أبو بكر البغدادي.. نهاية «شبح داعش»
الأحد 27/أكتوبر/2019 - 02:42 م
طباعة
أحمد عادل
استهدفت غارة أمريكية، صباح الأحد 27 أكتوبر، زعيم تنظيم داعش الإرهابي «أبي بكر البغدادي»، في قرية باريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا؛ ما أسفر عن مقتله، وسط تضاربات من بعض المواقع الإخبارية عن صحة مقتله، كما أسفرت العملية عن مقتل حارسه الشخصي، و8 آخرين.
ويعد «البغدادي»، أحد المطلوبين من قوات التحالف الدولي الموجود في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؛ خاصًة بعد بزوغ نجم التنظيم المسلح في الفترة ما بعد 2014.
من هو؟
ولد أبو بكر البغدادي، في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971، ويبلغ من العمر 48 عامًا، اسمه الحقيقي «إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري»، أسرته متوسطة الحال، وتنتمي جذورها إلى عشيرة البوبدري التي كان والده أحد كبارها.
ويلقب البغدادي بـ«أبي دعاء»، وحصل على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عامي 1999 و2007 على التوالي.
توفي شقيقه الأصغر حينما كان يؤدي الخدمة العسكرية في الجيش العراقي، في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وكان لوفاة أخيه أثر كبير في نفس «البغدادي»؛ حيث كان يرتبط به ارتباطًا وثيقًا.
لم يؤد أبي بكر البغدادي الخدمة العسكرية، على الرغم من دخول شقيقه الجيش العراقي؛ بسبب إصابته بقصر النظر، ما استجوب استبعاده من تأدية الخدمة العسكرية.
في عام 2003، تزوج أسماء فوزي محمد الدليمي، في محافظة الأنبار العراقية، وكان يعمل حينها أمامًا في أحد مساجد بغداد، وبعدها تزوج من الثانية إسراء رجب محل القيسي.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق، عمل البغدادي، على تبني تحريض العشائر العربية على القتال ضد القوات الأمريكية، وساهم بشكل كبير في تأسيس مجموعات مسلحة في نطاق محافظات ديالي وسامراء وبغداد، ونظرًا لتفقهه في الدين، كانت له مصداقية عالية بين العناصر المسلحة، بعدها انخرط في تنظيم «القاعدة»، وحارب ضمن التنظيم ضد القوات الأمريكية التي انتشرت في العراق وقتها، وبزغ نجمه بين صفوف مسلحي التنظيم.
خلال الفترة ما بين 2005 و 2009، اعتقل البغدادي، ورحتله القوات الأمريكية إلى سجن أبي غريب، وحينها قام بنشر فكره المتطرف على أغلب العناصر المسجونة معه، وقام بتجنيد عدد كبير من العناصر من أجل تأسس ما تُعرف بـ«دولة الخلافة الإسلامية» المزعومة.
وفي عام 2006، اعتنق أبو بكر البغدادي، أفكار السلفية الجهادية، تحت إشراف أحد الضابط في الجيش العراقي، وكان يرأسه أبوعمر البغدادي، الذي قتل في أبريل 2010.
وخرج البغدادي من سجنه، وقال وهو يودّع سجانيه: «نلتقي في نيويورك»، وبدأت من لحظتها عملية رسم كاملة لشخصيته القيادية تمهيدًا للبدء في تأسيس خلاياه، فشكّل مع ضابط سابق في الجيش العراقي اسمه «أبو عبد الرحمن البلاوي» أضخم الجماعات التابعة للقاعدة منذ تأسيس طالبان في أفغانستان في عام 2001.
في عام 2013، أطلق «البغدادي» على نفسه اسم «الشبح» وعمل على إخفاء صورته أمام العالم أجمع، لولا التسريبات المخابراتية الأمريكية بمساعدة الداخلية العراقية، التي قامت على الفور بنشر صورته، وحينها رأي البغدادي أنه لا مفر من نقل مقرات قيادته عبر الحدود العراقية إلى سوريا، ليدخل في الصراع الدائر فيها ما بين النظام السوري، ومجموعات الشبّيحة والميليشيات الموالية لهم، دون أن يعلن تبنيه لأهداف الصراع ذاتها، وهي إسقاط الدولة السورية.
وفي أواخر عام 2013، أعلن «البغدادي» أن جبهة النصرة، جزء من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبسبب ذلك الإعلان، واجه معضلة كبيرة؛ حيث طلب زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، من «البغدادي» منح جبهة النصرة استقلالها، ورفض الأخير، وفي فبراير عام 2014، أعلن «الظواهري» قطع كل علاقات تنظيم «القاعدة» بتنظيم «داعش»، وردًا على ذلك بدأ «داعش» في قتال جبهة النصرة، وعزز من قبضته على شرق سوريا، وفرض «البغدادي» قوانين شرعية صارمة، وبعد أن عزز من تأمين معقله في شرق سوريا، أمر رجاله بالتوسع في غرب البلاد.
وقامت مجموعات «أبي بكر البغدادي» بأولى عملياتها، التي أطلق عليها «تكسير الجدران»، في العراق، وحينها اقتحمت عناصر مسلحة ما يقرب من 8 سجون في بغداد، وكان على رأسها سجن أبي غريب، وتمكنت من إطلاق سراح 500 سجين ينتمي أغلبيتهم إلى تنظيم «القاعدة».
وخلال تلك الفترة، واجه «البغدادي»، معضلة أخرى، إذ رفضت جبهة النصرة الدخول تحت لوائه، وصدر تسجيل صوتي عبر موقع «تيليجرام»، تحدث أمير جبهة النصرة «أبو محمد الجولاني»، رافضًا فيه إعلان البغدادي الانخراط داخل تنظيم «داعش».