فعلياً للتنظيم، والمشاركة في القتال، وكان ذلك في 2014. وكشف أنه كان ضمن مجموعة من أربعة مغاربة منهم الجزائري البلجيكي لطفي، الذي سبقه إلى الالتحاق بالتنظيم، والذي وضعهم في فريق خاص إلى جانب آخرين سمي بفريق أبو معتز القريشي، حيث أقنعوهم بأن يكونوا انتحاريين ويقاتلون لنيل «الشهادة»، وفق زعم التنظيم الدموي. وتابع أنه خصص لهم أسبوعين قضوها في المعسكر لتعلم بعض الأحكام الدينية وفنون استعمال الأسلحة المختلفة، قبل أن يطلب منهم في نهاية المدة مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، مضيفاً أنه تم تحويلهم إلى مدينة سورية لتلقي التدريبات العسكرية قبل إعادتهم إلى الرقة للقتال مقابل 100 دولار شهرياً أو تدريب من يسمون «بأشبال الخلافة»، وتتراوح أعمارهم بين الثامنة والثالثة عشرة، وتتضمن التدريبات اللياقة البدنية واستعمال الأسلحة الخفيفة، وكان أغلب الأطفال من أبناء المهاجرين والسوريين. كما تولى المهاجرون أو المقاتلون الأجانب في التنظيم المسؤولية عن خلايا في أوروبا ويقومون بالدعوة إلى القيام بعمليات إرهابية في أوروبا وأميركا، وتصوير مقاطع فيديو يدعون فيها المواطنين من فرنسا وبلجيكا للقيام بعمليات انتحارية.