«الإرهاب المتأسلم».. يحذر من توجهات الجماعة الشاذة.. ويفضح «مراجعات» الإخوان
السبت 17/أغسطس/2019 - 10:17 ص
طباعة
حسام الحداد
فى كتاب «الإرهاب المتأسلم» يحذر الدكتور رفعت السعيد من فكر جماعة الإخوان المسلمين، من حيث توجهاتها الشاذة عن الإسلام الخاصة بها، مشيرا إلى أن هذا الفكر المتأسلم تبلور فى آليات الجهاز السرى الإرهابى الذى أسسه حسن البنا واختار رجاله بنفسه بعد أن تلقى بيعتهم بنفسه أيضًا. لم يكن حسن البنا ذلك الوديع الهادئ، ولا كان ذلك «الرجل الرباني» كما أسماه أصحابه، ولا مجرد داعية للخلافة باعتبارها وراثة النبوة، ولا كان مجرد سياسى متلون بتملق الحكام، وينتقل بولائه من حاكم لحاكم.. فماذا كان إذن؟
يجيب الكاتب: فى كتاب «مذكرات الدعوة والداعية للبنا» تحدث فيه عن «منهاج» (برنامج) الجماعة فقال نصًا: على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهاج كله من الإسلام، وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة (ص ١٨٣) وتفسير هذه العبارة مخيف، فبرنامج الإخوان كما يقول البنا كله من الإسلام، فهل يجرؤ أى إنسان أن يعترض على عبارة أو رأى أو فكرة أو حتى حرف من الإسلام، ونأتى إلى شخصية أصبحت ولم تزل من أهم شخصيات الإرهابى المتأسلم، نأتى إلى أمير المؤمنين فى جماعة القاعدة أيمن محمد ربيع الظواهري. ويشير الكاتب إلى اعترافات أيمن الظواهرى وما كتبه عن نفسه كاذبًا، وما كتبه عن منتصر الزيات وتصفيته لحسابات غير معلومة ومتناسيا أنه هو أيضًا اعترف فور القبض عليه.
ويحكى الظواهرى عن بدء خلافه مع الإخوان، فبعد الإفراج عن الإخوان فى عهد السادات اتصل بهم زميله يحيى هاشم (وكيل النيابة) باعتبارهم هم القادة الشرعيون للحركة الإسلامية وعرض عليهم مشروعه الجهادي، وكان ردهم أن تكون لهم القيادة، ولكنهم لا يتحملون مسئولية أية مشكلة قد تحدث.
وفى قضية الفنية العسكرية حاول يحيى هاشم تهريبهم من السجن، وهرب يحيى هاشم هو وعدد من رفاقه إلى منطقة جبلية فى محافظة المنيا وتمركزوا تحت غطاء أنهم وحدة عسكرية، لكن الشرطة هاجمت الموقع، وقتل هاشم الذى وصفه أيمن الظواهرى أنه رائد فى جهاد النظام المعادى للإسلام فى مصر. وبعد ذلك بدأ الظواهرى فى هجوم عنيف على الإخوان الذين لم يتحركوا لإثارة قضية السنانيري، ثم يهاجمهم لأنهم امتدحوا مبارك لأن فى زعمهم لم يعذب الإخوان، ولأنه فتح باب الحريات واسعا، بل وأرسلوا برقيات تهنئة لحسن أبوباشا قاتل السنانيرى على نجاته من محاولة اغتياله ويمضى الظواهرى ليروى حكايات غير موثقة ولم يقل بها غيره مدعيًا لنفسه ولإخوانه بطولات بعضها صحيح وكثير منها مبالغ فيها.
وينتقل السعيد إلى موضوع معقد بعض الشيء وهو ما أعلنه بعض المحكومين فى قضية اغتيال السادات وما سبقها وما تلاها ما أسمى بـ«المراجعات»، ثم التراجع عن المراجعات أو محاولة إثبات بعض من حسن النيات انتهت عند البعض منهم بما يسفر عن سوء النيات. وتأتى الصعوبة من أن البعض أراد يقول بالتراجع دون تراجع متلاعبًا بالألفاظ ومحاولاً الإيحاء بفكر جديد بينما هو على الطريق القديم لم يزل، ويستخدم البعض المفردات ويتلاعب بها محاولا الإيهام بما هو وهمى فى واقع الأمر.
وكنموذج للتلاعب الفج بالمفردات، فإن سيد قطب وبعده جماعته ومن تبعه يقصرون معنى الجهاد على مجرد التقاتل بين المسلمين، وعدم النظر إلى آيات القرآن التى تأمر المسلم بجهاد النفس فى طاعة الله، والابتعاد عن المعاصى والمخالفات، والالتزام بمكارم الأخلاق. والاكتفاء بالانحراف بالمقصود من هذه الكلمة إلى إشعال قتال بين المسلمين فى المجتمعات الإسلامية بعد تكفيرها.