«أبوعمر الشيشاني».. من سجون جورجيا إلى «وزير حرب داعش»

الإثنين 16/يوليو/2018 - 02:26 م
طباعة «أبوعمر الشيشاني».. شيماء حفظي
 
48 عامًا عاشها أبوعمر الشيشاني، لكن الثلاثة الأعوام الأخيرة تُعدُّ الأهم في حياته؛ حيث أصبح «وزير حرب تنظيم داعش»، بعد أن كان مقاتلًا في الجيش الشيشاني، وهو الأمر الذي وضع حوله الكثير من علامات الاستفهام، في محاولة لفهم سبب سفره إلى سوريا، والانضمام للمقاتلين وكذلك الترقية السريعة ضمن صفوف داعش، ومحاولة تفسير ما إذا كان انضمامه بسبب المال أو الإيمان؟

«أبوعمر الشيشاني»، هو الاسم الحركي له، لكن اسمه الحقيقي «طرخان باتيرشفيلي»، ولد عام 1968 في وادي «بانكيسي» شمال شرق «جورجيا»، وكان والده «تيمورازوفيتش باتيرشفيلي» مسيحي الديانة، بينما كانت والدته «ليلى أخيشفيلي» مسلمة، وكان له أخوان، الأكبر منه كان مسلمًا متشددًا، واسمه «تاماس»، وانضم هو الآخر للقتال في سوريا، وفقًا لما ذكره موقع قناة «العربية»، في تقرير بعنوان: «من هو أبوعمر الشيشاني صاحب اللحية الصهباء؟».

من شرطي إلى سجين
كانت بداية انخراط «الشيشاني»، في العمليات المسلحة، مع انضمامه للجيش الجورجي عام 2008، وبحسب ما نقله تقرير العربية، عن والده، فإنه عمل في وحدة العمليات الخاصة بوزارة الداخلية في جورجيا، وكانت تُعرف بأعمالها العنيفة، وأنها وحدة استخباراتية شرسة.

ووفقًا لتقرير بعنوان: «الزنجبي الجهادي في الموصل: عمر الشيشاني»، نُشر في جريدة «IBTimes» في يونيو 2014، ترقى «الشيشاني» في الجيش الجورجي إلى رتبة رقيب، مؤكدًا أن «الشيشاني» شارك في حرب بلاده ضد روسيا بسبب «الكراهية العميقة للكرملين»، وكان يتجسس على الدبابات الروسية، ونقل مواقعها إلى المدفعية الجورجية.

وفي 2010، أُصيب «الشيشاني»، وتم تسريحه من الجيش، ولم يستطع الحصول على عمل، كما أنه واجه وفاة والدته المصابة بـ«السرطان»، وهو ما جعل حياته فارغة.

وألقي القبض عليه بعدها؛ بتهمة شراء وتخزين السلاح لصالح المقاتلين الشيشان، وحُكِمَ عليه بالسجن 3 سنوات، ولكن بعد 16 شهرًا، أُطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية؛ ليصبح حرًّا في منتصف عام 2012، بحسب تقرير العربية.

وبرر والده تصرفه، لصحيفة واشنطن بوست، بأنه كان «رجلًا بلا عمل أو أمل؛ ولذلك سلك طريقًا خاطئًا».

الطريق إلى الإرهاب
والد «الشيشاني»، أكد أن نجله لم يكن متطرفًا، لكنه تغير بعد سجنه، موضحًا أنه بعد خروجه من السجن، لم يعش في جورجيا، لكنه توجه إلى تركيا، ومنها إلى روسيا، ثم غادر إلى سوريا.

وتحت عنوان: «الأصول الجورجية لقائد داعش الشيشاني»، قال والده في مقابلة أجراها مع «بي بي سي» في يوليو 2014: إنه «قبل مغادرته أزال جميع صور العائلة في المنزل، وفقًا لمعتقداته الجديدة الصارمة.. لم ألاحظ ذلك، ولكن في أحد الأيام عندما أردت التطلع لألبوم صور أدركت أنه لم يتبقَّ شيء».

