إيران وحزب الله ينسحبان من الجنوب السوري
الأحد 03/يونيو/2018 - 02:11 م
طباعة
أحمد سامي عبدالفتاح
بدأت الميليشيات الإيرانية المرافقة لحزب الله اللبناني سحب مقاتليها من منطقتي «درعا» و«القنيطرة» بالجنوب السوري، وتوجيههم إلى العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد أنباء عن التوصل إلى اتفاق بين روسيا وإسرائيل يقضي بإحلال القوات التابعة للنظام السوري محل الميليشيات الإيرانية في الجنوب.
وجاء سحب الميليشيات الإيرانية مقاتليها من الجنوب السوري، نتيجة طبيعية لعوامل عدة، لعل أبرزها تهديد الولايات المتحدة للنظام السوري وتحذيره من عواقب شن أي عملية عسكرية؛ لاستعادة السيطرة على المناطق الجنوبية (الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة)، التي تخضع لاتفاق بخفض التصعيد بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، فضلًا عن الأردن.
ومن الأهمية هنا أن نشير إلى أن الأردن تعارض بشكل جذري قيام النظام السوري بأي عملية عسكرية على حدودها الشمالية؛ بسبب رفضها التام إعادة توطين الميليشيات الإيرانية على حدودها الشمالية؛ ما يُشكل تهديدًا محوريًّا لأمنها القومي، فضلًا عن تخوفها من حدوث موجات نزوح جديدة للمدنيين؛ ما يُشكل عبئًا جديدًا على الوضع الاقتصادي الأردني.
وترغب إسرائيل في الوقت ذاته، في إبعاد الميليشيات الموالية لإيران لأبعد مسافة ممكنة عن الجولان المحتل، خوفًا من أن تقوم هذه الميليشيات بوصل مناطق سيطرتها في الجنوب السوري مع مناطق حزب الله في الجنوب اللبناني، ومن ثم تشكيل ما يُمكن أن يُطلق عليه «حزام شيعي» يضع ضمن أولوياته خوض معركة عسكرية من أجل تحرير الجولان المحتل من قبضة إسرائيل، وفي إطار هذه الأسباب، ضغطت الأردن وإسرائيل من أجل منع إيران إعادة التوظيف الجيوستراتيجي لمناطق الجنوب السوري في حربها المذهبية في المنطقة.
وقد جاء الطلب الروسي من إيران بسحب ميليشياتها من الجنوب، تحت وطأة تكرار القصف الجوي الإسرائيلي لمواقع عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية (ليس فقط في الجنوب، ولكن أيضًا لمواقع عسكرية متفرقة في حلب ودمشق) ليُشكّل تساؤلًا مُهمًّا حول التداعيات العسكرية المترتبة على هذا الانسحاب.
ولعل تأمين المعارضة مناطق سيطرتها في الجنوب السوري، هو أبرز المكاسب التي حققها أعداء إيران في سوريا؛ لأن وجود المعارضة في الجنوب السوري يُوفر لها فرصة تدعيم صفوفها عسكريًّا عن طريق قوى خارجية (كون المنطقة الجنوبية غير محاصرة من النظام)؛ ما يُسهم في منح المعارضة المسلحة نقطة تفاوضية في أي عملية تسوية سياسية بشأن مستقبل سوريا.
وفي ذلك، تستغل المعارضة الحرص الإقليمي والدولي في الحفاظ على هدوء الأوضاع في الجنوب؛ لأنه من المتوقع أن تحظى المعارضة بدعم لوجستي أردني في أي معركة قد تقوم بها ميليشيات إيران بشكل منفرد في الجنوب السوري، ولعل هذا الانسحاب قد يكون مقدمةً لتعميم المطالبات الإقليمية بانسحاب إيران من كامل الأراضي السورية.
وبالتأكيد لن تقف إيران مكتوفة الأيدي أمام هذه المطالبات، خاصةً أنها تتعامل مع الانسحاب من الجنوب، بصفته خطوة استراتيجية تستهدف تلطيف الأجواء مع أعدائها الغربيين، الذين أصابهم الغضب من نجاحاتها العسكرية في سوريا، ولذا فمن المتوقع أن تعمل على دمج عناصرها في الجيش السوري التابع للنظام؛ لتضمن وجودًا عسكريًّا في أصعب الأحوال، على أن يخولها ذلك تفادي مطالبات الخروج، حتى وإن اضطرها الأمر لتجنيس عناصرها المسلحة.
صحيح أن هذا الأمر يُعدُّ أقل من الطموحات الإيرانية الساعية لاستنساخ تجربة حزب الله في سوريا، من خلال الحفاظ على وجود عدد من ميليشياتها المسلحة خارج سيطرة جيش النظام السوري، على أن تتبع هذه الميليشيات إيران فقط؛ إلا أن الرغبة الإيرانية في تحقيق نوع من التوازن العسكري مع إسرائيل قد يدفعها لفعل أي شيء؛ من أجل إبقاء قواتها داخل سوريا، ويعني ذلك أن إيران سوف تتخذ من جيش النظام السوري مَطِيّة لإبقاء قواتها في سوريا لفترة محدودة، قبل أن تعمل على فصلها لاحقًا، حينما تصبح الأمور مواتية لذلك.
