فرج فودة.. فضح الجماعات الظلامية فاغتالته برصاص الجهل
الجمعة 08/يونيو/2018 - 01:26 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
في الساعة السادسة والنصف من مساء الثامن من يونيو 1992 خرج المفكر المصري فرج فودة من مكتبه برفقة ابنه، بشارع أسماء فهمي في حي مصر الجديدة، كي يستقل سيارته عائدًا إلى منزله، إلا أن مُلَثَّمَيْن (عبدالشافي أحمد رمضان وأشرف سعيد إبراهيم، من معتنقي أفكار الجماعة الإسلامية، وهما أميان لم يقرآ حرفًا مما كتبه المفكر) كانا يستقلان دراجة بخارية اعترضا طريقه، وأطلقا عليه وابلًا من النيران أرداه قتيلًا، ولاذا بالفرار هاربين، فيما أصيب ابنه إصابات طفيفة.
وقع الحادث بعد أسبوع فقط من مناظرة دوّى صداها في الأوساط الإسلاميَّة، بين فرج فودة والمفكر محمد أحمد خلف الله من ناحية، والشيخ محمد الغزالي، والدكتور محمد عمارة، ومأمون الهضيبي مرشد الإخوان آنذاك من ناحية أخرى، احتشد لها أكثر من 20 ألف متابع في معرض الكتاب، واستمرت لمدة ثلاث ساعات، وكان موضوعها هوية الدولة المصرية.. دينية أم مدنية.
انتقد فودة بشدة جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي كلها، مؤكدًا أنها لا تملك برنامجًا سياسيًّا واضحًا، ومنذ نشأتها كتيارات لم تحقق حلمها في تكوين دولة، وليس لها سوى سفك الدماء وتضييق الحريات، واختتم مناظرته التي ساق فيها من الدلائل والبراهين والأحداث التاريخية ما يدفعه للتوجه بالدعوة الحارة لفصل الدين عن السياسة.
كانت صلابته في الدفاع عن الدولة المدنية، ضربًا وهدمًا لأحلام جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان والجماعة الإسلاميَّة، فمنهج الإخوان منذ نشأتها وتأسيسها على يد البنا 1928، يحلم بالتمكين وأستاذية العالم، كذلك الجماعة الإسلاميَّة بدأت نشر أفكارها الجهادية منذ وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أي منذ مطلع السبعينيات، وازدهرت تلك الأفكار في فترة الانفتاح والتي كانت بيئة خصبة لتنامي وتغلغل تلك الجماعات المتشددة؛ إذ تبنت أفكارًا متطرفة حول المجتمع والجهاد ومنهج تطبيق الشريعة الواجب على الكل، معتمدين على قراءات وتفسيرات ملتوية من كتب التراث.
وطبيعي في ظل الاستجابة لتلك الأفكار أن يتطور منهج الجماعات إلى القتل الصريح، فاغتالوا رئيس الدولة محمد أنور السادات1981 حتى نفذوا مذبحة الأقصر 1997، والتي راح ضحيتها 58 سائحًا، ناهيك عن العمليات الخاطفة الأخرى التي تخللت الحادثين الإرهابيين؛ الاغتيال والمذبحة.
إلى أي مفر كان سيلجأ فرج فودة، محطم أحلام الجماعات الظلامية وكاشف نواياهم ومفند زعمهم؟ بدأت خطة اغتيال فرج فودة على صفحات مجلة النور بنشر مقتطفات من المناظرة الشهيرة، وتصويره أنه كافر خارج عن الملة، بل اتهمته بأنه يعرض أفلامًا إباحية على أصدقائه في منزله ويشرب الخمور، ويقيم حفلات جنس جماعي في جمعية تضامن المرأة، ونجح المخطط باغتيال فرج فودة برصاص اثنين من الجهلة حرفيًّا؟
يعود الخلاف بين فودة وتيارات الإسلام السياسي إلى ما أبعد من المناظرة، فقد سبق وانتقد السادات في إفساحه المجال أمام تلك التيارات في محاولة منه لإيقاف خطر الناصريين.
كما أن فودة استقال من حزب الوفد الذي كان عضوًا فيه؛ بسبب إقدام الحزب على التحالف مع جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية في 26 يناير عام 1984، وقتها اتهمته التيارات الظلامية بأقذع الإتهامات مثل اتهام الشيخ «صلاح أبوإسماعيل»، أحد أقطاب جماعة الإخوان له بأنه يجيز الزنا في كتابه «قبل السقوط».
ويقسم فودة الإسلام السياسي إلى 3 تيارات، وهي التيار التقليدي ويتمثل في جماعة الإخوان، والتيار الثوري ويعبر عنه الجماعة الإسلامية المسلحة، والتيار الثروي ويتمثل في أصحاب الثروات الضخمة بعد عصر الانفتاح.
وألف فودة كتبًا عدّة مثل «قبل السقوط»، و«حتى لا يكون كلامًا في الهواء»، و«الملعوب» والذي يفضح فيه شركات توظيف الأموال، ومن أشهر كتبه «نكون أو لا نكون» الذي تسبب في خلاف بينه وبين شيخ الأزهر آنذاك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، الذي اتهم المدافعين عن الدولة المدنية بالخارجين عن القانون.
