جيش تحرير بلوشستان والقتل على أساس عرقي
الأحد 20/أكتوبر/2019 - 12:42 م
طباعة
حسام الحداد
مدخل:
صراع بلوشستان هو حرب عصابات يشنها القوميين البلوش ضد حكومات باكستان و إيران في منطقة بلوشستان، التي تغطي إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان، مقاطعة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق إيران، ومنطقة بلوشستان في جنوب أفغانستان. المنطقة غنية بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي، النفط، الفحم، النحاس، الكبريت، الفلوريد والذهب، لكنها هي أقل محافظة نموا في باكستان. يريد البلوش حكما ذاتيا أوسع، زيادة الإتاوات من إيرادات الموارد الطبيعية المحلية، و دولة قومية مستقلة. في عقد 2010، ارتفعت الهجمات ضد المجتمع الشيعي من قبل المجموعات الطائفية —وإن لم تكن دائما ذات صلة مباشرة بالصراع السياسي، وساهمت في التوترات في بلوشستان
على الرغم من أن بها موارد طبيعية هائلة، فإن بلوشستان واحدة من الأكثر المناطق فقرا في باكستان. يزعم الانفصاليين البلوش أن الحكومة المركزية في باكستان تعيق التنمية بصورة منهجية في بلوشستان للحفاظ عليها ضعيفة، في حين يجادل خصومهم أن المصالح التجارية الدولية غير راغبة في الاستثمار في المنطقة بسبب استمرار الاضطرابات بها. و لحسم المستقبل الاقتصادي لباكستان، استثمرت الصين 46 مليار دولار في المنطقة.
جيش تحرير بلوشستان، والذي يصنف كمنظمة إرهابية من قبل باكستان وبريطانيا، هو أكثر جماعة انفصالية بلوشية معروفة على نطاق واسع. أجرى منذ عام 2000 العديد من الهجمات القاتلة على القوات الباكستانية، الشرطة والمدنيين. يشمل هذا جماعات انفصالية أخرى مثل عسكر بلوشستان و الجبهة المتحدة لتحرير بلوشستان.
في عام 2005، بدأ تمرد البلوش ضد جمهورية إيران الإسلامية. المعركة على مدى منطقة البلوش الإيرانية على الحدود مع باكستان، قد "لا يكتسب" من خلالها ما يصل من أراضي في الصراع في باكستان.
اتهم نشطاء حقوق الإنسان القوميين المتشددين وحكومة باكستان بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان.
يناقش مرصد الأزهر للتطرف والإرهاب في أحدث تقاريره لهذا الشهر اكتوبر 2019، " جماعات القتل باسم العِرْق" ويتخذ باكستان حالة دراسة حيث هي واحدة من الدول الإسلامية الواقعة جنوب القارة الآسيوية، والتي استقلت عن شبه القارة الهندية في سنة 1947 بعد صراع سياسي وأيديولوجي مع "الهند"؛ لتصنع لنفسها مكانًا على الخريطة العالمية.. تلك الدولة التي تمتلك طبيعة جغرافية خاصة، ويعيش على أرضها قرابة (200) مليون نسَمَة، تتعدد أعراقهم ولهجاتهم وسماتهم الشكلية، ومعتقداتهم الدينية والمذهبية.
ومما لا شك فيه أنّ الطبيعة الجغرافية والقبلية، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والصراعات السياسية، التي عاشتها وتعيشها دولة باكستان حتى الآن، قد فرضت عليها التواجد على خط المواجهة مع جماعات متطرفة وتكفيرية، كما كانت سببًا رئيسًا في تزايد أعداد تلك الجماعات على أرضها منذ سنوات، للدرجة التي دعت رئيس الوزراء الباكستاني الحالي، "عمران خان"، إلى التصريح بأنّ بلاده كان ينشط على أرضها ما يقرب من (400) جماعة إرهابية. وهو ما دعا السلطات الأمنية الباكستانية وعلى رأسها "القوات المسلحة" إلى شنْ عدد من العمليات العسكرية، كعمليتي: "ضرب عضب"، و"رد الفساد"؛ في محاولة لاستئصال الإرهاب من منابعه وجذوره.