وجاء سحب الميليشيات الإيرانية مقاتليها من الجنوب السوري، نتيجة طبيعية لعوامل عدة، لعل أبرزها تهديد الولايات المتحدة للنظام السوري وتحذيره من عواقب شن أي عملية عسكرية؛ لاستعادة السيطرة على المناطق الجنوبية (الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة)، التي تخضع لاتفاق بخفض التصعيد بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، فضلًا عن الأردن.
ومن الأهمية هنا أن نشير إلى أن الأردن تعارض بشكل جذري قيام النظام السوري بأي عملية عسكرية على حدودها الشمالية؛ بسبب رفضها التام إعادة توطين الميليشيات الإيرانية على حدودها الشمالية؛ ما يُشكل تهديدًا محوريًّا لأمنها القومي، فضلًا عن تخوفها من حدوث موجات نزوح جديدة للمدنيين؛ ما يُشكل عبئًا جديدًا على الوضع الاقتصادي الأردني.
وترغب إسرائيل في الوقت ذاته، في إبعاد الميليشيات الموالية لإيران لأبعد مسافة ممكنة عن الجولان المحتل، خوفًا من أن تقوم هذه الميليشيات بوصل مناطق سيطرتها في الجنوب السوري مع مناطق حزب الله في الجنوب اللبناني، ومن ثم تشكيل ما يُمكن أن يُطلق عليه «حزام شيعي» يضع ضمن أولوياته خوض معركة عسكرية من أجل تحرير الجولان المحتل من قبضة إسرائيل، وفي إطار هذه الأسباب، ضغطت الأردن وإسرائيل من أجل منع إيران إعادة التوظيف الجيوستراتيجي لمناطق الجنوب السوري في حربها المذهبية في المنطقة.
وقد جاء الطلب الروسي من إيران بسحب ميليشياتها من الجنوب، تحت وطأة تكرار القصف الجوي الإسرائيلي لمواقع عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية (ليس فقط في الجنوب، ولكن أيضًا لمواقع عسكرية متفرقة في حلب ودمشق) ليُشكّل تساؤلًا مُهمًّا حول التداعيات العسكرية المترتبة على هذا الانسحاب.
ولعل تأمين المعارضة مناطق سيطرتها في الجنوب السوري، هو أبرز المكاسب التي حققها أعداء إيران في سوريا؛ لأن وجود المعارضة في الجنوب السوري يُوفر لها فرصة تدعيم صفوفها عسكريًّا عن طريق قوى خارجية (كون المنطقة الجنوبية غير محاصرة من النظام)؛ ما يُسهم في منح المعارضة المسلحة نقطة تفاوضية في أي عملية تسوية سياسية بشأن مستقبل سوريا.
وفي ذلك، تستغل المعارضة الحرص الإقليمي والدولي في الحفاظ على هدوء الأوضاع في الجنوب؛ لأنه من المتوقع أن تحظى المعارضة بدعم لوجستي أردني في أي معركة قد تقوم بها ميليشيات إيران بشكل منفرد في الجنوب السوري، ولعل هذا الانسحاب قد يكون مقدمةً لتعميم المطالبات الإقليمية بانسحاب إيران من كامل الأراضي السورية.
وبالتأكيد لن تقف إيران مكتوفة الأيدي أمام هذه المطالبات، خاصةً أنها تتعامل مع الانسحاب من الجنوب، بصفته خطوة استراتيجية تستهدف تلطيف الأجواء مع أعدائها الغربيين، الذين أصابهم الغضب من نجاحاتها العسكرية في سوريا، ولذا فمن المتوقع أن تعمل على دمج عناصرها في الجيش السوري التابع للنظام؛ لتضمن وجودًا عسكريًّا في أصعب الأحوال، على أن يخولها ذلك تفادي مطالبات الخروج، حتى وإن اضطرها الأمر لتجنيس عناصرها المسلحة.
صحيح أن هذا الأمر يُعدُّ أقل من الطموحات الإيرانية الساعية لاستنساخ تجربة حزب الله في سوريا، من خلال الحفاظ على وجود عدد من ميليشياتها المسلحة خارج سيطرة جيش النظام السوري، على أن تتبع هذه الميليشيات إيران فقط؛ إلا أن الرغبة الإيرانية في تحقيق نوع من التوازن العسكري مع إسرائيل قد يدفعها لفعل أي شيء؛ من أجل إبقاء قواتها داخل سوريا، ويعني ذلك أن إيران سوف تتخذ من جيش النظام السوري مَطِيّة لإبقاء قواتها في سوريا لفترة محدودة، قبل أن تعمل على فصلها لاحقًا، حينما تصبح الأمور مواتية لذلك.