في ذكري رحيله ... معركة مجهولة للأنبا أغريغوريوس مع الإخوان
الإثنين 22/أكتوبر/2018 - 11:16 ص
طباعة
روبير الفارس
رغم التلون الذى تجيده الجماعة الارهابية او ما يطلق عليها الاخوان المسلمون تجاه المسيحيين الا ان الباحث في فقه الجماعة وفتاويها يجد ان الإخوان لديها موقف فكري ثابت تجاه المسيحيين باعتبارهم كفارا لا يؤيدون قيام الخلافة الإسلامية - وكما يقول الباحث عصام الزهيري - بل يطالبون بدولة المواطنة المدنية. من هذا المنطلق رفض المرشد المؤسس حسن البنا توليهم القضاء والولاية الكبرى "الرئاسة"، كما أفتى الشيخ عبد الله الخطيب مفتي الجماعة بحرمة بناء الكنائس في المدن التي أنشأها المسلمون.وقدم فتاوي اخري تحط من قدرهم وانسانيتهم وسبق أن قال المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور بوجوب دفع المسيحيين للجزية باعتبارهم ذميين. ولكن الجماعة تلجأ في بعض الأحيان لإخفاء موقفها الثابت تجاه المسيحيين أو أصحاب الديانات الأخرى إعمالا لمبدأ "التقية" الذي يسمح لها بتقديم تنازلات مرحلية لا تؤثر في موقفها المبدئي وذلك حتى تحرز مكاسب أو تتفادى ضغوطا قد تسبب لها مشاكل تحول دون تحقيق أهدافها وأحلامها السياسية
ومع هذا كثيرا ما حاولت الجماعة اللعب علي اكتساب وامالة البعض من المسيحيين نحوها كورقة تقدم بها صورة مزيفة للغرب في محاولة تجميل كاذبة لحقيقة موقفها . واليوم – الاثنين - تمر الذكري السنوية ال17 لرحيل الانبا اغريغوريوس اسقف عام البحث العلمي والدراسات القبطية العليا وبهذه المناسبة نكشف عن معركة مجهولة لنيافته مع الجماعة المخادعة تكشف جانب من هذا الزيف الذى ترتديه الجماعة.
.الانبا غريغوريوس
ولد الانبا غريغوريوس وأسمه بالميلاد "وهيب عطا الله جرجس " في 13 اكتوبر 1919 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي شهادة البكالوريا القسم العلمي عام 1936 ؛ وبالرغم من تفوقه وحصوله علي مجموع كبير يؤهله لأعلي الكليات الجامعية ؛إلا أنه أصر علي الالتحاق بالكلية الاكليركية- كلية اللاهوت - وتخرج فيها بتقدير "امتياز " عام 1939 ؛ ولم يكتف الطالب وهيب عطا الله بذلك بل التحق بكلية الآداب قسم فلسفة عام 1940 وتخرج فيها عام 1944 بتقدير جيد جدا ؛ولكنه شعر برغبة قوية في المزيد من المعرفة ؛فالتحق بمعهد الآثار جامعة فؤاد الأول عام 1950 وحصل علي درجة الماجستير في الآثار المصرية واللغات القديمة عام 1952 . ولقد تم تعيينه مدرسا بالكلية الاكليركية في عام 1944 ؛ ولقد اختاره القديس حبيب جرجس وكيلا للكلية اللاكليركية في عام 1951 . ثم جاءته الفرصة لاستكمال الدراسة بجامعة مانشتسر بلندن والحصول علي درجة الدكتوراة ؛ تحت اشراف عالم اللغة القبطية فالتر تل ؛ وكان موضوع الرسالة "الكلمات اليونانية في استخدامها القبطي " حتي حصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولي في 7 يولية 1955 ؛وعاد من لندن في 2 سبتمبر 1955 .
