عبدالعزيز مقري.. زعيم إخوان الجزائر وذراع قطروتركيا في المغرب العربي
يعد
عبد الرزاق مقري مهندس الإخوان في الجزائري، يقود
حزب"حركة مجتمع السلم(حمس)"، ذراع الاخوان الأبرز في الجزائر، ويقود الإخوان للسيطرة على البلاد عبر سياسة
"الخطوطة خطوة"، وهو ما وضح من اعلان "حمس" دخولها في حوار مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون،
ولكن يبقى "مقري" احد أبرز قيادات التنظيم الدولي في دول المغرب العربي،
بالاضافةإلى راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاخوانية، وزعيم اخوان تونس، والذي تربطه
به علاقة واسعة ومتينة.
حياته
عبدالرزاق
مقري مواليد 23 أكتوبر 1960، يعرف عنه أنه كان إماما وخطيبا لصلوات الجمعة في عدة مساجد
في الولاية خاصة نهاية الثمانيات و بداية التسعينات.. و قبل ذلك عرف بنشاطه الطلابي
و الدعوي في ولايات الشرق الجزائري أيام دراسته الجامعية في مدينة سطيف، ضمن إطار ما
سمي حينها في الجزائر بالصحوة الإسلامية.
وبعد
تأسيس حركة المجتمع الإسلامي حماس سنة 1991 (حمس لاحقا)، من قبل محفوظ نحناح و رفيق
دربه محمد بوسليماني تم ضم عبد الرزاق مقري إلى المكتب التنفيذي الوطني للحركة و استمر
فيه حتى وفاة المؤسس، ثم استمر فيه كذلك بعده كنائب لرئيس الحركة الذي خلف المؤسس
- أبو جرة سلطاني .
نشاطه:
عبد
الرزاق مقري مدير مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلّمية، والذي عُرف
أيضًا بمعارضته للنظام الحاكم في الجزائر فقد ساهم بشكل كبير في سحب حركة مجتمع السلم
نحو تبني خطاب المعارضة بعد خروجها من التحالف الرئاسي لسبب فشل النظام في تبني إصلاحات
سياسية حقيقية في ظل وضع إقليمي خاص ميزته ثورات الربيع العربي، ويقال إن لـ"مقري"
دورًا رئيسيا في فك هذا الارتباط الذي استمر بين" حمس " و نظام الرئيس عبد
العزيز بوتفليقة لأكثر من 15 سنة.
في
1997، العام الذي تم انتخابه فيه عضوا في البرلمان الجزائري و الذي استمر فيه إلى
2007، خلال السنوات العشر في البرلمان تقلد منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني و
كذا رئيس الكتلة البرلمانية لحزبه. بعد خروجه من البرلمان برز كنائب لرئيس حركة مجتمع
السلم وذلك بعد أن تم تجديد انتخابه في هذا المنصب لمدة خمس سنوات جديدة خلال المؤتمر
الوطني للحركة سنة 2008 ثم كرئيس للحركة بعد
انتخابه وتزكيته من المؤتمرين في منافسة وصفت بالديمقراطية مع عبد الرحمن سعيدي رئيس
مجلس الشورى السابق خلال المؤتمر الخامس سنة 2013
صانع
التغلغل الناعم
يعمل
"مقري" من خلال العديد من مؤسسات المجتمع المدني إلى تغلغل الإخوان داخل
المجتمع الجزائري فقد أسس مركز البصيرة للبحوث
والاستشارات والخدمات التعليمية.
ويعمل
منخلال مركز "البصيرة" إلى النغلغل للعالمالعربي عتبر التعاون مع العديد من المراكز البحثية العربية مثل
مركز دراسات الشرق الأوسط (الأردن)، مركز الإعلام العربي (مصر)، مركز الزيتونة للدراسات
الاستشارات (لبنان).
كما
يعتبر مقري نفسه تلميذا لمحمد أحمد الراشد الذي هو من أكبر المنظرين لفكر الاخوان في
العصر الحديث خاصة في الجانب التربوي الذي اعتمد عليه كثيرا في تأسيسه لأكاديمية جيل
الترجيح للتاهيل القيادي.
ومقري
هو مؤسس أكاديمية "جيل الترجيح للتأهيل القيادي" والرئيس الفخري لها والتي
تعنى بتكوين عدد من الشباب وتدريبهم على القيادة في عدة أقاليم من الجزائر، وهو ما
يشكل الطابع المدني لشعب الإخوانية للسيطرة الإخوان على الشباب وأيضا الاقاليم الجزائرية،
بما يخدم مشروعهم في الانقضاض على السلطة "وقتما" تسمح الظروف بذلك.