وتتزامن هذه الخطوة مع الخطة الحكومية الرامية لتجفيف المنابع التمويلية لتلك الجماعات وعناصرها الإرهابية، وما تبِعه من توقيف لحساباتهم البنكية التي يتلقون عن طريقها الدعم المادي، وحظر مؤسساتهم الخيرية والتعليمية، والتي يتخذون منها ستارًا ومنفذًا وبوابة لدعم الجماعات الإرهابية المختلفة. هذا إلى جانب وجود خطة شاملة لتطوير التعليم والمدارس الدينية التي يُسيطر عليها بعض زعماء الجماعات والمؤسسات والهيئات المتشددة، والتي تعد أحد أبرز أدوات نشر الفِكر التكفيري المتطرف، خاصة وأنها مدارس "مجانية".
لكن رغم ذلك؛ فإنّ العديد من تلك الجماعات المتطرفة لا تزال تنشط على الأراضي الباكستانية، للدرجة التي تدفع الحكومة الباكستانية-وبشكل سنوي- إلى إضافة العديد من الجماعات والمؤسسات لقوائم الجماعات المتطرفة والمحظورة؛ حيث إنه خلال هذا العام ارتفع عدد المنظمات الإرهابية، والتي اشتملت عليها القائمة الأولى المقدمة من قِبل حكومة حزب "حركة الإنصاف الباكستاني" -الحزب الباكستاني الحاكم- لتصل إلى (67) جماعة إرهابية، كان آخرها "منظمة الرحمة الخيرية" "ARWTO" المتواجدة في "اليمن"، والتي يُشار إلى أنّ السبب وراء إدراجها ضمن قوائم الجماعات الإرهابية هو صلتها بتنظيم "القاعدة".
ولا تقتصر هذه الجماعات المصنفة كـ"جماعات إرهابية" على "جماعات القتل بِاسم الدين" أو "جماعات الإرهاب الراديكالي"، بل تتضمن أيضًا الجماعات الانفصالية التي تمارس الأنشطة الإرهابية بدافع الحفاظ على العِرق والْهُوية، ويأتي على رأس تلك الجماعات والتنظيمات "جيش تحرير بلوشستان"، المصنف كتنظيم إرهابي... فما هو هذا التنظيم؟ ولماذا تم إدراجه من قِبل "باكستان"، و"المملكة المتحدة"، ومؤخرًا "الولايات المتحدة الأمريكية" في قوائم الجماعات الإرهابية؟
التسمية
"جيش تحرير بلوشستان"، " Balochistan Liberation Army" (BLA)، أحد التنظيمات الانفصالية المتواجدة في "باكستان"، والذي عُرف أيضًا باسم "جيش تحرير البلوش"... وهو مصنف عالميًا كتنظيم إرهابي، لدى كل من: "باكستان" و"المملكة المتحدة" و"الولايات المتحدة الأمريكية"؛ حيث صنفته الأخيرة تنظيما إرهابيًا في 2 من يوليو من العام الجاري 2019، وقامت على إثر ذلك بتجميد أصوله المالية؛ وذلك بعد سلسلة من التفجيرات، والحوادث الإرهابية، التي شنّتها عناصره ضد قوات الأمن الباكستانية، والمدنيين، والأجانب.
تأتي تسمية التنظيم من إقليم "بلوشستان"، أحد أبرز وأكثر الأقاليم الباكستانية اضطرابًا، والذي يُعدّ موطنًا لعِرقية البلوتش التي تُعدّ أحد أشهر العرقيات المتواجدة في جنوب آسيا، وتحديدًا في باكستان وإيران؛ حيث يتكون معظم أعضاء هذا التنظيم مِن قبيلتي "المري"، و"البوجتي" المنتميتيْن لهذه العِرقية..
