محمد وليد.. مراقب اخوان سوريا الجديد
الأحد 09/نوفمبر/2014 - 06:06 م
طباعة
بعيدًا عن المعسكرين الحلبي- الحموي اللذين سيطرا على انتخابات المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا لسنوات مضت، يبدو أن رياح الربيع العربي قد تسللت بعض الشيء إلى انتخابات المراقب من هذا العام بمعسكرين آخرين بين الشيوخ والشباب.
فالمرشح الشاب، والذي يشغل منصب رئيس مكتب الشباب في الجماعة "حسام الغضبان" لم ينجح في الوصول إلى سدة المراقب، بعد تراجعه بفارق صوتين عن مرشح "الشيوخ" القيادي، ونائب المراقب السابق، ورئيس حزب وعد- والذي كان يعدّ ليكون الجناح السياسي للجماعة- "محمد حكمت وليد".
"محمد حكمت وليد"، طبيب العيون انتخب مراقبًا عامًا للجماعة البعيدة عن سوريا منذ الثمانينيات، خلفًا للمراقب الحالي "محمد رياض الشقفة"، جاء ذلك عبر مجلس شورى الجماعة الذي انتخب مؤخرًا- وهو أعلى هيئة إدارية بالجماعة- ليصبح بذلك المراقب الثاني عشر لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
وفي بيان نُشر على الموقع الرسمي للجماعة في سوريا في وقت من مساء الخميس الماضي 6 نوفمبر 2014 أعلنت الجماعة تقدّم "محمد وليد" على منافسه "حسام الغضبان" بفارق صوتين في الانتخابات التي جرت بمدينة إسطنبول، كما أفاد البيان بأنه تم بالإجماع، انتخاب حسام غضبان، نائبًا للمراقب العام.
وكانت الجماعة قد انتخبت "علي صدر الدين البيانوني" رئيسًا لمجلس الشورى، وهو الذي كان مراقبًا عامًا للجماعة حتى عام 2010، كما اختير "موسى الإبراهيم" ليكون نائبه، و"حسان الصفدي" أمينًا لسر المجلس.
انتخابات المراقب العام، والتي تجري مرة كل 4 سنوات، شهدت تغيّرًا في التقليد الذي اعتيد في الجماعة بتناوب المراقبين ما بين حلبيّ (من مدينة حلب) وحمويّ (من مدينة حماة)، إلا أن معسكر "الشيوخ"- كبار السن- وجد نفسه أمام مرشح قوي من الشباب (حسام الغضبان- 44 عامًا)، ليتخلى بذلك عن التقليد العام ويدفع بمرشح وحيد من اللاذقية.
وبالرغم من أن عدم انتخاب الغضبان قد يثير حفيظة الشباب باستمرار مسلسل الشيوخ في سدة القيادة، والذي جاء مغايرًا لتوقعات الشباب الذين صوّتوا بشكل كبير للغضبان في الانتخابات الشكلية التي كانت في أروقة موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك- إلا أن تعيينه نائبًا للمراقب العام قد يخفف من حدة التوتر تلك، والتي عادة لا يتكلم بها شباب الإخوان أمام العامة، "حفاظًا على وحدة الصف الداخلي"، حسب وصفهم.
حياته؟
ولد عام 1944 في مدينة اللاذقية. أكمل تعليمه الثانوي في مدينة اللاذقية، ثم حصل على الدكتوراه في الطب البشري من جامعة دمشق 1968، وسافر إلى بريطانيا للتخصص في أمراض العيون، فحصل على الدبلوم 1973 ثم على زمالة كلية الجراحين الملكية الإيرلندية لطب العيون وجراحتها 1980، ثم زمالة كلية أطباء العيون البريطانية 1990 .
عمل أستاذاً مساعداً في كلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة حتى 1988. ثم استشاريّاً لأمراض العيون في مستشفى بخش بجدة.. يحمل جواز سفر بريطانيّاً.
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ 1989، وجمعية أطباء العيون البريطانية.
له اهتمامات أدبية متنوعة، وقد نشر العديد من قصائده ومقالاته في الصحف والمجلات الآتية: المسلمون، والندوة، والفيصل، والمجتمع، والإصلاح، والبيان، والمشكاة.
