الداعشي محمد زمار "المتهم" الأخير في هجمات 11 سبتمبر
الأحد 22/أبريل/2018 - 03:12 م
طباعة
أثارت أنباء اعتقاله فى سوريا يوم الثلاثاء 17 أبريل 2018 على يد مجموعة من قوات سوريا الديمقراطية، العديد من التسأولات حول من يكون هذا الشخص الذى يعد اخر المتهمين باعتداءت 11 سبتمبر عام 2001 في نيويورك وواشنطن.
زمّار الذى اتهم بتجنيد بعض العناصر التي نفذت العملية الإرهابية وبعد تكتم أميركي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون ) يوم الجمعة الماضى أن قوات تدعمها الولايات المتحدة في سوريا ألقت القبض منذ أكثر من شهر على الرجل "الشهير".
وقال إريك باهون المتحدث باسم البنتاغون "يمكننا أن نؤكد أن شركاءنا في قوات سوريا الديمقراطية ألقوا القبض على محمد حيدر زمار، وهو مواطن ألماني من مواليد سوريا، في إطار عملياتهم المستمرة لدحر داعش داخل سوريا ونعمل مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية للحصول على تفاصيل أخرى" فمن هو زمار ؟ .
هو محمد حيدر بن عادل زمار المولود فى عام 1961 م بمدينة حلب السورية والتى غادرها إلى ألمانيا للعمل في مهنة الميكانيك مع عائلته، وكان عمره 13 عاماً، وتبنى الافكار الإسلامية وفى عام 1982، نال الجنسية الألمانية وأصبح مواطنًا ألمانيًا وسرعان ما حظي بمكانة بارزة بين الإسلاميين في مدينة هامبورغ الألمانية وأصبح معروفًا في العديد من المساجد في هامبورغ بألمانيا بينما كان لا يزال في المدرسة الثانوية وبعد تخرجه من الكلية خطط للعمل في مرسيدس- بنز ثم عمل مترجماً في المملكة العربية السعودية، ثم تولى وظيفة كسائق شاحنة في هامبورغ لكن في عام 1991 قرر التفرغ للجهاد وبدأ مشواره مع " القاعدة " في هامبورغ ، حيث التقى بأحد ممولي التنظيم الإرهابي الألماني-السوري مامون داركازانلي سهّل "محمد مأمون دركزنلي" لزمار الوصول إلى الأردن في بداية الثمانينات والاتصال بزعيم "الطليعة المقاتلة" وقتذاك بهدف الدخول إلى سورية لـ"الجهاد والاستشهاد فيها" و بقي في الأردن نحو شهر لكنه لم يستطع الدخول إلى سورية بسبب تكثيف الدوريات الأمنية على الحدود خلال الفترة التي شهدت قيام "الأخوان" بعمليات ضد النظام السوري،ثم سافر زمار إلى معسكر للقاعدة في جلال أباد ،
ثم عاد إلى ألمانيا حيث جرت مزاوجة بين "الطليعة" و"القاعدة" فركز لاحقاً على الجهاد في أفغانستان وشارك في القتال هناك في العام 1991 ثم في الشيشان وكوسوفو والبوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995 و"تدرب على المتفجرات والسموم" وتحرك تحت غطاء التجارة بالأدوات الكهربائية بين باكستان وأفغانستان
وفى عام 1996، سافر إلى أفغانستان تلبية لدعوة شخصية من أسامة بن لادن ثم عاد إلى هامبورغ الألمانية حيث انكب على الوعظ ، والحث على "الجهاد" بين أتباعه، ومن بينهم زعيم هجمات سبتمبر الدامية محمد عطا، وكذلك مروان الشحي ورمزي بن الشيبة ومنير المتصدق وسعيد بهجي وجاء في تقرير لجنة 11 سبتمبر أيلول أن زمار "إسلامي مفوه ونشط" أشاد "بالجهاد المسلح".
وعاد زمار في العام 1997 من أفغانستان إلى ألمانيا ما لفت انتباه الألمان، وبعد إلقائها القبض على ممدوح محمود سالم في العام 1998 بدأت السلطات الألمانية بمراقبة نشاطاته في مسجد "القدس" في هامبورغ حيث كان يقوم بعمليات الدعوة إلى "الجهاد في سبيل الله". وأخذ يركز جهده على الشباب العرب الذين يترددون على مساجد هامبورغ واستطاع تجنيد محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشحّي وأرسلهم إلى أفغانستان في العام 1998 استعداداً للانتقال إلى أميركا للتدرب على الطيران بإشراف خالد الشيخ خال رمزي يوسف، الذي يعتقد أنه "هندس" العملية وأشرف على تدريبهم لتنفيذ العملية ثم عاد إلى أفغانستان قبل حصول التفجيرات بنحو عشرة أيام.
وتأكد حضور زمّار اجتماعات في منزل محمد عطا في هامبورغ في شباط فبراير 1999 ضمت اليمني رمزي بن الشيبة والألماني سعيد بهاجي اللذين يعتقد بمشاركتهما في التخطيط لتفجيرات 11 سبتمبر 2001، ثم عثر لاحقاً على كتب دينية في منزل بهاجي مهداة بقلم زمّار وتوقيعه وتبين أن فترة انخراط المجموعة في "القاعدة" تعود إلى نهاية 1998 وبداية 1999 قبل إرسالهما إلى هناك، والواضح أن زمار "لعب دوراً قيادياً وحاسماً في تجنيد مجموعة من الجهاديين، بعد استقطابهم وترتيبهم استعداداً للذهاب إلى أفغانستان" التي زارها بنفسه لحضور دورات تدريب لبعض منفذي التفجيرات.
