الأم إيريني.. السيدة التي يبحث الأقباط في حضنها السماوي عن حلول لواقعهم المرير
الجمعة 31/أكتوبر/2014 - 08:46 م
طباعة
معجزات
بلا دليل.. شفاء سوزان ومبارك من السرطان وظهور
أبي سيفين "للعادلي".. وتنبؤ برئاسة مرسي.
في 31 أكتوبر 2006 تُوفيت الأم إيريني رئيسة دير الشهيد أبي سيفين بمصر القديمة، وأشهر راهبة قبطية في مصر، احتلت مكانة كبيرة عند الأقباط ورغم مرور ثماني سنوات على رحيلها إلا أن الحديث عن سيرتها ومعجزاتها وتكريمها لا ينقطع، وقد أصدر دير أبي سيفين بمصر القديمة عددا من الكتب حول حياتها ومعجزاتها وما زالت العقلية القبطية تبحث عن الانتصار بالمعجزات السماوية كلما اشتدت الهزائم الأرضية بهم، وهي طبيعة تتعلق بنفسية الأقليات في كل مكان، وبالنسبة للأم إيريني يعد الانتصار لرمز مختلف؛ فهي امرأة تنتمي للصعيد حيث تهميش المرأة وتهميش التنمية، كما أنها راهبة وهي "رهبنة الأنقياء"، حيث لا هدف من وراء رهبنة النساء، لا رتب كهنوتية ولا أسقفية، بل المسيح وحده- من وجهة نظرهم- وهنا لا مانع من نسج مزيد من القصص التي رويت وما زالت تروى، والتي لا دليل ماديا ملموسا عليها، وإنما روايات يرويها البعض، للانتصار على الطغاة والتجبر السياسي بالإعجاز السماوي، فيتداول الأقباط حولها أربعا من المعجزات التي تقهر واقعًا بغيضًا.
السيدة الأولى:
ترتبط المعجزة الأولى بسوزان مبارك ونشرت لأول مرة على موقع «المنظمة القبطية الأمريكية»،- شفاء سوزان مبارك من مرض سرطان الدم، ومن الشائعات التي أثيرت حول سوزان مبارك أنها "مسيحية متزوجة من مسلم" كما أشارت وثائق ويكيليكس بلا دليل؛ حتى أصبح يقال إن تسريبات ويكيليكس عبارة عن انطباعات وتحليلات وليست معلومات مدققة.
ونعود لنص القصة التي غاب عنها المصدر إلا المواقع القبطية، يقول:
المعجزة دي سمعتها من فم أمنا إيريني نفسها علي سي دي، والموضوع هو أن السيدة الأولى في مصر «سوزان مبارك» كانت مريضة بسرطان الدم وتعبت ما بين العلاج والأطباء، وفي يوم كلمتها السيدة «جيهان السادات» وقالتلها عن معجزات «أبي سيفين» وأن إله النصاري قادر علي شفائها، طبعا مع التعب اللي هي شايفاه قررت التجربة، يعني مش هتخسر حاجة، كلمت السيدة جيهان السادات دير أبي سيفين بمصر القديمة وأخذت ميعاد من «تماف إيريني» بالزيارة في نفس اليوم بس بشرط أن محدش يعرف بالزيارة دي، وفي الميعاد جاءت جيهان السادات ومعها سوزان مبارك متخفيتين بالنظارات والإيشاربات وبدون أي حراسة، «كأنهم ناس عاديين خالص» وخبطوا علي باب الدير، فتحت الراهبة الباب وأدخلتهم بناء على التعليمات المسبقة من أمنا إيريني، قابلتهم الأم إيريني وطلبت منهم الانتظار ثم دخلت وظلت تصلي ساعات، لا أتذكر بالتحديد المدة وكانت تطلب بشفاعة القديس العظيم أبي سيفين أن يتمجد الله وتخرج «سوزان» من الدير وهي سليمة 100 في الـ100، وشعرت سوزان مبارك بسخونة شديدة في جسدها كله، وكانت بالفعل قد شُفيت، والآن نحن لا ننتظر منها غير الإهمال لمشاكلنا وتناسيها لوقوف المسيح بجانبها، خوفا منها هي والعائلة على الكراسي والمناصب الزائلة.
