ناصر العمر.. الراقص على حبال السياسة
الإثنين 13/أغسطس/2018 - 09:22 ص
طباعة
محمد الدابولي
عانت المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، من تنامي التيار الإسلاموي المتمثل في تيار الصحوة والسلفية السرورية، وهو ما تسبب في انتشار الفكر المتطرف والإرهابي داخل المملكة.
ومن أجل مواجهة الفكر المتطرف، اتبعت الرياض العديد من الاستراتيجيات، والتي من أبرزها ملاحقة وتوقيف رؤوس هذا الفكر، بغية تجفيف منابع التطرف والإرهاب على الأراضي السعودية، ففي سبتمبر عام 2017 احتجزت المملكة عددًا من رموز تيار الصحوة، مثل: سلمان العودة، وسفر الحوالي، وفي 7 من أغسطس 2018 احتجزت «ناصر العمر»، عضو هيئة التدريس في كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود بمكة المكرمة، بعد نشره تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ينتقد فيها بعض الأمور المجتمعية، بهدف تأليب الرأي العام في الشارع السعودي، والاتجاه نحو مزيد من التوترات والاضطرابات، لذا تم إغلاق حسابه على موقع تويتر يوم 5 أغسطس.
العباءة القطرية
يُكن أتباع تيار الصحوة في المملكة العربية السعودية، الولاء والتبعية للنظام القطري؛ فمواقف أتباع هذا التيار من الأزمة الخليجية ومقاطعة قطر ظلت كاشفة لتوجهاتهم السياسية الموالية للدوحة، وكثيرون يتداولون حاليًا العديد من الصور التي يظهر فيها «ناصر العمر» برفقة أميري قطر حمد بن خليفة، ونجله تميم.
ونُسبت العديد من الفتاوى الشاذة والضالة لـ«ناصر العمر»، تبيح جهاد النكاح في سوريا واستحلال دماء ونساء الشيعة، وهو الأمر الذي نفاه «العمر» مرارًا وتكرارًا زاعمًا أن النظام السوري هو من يروج تلك الإشاعات بغرض تشويه صورته ودعمه للثورة السورية.
خصومة مع التراث الشعبي
يُعد التراث الشعبي لأي دولة من الدول هو عنوانها وميراثها للأبناء والأحفاد، وتحرص جميع الدول على تنشيط العديد من الفعاليات الشعبية من أجل الحفاظ على تراثها الموروث، وفي السعودية يقام مهرجان الجنادرية منذ عام 1986 من أجل إبراز الجانب الثقافي للمملكة، إلا أن المهرجان لم يلق قبولًا لدى «ناصر العمر»، وأتباعه حيث وسمه بإشاعة المنكرات ومحاصرة المعروف لما فيه من الاختلاط وارتكاب المعاصي والمنكرات.
السباحة في الفضاء الإخواني
ولم يخف «ناصر العمر»، توجهاته الإخوانية ودعمه للجماعة في مصر منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى اليوم، حيث ذلل فتاويه الدينية من أجل خدمة مصالح الجماعة، فعلى طريقة مقولة غزوة الصناديق التي أطلقها محمد حسين يعقوب، لحشد الإسلاميين في أولى الانتخابات التشريعية التي جرت في مصر عقب ثورة يناير، أطلق «العمر» فتواه التي تطالب بالمشاركة في الانتخابات والاستفتاءات لإنجاح تجربة الإخوان في مصر، قائلا: «الكفر لا يجوز الإقدام عليه إلَّا في حال الإكراه، لكن الفقيه هو الذي يفرق بين المفسدتين بالدوس على أدناهما»، كما أطلق فتاويه لدعم الجماعة إبان ثورة 30 يونيو 2013، حيث وصف الثورة المصرية بـ«الانقلاب على الشرعية»، محذرًا من خطورة الخروج على الحاكم، ومهددًا بسيلان الدماء في مصر إذا لم يتم الرضوخ لحكم الإخوان.
ولأن «العمر»، يتبع سياسة الرقص على الحبال، فقد عمل على دعم تحركات جماعة الإخوان المضادة للدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، وفي الوقت ذاته حرم المظاهرات التي تدعو لها الجماعات في السعودية، واصفًا إياها بالفساد.
القدس بوابة تبرير الإرهاب
ركبت الجماعات الإسلاموية قضية القدس واستغلتها لتبرير توجهاتها وعملياتها الإرهابية، فجماعة الإخوان وتنظيم القاعدة لعبا على تلك القضية من أجل جذب المزيد من العناصر والأتباع، وعلى هذا المنوال لجأ الداعية السعودي «ناصر العمر» إلى استغلال قضية القدس من أجل تحقيق العديد من الأغراض أبرزها الانتشار والشهرة من ناحية ومن ناحية أخري نشر الفكر الإرهابي في صفوف الشباب.