«عبدالخالق الحوثي».. آخر جنرالات انقلابيي اليمن
الجمعة 31/أغسطس/2018 - 04:00 م
طباعة
محمد الدابولي
تواترت أنباء صباح اليوم الجمعة، تفيد بمقتل القيادي فيما تسمى بـ«حركة أنصار الله اليمنية» المشهورة بـ«جماعة الحوثيين»، «عبدالخالق الحوثي»، الشقيق الأصغر لزعيم التنظيم «عبدالملك الحوثي» في غارة جوية استهدفته هو وعدد من مرافقيه في «مديرية باحل» بمدينة الحديدة غرب اليمن، وذلك وفقًا لقناة العربية وبعض المواقع اليمنية المحلية، ومن ثم يضاف «عبدالخالق» إلى سلسلة القادة الحوثيين الذين لقوا حتفهم في مدينة الحديدة مقبرة الحوثي التاريخية.
خبرات عسكرية متراكمة
كان «عبدالخالق» سيف الجماعة ودرعها خلال حروبها المتواصلة منذ 2011 وحتى اليوم، ففي عام 2013 لمع نجمه في معركتهم ضد السلفيين حين نجح في تهجير نحو 30 ألف يمني محسوبًا على التيار السلفي، وفي أحداث الانقلاب الدموي في سبتمبر 2014 قاد ميليشيات الجماعة نحو اقتحام واحتلال العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على مطارها الدولي، وقواعد العاصمة العسكرية كافة، خاصةً قاعدة الديلمي العسكرية مقر قيادة القوات الجوية.
للمزيد.. محطات الأزمة اليمنية وسيناريوهات حلِّها بعد اغتيال «الصماد»
اكتسب «عبدالخالق الحوثي» خبرات عسكرية متراكمة؛ الأمر الذي أهله لتولي ألوية الحرس الجمهوري والمنطقة المركزية العسكرية التي سيطرت عليها جماعة الحوثي، بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، في ديسمبر 2017.
بعد فك الارتباط بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام «جناح صالح»، كثف التحالف العربي من ضرباته تجاه التنظيم، مستفيدًا من التطورات السياسية اليمنية المتمثلة في انضمام قوات «حزب المؤتمر» بقيادة العقيد «طارق صالح» إلى صفوف التحالف العربي، وزحفه باتجاه الحديدة حي بات قوسين أو أدنى من تحريرها بالكامل من سيطرة الحوثيين، ودفعهم مرة أخرى إلى كهوف جبال مران.
التطورات الميدانية اليمنية، خاصة في مدينة الحديدة، دفعت قائد التنظيم إلى تعيين شقيقه قائدًا لمعركة الحديدة؛ أملًا في إنقاذ المنفذ الوحيد لجماعة الحوثي للاتصال بالعالم الخارجي خاصة إيران، فلو سقطت «الحديدة» لسقط حلم عبد الملك الحوثي في إنشاء دولة الفقيه جنوب الجزيرة العربية.
مطلوب دولي
نظرًا للمكانة العسكرية التي يتمتع بها عبد الخالق الحوثي في صفوف الجماعة، ودوره في احتلال صنعاء سبتمبر 2014، أدرجه التحالف العربي ضمن قوائم المطلوبين للمحاسبة على ما اقترفوه من جرائم في حق الشعب اليمني، كما أدرجه مجلس الأمن في قراره رقم 2216 (أبريل 2015) على لائحة العقوبات التي فرضها على قيادات يمنية بتهمة عرقلة التسوية السلمية في اليمن.
للمزيد.. «الحُدَيْدَة».. بوابة انحسار «الحوثيين» ومفتاح تحرير صنعاء
منيت جماعة الحوثي كباقي الجماعات الإسلاموية بحالة من الصراعات الداخلية؛ حيث تسعى دائمًا الكوادر داخل تلك الجماعات إلى فرض المزيد من نفوذهم، وسيطرتهم على أذرع الجماعة.