نشأة التنظيم وأسبابها
تأسس هذا التنظيم بشكل رسمي في صيف عام 2000، وذلك بعد أن أعلن مسئوليته عن سلسلة الهجمات التي وقعت خلال تلك الفترة، وخاصة بعد أن شارك في عدد من عمليات التطهير العرقي ضد غير المنتمين لعِرق "البلوتش" في الإقليم، وذلك حسب ما ذكرته بعض الأخبار والتقارير. غير أن بعض المحللين السياسيين والعسكريين يعتبرونه امتدادًا لحركات التمرد العرقية البلوشية، خاصة "حركة بلوشستان المستقلة" التي نشطت في الفترة من عام 1973 وحتى عام 1977.
الجدير بالذكر أنه منذ عام 2000، والتنظيم يشن صراعًا مسلَّحًا عنيفًا ضد الدولة الباكستانية، وضد مصالحها؛ بدعوى سعيه لما وصفه بـ"تقرير مصير الشعب البلوتشي"، وفصل إقليم "بلوشستان" عن "باكستان"؛ بسبب احتكار الحكومة لموارد الإقليم الطبيعية والتخصيص غير المتكافئ للوظائف بالنسبة للبنجابيين (سكان إقليم البنجاب) على حساب سكان الإقليم الأصليين (البلوتش) – حسب زعمه-. كما يرى القائمون على التنظيم والمؤمنون به أن دولة باكستان قد بنيت على أساس ديني، وكان من الأولى أن تقوم على أساس عرقي.
المقر والتمويل
يقع مقر التنظيم في جبال إقليم "بلوشستان"، أكبر أقاليم "باكستان" مِن حيث المساحة، والذي يشترك في حدوده مع كل من إيران، وأفغانستان من الغرب، وبحر العرب من الجنوب، وولايتي "السند" و"البنجاب"، الواقعتين شرق باكستان، في حين تشير بعض المصادر، إلى أن المقر الرئيس لهذا التنظيم يقع في مدينة "قندهار" الأفغانية، لكنه ينشط في "باكستان"، وتحديدًا في إقليم "بلوشستان".
في حين يرى البعض أن التنظيم يستفيد من الأسلحة المتبقية من النزاعات السابقة في كل من: "باكستان" و"أفغانستان" و"إيران"؛ نتيجة الدعم المجتمعي الكبير من أجل الاستقلال. كما يرى العديد من المحللين أن كمية كبيرة من دَخل التنظيم تأتي من تبرعات من الشعب البلوتشي المتواجد في أنحاء العالم، وهو ما يسهل عمليات شراء الأسلحة والذخيرة عبر السوق السوداء، في حين يرى البعض أن الإقليم يُعدّ "طريق تهريب رئيسي" للعديد من المنتجات عبر حدوده؛ وأن هذا التهريب يُعدّ أحد مصادر الدخل الأساسية للإقليم.
قيادة التنظيم
لا يعلن التنظيم عن قادته بشكل صريح وعلني، كما أن معظم القادة المزعومين ينكرون انتماءهم للتنظيم، لكن يعتقد البعض بأن قيادته تتكون من أفراد قبيلتي "الماري" و"البوجتي". ويمكننا تسليط الضوء على أسماءِ عددٍ من تلك القيادات حسْب ما ورد في تقرير جامعة "ستانفورد"، وهم: "براهمادا خان بوجتي" المشهور بتصريحه الداعي لقتل جميع سكان "بلوشستان" غير الأصليين، وذلك خلال مداخلة مباشرة له في إحدى المقابلات التلفزيونية، و"بيجار خان" الذي قُتل في إحدى العمليات الأمنية، و"مير بلاج ماري" العضو السابق في البرلمان الإقليمي، الذي ترددت بعض الأحاديث عن استخدامه نفوذه السياسي؛ للحصول على الدعم المجتمعي لصالح التنظيم، والذي قُتل في إحدى العمليات الأمنية في 21 من نوفمبر من عام 2007، و"نواب خير بخش ماري" الذي شارك في تمردٍ عام 1970 في "بلوشستان"، والمشهور بـ "عرّاب الحركة البلوشية المسلحة"، وقد توفي وفاة طبيعية في يونيو من عام 2014، و"سردار أكبر خان بوجتي"، الذي كان رئيسًا لوزراء "بلوشستان"، ويُعدّ أحد كبار قادة التنظيم، وقد قُتل إثر عملية أمنية في 26 من أغسطس من عام 2006.