الحزب الوطني للعدالة والدستور
بعد فشل جماعة الإخوان في مصر وحزبها السياسي وخروج الشعب المصري عليها انتبه فرع الإخوان في سوريا، فأطلقت جماعة الإخوان المسلمون في سورية بالتحالف مع قوى أخرى علوية ومسيحية وكردية، الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)، في منطقة "كلي" من محافظة إدلب في سورية في مؤتمر جماهيري حضره العديد من الشخصيات والوجهاء المحليين والإعلاميين والمثقفين والنشطاء.
هذه الانطلاقة كان قد تم تأجيلها منذ الثاني عشر من نوفمبر 2013 حين أوقفت السلطات التركية انطلاق الحزب من أراضيها؛ لعدم تواصل الجهات القائمة على المؤتمر معهم، لينطلق 2/7/2014 من داخل الأراضي السورية.
وقال المراقبون بأن حزب وعد محاولة لخلق ذراع سياسيّ لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بإشراك تيّارات أخرى بعيدة عن التنظيم، وألقى كلمة الافتتاح الدكتور محمد حكمت وليد؛ حيث تضمنت الحديث عن ظروف ولادة الحزب، مشيراً إلى أن عملية التحضير لتأسيس الحزب استغرقت شهورا طويلة. المؤتمر هذا كان قد سبقه مؤتمر تحضيري في أواخر يونيو من العام الماضي في إسطنبول دعيت إليه أكثر من 100 شخصية سياسية سورية من مختلف أطياف الشعب السوري بما فيها تيّارات مسيحية وعلوية، نوقش فيها النظام الداخلي وبرنامج الحزب، إضافة إلى صياغة الرؤى والأهداف والمبادئ التي يقوم عليها الحزب، كما تم تشكيل لجان قانونية وسياسية متخصصة، وانتخاب رئيس ونائب للرئيس وهيئة تنفيذية من 11 عضواً جلّهم إسلاميون. ويترأس الحزب الطبيب وعضو جماعة الإخوان المسلمين محمد حكمت وليد، ونبيل قسيس نائباً للرئيس والدكتور أحمد كنعان أميناً عاماً للحزب.
موقف الجماعة والحزب من "داعش"
ردا على التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب- أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا معارضتها لأي تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ووصفت التحالف الذي يتم تشكيله حالياً وعدم قيام الغرب بإجراء مماثل مع النظام القائم في دمشق بأنه "نفاق غربي".
يأتي هذا الإعلان على الرغم من أن جماعة الإخوان في جميع أنحاء العالم، أكدوا اختلافهم فكريًّا مع تنظيم "داعش"، إضافة إلى أن التنظيم نفسه شن هجومًا على الإخوان في مصر، وتوعدوا بالبدء بقتل الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي وصفوه بـ"الطاغوت والمجرم الأكبر"، إلا أن إخوان سوريا أعلنوا رفضهم لمحاربة داعش؛ ما يثير الشكوك حول طبيعة العلاقة بين التنظيمين، اللذين ينتميان بطريقةٍ أو بأخرى إلى منبع فكري جهادي واحد، وإن اختلفت صوره ونتائجه باختلاف حسابات المصلحة السياسية.
وكان رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان في سوريا، عمر مشوح، قد صرح بأن الجماعة لن تؤيد أي تحالف دولي للتدخل في سوريا ليس ضد النظام.
وأكد مشوح أن معركتهم الأولى مع "داعش"، فكرية، ونتمنى أن يعود البعض إلى رشدهم، فنحن نفرّق بشكل واضح بين طبقة من داعش مغرر بها، وتم التلاعب بأفكارها ويمكن أن تعود إلى جادة الحق، وبين طبقة لها أجندات خارجية تعمل على حرف مسار الثورة وتتبنى فكرا تكفيريًا، وتقوم بأعمال مخالفة للمنهج الإسلامي بطريقة موجّهة، فهؤلاء معركتنا معهم تتعدّى الفكرية، حتى نستطيع كف شرهم.
ووصف مشوح التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بـ"النفاق الغربي"، مضيًفا: تدخل الغرب من أجل ضرب تنظيم الدولة، دون النظام، لن يخدم الثورة، مؤكدًا أن معركة الإخوان في سوريا قائمة مع النظام فقط، ولا يمكن أن تنحرف بنادقنا إلى غيره، ونظامه يعني توقف الإرهاب ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة كلها.