ألكسندر بينالا.. أحرج الإليزيه وأفسد فرحة الفرنسيين بكأس العالم

السبت 21/يوليو/2018 - 01:12 م
طباعة ألكسندر بينالا.. محمود رشدي
 
ارتفعت شعبية الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، إلى عنان السماء بعد أن رفع منتخب الديوك كأس العالم في روسيا، وأتوا به إلى قصر الإليزيه في مشهد أسطوري يليق بالأبطال.

حلم جميل أفسده أحد المقربين من ماكرون، وحوله إلى كابوس سياسي وأزمة حقيقية تهدد شعبية الرئيس الذي يبدو أنه سيعاني في الفترة المقبلة لعلاج هذه الأزمة.

تعود الواقعة لتظاهرات العمال الفرنسيين في عيدهم الأخير (الأول من مايو 2018) حيث يشهد عيد العمال غالبًا مسيرات احتجاجية ينظمها عمال فرنسا للمطالبة بتحسين مستوى معيشتهم وأجورهم واعتراضًا على سياسة الحكومة أحيانًا.

بدأت الأزمة حين عرضت صحيفة لوموند الفرنسية مقطع فيديو- صوَّره أحد مراسليها للاحتجاجات العمالية- ظهر فيه تعرض أحد المتظاهرين للعنف والضرب المبرح بهراوات رجال الشرطة، وأظهر الفيديو وجه الشرطي المعتدي والذي تكاد فرنسا كلها تعرفه، إنه ألكسندر بينالا، أحد المقربين للرئيس ماكرون، وكان «بينالا» قد حصل على صفة «مراقب» فقط، من قبل جهاز الشرطة، وفي يوم عيد العمال فقط.

واليوم- الجمعة 20 يوليو 2018- أعلنت النيابة العامة في باريس أن ألكسندر بينالا، تم توقيفه ووضعه رهن التحقيق للاشتباه في ممارسته «أعمال عنف» و«انتحال وظيفة»، وتزامنًا مع إعلان النيابة كان الإليزيه قد اتخذ إجراءات إقالة بينالا من منصبه.

وما أثار اللغط في الأوساط الفرنسية، محاولة القصر إخفاء الواقعة برمتها منذ حدوثها، ولم يتخذ إجراء ضد بينالا إلا بعد أن عرضت الـ«لوموند» مقطعها المصور الذي يدين واحدًا من أهم المقربين لدى ماكرون، خاصة أن ألكسندر بينالا اشتهر عنه بأنه من أشرس حراس الرئاسة الفرنسية، وسبق طرده من عدة وزرات في عهد الرئيس السابق هولاند.

من ناحيته، كان برونو روجيه بتي، المتحدث باسم الرئاسة قد أصدر في وقت سابق بيانًا قال فيه: «المعاون ألكسندر بينالا حصل على إذن لمتابعة المظاهرات كمراقب فحسب»، وأضاف «من الواضح أنه تجاوز ذلك، استدعاه على الفور مدير مكتب الرئيس وأوقفه عن العمل 15 يومًا، جاء ذلك عقابًا على سلوك غير مقبول».

لكن ما زاد من غضب الطبقة السياسية الفرنسية هو أن ألكسندر بينالا عاد بعد انتهاء مدة إيقافه عن العمل إلى الدائرة المقربة من الرئيس وعاود مهامه بشكل طبيعي إذ إنه كان داخل حافلة المنتخب الفرنسي بطل العالم لدى نزوله جادة الشانزليزيه الإثنين خلال الاحتفال بتتويج كيليان مبابي وزملائه بمونديال روسيا.

وكان لوران فوكييه، زعيم الجمهوريين (معارضة يمينية)، قد دعا- أمس الخميس- ماكرون إلى إعلان موقفه وإلقاء الضوء على الحادثة، متسائلا عن احتمال وجود مناورات لخنق هذه القضية؟ ورفض ماكرون الرد على فوكييه، أثناء زيارته لجنوب غرب فرنسا، وقال وسط موظفين في قطاع البريد كان يتباحث معهم حول عمل القطاع وتحسين أدائه: «فقط.. أنا هنا مع الناس».

شارك