تاريخ التنظيم وأبرز العمليات الإرهابية
تشكَّل "جيش تحرير بلوشستان" في صيف عام 2000 استجابة للاستياء المتزايد في "بلوشستان" ضد الحكومة الباكستانية، وذلك بعد إعلانه مسئوليته عن سلسلة التفجيرات التي وقعت في الأسواق والسكك الحديدية، واستهدفت قوات الأمن الباكستانية. وعلى مدار فصل الصيف عام 2000، أعلن التنظيم مسئوليته عن تنفيذ 8 هجمات استهدف خلالها المواقع العسكرية الباكستانية باستخدام مدافع الهاون، وهي السلاح الأكثر استخدامًا من قِبل التنظيم حتى الآن.
وفي مايو 2003، نفذ "جيش تحرير بلوشستان" سلسلة أخرى من الهجمات، أسفرت عن مقتل عدد من رجال الشرطة وعدد من المواطنين. وفي العام التالي، هاجم التنظيم العمال الصينيين، الذين كانوا يشاركون في مشاريع التنمية الضخمة التي ترعاها الحكومة، وردت الحكومة الباكستانية على هذه الهجمات من خلال تعبئة ونشر ما يقرب من 20 ألف جندي إضافيٍّ في الإقليم.
استمرت هجمات هذا التنظيم طوال عام 2003، وحتى صيف عام 2004، وتنوعت خلالها هجمات التنظيم بين استخدام سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، كما شنَّ هجومًا على معسكر "كوهلو" في عام 2005، الذي كان في ذلك الوقت مقرًا لإقامة الرئيس الباكستاني "برويز مشرف"، خلال زيارته للإقليم، وهو الهجوم الذي وصفته الحكومة الباكستانية بـ"المتعمَّد"، وكان الهدف منه اغتيال الرئيس الباكستاني، والقيادات الباكستانية.
بعدها وتحديدًا في عام 2006 قامت الحكومة الباكستانية بتصنيف التنظيم كأحد التنظيمات الإرهابية، وبدأت اتخاذ إجراءات صارمة ومشددة ضده. وفي 26 من أغسطس من عام 2006م، قامت السلطات الأمنية بتصفية زعيم التنظيم "سردار أكبر خان بوجتي". وفي 21 من نوفمبر من عام 2007، قامت بتصفية زعيمه الآخر "مير بلاج ماري"، وهما الشخصيتان الأكثر نفوذًا في "بلوشستان".
كما تصاعدت حدة التوتر في الإقليم خلال تلك الفترة بعد منح الحكومة الباكستانية الصين حقوقًا لميناء "جوادر"، الواقع جنوب "بلوشستان"، بموجب عقد إيجار مدته 40 عامًا، وهو ما اعتبره التنظيم والعديد من البلوتش محاولة أخرى من الحكومة الباكستانية لإحكام السيطرة الكلية على الإقليم.
