أسبوع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب
الأربعاء 08/يوليو/2020 - 12:47 ص
طباعة
حسام الحداد
بدأت يوم الاثنين 6 يوليو 2020، فعاليات أسبوع مكافحة الإرهاب، والذي يقام هذا العام افتراضيا تحت عنوان "التحديات الاستراتيجية والعملية لمكافحة الإرهاب في بيئة وبائية عالمية". وتستمر أعمال الأسبوع حتى العاشر من تموز/يوليو الحالي.
أسبوع مكافحة الإرهاب هو عبارة عن سلسلة من الحلقات الدراسية الشبكية والنقاشات التفاعلية حول "التحديات الاستراتيجية والعملية لمكافحة الإرهاب في بيئة وبائية عالمية".
تحدث الأمين العام في الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى والتي جاءت بعنوان: "عالم ما بعد كوفيد-19: ملامح ونقاط محورية ومزايا التعاون متعدد الأطراف."
وقال إنه برغم تسبب كوفيد-19 في إحداث اضطرابات شديدة في النظم الصحية والاقتصادات والمجتمعات المحلية حول العالم، إلا إنه من السابق لأوانه إجراء تقييم كامل لآثار هذه الجائحة على المشهد الإرهابي.
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة أن تنظيمي داعش والقاعدة وفروعهما الإقليمية - بالإضافة إلى النازيين الجدد ودعاة تفوق العنصر الأبيض ومجموعات الكراهية الأخرى - يسعون إلى استغلال الانقسامات والصراعات المحلية وفشل أنظمة الحكم والمظالم لتحقيق أهدافها.
الإرهاب، مثل الفيروس، لا يحترم الحدود الوطنية. إنه يؤثر على جميع الدول ولا يمكن هزيمته إلا من خلال العمل الجماعي.
وأكد أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يواصل جهوده لإعادة إحياء نفسه في العراق وسوريا، بينما يقاتل الآلاف من المقاتلين الإرهابيين الأجانب في المنطقة، أو يسعون إلى الدخول في نزاع في مكان آخر.
وقد سلطت الجائحة، وفقا للأمين العام، الضوء أيضا على أوجه الضعف تجاه الأشكال الجديدة والناشئة من الإرهاب، مثل إساءة استخدام التكنولوجيا الرقمية والهجمات الإلكترونية والإرهاب البيولوجي. وأضاف:
"الإرهاب، مثل الفيروس، لا يحترم الحدود الوطنية. إنه يؤثر على جميع الدول ولا يمكن هزيمته إلا من خلال العمل الجماعي. لذا يجب علينا تسخير قوة التعددية لإيجاد حلول عملية."
وسلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على خمسة مجالات لتوجيه أعمالنا المستقبلية في مجال مكافحة الإرهاب:
أولا، الحاجة إلى الحفاظ على الزخم في مكافحة الإرهاب
وهذا يشمل الاستمرار في الاستثمار في القدرات الوطنية والإقليمية والعالمية لمكافحة الإرهاب، وخاصة بالنسبة للبلدان الأكثر احتياجا للمساعدة.
ثانيا، مراقبة التهديدات والاتجاهات الإرهابية المتطورة عن كثب
وفي هذا السياق شدد الأمين العام على ضرورة أن نكون مبدعين في استجاباتنا. وهذا يعني ضمان أن تكون لدينا التكنولوجيا والأدوات والمفاهيم الصحيحة لمكافحة الإرهاب.
ثالثا، الاستجابات لمكافحة الإرهاب والنوع الاجتماعي
شدد الأمين العام على ضرورة أن تراعي الاستجابات الرامية لمكافحة الإرهاب دائما النوع الاجتماعي وحماية حقوق الإنسان وتعزيزها، مشيرا إلى أن كراهية النساء العنيفة تمثل جوهر عمل العديد من المجموعات.
وقال السيد غوتيريش إن قوانين مكافحة الإرهاب والتدابير الأمنية لا ينبغي أن تكون مبررا لتقليص المساحة المدنية، وتقييد حرية تكوين الجمعيات، وحرمان الحقوق الأساسية الأخرى، مشيرا إلى أن الامتثال الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان وقانون اللاجئين أمر أساسي. وأضاف:
"يجب أن تدعم الحرب ضد الإرهاب هذه القيم وإلا فإنها لن تنجح أبدا. لدينا أيضا مسؤولية جماعية لتسهيل إعادة الأجانب، وخاصة النساء والأطفال، من المخيمات في سوريا والعراق، حيث يؤدي خطر كـوفيد-19 إلى تفاقم الظروف الأمنية والإنسانية السيئة بالفعل."
رابعا، معالجة انتشار السرديات الإرهابية من خلال نُهج شمولية
قال أمين عام الأمم المتحدة إننا بحاجة إلى معالجة انتشار السرديات الإرهابية من خلال نُهج شمولية مراعية للأوبئة، حيث "ارتفعت الضغوط النفسية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المرتبطة بكوفيد-19 بشكل كبير. ولا يجوز السماح للإرهابيين باستغلال تلك الشقوق والهشاشة."
ويشارك في الحلقات الدراسية الشبكية والنقاشات التفاعلية هذا الأسبوع ممثلون عن المجتمع المدني والقطاع الخاص والنساء والشباب ."وجميعهم حيويون لمنع التطرف العنيف وبناء مجتمعات شاملة ومرنة."
وقال السيد أنطونيو غوتيريش إنه وعلى الرغم من مرور الوقت، لا يزال ضحايا الإرهاب يعانون من إرثه، مبينا أنهم بحاجة إلى سبل للشفاء من خلال العدالة والدعم.
وأشاد الأمين العام بشجاعة الضحايا "على كل ما يقومون به لتشكيل تحالفات عالمية، ومواجهة الروايات الكاذبة التي نشرها الإرهابيون، وتبادل تجاربهم مع العالم."
خامسا، مشاركة المعلومات
وقال الأمين العام إننا نحتاج إلى تعزيز مشاركة المعلومات للتعلم من التجارب والممارسات الجيدة للآخرين في هذا المشهد الأمني المصحوب بجائحة كـوفيد-19.
وقد ساعد إطار الاتفاق العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة على تعزيز التنسيق والاتساق في تقديم المساعدة التقنية للأمم المتحدة وبناء قدرات الدول الأعضاء.
وبينما نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة، دعا الأمين العام إلى انتهاز هذه الفرصة لمراجعة وتعزيز جهودنا في مكافحة الإرهاب.