«أبوطلحة».. وكيل الإرهاب القطري في ليبيا

الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:47 م
طباعة «أبوطلحة».. وكيل حامد المسلمي
 
في يوليو 1996، اعتقل الإرهابي عبدالمنعم خليفة الحسناوي المُلقب بـ«أبوطلحة» مع عدد آخر من المتورطين، في محاولة اغتيال للرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي في فبراير 1996، وظل في سجن «أبوسليم» (أحد أشهر السجون الليبية)، حتى أُطلق سراحه في أغسطس 2011، إثر أحداث فبراير 2011 التي اندلعت في ليبيا، أو ما يُطلق عليها «الثورة الليبية» أو «الربيع العربي الليبي»، وينتمي «أبوطلحة» إلى قبيلة الحساونة، جنوب غرب ليبيا، وعاود نشاطه الإرهابي في ليبيا وغيرها عقب خروجه من السجن في 2011.

وأشارت تقارير صحفية بريطانية نُشرت في صحيفتي «الميل أوف صنداي» و«الجارديان» إلى تورط المخابرات البريطانية في محاولة اغتيال «القذافي» عام 1996، عن طريق التعاون مع تنظيم «القاعدة»، ودفعها مبلغ 100 ألف جنيه إسترليني؛ لشراء أسلحة وسيارات؛ لتنفيذ العملية عبر زرع عبوة ناسفة أسفل سيارة «القذافي»، إلا أن منفذي العملية ومنهم «أبوطلحة»، أخطؤوا وزرعوا القنابل تحت سيارة أخرى؛ ما أدى لسقوط مزيد من الضحايا، كما قال العميل البريطاني ديفيد شايلر وهو عضو سابق في جهاز الأمن البريطاني -اعتقل في باريس في مطلع أغسطس 1998- في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية -أذيعت ليلة 9 أغسطس 2002-: إن جهاز المخابرات البريطانية «إم 16» أعطى المبلغ لعميل عربي اسمه الحركي «تونوورث» لتمويل مؤامرة الاغتيال في عام 1996، وأضاف شايلر أن «عشرات الآلاف من الجنيهات من أموال دافعي الضرائب استخدمت في محاولة لاغتيال رئيس دولة أجنبية»، وهذا يُشير إلى الارتباط الوثيق والقديم بين عبدالمنعم الحسناوي وتنظيم القاعدة.

وعقب خروج «أبوطلحة» من السجن تردد مرات عدّة على دولتي قطر وتركيا، وفي 2013 غادر إلى سوريا، وكلف هناك بمهام المسؤول الشرعي لكتيبة «المهاجرين»، المؤلفة من عناصر أجنبية جهادية قاتلت ضد النظام السوري، كما شارك عناصر تنظيم «جبهة النصرة» في سوريا الموالية لتنظيم «القاعدة»؛ وذلك لتنفيذ مخططات القاعدة، وإسقاط النظام السوري بدعم خارجي.

ثم عاد «أبوطلحة» إلى ليبيا في 2013، وتواصل مع «مختار بلمختار» أمير تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب العربي السابق، كما شارك «أبوطلحة»، عضو «الجماعة الليبية المقاتلة» وزعيمها في إسقاط الجيش الوطني الليبي.

استعانت قطر بـ«أبوطلحة» في ليبيا، وكان أحد أهم رجالها هناك، وعمل على تأسيس كيان مسلح يحمل اسم «مجلس شورى قبيلة الحساونة» بمدينة الشاطئ جنوب ليبيا، وذلك على غرار ما تعرف مجالس شورى ثوار بنغازي ودرنة وأجدابيا، التي يتزعمها عناصر من الجماعة الليبية المقاتلة أو تنظيم القاعدة، وكُلف من قبل «خالد الشريف» وكيل وزارة الدفاع الليبية السابق في حكومة الإنقاذ، ذراع قطر العسكرية في ليبيا، بمهام قيادية في «غرفة عمليات ثوار ليبيا» فرع الجنوب، التي حظيت بدعم مالي واسع من قبل وزارة الدفاع ورئاسة المؤتمر الوطني العام.

محاولة اغتيال غامضة
في 15 نوفمبر 2016، تعرض المنزل الذي يقطن به «أبوطلحة» إلى قصف جوي، إلا أن هناك تقارير مخابراتية تُشير إلى أنه تلقى تحذيرًا قبل القصف بحوالي 10 دقائق تمكن فيها من الهرب، وقُتِل في هذا القصف نحو 6 أشخاص، لم يكن من بينهم «أبوطلحة».

وتجدر الإشارة إلى أن النائب «طلال الميهوب»، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، قد وجّه خطابًا إلى وزير خارجية الحكومة الليبية المؤقتة «محمد الدايري» حول بعض المواطنين الليبيين الواردة أسماؤهم في البيان الخليجي المصري، ضمن قائمة المصنفين كإرهابيين مدعومين أو مرتبطين بدولة قطر، وشملت القائمة اسم عبدالمنعم الحسناوي والملقب بـ«أبوطلحة»، بصفته قياديًّا في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومسؤولًا في جنوب ليبيا.

شارك