لاشين أبو شنب.. رجل الأمن لدى مكتب الإرشاد

الجمعة 20/يوليو/2018 - 03:12 م
طباعة لاشين أبو شنب.. رجل حور سامح
 
لاشين على عبد الله لاشين أبوشنب، من مواليد 25 من يونيو 1927 في شبين الكوم، محافظة المنوفية، له 7 أبناء، 4 بنات، وولدان، وخمسة وعشرون حفيدًا.
التحق بالأزهر الشريف لحفظه القرآن الكريم، وكان رئيس اللجنة التنفيذية لمعهد شبين الكوم الديني الخاصة بمساندة شيخ الأزهر، مصطفى المراغي، ومسئول الجوالة في كلية دار العلوم خلال أربع سنوات.

(لاشين أبو شنب سيد قطب هذا الزمان)، هكذا أطلق عليه الإخوان، وبرغم أنه عاصر مرشديهم منذ حسن البنا وحتى محمد بديع، فإنه لم يكن يظهر إعلاميا، بل كان شخصية مؤثرة داخليا، حتى إن أعضاء الجماعة تأثروا بشدة عند وفاته، ورثوه ببالغ الأسى، والحزن، وكانوا يرونه صقر الجماعة الذي يقف بوجه النظام، على حد قولهم.

بداية علاقته بالإخوان
بدأ تأثره بالإخوان عام 1940، بعد سماعه خطبة لــ«البنا»، لينضم إلى صفوف الجماعة في العام التالي، وتعتبر المرحلة الأهم فى حياة «لاشين» عندما كان مديرا لمدرسة الجيل المسلم، التي جمعت أبناء الصفوة المجتمع، فرغم كونها تابعة للإخوان، فإنها ضمت أبناء القضاة وضباط الداخلية، فكانت عادة ما تجرى اتصالات بين «أبو شنب» وتلك القيادات للتوصية على أبنائه، وهو ما جعله رجل الأمن، وإن لم يكن بشكل مباشر أو مقابل أجر ولكن بسبب طبيعة عمله مديرا للمدرسة، ما جعله «محصنا» إلى حد كبير في نهاية حياته، بالرغم من هجومه على عدد من رجال الدولة، كما أنه لم يتعرض للاعتقال منذ حملة 1995، ولم يلبث طويلا فى السجن.

سافر «لاشين» عام 1951 إلى السعودية ليعمل مدرسا، ولكنه كلف من قبل التنظيم بمتابعة الخلايا الإخوانية في كل من السعودية والكويت والإمارات وقطر، وعدد من الدول الأجنبية، فسافر إلى الولايات المتحدة 7 مرات، بأمر من الجماعة، كما ذكر بنفسه، وتابع تأسيس الجماعة فى اليمن والكويت وكان له تأثير فى تنظيم الإخوان في الخارج.

من البنا إلى بديع
عاصر «لاشين» كل من «حسن البنا، حسن الهضيبي، عمر التلمساني، محمد حامد أبو النصر، مصطفى مشهور، محمد مأمون الهضيبى، محمد مهدي عاكف، ومحمد بديع» ما جعله شخصية خطرة لمعاصرته لكل المرشدين مما اكسبه كل صفاتهم حتى العنيف منها، وظل منتميا للجماعة واستمر في حضور اجتماعات مكتب الإرشاد حتى وفاته عام 2014.

عاد إلى مصر 1981، وكان متهما فى قضية وصدر ضده حكم بالسجن لمدة 15 سنة، أثناء حكم الرئيس الراحل أنور السادات، ليفرج عنه الرئيس الأسبق حسني مبارك بعفو رئاسي، ليشارك بعد ذلك فى برلمان 1987، ورغم تصريحاته فى مجلس الشعب وهجومه على الدولة، لم يقبض عليه سوى عام 1995، وأفرج عنه بعد فترة قصيرة، فثارت الشكوك حول علاقة الإخوان بالأمن، وخصوصا لاشين أبو شنب، وتوصيفه بسيد قطب هذا الزمان، ما يجعله أشد خطرا على الدولة.

لكونه مديرا لمدرسة الجيل المسلم، ولكثرة تعاملاته مع كبار رجال الدولة، صار محصنا ضد الاعتقال، وأصبح «مخبرا» دون أن يدرى، نتيجة علاقته بقيادات الأمن ولتواجده حتى آخر حياته في مكتب الإرشاد.

الأمن والإخوان
ويقول سامح عيد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن مصطفى مشهور اتصل بأحد قيادات الأمن للإفراج عن قيادي بالجماعة، كان عوض بعيص مسافرا إلى المجر بأمر من الجماعة وعمل بمركز إسلامى هناك، وكان نشطا جدا هناك، ولكن أجهزة الدولة لم تكن تمتلك ملفا له، وعند عودته إلى مصر اعتقله الأمن المصري، وتعاملت معه على أنه جهادى، ولم تصدق أنه إخواني، حتى إن أخاه «كمال» ترجى قيادات الجماعة التوسط عند أجهزة الأمن، لتمر 6 أشهر على تواجده بسجن العقرب، فاتصل «مشهور»، بالأمن مؤكدا أنه إخواني، ليفرج عنه فى الحال، وعند سؤال «كمال» لــ«مصطفى مشهور» عن تأخر الاتصال لتلك المدة، فكان رده: «كنا نربيه، لمخالفته قواعد السمع والطاعة».

ويضيف «عيد»، في تصريحات خاصة لــ«المرجع»، أن النبوي إسماعيل (وزير الداخلية 1977) كان يحب «التلمساني» بشدة، حتى إنه كان يرفض القبض عليه فى قضية التحفظ، ليتدخل السادات وينهره، لأن صدور أمر الاعتقال نافذ ولابد منه، ويشير «عيد» إلى أن النظام كان يستخدم الإخوان لثلاث أسباب، فكانوا يمثلون فزاعة لدول الخارج، وحصارا لأحزاب المعارضة فى مصر، خصوصا أن تلك الأحزاب تلقى قبولا دوليا، على العكس من الجماعة، التي كانت مبررا لفرض حالة الطوارئ كلما تطلب الأمر، في عصر «السادات»، ثم تطور الأمر أيام مبارك.

وكشفت جريدة الوطن المصرية، خلال وثائق منشورة عام 2012، عن وجود كل من «حبيب» و«الشاطر» في اجتماع الإخوان، مع قيادات جهاز أمن الدولة وأعضاء الحزب الوطني، لتنسيق انتخابات 2005، وجرى الاتفاق على المقاعد والدوائر التي سيتولاها الإخوان وقتها، وجاء ذلك ضمن وثائق كشفت عنها أجهزة الأمن.

شارك