الرواية ضعيفة جدًا وغير منسوبة لمصدر، كما أن ذكر اسم السيدة «جيهان السادات» فيها يضعفها أكثر ويجعل تصديقها مستبعدًا لأن العلاقة بين «جيهان» و«سوزان» كانت ومازالت غير حميمية ولم يعرف عنهما اقتراب، مع استحالة تحرك السيدتين دون حراسة أو تأمين،
وقد حاول العديدون إثبات الرواية الملفقة بأسانيد تدعمها وإن كانت واهية، فهناك من يؤكد أن أحد الرهبان الكبار قد سمعها من فم الأم «إيريني» قبل رحيلها.
وهناك من يقول أن الدير يمتلك «C،D» تروي الأم إيريني فيه الحكاية، علي الرغم من أن الدير نشر مجموعة من الكتب عن حياة الأم إيريني منها «جوهرة السماء، ومنارة الرهبنة»، وآفاق مجيدة في الحياة الرهبانية»، وغيرها ولم تشر من قريب أو بعيد إلي هذه المعجزة،
من ناحية أخري تلقي القصة انتشارًا كبيرًا بمبرر أنها السبب الرئيسي وراء قرار الرئيس السابق محمد حسني مبارك، بجعل عيد الميلاد- 7 يناير- إجازة رسمية، وعلي تأكيده في أكثر من حوار علي أنه شخصيا غير متعصب!
الرئيس:
وهناك من يروي معجزة أخرى حدثت مع مبارك شخصيا كدليل علي التخبط، لشفائه من سرطان – يقال مرة في الدم ومرة في المعدة - وهو الأمر الذي يجعله يوافق علي إنشاء فرع للدير بالكيلو 39 بالساحل الشمالي غرب الإسكندرية علي مساحة 52 فدانا، ليكون ديرا ثانيا للراهبات تابعا للدير الرئيسي بمصر القديمة، مع تسهيل كل الإجراءات اللازمة لذلك، بالإضافة إلي إهداء مبارك عددًا من الكنائس الجديدة- نجفًا غالي الثمن- ويتردد أنه قام بإهداء كاتدرائية السمائين بشمال سيناء نجفة ضخمة!!
المؤرخ الكنسي «نشأت زقلمة» والذي أصدر أكثر من كتاب عن الراهبة «إيريني يسي» قال: إنه لم يهتم بكتابة هذه المعجزة في الكتب التي أصدرها، لأنه لا يوجد دليل علي هذه الواقعة،
وأشار «زقلمة» أن المعجزة في حالة صحتها لا تؤكد علي أن من حدثت معها شخصية مسيحية، فهناك معجزات تحدث لغير المسيحيين ولا تستدعي تحولها للمسيحية.
إحدى الشخصيات القبطية رفض ذكر اسمه- استبعد صدق هذه الرواية تماماً- ووصفها بـ«الكلام الفارغ»، وأضاف قائلاً: «في عصر مبارك وقع نحو 167 حادثًا طائفيًا، ضد الأقباط، لم يحاكم فيها أحد، كما لم يصدر أي قانون يستفيد منه الأقباط مثل «تجريم التمييز» أو «دور العبادة» أو «الأحوال الشخصية»، كذلك فإن كتب مهرجان القراءة للجميع التي كانت تحمل صورة سوزان مبارك كانت تحتوي علي سلسلة للكتب، تهاجم المسيحية، ولكن المحير رغم وجود سوزان ومبارك وتدوال الكلام عن هذه المعجزات بصورة ضخمه لم يخرجا لنفيها.
