"صادق عبدالماجد".. وفاة رفيق البنا والمراقب العام السابق للإخوان في السودان
السبت 31/مارس/2018 - 05:08 م
طباعة
شيّع اعضاء جماعة الإخوان في السودان ، الجمعة 30 مارس، رفيق مؤسس الجماعة حسن البنا، والمراقب العام الأسبق لجماعة الأخوان المسلمين، صادق عبدالله عبدالماجد، الذي وافته المنية، مساء الخميس 29مارس 2018عن عمر ناهز 92 عاماً. وأدى المشيِّعون صلاة الجنازة عليه، بساحة مقابر البكري بأم درمان التي ووري جثمانه بها.
كما عزي الرئيس السودان عمر البشير ، في وفاة " صادق عبد الله عبد الماجد" معتبرا انه خسارة فادحة للحركة الاسلامية ليس في السودان.
وشارك عمر البشير، في مراسم تشييع الشيخ صادق، بمقابر “البكري” في أم درمان.
وتوفي، عبدالماجد، الخميس، بمستشفى السلاح الطبي بأم درمان غربي العاصمة الخرطوم، ويعد الشيخ صادق من قلائل الأخوان السودانيين الذين التقوا بمؤسس جماعة الأخوان بمصر، حسن البنا.
المولد والنشأة
ولد شيخ صادق عام 1926 بمدينة الرهد بولاية شمال كردفان، وكان والده معلماً، وانتقل معه إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر”شرق” وتلقى فيها سنواته الدراسية الأولى.
وانتقل بعدها لمصر، ودرس بمدرسة حلوان الثانوية، وتخرج من كلية القانون في جامعة القاهرة الأم "فواد الأول" وتخرج منها عام 52 .
الالتحاق بالإخوان:
وجحول الالتحاق بجماعة الغخوانوالتعرف علي حسن البنا، يقول "صادق عبد الماجد" في لقاء صحفي معه، عام 2007، أن بداية انتمائه لفكر "الإخوان المسلمين" كان بالتعرف على زميل ينتمي للجماعة، في المرحلة الثانوية، والذي شجعه على حضور عدد من المحاضرات والدروس.
وأضاف "في ذلك الوقت، كان سيد قطب (1906-1966)، يسكن مدينة حلوان، قريبًا من الداخلية (سكن الطلاب)، ومعنا ابن أخته محمد بكر الشافعي، طلبت منه أن يصطحبني معه لمنزل قطب، وبالفعل قمنا بزيارته".
وتابع: "أصبحت الزيارة تتكرر كل جمعة، لم يكن وقتها انضم سيد قطب للإخوان المسلمين، كنا نذهب إليه باعتباره رجلاً أديباً، كان متعلقاً بعباس محمود العقاد (1889-1964)، يدافع وينافح عنه إلى أن تحول للعمل الإيجابي مع الإخوان".
وعن أولى لقاءاته بمؤسس الجماعة، حسن البنا (1906-1949)، قال الشيخ صادق: "دُعينا في حلوان، لمحاضرة للإمام حسن البنا، وتحدث الرجل حديثاً طيباً، ونحن في تلك السن، وتحت تأثير ذلك التيار الذي انطلق من ذلك الشيخ، وقفت أسأله وأحدثه عن أهلنا في السودان".
في السودان:
وبعد لقائه بحسن البنا والانضمام الي تنظيم الغخوان، عاد"صادق عبد المجيد: الي الخرطوم ليكون احد اهم مؤسسي جماعة الإخوان في السودان،، وكان ذلك في 1954 (قبل عامين من استقلال السودان)، واستمرت تحمل اسم الجماعة الأم، حتي 1964، عندما تغير اسمها إلى "جبهة الميثاق الإسلامي"، والتي ضمت أيضًا عددًا من أتباع الفكر السلفي والصوفي.
وأصبح رئيس تحرير صحيفة الإخوان المسلمين في 54 إلى 58 ورئيس تحرير صحيفة الميثاق الاسلامي 64 ورئيس تحرير القبس 86 ونائب برلماني عام 68.