اخوان
عصري:
يعمل
رئيس حركة حمس، من خلال كتابته على اظهار"اخوان
الوسطية" ودعاة الديمقراطية ونفذ العنف، بانتقاده لكتابات الاخوانية الداعية للعنف
واعادة رسم اشكالية الحركة الاسلامية في الجزائر في بعديها المحلي والإقليمي والدولي.
وطرح
الدكتور عبد الرزاق مقري كتابا بعنوان "البيت الحمسي": مسارات التجديد الوظيفي
في العمل الإسلامي، وقد كان في الحقيقة "برنامج حملة انتخابية" لرئاسة الحزب،
يعرض تصوّر الرجل لإشكالات الحركة الإسلامية في بُعديها المحلّي والعالمي، وإن ركّز
على الواقع الجزائري، منطلقًا من تجربة حركة الراحل محفوظ نحناح.
يتحدث
عبد الرزاق مقري في البداية عن بعض المُعطيات التاريخيّة التي ظلت طيلة عقود محلّ جدال
بين الإسلاميين المتنازعين بشأن أهل "الفضل والسبق" في البناء التنظيمي للحركة الإسلامية في الجزائر، وبهذا الصدد، يعترف
المؤلف أن الشيخ محفوظ نحناح حينما خرج من السجن سنة 1981 كان تنظيمه “ضعيفًا مفكّكا يعتمد
على عناصر أغلبهم بلا مستويات علمية عالية، لكن اجتمعت له ظروف ساعدته على التحاق قيادات
محلية عالية الكفاءة بتنظيمه، ومن هذه الظروف انحياز تنظيم الإخوان المسلمين إليه في
النزاع على الصلة، بينه وبين الشيخ جاب الله” (ص 45)، ثمّ يذهب أكثر من ذلك، ليقرّ
بمسؤولية الإخوان العالميين سنوات الثمانينات في منع قيام الوحدة بين الفصائل الإسلامية
الجزائرية، إذ ينقل عن شيخه الروحي الدكتور أحمد بوساق قوله: "لو كنت اتبع هوى
نفسي لجمعت كل القوى الإسلامية في الجزائر من أجل محاربة الشيخ محفوظ (بسبب مسؤوليته
ومسؤولية الإخوان المسلمين في فشل مسعى الوحدة)، لكن حينما أتبّع العقل والشرع، أقول
لكم كونوا مع الشيخ محفوظ لأنه رغم سلبياته هو أفضل من غيره من الدعاة في الجزائر”
(ص 79)، نعم يضع الجملة الاعتراضية المشار إليها أعلاه بين مزدوجين، وقد شعرت أن الدكتور
مقري تعمّد حصر العبارة السالفة بين قوسين حتى لا يتحمّل مسؤولية الإقرار بها، لكنها
في النهاية، تفيد موقف فصيل معتبر في تلك المرحلة، يسمّى جماعة الحياد التي كان ينتمي
إليها المؤلف في جامعات الشرق/الوسط الجزائري
قبل اندماجها في الهيكل الإخواني لاعتبارات تقديرية رأتها المجموعة المذكورة.
وفي
مسألة أخرى تتعلق بالأنماط التنظيمية التي عرفتها الجماعة، يرى مقري "أن التيار
الجارف لجبهة الإنقاذ لم يؤثّر في تماسك الحركة كالتأثير الذي صنعه تغيير الطبيعة الهيكلية
والمقاربات التنظيمية التي اتّجه إليها الشيخ حينما أراد الانتقال من جمعية الإرشاد
إلى تأسيس الحزب، وخصوصًا حينما قاد الحركة إلى قرار التكييف الذي بموجبه اندمجت الجماعة
في الحزب"، مضيفا أن "تلك التحولات أدت إلى اهتزازات كبيرة في المنظومة القيادية،
إذ انشق عن الشيخ محفوظ نحناح أكثر من نصف القيادات الجهوية، وكانت كلها ذات كفاءة
ومستويات علمية عالية"(ص47).
