«صلاح بادي».. رأس الإرهاب رئيسًا لاستخبارات «الوفاق» الليبية
الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 10:13 ص
طباعة
نورا بنداري
تواصل حكومة الوفاق الليبية الإخوانية بقيادة «فايز السراج» خرق جميع الاتفاقات والقوانين والأعراف الدولية، إذ أعلنت تنصيب الإرهابي «صلاح بادي» الهارب إلى تركيا على رأس الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة «السراج»، الأمر الذي أثار استنكار الليبيين.
وربما يكون الدفع بالإرهابي «بادي» إلى واجهة العمل الأمني والعسكري، هو مؤامرة «اخوانية - تركية» جديدة تُنسج ضد ليبيا يقودها رجب طيب أردوغان بمعاونة حكومة «السراج».
وأعلنت صفحة ما يسمى بـ«لواء الصمود» على موقع التواصل «فيس بوك» في 3 أكتوبر الجاري؛ قرار تعيين «بادي» آمرًا لجهاز الاستخبارات العسكرية التابع لحكومة الوفاق، مشيرة إلى أنه سيباشر مهامه بداية من الأحد 6 أكتوبر الجاري.
من هو «صلاح بادي»؟
ولد في 23 مايو 1957 بمدينة مصراتة الليبية التي أصبحت الآن معقل جماعة الإخوان، وكان عسكريًّا سابقًا في الجيش الليبي فى حقبة العقيد «معمر القذافي»، وفور انطلاق ما عرف بثورة فبراير 2011، هرب إلى «مصراتة» واجتمع مع قادة جماعة الإخوان، وأوكلوا إليه مهمة تكوين ميليشيات لمحاربة نظام القذافي، نظرًا لخبرته العسكرية في هذا الأمر.
وبالفعل شكل ميليشيا مسلحة عرفت باسم «لواء الصمود» كان لها دور كبير في الحرب، نظرًا للدعم الهائل الذي كان يتلقاه من كل من قطر وتركيا في هذا الوقت، وبعد مقتل «القذافي» توعد بادي المعارضين لجماعته بتلقي نفس مصير «القذافي».
أبرز جرائمه
ارتكب «بادي» العديد من الجرائم، لذلك فهو يحمل الرقم 71، ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنها مجلس النواب الليبي، والتي شملت أكثر من 75 إرهابيًّا متورطين في جرائم حرب داخل البلاد.
وكانت أفظع جرائمه، في أغسطس 2011، عندما شنَّ حملة عسكرية على مدينة «تاورجاء»؛ بهدف تهجير الأهالي المقيمين فيها تحت زعم مساندتهم لنظام القذافي، وتم بالفعل تهجير المدينة بأكملها، واعتقال كل شبابها، وقتل من يعترض على ترك منزله، ليطلق عليها الليبيون في هذا الوقت مدينة الأشباح.
وفي عام 2012 قامت الميليشيا التابعة لـ«بادي» باقتحام مدينة «بني وليد» وارتكاب مجازر ضد أهلها، وبعدما سيطرت الميليشيا على عدة مدن، اتجه «بادي» إلى السياسة، ورشح نفسه على رأس قوائم الإخوان لعضوية المؤتمر الوطني حينها (مجلس الشعب) وفاز بها، وكان تنظيم الإخوان يعول عليه كثيرًا من الآمال في تنفيذ المخططات العسكرية، بيد أنه وبعد دخول «بادي» المؤتمر الوطني العام، سعى مع بعض قادة الإخوان إلى إضافة صبغة شرعية على ميليشياته حتى يستطيع التحرك بهم، وتنفيذ أي مهمة تكون في صالح التنظيم.
وفي يوليو عام 2014، شكل الإرهابي الليبي جماعة متطرفة عرفت باسم «فجر ليبيا»، قامت بإحراق مطار طرابلس الدولي في ذات العام، وخربت خزانات النفط، وخلال عامي 2017، و2018، اقتحم الإرهابي الليبي العاصمة طرابلس، وقتل عشرات المدنيين، ما حدا بلجنة العقوبات بمجلس الأمن في نوفمبر 2018، إدراج «بادي» على قائمة العقوبات، متهمة إياه بتقويض السلم والعملية السياسية في ليبيا.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بادي بعد أيام من قرار مجلس الأمن، وقالت إن الفصيل المسلح التابع له استخدم صواريخ جراد شديدة التدمير في مناطق مرتفعة الكثافة السكانية خلال الجولة الأخيرة من القتال بطرابلس أغسطس 2018.
وينحدر «صلاح بادي» من أسرة ليبية ذات أصول تركية، ويشتهر بأنه أهم الأذرع المسلحة لأنقرة في البلاد، فبعدما طالبت العديد من المنظمات الدولية بمحاكمته، لاذ بالفرار إلى تركيا نهاية عام 2018، وأسس «كتيبة مصراتة» -إحدى المجموعات الإرهابية المنضوية تحت لواء الصمود، وأمدها بالمقاتلين والأسلحة، وتعرف الآن باسم الكتيبة 166.
وفي أبريل الماضي أعلنت صحف ليبية، أنه عاد إلى طرابلس من جديد محاولًا لم شتات الميليشيا الإرهابية ضد قوات الجيش الوطني الليبي، من أجل تنفيذ مخطط «تركي - إخواني» في ليبيا، وهذا ما أكده رئيس مجموعة العمل الوطني الليبية «خالد الترجمان»، موضحًا أن «بادي» قام بالكثير من الزيارات المتكررة إلى تركيا، والتقى قادة متطرفين يقيمون في إسطنبول؛ لتنسيق المواقف المشتركة بين الطرفين، وخدمة المشروع التركي في الهيمنة على مفاتيح الحل والعقد في ليبيا، ولذلك تلقى كمًّا هائلًا من الأسلحة التركية لصالح ميليشياته المسلحة.