وفي محاولة لرأب الصدع واحتواء الأزمة، أعلن كل من "جيش تحرير بلوشستان"، و"جبهة تحرير بلوشستان"، و"الجيش الجمهوري البلوشي"، وقفَ إطلاق النيران بينهم وبين الحكومة الباكستانية، وذلك في سبتمبر من عام 2008، لكن رغم ذلك؛ فإن "جيش تحرير بلوشستان" قام بإنهاء هذا الاتفاق، وذلك في يناير من عام 2009؛ بدعوى انزعاجه من عدم بذل الحكومة الباكستانية أية محاولة أو جهود من شأنها تمهيد الطريق لبدء المفاوضات.
وفي 15 أبريل 2009، دعا زعيم التنظيم "براهمادا خان بوجتي" -خلال مقابلة مع تلفزيون "آج"- الشعب البلوتشي إلى قتل أي مقيم من غير الناطقين باللغة "البلوتشية"، سواء أكان من العسكريين أم من المدنيين؛ لتندلع على إثر ذلك عملياتُ القتل التي استهدفت المدنيين البنجابيين في الإقليم. وحسب الأنباء؛ فقد قُتل في هذه العمليات ما يقرب من 500 بنجابي، هذا بالإضافة لعمليات التطهير العِرقي التي نفذت في الفترة من عام 2009، وحتى عام 2012، واستمرار التنظيم في تنفيذ هجماته المختلفة ضد أفراد الحكومة الباكستانية، بما فيهم العسكريين، ورجال الشرطة، والمسئولين الحكوميين، ومعلمي المدارس.
في عام 2013، أعلن التنظيم مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف المنزل الصيفي التاريخي لمؤسس "باكستان" "محمد علي جناح". وبعد الوفاة الطبيعية للزعيم المزعوم "نواب خير بخش ماري" في عام 2014، تقاتل 6 من أبنائه على قيادة "جيش تحرير بلوشستان". ثم ترددت الأنباء عن ترك 3 منهم للتنظيم؛ من أجل إنشاء تنظيم منشق عنه يُدعى "جيش البلوتش المتحد". ورغم أن المعلومات حول الإخوة الستة، وانضمامهم لكلا التنظيمين لازالت قليلة؛ فإن "جيش تحرير بلوشستان" واصل عملياته ضد الحكومة الباكستانية، وبدأ مؤخرًا في تنفيذ هجمات ضد "جيش البلوتش المتحد".
ويمكن استعراض أبرز العمليات الإرهابية التي قام التنظيم بتنفيذها منذ تأسيسه وحتى الآن وذلك على النحو التالي:
قام التنظيم في يوليو 2000 بهجوم استخدمت فيه قنبلة تم زرعها في أحد أسواق مدينة "كويتا"، عاصمة إقليم "بلوشستان"، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، وإصابة 25 آخرين.
وفي مايو 2003، أعلن التنظيم تبنيه لسلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل، وإصابة العديد من رجال الشرطة، والمواطنين من غير البلوتش.
وفي يوليو 2009، استطاع التنظيم تحرير مهاجمين تابعين له من قبضة قوات الشرطة الباكستانية.
وفي ديسمبر 2009، قام ملثم مسلح ينتمي للتنظيم بإطلاق النيران على "أنور بايج"، أحد المعلمين في مدينة "كويتا"؛ لمعارضته لترديد النشيد الوطني البلوتشي في المدرسة، وكانت هذه الحادثة ضمن حملة شنّها التنظيم ضد رجال التربية والتعليم، والذين وَجه إليهم التنظيم اتهامات بالتعاطف مع الحكومة الباكستانية.
وفي نوفمبر 2011، هاجمت عناصر تابعة للتنظيم قوات الأمن خلال تأمينها لأحد مناجم الفحم، ما أسفر عن مقتل 14 شرطيا، وإصابة 10 آخرين. وفي ديسمبر 2011، فجّر التنظيم سيارة مفخخة خارج منزل "مير ناصر مينجال"، رئيس وزراء الإقليم السابق، ما أسفر عن مقتل 13 شخصًا، وإصابة 30 آخرين.