العادلي:
وهناك من يروي معجزة ثالثة لكسر كبرياء وجبروت حبيب العادلي، وتقول انه اثناء حاجة الام ايريني بناء سور لدير ابي سيفين واعتراض الامن طلبت من حبيبها الشهيد ابي سيفين التدخل والذي ظهر في حلم غاضب لحبيب العادلي، فامر في اليوم الثاني علي الفور ببناء السور- ويظهر من سرد المعجزة القهر النفسي للاقباط لغياب قانون لبناء الكنائس الامر الذي يجعلهم يلجؤون لحل سمائي
مرسي:
المعجزة الرابعة المرتبطة بالسياسية للام ايريني والمتداولة عند الاقباط والتي يؤكد كثيرون انهم سمعوها باذنهم، اثناء نهضة ابى سيفين انها اكدت ان رئيس مصر القادم سوف يكون اسمه محمد ويجلس لمدة قصيرة، ووقتها كان المتداول على نطاق كبير ان الامر تم ترتيبه لجمال مبارك، ليصدق قولها بعد ثورة يناير ويأتي محمد مرسي
حياتها
ولدت الطفلة "فوزية يسي خلة" يوم 9 فبراير 1936 من أبويين تقيين، دخلت الدير عام 1954، وكانت دائمة الصوم والصلاة،
وفى 26 أكتوبر 1954 تمت رسامتها راهبة في دير الشهيد العظيم أبى سيفين واختارت رئيسة الدير اسم إيريني لشدة محبتها لراهبة متنيحة بذات الاسم.
وتوالت الأيام وكان البابا كيرلس السادس يريد الراهبة ايرينى أن تكون رئيسة لدير مارجرجس ولكنها رفضت فانتدبها للاهتمام بشئون الدير ثم رسم البابا كيرلس السادس الراهبة كيريا أسكندر رئيسة لدير الشهيد مارجرجس، وبعد وفاة الراهبة كيريا واصف عام 1962 وفى اليوم التالي جاء الأنبا كيرلس أسقف البلينا وأعطاها خطاب يعلمها فيه برئاسة الدير فرفضت استلامه وجلست تبكى، وفى يوم 15 أكتوبر 1962 بعد صلاة التسبحة علموا أن البابا كيرلس السادس سوف يحضر لعمل قداس وجاء بالفعل وطلب من الأمهات أن يحضروا لايرينى الملابس وقادها أبونا بيديه الاثنين وكانت تبكى عندما بدأت تفهم الموقف وكانت الراهبات يشدونها وهى تبكى حتى أتم البابا الصلاة وألبسها إسكيمه الخاص.
وكان النظام السائد في الدير هو أن كل راهبة تطهو لنفسها وتأكل في قلايتها ولم يكن نظام المائدة الواحدة معمولًا به، وكانت صلاة المجمع (أي صلاة الراهبات معًا) مرة واحدة في اليوم، فخصصت الراهبة ايرينى نظام المائدة المشتركة واقامة الصلاة اليومية في الكنيسة المعروف بنظام الشركة.
وتعرضت الراهبة لأمراض كثيرة، وأُجري لها 27 عملية جراحية منها عملية قرحة بالمعدة عام 70، استئصال الرحم 76، وفى أواخر الثمانينيات أصيبت بجلطة في القلب وسافرت إلى الولايات المتحدة حيث أُجريت لها عملية قسطرة للقلب والتي أظهرت انسدادًا بالشرايين التاجية، وخضعت لعملية توصيل الشرايين التاجية عام 1992، ثم اكتشف الأطباء سرطان بالغدد الليمفاوية وسافرت مرة أخرى للولايات المتحدة وظهر ضعف في عضلة القلب وبدأت العلاج الكيماوي وزاد ضعف عضلة القلب.
وفى المرة الأخيرة دخلت مركز الحياة، حيث كانت عضلة القلب قد ضعفت تماما بعد مجهود عيد النهضة الروحية لأبى سيفين وفى أثناء وجودها بالمستشفى في 16 أكتوبر 2006 أصيبت بكسر في القدم اليمنى وتم تجبيسها، وتدهورت وظيفة الكلى ولم تتحسن الحالة ولم تستجب للعلاج وتوفيت في 31 أكتوبر 2006.