«خميني اليمن».. بين الاختباء في كهوف «صعدة» والهروب إلى إيران
السبت 18/أغسطس/2018 - 03:53 م
طباعة
علي رجب
مع ما تناقلته صحف سعودية عن وضع سيئ يعيشه عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين)؛ حيث يتنقل من كهف لآخر؛ خوفًا من ضربات وغارات مقاتلات التحالف العربي، وما كشفه الشيخ يحيى محمد مقيت شيخ قبائل خولان بن عامر، عن المكان الجديد، لعبدالملك الحوثي، وأفراد عائلته، وتأكيده أنهم تمكنوا من الهروب إلى خارج اليمن بمساعدة المخابرات الإيرانية، يفتح باب التكهنات بنشوب ثورة عارمة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، في حال التأكد من هروبه.
عبدالملك الحوثي، صاحب الـ39 عامًا، من مواليد عام 1979، في محافظة صعدة شمال اليمن، وترجع جذوره لعائلة دينية، فوالده أحد كبار المرجعيات الدينية الزيدية.
حصل على تعليم ديني، على يد والده، وتمتع بثقافة قروية؛ حيث ظل متنقلًا بين قرى صنعاء، لم يخرج منها إلا في منتصف التسعينيات؛ حيث انتقل من صعدة إلى صنعاء للعيش مع أخيه الأكبر «حسين بدر الدين الحوثي» مؤسس جماعة «الشباب المؤمن» التي تغيرت فيما بعد لتعرف بجماعة أنصار الله المعروفة إعلاميًّا بالحوثيين.
وفي صنعاء تتلمذ على يد أخيه حسين الحوثي، ليكون بمثابة الأب الروحي له ومعلمه وأستاذه في السياسة والحرب؛ حيث كان «الحوثي» الأكبر عضوًا في البرلمان اليمني.
قيادة الجماعة
ظهر عبدالملك قائدًا لجماعة أنصار الله، بعد مقتل أخيه حسين الحوثي في معارك مع الجيش اليمني في 2004، وهي التي تُعرف بحرب صعدة الأولى؛ حيث تلقى رسالة مكتوبة من حسين مؤسس «الشباب المؤمن»، تحتوي على توجيهات الخطة العسكرية للمواجهة، وما يشبه الوصية بتحمل المسؤولية وقيادة «أنصار الله».
قيادة الحوثيين
وعقب قيادة عبدالملك الحوثي لجماعة الحوثيين دارت المعارك بين الحوثيين، والحكومة اليمنية في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وحققت الجماعة مكاسب عدة، وحصلت على دعم قطري ــــ إيراني مكّنها من السيطرة على مقاليد الأمور، بعد احتجاجات 2011، وتنحي الرئيس علي عبدالله صالح.
وتمكن الحوثي من إقامة تحالفات داخلية مع القوى السياسية ومشايخ القبائل اليمنية، إضافةً إلى توسع شبكة الدعم الخارجي، ووصول خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله؛ لتدريب مقاتلي الجماعة؛ ما مكّنهم من السيطرة على مقاليد الأمور في 21 سبتمبر 2014.
التحالف مع صالح حتى قتله
بعد سيطرة «الحوثي» على صنعاء في سبتمبر 2014، دخل في تحالف مع غريمه اللدود السابق علي عبدالله صالح، زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام، وكذلك عمق علاقته مع مشايخ القبائل اليمنية، في مواجهة الحكومة الشرعية والتحالف العربي الذي أعلن في مارس 2015 بدء معركة دحر الحوثيين.
واستمر تحالف «الحوثي» و«صالح» حتى ديسمبر 2017، بإعلان الرئيس اليمني الراحل رفض الشراكة مع الحوثيين، وبدأ صراع بين مؤيدي الرئيس اليمني، والحوثيين أدى إلى مقتل «صالح» على يد الحوثيين، وبها سيطر الحوثي على صنعاء منفردًا، وبعد أن كانت صنعاء تحكم صعدة أصبحت صعدة تحكم صنعاء، وعقب مقتل «صالح» استمرت المعارك بين الحوثيين والجيش اليمني المدعوم من التحالف، ليستمر عبدالملك الحوثي في قيادة الجماعة من كهوف «مران» بصعدة.
خميني اليمن
وعقب مقتل «صالح» برز عبدالملك الخوثي في وسائل الإعلام اليمنية التي تقع تحت سيطرة الحوثيين والإعلام الموالي لإيران، كمرشد للثورة اليمنية، إلى حد وصفته وسائل إعلام حوثية بأنه قائد الثورة، في استنساخ للنموذج الإيراني في اليمن.
وقال علي البخيتي، القيادي الحوثي المنشق، المحلل السياسي اليمني، في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي: إن «النظام الذي يدير به الحوثيون مناطق سيطرتهم في اليمن يعد مسخًا مشوهًا للنظام الإيراني»، مضيفًا أن "منصب عبدالملك الحوثي يعلو على الريس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مع أنه لا منصب رسمي له، وهنا تنتصر الإمامة على الجمهورية؛ وإن كانت تتوارى تحت عباءتها؛ كما تتجلى ولاية الفقيه في أبهى صورها، لكنها ولاية فقيه أسوأ وأخطر من الموجودة في ايران؛ لأنها لا تستند إلى أي نص دستوري، وهذا يجعل العلاقة بين الرئيس ورئيسه غير شرعية».
واعتبر المحلل السياسي اليمني أن نظام «الحوثي» «يعمل وفقًا لرؤية طائفية، تقسم المجمع الى طبقتين، حكام أبديين ومحكومين، وفقًا لنظرية (ولاية البطنين)».