وفي يونيو 2012، أعلن التنظيم تبنيه للهجوم الصاروخي، الذي استهدف المقر الصيفي لمؤسس دولة باكستان "محمد علي جناح"، واستبدال العلم الباكستاني بعلم التنظيم، ما أسفر عن مقتل شخص واحد. وفي يونيو 2015، أعلن التنظيم تبنيه للهجوم الذي استهدف معسكر "جيش بلوشستان المتحد" في منطقة "بير ماسوري".
وفي أكتوبر 2016، أعلن التنظيم تبنيه للتفجيريْن اللذين استهدفا قطار "جعفر ايكبريس"، الرابط بين مدينتي "كويتا"، عاصمة إقليم بلوشستان، ومدينة "بيشاور"، عاصمة إقليم "خيبر بختون خواه"، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وإصابة 18 آخرين.
وفي أغسطس 2017، أعلن التنظيم تبنيه للانفجار الذي تم بواسطة قنبلة زُرعت على الطريق في منطقة "هارناي"، ما أسفر عن مقتل 8 جنود من قوات حرس الحدود. وفي نوفمبر 2018، أعلن التنظيم مسئوليته عن استهداف القنصلية الصينية في مدينة "كراتشي"، عاصمة إقليم "السند" الباكستاني، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص. وفي نوفمبر 2018، أعلن التنظيم مسئوليته عن استهداف القنصلية الصينية في مدينة "كراتشي"، عاصمة إقليم "السند" الباكستاني، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص.
وفي مايو 2019، أعلن التنظيم مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف أحد فنادق مدينة "جوادر".
ومرصد الأزهر إذْ يتابع عن كثب التطرف بشتى أنواعه، لا سيما التطرف الديني والعرقي، فإنه يؤكد على أن نشر الفرقة بين الجماعات والأمم تعد واحدة من مهام الأعداء في كل زمان ومكان ، ولعل مقولةَ "فرِّقْ تَسُدْ" الشهيرة خيرُ دليل على ذلك؛ لهذا وطبقًا لما سبق فإن دعوة الحركات الانفصالية إلى التخلي عن الوطن الأمّ -واقتطاعِ أجزاء مِن الأوطان؛ كما فعلت داعش إذِ استولت على جزء من البلاد في سوريا والعراق، لتطلق عليه الدولة الإسلامية، ومن ثمَّ فإن المرصد ينبه على أن الدور الذي تقوم به الحركات الانفصالية هي بمثابة شرارة قد ينجم عنها ضياع الأوطان.
ولا شك أن ما تقوم به مثل هذه الحركات الانفصالية من استقطاع لأجزاء من الأوطان تحت دافع التعصب للعرق أو لغيره، لا يمت إلى الإسلام بصلة، حيث يدعو الإسلام إلى الوحدة، ويظل الأمر الإلهي في هذا الشأن واضحًا ناصعًا؛ حيث يقول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، ويقول أيضًا: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
ويؤكد المرصد أن الإسلام يرفض العصبية المُنتنة للعرق أو للون أو للجنس؛ فحينما استغاث مُسلم بعِرْقِه في مشاجرة مع مسلم آخر، غضب رسول الله وقال: "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم!، دعوها فإنها منتنه!". ولا تزال الجماعات المتطرفة تبث سمومها، وفكرها المتطرف الذي لا يخدم مصالح الأوطان التي أمرنا الإسلام بالحفاظ على وحدتها.
ويؤكد المرصد أيضًا أن استغلال الجماعات للنعرة العرقية في أي بلد، إنما هو لتحقيق مآرب سياسية، سواء أكان ذلك عن طريق التمويل بالمال أم السلاح أم الدعم المعنوي، كما أنه يُعدّ جريمة أخلاقية يرفضها الشرع والقانون، ويتنافى مع كل معايير الشرف، والأمانة، والعدل التي تقوم عليها الحياة.