بعد الإفراج عنه من سجن جورجيا، انتقل الشيشاني إلى سوريا في مارس 2012، ووفقًا لموقع منظمة مشروع مكافحة التطرف (CEP)، قاد الشيشاني لواءً متمردًا من المقاتلين الشيشان كان يُقاتل في سوريا إلى جانب ما تُسمى بـ«جبهة النصرة»، وفي مارس 2013، اندمجت جماعة الشيشاني في جهاديين آخرين، لتشكيل مجموعة أكبر وأكثر تنظيمًا تُسمى جيش المهاجرين والأنصار (جيش المغتربين والأنصار).

وفي تقرير نشرته «بي بي سي» في 2013، تحت عنوان: «الأزمة السورية: عمر الشيشاني الزعيم الجهادي الشيشاني» كان «الشيشاني» قائدًا لجيش المهاجر والأنصار، لكنه تم استبداله لأن معظم الشيشان في سوريا يرفضون الولاء لـ«داعش»؛ حيث إنه في مايو 2013، أعلن «الشيشاني» وبعض أتباعه مبايعة «داعش»، وتم تعيينه قائدًا بالتنظيم.

ووفقًا لما ذكره تقرير «العربية»، وضعت واشنطن «الشيشاني» على قائمتها للإرهاب الدولي، كما خصصت مكافأة 5 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عنه، في 24 سبتمبر 2014.

وبعد مبايعة «الشيشاني» لـ«داعش»، عين لما يُسمى بـ«جيش المهاجرين» قائدًا جديدًا منهم، كما أعلنوا مبايعة تنظيم «القاعدة» في سبتمبر 2015.

محاربة العالم المُعادي
اختلفت الأسباب التي رُصدت وراء انضمام «الشيشاني» للتنظيمات المقاتلة في سوريا، ومنها إلى «داعش»، فبحسب ما ذكره تقرير «العربية. نت»، يعد السجن أحد أسباب ذلك؛ لأنه شعر بألم شديد ومهانة بعد أن قاتل بشراسة من أجل بلاده، وتم تسريحه من الجيش، ثم سُجن بعدها، لذلك قرّر الالتحاق بـ«داعش» لمحاربة «العالم المعادي».

كما نقل موقع منظمة مشروع مكافحة التطرف (CEP)، عن والد «الشيشاني» تأثر الأخير بالحرب ضد روسيا، حتى إنه قال: «يومًا من الأيام سيعود إلى الوطن ويظهر للروس مع الآلاف من أتباعه».

لكن تقرير «الزنجبي الجهادي في الموصل: عمر الشيشاني» في (IBTimes) قال: «إن الشيشاني تحدث عن كراهيته للأمريكيين باعتبارهم أعداء الله وأعداء الإسلام»، ونقل التقرير عن «الشيشاني» قوله: «وعدت الله أنني إذا خرجت من السجن حيًّا سأذهب للجهاد في سبيل الله».

أما والده، فيرى أن هناك سببًا آخر لانضمام «الشيشاني» إلى التنظيمات الإسلاموية، فقال في لقائه مع «بي بي سي»: «إنه كان يعتقد أن الفقر كان عاملًا في تطرف الشيشاني»، مضيفًا: «عندما تكون في حالة يائسة ستفعل أي شيء.. الآن يقول إنه غادر بسبب إيمانه، لكنني كنت أعرف أنه فعل ذلك لأننا كنا فقراء».

وتابع: «واعترف بأن دوافع الشيشاني كانت ستتغير بمرور الوقت.. الآن، نعم، المال ليس هو السبب في أنه يقود هذه الحرب».

ورغم أن «الشيشاني»، قُتِل في يوليو 2016، ومات دون أن يعرف أحد تفاصيل كثيرة عن حياته، لكن تصريحات والده عن المكالمة الوحيدة التي جمعته به بعد سفره إلى سوريا، تُفيد بأنه تزوج من سيدة شيشانية ولديه ابنة.

شارك