ولقد تم سيامته بدرجة رئيس شمامسة في 16 ديسمبر 1959 علي يد الانبا بنيامين مطران المنوفية ثم ترهبن بدير السيدة العذراء المحرق في يوم 16 سبتمبر 1926 باسم الراهب باخوم المحرقي ؛ ولقد تم ترشيحه اسقفا علي أربع ايبارشيات هي "ديروط- - المنوفية – منفلوط – قنا " علي التوالي ؛ ولكنه كان يرفض باصرار لرغبته في عدم البعد عن الاكليركية لأنه شعر في داخله أنه لم يخلق إلا للاكليركية . حتي جاءته الفرصة لرسامته أسقفا للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي علي يد البابا القديس كيرلس السادس في 10 مايو 1967 ؛ واستمر في خدمته وانتاجه العلمي واللاهوتي حتي توفي في 22 اكتوبر 2001 ؛ وتمت الصلاة علي جثمانه برئاسة البابا شنودة الثالث في 24 اكتوبر ودفن في المزار بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية
المعركة
كان الانبا اغريغوريوس يمتلك شجاعة المواجهة والرد علي كل القوي الاصولية التى كانت تهين المسيحيين وعقائدهم وتستخف بمواطنتهم وخاصة في السبيعينات عندما فتح الرئيس السادات المجال واسعا امام الجماعات الاصولية وخاصة جماعة الاخوان المسلمون التى نشرت حالة من التعصب الشديد بين المصريين .وفي سبيل تهيئة الجماعة لاقامة خلافة اسلامية وتطبيق الشريعة في مصر نشرت مجلة الدعوة وهي المجلة الرسمية للجماعة تحقيقيا في عددها الصادر في غرة ربيع الاول 1937 فبراير 1977 ويحمل رقم "383 " تحت عنوان " المسيحيون في مصر والحكم بشرع الله " وبعنوان كبير " الانبا اغريغوريوس اسقف البحث العلمي وممثل الاقباط الارثوذكس يقول " تطبيق الشريعة في مصر لاشك فيه ولا اعتراض عليه " زنسب نفس الموافقة للقس الانجيلي برسوم شحاتة وبطريرك الاقباط الكاثوليك وقتها اسطفانوس الاول الامر الذى اندهش له الاقباط كثيرا واثار الريبة في نفوسهم حتى صدر بيان رسمي جاء فيه
البيان
"نشرت مجلة الدعوة في عددها رقم "383 " الصادر في غرة ربيع الاول 1937 فبراير 1977 تحقيقا صحفيا اشتمل علي تصريحات مشوهة مبتورة حذف منها الكاتب راينا الصريح في عدم قبول تطبيق الشريعة الاسلامية علي المسيحيين واضاف من عنده كلاما لم نقل به فجاء التحقيق صورة مخالفة تماما لحديثنا اليه علما بان صاحب التحقيق جاء يقدم لنا ذاته كمحرر بجريدة الاهرام وقال ان هذا التحقيق سينشر بالاهرام اننا نستنكر هذا التصرف الذى اساء الينا والي جميع المسيحيين ونعتبره عملا مخلا بالامانة الصحفية
القس برسوم شحاتة احد رعاة الطائفة الانجيلية
غريغوريوس اسقف البحث العلمي
اسطفانوس الاول بطريرك الكاثوليك الاقباط
اما عن التفاصيل فرواها الانبا اغريغوريوس قائلا
حضر لمقابلتنا بمكتبنا بدير الانبا رويس بالعباسية السيد " محمود عبد الباري " وقد قدم لنا ذاته علي انه محرر بجريدة الاهرام وطلب من ان نجيب علي سؤالين وقال انه سينشر هذه الاجوبة بجريدة الاهرام وكان السؤال الاول يختص براينا المسيحي في تطبيق الشريعة الاسلامية في مصر وكان جوابنا الصريح ان المسيح له المجد علمنا ان نعامل المجربين والمخطئين علي انهم مرضي والمريض يعالج ولا يقتل ولعلاجه يعزل عن المجتمع حتى لا يصاب غيره بعدواة ولكي يجد في عزلته الرعاية والاهتمام والتهذيب والاصلاح فقد قال السيد المسيح " لا يحتاج الاصحاء الي طبيب بل المرضي لم ات لادعو ابرار بل خطاة الي التوبة " كما ان المسيحية لا تقر قطع يد السارق واصابته بعاهة مستديمة فقد يصلح حاله ويعود عضوا نافعا للمجتمع . وعندما سال السيد محمود عبد الباري قائلا ما رايكم في تطبيق الشريعة الاسلامية بالنسبة الي قلت اذا ارتضي المسلمون ذلك فلا اعتراض لما علي تطبيقها بالنسبة للمسلمين اما اذا تولت الدولة تطبيق الشريعة الاسلامية بالنسبة لجميع المواطنين ففي هذه الحالة نعترض علي ما يخص المسيحيين وما ينالهم من ضرر بصوالحهم ذلك لان الدولة ترعي المسلمين والمسيحيين علي السواء وبعد مدة تقرب من شهر ونحن نرقب صدور هذا التحقيقي في جريدة الاهرام اذا بمجلة الدعوة في عددها الصادر في فبراير 1977 تنشر التحقيقي بصورة مشوهة تحت عنوان كبير تحت عنوان " المسيحيون في مصر والحكم بشرع الله " وبعنوان كبير " الانبا اغريغوريوس اسقف البحث العلمي وممثل الاقباط الارثوذكس يقول " تطبيق الشريعة في مصر لاشك فيه ولا اعتراض عليه " ففضلا عن ان ممثل الاقباط الارثوذكس هو قداسة البطرك الانبا شنودة الثالث فان هذا الكلام في صدر المقال لم نقل به اطلاقا وانما قلنا كلاما مخالفا ومضادا له
الخداع مستمر
ورغم تكذيب الرموز الثلاثة الذين تم تحريف كلامهم في مجلة الدعوة الا ان عدد كبير من الاخوان اصبحوا يستندون في كتبهم وابحاثهم الي هذا التحقيق المزيف للتاكيد علي قبول الاقباط لحكمهم وفكرهم . وسوف تبقي ذكري الانبا اغريغوريوس في كل عام دليلا علي وجه جديد من الوجوه الممسوخة والكاذبة للجماعة الارهابية
للمزيد عن الأنباغريغوريوس اضغط هنا