مهدي المشاط .. رئيسا لما يسمى المجلس السياسي الأعلى في اليمن
الثلاثاء 24/أبريل/2018 - 06:32 م
طباعة
أعلنت جماعة الحوثي الإيرانية المتمردة تعيين مهدي المشاط رئيسا لما يسمى المجلس السياسي الأعلى خلفا لصالح الصماد الذي أعلن المجلس مقتله بغارة للتحالف العربي يوم الخميس الماضي.
ولد مهدي محمد حسين المشاط، في مطللع الثمانينات، في محافظة صعدة (معقل الحوثيين) شمالي اليمن، وهو صهر زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
رجل عبد الملك الحوثي:
يشكل "المشاط" ذراع عبد الملك الحوثي، القوية، ونافذته علي العالم، حيث عمل مديرا لمكتب عبد الملك الحوثي لسنوات طويلة حتي تعيينه عضوا بـ" المجلس السياسي الأعلي" الذي كله الحوثيين بالتحالف مع الرئيس اليمني الراحل علي بعد الله صالح في يوليو 2016.
لذلك يعتبر "المشاط" بمثابة "الصندوق الأسود" لعبد الملك الحوثي، وحلقة الوصل التي تربطه بالقيادات الأخرى داخل الميليشيا وخارجها. ويوصف المشاط بأنه المحرك الأساسي للملف السياسي للميليشيا الحوثية الانقلابية.
الدور السياسي:
بدأ دور "المشاط" يتعاظم داخل جماعة الحوثي واليمن، بعد تظاهرات 2011 واتنفلات عقد الدولة اليمنية، وقد برز اسم "المشاط" أثناء الهجوم الذي شنه الحوثيون في نوفمبر 2013 على السلفيين ببلدة دماج التابعة لمحافظة صعدة، وكان قائد اقتحام مدينة دماج السلفية، بعد حصار عسكري فرضته حركة الحوثيين الاثنى عشرية المسلحة على دار الحديث السلفية في دماج.
كما كان عضوا لوفد الحوثيين المفاوض في مشاورات مع الحكومة الشرعية والتي رعتها الأمم المتحدة،والتي أستمرت لأكثر من 90 يوما، وباءت بالفشل.
وأرجع العديد من المراقبون ان"المشاط"، كان السبب الرئيسي في إفشال أي تفاهمات سياسية ترعاها الأمم المتحدة، كما أنه هدد المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بالاعتداء عليه أكثر من مرة.
كما أن المشاط لعب دورا بارزا من خلال موقعه كمدير لمكتب زعيم الحوثيين، في اقتحام العاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية.
كما يعد أحد الموقعين على اتفاق السلم والشراكة بعد اجتياح ميليشيا الحوثي صنعاء في سبتمبر 2014 قبل أن ينقلب الحوثيون على الاتفاق ويستكملوا اغتصابهم للسلطة.
تيار الصقور:
ويعتبر المشاط من صقور مليشيا الحوثي وكان صاحب سلطة فعلية داخل المجلس السياسي.
ويعرف عن المشاط بأنه شخصية قاسية وصلبة ويصنف ضمن الجناح الحوثي المتطرف، وقد تم اختياره من قبل الجماعة في شهر مايو 2017 عضوا للمجلس السياسي الأعلى خلفا ليوسف الفيشي وذلك لطبيعة المواقف المتطرفة التي يتخذها المشاط لحسم الأمور مع الرئيس علي عبدالله صالح آنذاك.
وقد قال عنه الراحل وزرير الخارجية ورئيس الحكومة اليمنية الراحل، عبدالكريم الارياني "من غضب الله عليه مد في عمره حتى يأت اليوم الذي يفاوض فيه مهدي المشاط".
المقرب من إيران:
ومن التيار المتطرف الموالي لإيران. إذ ارتبط الرجل ارتباطا مباشرا بالنظام الإيراني في طهران وقد قام بزيارتها مرات عدة وتدرب على إيدي خبراء الحرس الثوري الإيراني.
قاتل صالح:
ويري مراقبون أن "المشاط" كان أحد المدبرين لعملية اغتيال المغدور به الرئيس اليمني السابق عبدالله صالح بعد انتفاضة صنعاء مطلع ديسمبر الماضي.
ويعتبر مراقبون أن تعيين المشاط رئيسا لما يسمى المجلس السياسي خلفا للصماد خطأ استراتيجيا وتعيينه يدل على عدم ثقة عبدالملك الحوثي بباقي قيادات الصف الأول، لأن المشاط من الجناح المتطرف وغير صالح للمسار السياسي وسيسرع بانهيار المليشيا وتطور الخلافات الداخلية وتصدع الدائرة الصغيرة لصنع القرارات السياسية والعسكرية للميليشيا الانقلابية.