لوحظ في الفترة الأخيرة خروج الصراعات «الحوثية- الحوثية» إلى العلن؛ حيث تفاقمت الخلافات بعد الضغط العسكري المتواصل الذي يشنه التحالف العربي ضد معاقل وقيادات الجماعة، ففي الفترة الماضية ظهر تنافس بين «عبدالخالق الحوثي» و«أبوعلي الحاكم» حول السيطرة على ميليشيات جماعة الحوثي، فمثلما تقلد «عبدالخالق الحوثي» قيادة المنطقة العسكرية وألوية الحرس الجمهوري، تقلد «أبوعلي الحاكم» قيادة استخبارات الحركة.
تمويه حوثي
تلجأ جماعة الحوثي إلى تمويه وتضليل التحالف العربي حول مصير قيادات الجماعة، فكثيرًا ما يتم ادعاء مقتل قيادات الجماعة وأسرهم؛ رغبةً من الجماعة في إذكاء روح الحماسة والثأر في نفوس المقاتلين من ناحية، ومن ناحية أخرى تضليل التحالف حول أماكن وجود القيادات، ففي الشهور الماضية تداولت وسائل الإعلام أكثر من مرة خبر وفاة أو اعتقال «عبدالخالق الحوثي»، وكان ذلك كإجراء تكتيكي تلجأ له الجماعة؛ للحفاظ على قادتها من الاغتيال أو الوقوع في الأسر؛ لذا قد يكون الخبر الأخير مجرد تكتيك في ظل عدم تأكيد رسمي من قبل الجماعة بمقتل عبدالخالق الحوثي.
«الحديدة» مقبرة الحوثيين
في تلك المدينة تساقطت قيادات الجماعة كتساقط أوراق الشجر وقت الخريف، فمنذ زحف المقاومة اليمنية تجاه المدينة في الربع الأول من عام 2018 بقيادة «طارق صالح» فقدت الجماعة العديد من القيادات أولهم رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة «صالح الصماد» في أبريل 2018، وآخرهم «عبدالخالق الحوثي» في نهاية أغسطس 2018.
ومما لاشك فيه في حال تأكيد خبر وفاة «عبدالخالق الحوثي» فإنه سيحمل تبعات كبيرة على مستقبل السياسة اليمنية وجماعة الحوثي التي ستعود لتقوقعها التاريخي في جبال مران مرة أخرى في صعدة، ومن ثم ستفقد الجماعة منفذها البحري الوحيد المخصص للتواصل مع إيران، ومنصتها لتهديد الملاحة في البحر الأحمر الذي تستخدمه من حين لآخر للضغط على التحالف العربي والسياسية السعودية، ومن المؤكد أيضًا أن تتزايد الخلافات الداخلية في صفوف الجماعة، خاصةً بعد سلسلة الهزائم والتراجعات الأخيرة.
خبرات عسكرية متراكمة
كان «عبدالخالق» سيف الجماعة ودرعها خلال حروبها المتواصلة منذ 2011 وحتى اليوم، ففي عام 2013 لمع نجمه في معركتهم ضد السلفيين حين نجح في تهجير نحو 30 ألف يمني محسوبًا على التيار السلفي، وفي أحداث الانقلاب الدموي في سبتمبر 2014 قاد ميليشيات الجماعة نحو اقتحام واحتلال العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على مطارها الدولي، وقواعد العاصمة العسكرية كافة، خاصةً قاعدة الديلمي العسكرية مقر قيادة القوات الجوية.
للمزيد.. محطات الأزمة اليمنية وسيناريوهات حلِّها بعد اغتيال «الصماد»
اكتسب «عبدالخالق الحوثي» خبرات عسكرية متراكمة؛ الأمر الذي أهله لتولي ألوية الحرس الجمهوري والمنطقة المركزية العسكرية التي سيطرت عليها جماعة الحوثي، بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»، في ديسمبر 2017.
بعد فك الارتباط بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام «جناح صالح»، كثف التحالف العربي من ضرباته تجاه التنظيم، مستفيدًا من التطورات السياسية اليمنية المتمثلة في انضمام قوات «حزب المؤتمر» بقيادة العقيد «طارق صالح» إلى صفوف التحالف العربي، وزحفه باتجاه الحديدة حي بات قوسين أو أدنى من تحريرها بالكامل من سيطرة الحوثيين، ودفعهم مرة أخرى إلى كهوف جبال مران.