كما لفت التقرير المذكور إلى أنه نال استحسانا داخل التنظيم لتأثيره على رمزي بن الشيبة المتهم بنقل أموال لمنفذي هجمات 11 سبتمبر ونقل معلومات لمقاتلي القاعدة، وكذلك على محمد عطا الذي قاد الهجوم على مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك.
لعب زمار دور المعلم الروحي لخلية هامبورغ. وادعى أنه قدم عناصرها لبعضهم البعض، إلا أنه لا يعرف بالتأكيد مدى انخراطه "العملي" في تلك الهجمات التي هزت العالم عام 2001.
بعد ستة أسابيع من أحداث 11 سبتمبر، طار زمار إلى المغرب ليطلق زوجته الثانية إلا أن بعض المسؤولين في السلطات الأميركية، التي كانت تعرف منذ عام 1999 أن زمار على اتصال مباشر مع أحد كبار مسؤولي القاعدة، طلبوا من نظرائهم الألمان معلومات عنه.
وهكذا أعطت الاستخبارات الألمانية، بحسب ما جاء في تحقيق لصحيفة بيلد الألمانية، معلومات عنه إلى الولايات المتحدة، ما دفع الشرطة المغربية للقبض على زمار في ديسمبر 2001 وتسليمه إلى وكالة المخابرات المركزية.
بعدها نقل زمار إلى سوريا حيث سجن في فرع فلسطين الشهير، واستلمت المخابرات السورية التحقيق معه، علماً أن تلك المخابرات نفسها كانت متهمة بأنها سهلت نقل المحاربين المتطرفين بعد عام 2003 لمحاربة القوات الأميركية في العراق إلا أن المخابرات السورية عادت وأطلقت سراحه بعد سنوات لاحقة وأبلغت الولايات المتحدة سفيرها في ذلك الحين فولفجانج إيشينجر عن مصير المواطن الألماني زمار في يونيو 2002 وطلبت من برلين الإبقاء على سرية القضية. وفي نوفمبر 2002 استجوب محققون من ألمانيا وأميركا زمار في دمشق. وبعدها استخدمت السلطات السورية شهاداته ضده.
حكم على زمار بالإعدام بعد اتهامه بأنه كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، ثم في وقت لاحق عدل الحكم وخفض إلى 12 سنة سجن وفي عام 2008 ، أدلى وزير الخارجية الألماني آنذاك (والرئيس الحالي) شتاينماير بشهادته أمام لجنة برلمانية، وأخبر النواب بأن السلطات الألمانية لم تكن على علم بالترحيل الاستثنائي المعتزم لزمار في 2001 .
على الرغم من أن وزير الخارجية آنذاك أكد أن ألمانيا حاولت جاهدة استرجاع زمار إلى ألمانيا، إلا أنها لم تفلح وقبع في السجن حتى أواخر عام 2013 ، حين تم إطلاق سراحه من قبل النظام السوري، في صفقة تبادل للأسرى من قبل أحرار الشام.
وكان عناصر أحرار الشام وفصائل أخرى من المعارضة السورية يقاتلون حينها ضد داعش ، من أجل طردهم من حلب ، إلا أن زمار لم ينضم إلى الأحرار.، على ما يبدو وفضل الانخراط ضمن صفوف أبو بكر البغدادي.
ففي 20 فبراير 2014 ، أصدر جناح الإعلام التابع لـ "داعش" شريط فيديو جديدًا من محافظة حلب ، يُظهر "عناصر من داعش مع بعض القبائل"، حيث . اجتمع نحو 12 من أعضاء داعش وزعماء قبائل حلب للاستماع إلى خطاب للمدعو "أبو علي الأنباري" ، حاكم داعش في سوريا الذي قُتل على أيدي القوات الخاصة الأميركية لاحقاً في عام 2016.
وقد بدا بين الجماهير، محمد حيدر زمار جالساً تحت راية داعش، مستمعاً إلى الدعوات للقتال ضد المعارضة السورية، وإلى جانبه بندقية هجومية من طراز AK
وعلى الرغم من أنه لم يكن واضحاً إذا كان زمار انضم بالفعل إلى داعش خلال هذا الاجتماع، إلا أن عدة تقارير جزمت لاحقاً أنه التحق بالتنظيم الإرهابي. لا بل إنه أعرب عن أسفه بعد بضعة أشهر ، مما أسماه "خيانة" زعيم جماعة أحرار الشام حسن عبود ، وهي نفس الجماعة التي حررته من سجن الأسد.
إلا أنه من غير الواضح ما هو الدور الذي لعبه بالفعل داخل داعش، علماً أن خلفيته السورية واتصالاته الشخصية مع أسامة بن لادن سابقاً وخلية هامبورغ، كان من الممكن أن تؤهله ليتقدم إلى صفوف القيادة العليا لداعش، ولعل هذا ما ستكشفه التحقيقات من قبل قوات سوريا الديمقراطية، والقوات الأميركية بالطبع المتواجدة في سوريا.