و كان يكتب منذ الخمسينيّات عمودا صّحفيا (ما قلّ ودلّ) ينشر خلاله فكر جماعة الإخوان.
وكشف "صادق عبد الماجد" عن عمل تنظيم الإخوان في بدايته، حيث قال ان جماعة الاخوان المسلمين في بداية عهدها كانت تعمل بخطة سرية لاستقطاب افرادها وكان شيخ حسن الترابي" زعيم الاسلاميين في السودان توفي في 5مارس 2016" من ضمن هؤلاء وانني تعرفت على عدد من الطلاب بجامعة الخرطوم وكان شيخ حسن يقدم عملا مميزا ومختلفا عن غيره في مختلف المجالات التنظيمية.
فيما يتعلق بالمصالحة مع الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري، ذكر"صادق" ان جماعة الإخوان المسلمين رفضت المصالحة مع نميري لان مبدأ التنظيم هو الشوري والديمقراطية حيث قمنا بإبلاغ شيخ حسن الترابي بهذا الرأي وحينها كنت في مدينة طوكر وقمت بالتحذير من حكم العسكر في عهد نميري.
كما دخل الشيخ السجن ثلاث سنوات (1969-1972)، إبان حكم الرئيس الأسبق، جعفر النميري (1969-1985)، ليغادر بعدها البلاد، ويقيم في السعودية والإمارات مدة قصيرة.
أزمته مع الترابي:
وﻇﻞ «ﺻﺎﺩق عبد الماجد» طوال العقود الماضية، رمز من رموز ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، فالرجل كانت يتمتع بمسحة ديمقراطية، جعلته يمتنع عن فرض أرائه التي حملت بعض التشدد تجاه العلاقة مع السلطة، وكان يتسامح مع مخالفيه وينزل على رأيهم سريعا، وهو ما جنب الإخوان الوقوع في أتون الأزمات السياسية، التي خاضتها في بلدان مجاورة.
ولكن كان علي خلافات مع حسن الترابب، ففي عام 1969، عقد إخوان السودان مؤتمرًا، شهد رفض مجموعة لانتخاب القيادي الراحل، حسن الترابي، أمينًا عامًا، ولم يوافقهم "صادق" حينها، لكنه تقارب معهم بعدها بعشر سنوات، وسط اضطرابات حادة في صفوف الجماعة، ما تزال آثارها قائمة إلى اليوم.
وفي 1980، أعلنت مجموعة الانشقاق، واسترجعت اسم "حركة الإخوان المسلمين في السودان"، وانضمت رسميًا للتنظيم الدولي للإخوان، وكان من أبرز زعماء هذا التيار الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، الذي تولى منصب مراقبه العام بين عامي 1991 و2008.
وفي فبراير 2016 ، قال "عبد الماجد"، في رد على سؤال حول خلافه مع الترابي، إن "الخلاف الذي نشب بين قيادات الجماعة في الماضي، وأدى إلى انقسامها، لم يكن خلافًا على السلطة والرئاسة، وإنما كان مرتبطًا بالفكرة التي جمعت الإخوان المسلمين فيما بينهم".
مراقبا عاما للاخوان:
انتخب صادق مراقبًا عامًا للإخوان في السودان من عام 1991 وحتى 2008، وأثر السلامة والابتعاد عن الصورة الكاملة، وترك الفرصة لغيره وهي السنة التي زرعها في إخوان السودان، بعكس إخوان مصر، التي عرفت تداول منصب المرشد لأول مرة عام 2010 وبرغبة شخصية من مهدي عاكف المرشد الأسبق للجماعة، ولم تعرفها مرة أخرى، مما تسبب في أزمات تنظيمية خطيرة تعيش فيها الجماعة منذ أربع سنوات، ليختتم الرجل حياته بعيدا عن أزمات السودان، وانفصاله، ورحل فجر اليوم، وترك سيرته لم يرغب في التحرى عنها، بما لها، وما عليها.
وفاته:
توفي صادق عبدالله عبدالماجد مساء الخميس 29مارس 2018عن عمر ناهز 92 عاماً..