التطورات الميدانية اليمنية، خاصة في مدينة الحديدة، دفعت قائد التنظيم إلى تعيين شقيقه قائدًا لمعركة الحديدة؛ أملًا في إنقاذ المنفذ الوحيد لجماعة الحوثي للاتصال بالعالم الخارجي خاصة إيران، فلو سقطت «الحديدة» لسقط حلم عبد الملك الحوثي في إنشاء دولة الفقيه جنوب الجزيرة العربية.
مطلوب دولي
نظرًا للمكانة العسكرية التي يتمتع بها عبد الخالق الحوثي في صفوف الجماعة، ودوره في احتلال صنعاء سبتمبر 2014، أدرجه التحالف العربي ضمن قوائم المطلوبين للمحاسبة على ما اقترفوه من جرائم في حق الشعب اليمني، كما أدرجه مجلس الأمن في قراره رقم 2216 (أبريل 2015) على لائحة العقوبات التي فرضها على قيادات يمنية بتهمة عرقلة التسوية السلمية في اليمن.
للمزيد.. «الحُدَيْدَة».. بوابة انحسار «الحوثيين» ومفتاح تحرير صنعاء
منيت جماعة الحوثي كباقي الجماعات الإسلاموية بحالة من الصراعات الداخلية؛ حيث تسعى دائمًا الكوادر داخل تلك الجماعات إلى فرض المزيد من نفوذهم، وسيطرتهم على أذرع الجماعة.
لوحظ في الفترة الأخيرة خروج الصراعات «الحوثية- الحوثية» إلى العلن؛ حيث تفاقمت الخلافات بعد الضغط العسكري المتواصل الذي يشنه التحالف العربي ضد معاقل وقيادات الجماعة، ففي الفترة الماضية ظهر تنافس بين «عبدالخالق الحوثي» و«أبوعلي الحاكم» حول السيطرة على ميليشيات جماعة الحوثي، فمثلما تقلد «عبدالخالق الحوثي» قيادة المنطقة العسكرية وألوية الحرس الجمهوري، تقلد «أبوعلي الحاكم» قيادة استخبارات الحركة.
تمويه حوثي
تلجأ جماعة الحوثي إلى تمويه وتضليل التحالف العربي حول مصير قيادات الجماعة، فكثيرًا ما يتم ادعاء مقتل قيادات الجماعة وأسرهم؛ رغبةً من الجماعة في إذكاء روح الحماسة والثأر في نفوس المقاتلين من ناحية، ومن ناحية أخرى تضليل التحالف حول أماكن وجود القيادات، ففي الشهور الماضية تداولت وسائل الإعلام أكثر من مرة خبر وفاة أو اعتقال «عبدالخالق الحوثي»، وكان ذلك كإجراء تكتيكي تلجأ له الجماعة؛ للحفاظ على قادتها من الاغتيال أو الوقوع في الأسر؛ لذا قد يكون الخبر الأخير مجرد تكتيك في ظل عدم تأكيد رسمي من قبل الجماعة بمقتل عبدالخالق الحوثي.
«الحديدة» مقبرة الحوثيين
في تلك المدينة تساقطت قيادات الجماعة كتساقط أوراق الشجر وقت الخريف، فمنذ زحف المقاومة اليمنية تجاه المدينة في الربع الأول من عام 2018 بقيادة «طارق صالح» فقدت الجماعة العديد من القيادات أولهم رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة «صالح الصماد» في أبريل 2018، وآخرهم «عبدالخالق الحوثي» في نهاية أغسطس 2018.
ومما لاشك فيه في حال تأكيد خبر وفاة «عبدالخالق الحوثي» فإنه سيحمل تبعات كبيرة على مستقبل السياسة اليمنية وجماعة الحوثي التي ستعود لتقوقعها التاريخي في جبال مران مرة أخرى في صعدة، ومن ثم ستفقد الجماعة منفذها البحري الوحيد المخصص للتواصل مع إيران، ومنصتها لتهديد الملاحة في البحر الأحمر الذي تستخدمه من حين لآخر للضغط على التحالف العربي والسياسية السعودية، ومن المؤكد أيضًا أن تتزايد الخلافات الداخلية في صفوف الجماعة، خاصةً بعد سلسلة الهزائم والتراجعات الأخيرة.