ويضيف
الكاتب ضمن نفس التداعيات، أن تكييف هيكلة الحركة أي (الدمج) ساهم في إرباك "المرجعيات
الإسلامية والشرعيّة”، علما أنّ إشكالية غيابها من أهم العقبات التي واجهت مسيرة العمل
الدعوي في الجزائر، وقد فاقم دخول أكثر الدعاة معترك الحياة الحزبية والانتخابية من
هذا المأزق التاريخي.
يعتبر
مؤلف الكتاب في موضع آخر، أن "الخطأ الأساسي الذي وقعت فيه الحركة هو تأخرها في
تأسيس حزب سياسي، باعتبارها القوة الإسلامية الأولى والأساسية إلى غاية الثمانينات، مما جعل كل أدائها يقوم على ردود الأفعال التي أصبح
يصنعها الصراع الثنائي بين نظام الحكم والجبهة الإسلامية للإنقاذ”، (ص42).
ثم يعرّج
المؤلف على تداعيات ذلك الاستقطاب الذي نشب لاحقا بين حركة المجتمع الإسلامي (حماس)
وفق التسمية الأصلية وبين الحزب المحلّ، في سياق النأي بالنفس عن الأخطاء الجسيمة الواقعة، إذ يؤكد الرجل بهذا الشأن، أن "إستراتيجية
التميّز عن الفيس كانت صحيحة وضرورية وواقعية، بغض النظر عن الأخطاء التكتيكية التي
وقع فيها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، سواء من حيث التصريحات أو السلوك السياسي في
توازن العلاقة بين طرفي الصراع”، (ص 42)، قبل أن يقدّم في موضع ثان نماذج عمّا يراها "هفوات"، مثل قول الراحل نحناح: "إنّ الجيش نزل إلى الشارع لحماية
الديمقراطية”، على إثر اضطرابات ساحة أول ماي سنة 1994، وكتصريحه عن جبهة الإنقاذ بعد
حلّها أن "الزجاجة انكسرت”، (ص80).
الجيش
الجزائري .. العدو اللدود لمقري
لا
يختلف "مقري" عن أي "عقل" اخواني في استهداف الجيوش الوطنية،
"واستخدام"التقية السياسية" في التعامل مع الجيوش الوطنية، حتي تأتي
لحظة الانقضاض.
وفي ابريل 2019 كشف
"مقري" عداوته لللجيش الجزائري، بتصرحات ظهر فيها بنظر الحمل، قائلا على صفحته الرسمية على الفيسبوك إن المؤسسة
العسكرية “إن رافقت التحولات الكبرى التي تعرفها الجزائر لضمان انتقال ديمقراطي سلس
تتجسد فيه وأثناءه وبعده الإرادة الشعبية وفق المادتين 7 و 8 بإجراءات عملية تفضي إلى
تحرير العمل السياسي والمجتمع المدني والوظيفة الإعلامية والانتخابات الحرة والنزيهة
واستقلالية القضاء وحياد الإدارة والعسكر في التنافس السياسي والتداول السلمي على السلطة،
ستكون – أي المؤسسة العسكرية – كجيش التحرير الوطني الذي استند على تجنيد الجزائريين
وتضحياتهم ووهب لنا الاستقلال الوطني”.
وأضاف
“لو فعلتها المؤسسة العسكرية اليوم ستهب الجزائر استقلالا ثانيا بأتم معنى الكلمة،
وسيدخل قادتها الحاليون التاريخ وستكون مكانتهم عندنا وعند الأجيال اللاحقة كمكانة
أبطال نوفمبر وشهداء وقادة الثورة العظام .”.
أما السبيل الثاني بحسب مقري فهو على طريقة جيش الحدود،
وقال “إن عادت بنا إلى عادة صناعة الرؤساء وتشكيل الطبقة السياسية وتسخير وسائل الدولة
لصالح وسائطها السياسية والتحكم في قوى المجتمع، وقهر المخالفين وتشويه المعارضين،
فستكون – أي المؤسسة العسكرية- كجيش الحدود”.
علاقته بالتنظيم
الدولي
يعد مقري أحدأبرز
قادة التنظيم الدولي للاخوان في الجزائر
ودول المغرب العربي، وهو يعمل بالاضافة ال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، منهدسي
الاخوان في دول المغرب العربي.
دعم "اخوان
الجزائر" برئاسة مقري، ميليشيات طرابلس في ليبيا، وكذلك مخططات قطر وتركيا في دول المغرب العربي، وكان
"اخوان الجزائر" أكبر المرحبيين بزيارات أردوغان الى تونس والجزائر .