كريم الخاقاني.. قائد بميليشيا «الحشد الشعبي» هدد حياة الأبرياء في العراق
في 5 مايو الماضي، أعلنت هيئة الحشد الشعبي وفاة كريم الخاقاني، قائد
فرقة «الإمام علي» القتالية، إحدى فصائل الحشد الشعبي، بعد رحلة علاج في العاصمة
اللبنانية بيروت.
وفرقة «الإمام علي» هي
أحد ألوية الحشد الشعبي التي شاركت في العديد من المعارك ضد تنظيم «داعش»، والتي
ارتكبت العديد من الجرائم ضد السنة العراقيين تحت شعار محاربة التنظيم الإرهابي.
ولد كريم عبد الحسين
إبراهيم سعيد خضير، المعروف بـ «ركريم الخاقاني»، عام 1974م، بقرية الحيرة في
مدينة النجف الأشرف بالعراق، ينتسب لعشيرة (خيكان).
وفي النجف الأشرف درس
«الخاقاني» العلوم الدينية بالحوزة العلمية، كما حصل على دبلوم معهد تكنولوجيا.
وكان ضمن معارضي النظام العراقي السابق «نظام صدام حسين»، حيث اعتقل لمدة 18 شهرا
لمعارضته لنظام حزب «البعث»، وبعد سقوط نظام «صدام» كان قريبا من القوي السياسية
الشيعية الحاكمة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003.
وعقب فتوى «الجهاد
الكفائي»، التي أصدرها المرجع الأعلى في النجف آية الله علي السيستاني لمحاربة
«داعش»، كان «الخاقاني» من أوائل الملبين لنداء الجهاد والمستجيبين لفتوى المرجعية
الدينية في يونيو 2014م.
قاد «الخاقاني» فرقة
«الإمام علي» القتالية بعد أحداث سقوط الموصل، وتشكيل غرفة عمليات في العتبة
العلوية تولت ثلاثة ملفات، وكان المسؤول العسكري فيها؛ إذ بدأ بدعم وتوجيه
المقاتلين وأسس فرقة الإمام علي (ع) القتالية بجميع افواجها وصنوفها وقاد
المجاهدين بعد ذلك في جميع المعارك.
شارك «الخاقاني» في معارك
الحشد الشعبي ضد «داعش»، فشارك في معارك «امرلي، جرف النصر، بلد، البو عجيلتكريت،
النباعي والكسارات، بيجي، الصقلاوية، الفلوجة، الخالدية، قضاء الحضر، القيروان
والبعاج، الحدود السورية، بادوش، تلعفر، وعمليات أيسر الشرقاط، وعمليات الحويجة،
وعمليات القائم، وفرض القانون في كركوك».
وكان «الخاقاني» قائد أهم
تشكيلات الحشد الشعبي (آمر اللواء الثاني ومسؤول محور شرق الأنبار).
وتلقت فصائل الحشد
الشعبي، ومن ضمنها فرقة «الامام علي» القتالية، اتهامات عدة بارتكاب جرائم، فقد
ذكرت الأمم المتحدة، أن هناك تقارير تشير إلى تنفيذ قوات الحشد الشعبي، التي تعمل
مع قوات الأمن العراقية، تعذيبا جسديا بحق الرجال والشبان الهاربين من «داعش» في
الفلوجة.
وأوضح بيان للأمم
المتحدة، أن شهود عيان أكدوا استخراج المليشيات المسلحة الموالية لقوات الأمن
العراقية اعترافات بالقوة، كما أن هناك ادعاءات بتنفيذ إعدامات، وقد أظهرت مقاطع
فيديو عشرات النازحين من مدينة الفلوجة العراقية وهم يتعرضون للاعتقال والإهانة
على يد ميليشيات الحشد الشعبي.
ونقل عن ناشطين عراقيين،
أن أفرادا من ميليشيات الحشد الشعبي قاموا بتعذيب أحد سكان مدينة الصقلاوية بقضاء
الفلوجة، وذكرت مصادر عراقية أن أكثر من 2500 مدني من نازحي الفلوجة يقبعون في
معتقلات مجهولة. وتحدث مئات الأسرى العائدين من مراكز احتجاز تابعة لميليشيات
الحشد الشعبي عن مقتل العشرات تحت وطأة التعذيب.
وقدرت الأمم المتحدة عدد
المحاصرين في الفلوجة بنحو 90 ألفا، فيما فر منها نحو 20 ألفا، غرق بعضهم في نهر
الفرات أثناء محاولتهم الفرار.
وقامت عناصر الحشد الشعبي
بعمليات سلب ونهب وحرق للمنازل وتفجير بعض منها بحجة أنها تعود لعناصر تنظيم داعش،
في قضاء الكرمة شرقي الفلوجة بمحافظة الأنبار.
ودخلت قوات الحشد الشعبي
إلى مناطق الشهابي الأولى والثانية والثالثة، التابعة إلى قضاء الكرمة، ومنعت
تواجد فصائل حشد «عشائر الكرمة» في هذه المناطق.
وتمثل ميليشيات الحشد
الشعبي، لونا طائفيا واحدا وتتبع أحزابا موالية لإيران، ما يجعلها ميليشيات
عقائدية وسياسية، وليست «وطنية» مثل مؤسسة الجيش.
جدير بالذكر أن
«الخاقاني» توفي، في 5 مايو الماضي، إثر تعرضه لأزمة قلبية في العاصمة اللبنانية
بيروت، حيث كان يتلقى العلاج هناك.