ولد فودة في 20 أغسطس عام 1945 في بلدة الزرقا بمحافظة دمياط، كما حصل على ماجستير في العلوم الزراعية ودكتوراه في فلسفة الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، والتي عمل بها أستاذًا، واغتيل في 8 يونيو 1992.
وقع الحادث بعد أسبوع فقط من مناظرة دوّى صداها في الأوساط الإسلاميَّة، بين فرج فودة والمفكر محمد أحمد خلف الله من ناحية، والشيخ محمد الغزالي، والدكتور محمد عمارة، ومأمون الهضيبي مرشد الإخوان آنذاك من ناحية أخرى، احتشد لها أكثر من 20 ألف متابع في معرض الكتاب، واستمرت لمدة ثلاث ساعات، وكان موضوعها هوية الدولة المصرية.. دينية أم مدنية.
انتقد فودة بشدة جماعة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي كلها، مؤكدًا أنها لا تملك برنامجًا سياسيًّا واضحًا، ومنذ نشأتها كتيارات لم تحقق حلمها في تكوين دولة، وليس لها سوى سفك الدماء وتضييق الحريات، واختتم مناظرته التي ساق فيها من الدلائل والبراهين والأحداث التاريخية ما يدفعه للتوجه بالدعوة الحارة لفصل الدين عن السياسة.
كانت صلابته في الدفاع عن الدولة المدنية، ضربًا وهدمًا لأحلام جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان والجماعة الإسلاميَّة، فمنهج الإخوان منذ نشأتها وتأسيسها على يد البنا 1928، يحلم بالتمكين وأستاذية العالم، كذلك الجماعة الإسلاميَّة بدأت نشر أفكارها الجهادية منذ وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أي منذ مطلع السبعينيات، وازدهرت تلك الأفكار في فترة الانفتاح والتي كانت بيئة خصبة لتنامي وتغلغل تلك الجماعات المتشددة؛ إذ تبنت أفكارًا متطرفة حول المجتمع والجهاد ومنهج تطبيق الشريعة الواجب على الكل، معتمدين على قراءات وتفسيرات ملتوية من كتب التراث.
وطبيعي في ظل الاستجابة لتلك الأفكار أن يتطور منهج الجماعات إلى القتل الصريح، فاغتالوا رئيس الدولة محمد أنور السادات1981 حتى نفذوا مذبحة الأقصر 1997، والتي راح ضحيتها 58 سائحًا، ناهيك عن العمليات الخاطفة الأخرى التي تخللت الحادثين الإرهابيين؛ الاغتيال والمذبحة.
إلى أي مفر كان سيلجأ فرج فودة، محطم أحلام الجماعات الظلامية وكاشف نواياهم ومفند زعمهم؟ بدأت خطة اغتيال فرج فودة على صفحات مجلة النور بنشر مقتطفات من المناظرة الشهيرة، وتصويره أنه كافر خارج عن الملة، بل اتهمته بأنه يعرض أفلامًا إباحية على أصدقائه في منزله ويشرب الخمور، ويقيم حفلات جنس جماعي في جمعية تضامن المرأة، ونجح المخطط باغتيال فرج فودة برصاص اثنين من الجهلة حرفيًّا؟
يعود الخلاف بين فودة وتيارات الإسلام السياسي إلى ما أبعد من المناظرة، فقد سبق وانتقد السادات في إفساحه المجال أمام تلك التيارات في محاولة منه لإيقاف خطر الناصريين.
كما أن فودة استقال من حزب الوفد الذي كان عضوًا فيه؛ بسبب إقدام الحزب على التحالف مع جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية في 26 يناير عام 1984، وقتها اتهمته التيارات الظلامية بأقذع الإتهامات مثل اتهام الشيخ «صلاح أبوإسماعيل»، أحد أقطاب جماعة الإخوان له بأنه يجيز الزنا في كتابه «قبل السقوط».
ويقسم فودة الإسلام السياسي إلى 3 تيارات، وهي التيار التقليدي ويتمثل في جماعة الإخوان، والتيار الثوري ويعبر عنه الجماعة الإسلامية المسلحة، والتيار الثروي ويتمثل في أصحاب الثروات الضخمة بعد عصر الانفتاح.
وألف فودة كتبًا عدّة مثل «قبل السقوط»، و«حتى لا يكون كلامًا في الهواء»، و«الملعوب» والذي يفضح فيه شركات توظيف الأموال، ومن أشهر كتبه «نكون أو لا نكون» الذي تسبب في خلاف بينه وبين شيخ الأزهر آنذاك الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، الذي اتهم المدافعين عن الدولة المدنية بالخارجين عن القانون.
ولد فودة في 20 أغسطس عام 1945 في بلدة الزرقا بمحافظة دمياط، كما حصل على ماجستير في العلوم الزراعية ودكتوراه في فلسفة الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس، والتي عمل بها أستاذًا، واغتيل في 8 يونيو 1992.