هاوار خان كاتب وباحث وإعلامي كردي، يعد رسالة ماجستير حول (توظيف المواد التسجيلية المرئية لأوضاع المجتمع العراقي بعد الاحتلال 2003)، بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، وهاوار مواليد 1970 باربيل – العراق، وفي اطار اهتمامه بالوضع الحالي للأكراد، وحرب التحالف مع داعش، كما أن له رؤية خاصة جدًا حيث يتوقع أنه بحلول الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو في 2016 سوف يتم تقسيم جديد لعد من البلدان العربية الكبرى،،، حول أفكاره وتاريخ الأكراد كان لنا معه هذا الحوار:

- إلى جانب الدراسة بمعهد البحوث والدراسات العربية، فقد شغلني منذ فترة طويلة تقديم فيلم تسجيلي عن الكردي الرائد الصحفي (مقداد مدحت بك بدرخان)، الذي أسس أول صحيفة كردية صدرت في القاهرة عام 1898، باسم (كردستان) بشكل نصف شهري وكانت تهتم بالشئون الدولية والقضايا الكردية باللغتين العثمانية والكردية وكانت تطبع بدار الهلال ويرسل 2000 نسخة منها مجانا للتوزيع في كردستان، ومقداد كان مطاردًا من السلطان العثماني واحتضنته القاهرة فأصدر منها 31 عددًا، ثم طرد من مصر فلجأ إلى لندن،وكان هدفه ان يعرف العالم بالقضية الكردية وحق تقرير المصير للأكراد، لأن عائلته (بدرخان) كانت تحكم إمارة كردية باسم إمارة بوتين سنة 1849 وهى آخر إمارة سقطت في يد العثمانيين، وهي العائلة التي ينتمي لها المخرج السينمائي علي بدرخان.

 

- كانت كردستان تقع جغرافيا بدءا من سلسة جبال حميرن الى الجزء الشمالي لسوريا وجزيرة كوباني وافيرن وصولًا إلى البحر المتوسط ثم من سلسلة جبال اراراط بتركيا الي زجروس بإيران بمساحة تصل الى 500000 كيلو متر وهى مساحة تطابق مساحة فرنسا، وقد ذكرت هذه البلاد في كتب التاريخ الإسلامي ومنها تاريخ الطبري بكردستان أي بلاد الكردي، وعندما قامت الحروب بين الامبرطوريتين العثمانية والصفوية (الايرانية)  لقيادة الأمة الإسلامية، كانت هناك انتصارات وهزائم تدفع ثمنها الأراضي الكردية فالمنتصر يحصل على جزء والمهزوم يفقد جزءًا، وبعد فترة طويلة من الحروب تم اتفاق بين العثمانيين والصفويين عام 1514 باسم اتفاقية (جالديرات) – وهى اسم موقعة حربية – ونص هذا الاتفاق علي تقسيم اراض كردستان لاول مرة دون اية مراعة للشعب الكردي الذي كان يعيش في هذا الوقت  تحت حكم  7 إمارات كردية كبيرة، أذكر منها امارات بابان – سوران – ارداين – بهدينان –بوتوان ،ولتسهيل التقسيم قامت حكومتى تركيا وفارس باشاعة الدسائس والفتن بين الإمارات فحدثت حروب بينهم وتم بالفعل تقسيمنا فأصبحنا أقلية بين العثمانيين والايرانيين 

- في عام 1916 وقعت اتفاقية سايكس بيكو،وهي الاتفاقية التي قسمت البلدان العربية،وبدل تاسيس دولة للكرد تم تقسيم الجزءين الى اربعة اجزاء،فهناك جزء بتركيا واخر بايران،فاصبح هناك جزء بسوريا وجزء بالعراق،وعندما عقد مؤتمر (سرفير ) بفرنسا عام 1921 ذهب مندوب كردى هو شريف باشا من بلدة السليمانية ليعبر عن رفض اتفاقية سايكس بيكو ويطالب بتاسيس دولة للاكراد تضم الأجزاء الثلاثة دون الجزء الايراني، وحصل علي هذا الحق ولكن، قرر مصطفي كمال اتاتورك التنازل امام دول التحالف بقبول تقسيم سايكس بيكو فالغيت اتفاقية سرفير وجاءت اتفاقية لوزان عام 1923 باتفيذ التقسيم، وفى 1924 الغيت الخلافة العثمانية، وأصبح كل جزء كردي في دولة 

- لا بل كانت هناك تمردات وثورات للأكراد في كل دولة، فمثلا في العراق وفي العشرينيات من القرن المنصرم أقام كردي يدعي (شيخ محمود حفيد) نفسه ملكًا على الجزء الكردي في العراق وتمرد على حكم الإنجليز وثار ضدهم واعلن عاصمة ملكه السليمانية، ولكن الإنجيليز قضوا عليه قبل بداية الحرب العالمية الثانية مباشرة وفي ايران عام 1946 اعلنت جمهورية كردستان وعاصمتها مهاباد واستمرت 11 شهرًا، وأعلنت مع الأذريبجانيين وكان مؤسس الجمهورية يدعي (قاضى محمد ) وكان يساريا وقضى عليه وتم إعدمه.

- في عام 1991 بعد طرد صدام من الكويت انتفض الأكراد ضد صدام وتم تحرير ثلاث مدن من نظام صدام الديكتاتوري وهي اربيل وسليمانية ودهوك واسترد منا كركوك وأنشأنا أحزابًا وبرلمانًا وأصبح لإقليم كردستان وجود، وكان هناك 7 أحزاب، لكن للأسف بتدخل تركي إيراني حدثت فتنة وتقاتل داخلي، انتهى بصلح عام 2003، وساعد الأكراد في الهجوم على نظام صدام وتقويضه فعندما هاجمت تركيا افغانستان في 2002 طالبت امريكا تركيا استخدام قاعدة (ان جيلك ) وهى قاعدة طيران لمهاجمة العراق ورفضت تركيا فعلم الأكراد من هنا ان امريكا سوف تهاجم العراق، وبعد الحرب شاركنا في بناء العراق ولاول مرة في تاريخ العراق حكم كردي العراق (جلال طالباني ) والذى اعلن انه ظل يحارب صدام 30 عاما لكنه رفض ان يوقع على الحكم باعدامه، ورغم المذبحتين الشهيرتين اللتين قام بهما صدام ضد الأكراد ( حلبجه  - والانفال)

- داعش صناعة مخابراتية وماركة محلية، فعندما رفض العراقيون أسلوب المالكي الذى لا يعرف ديمقراطية ولا قوانين، سهّل لداعش الدخول من سوريا إلى العراق، وكان ذلك واضحًا عندما استولى التنظيم على الموصل في ساعتين يوم 9 يونيه الماضي، وهو تاريخ غير مصير الكرد مع خصومهم في العراق وجمع الأكراد، حيث يحارب الأكراد داعش على مساحة 2000 كيلو متر.

- نعم الفضل في هذا يرجع الى الكردي العظيم عبد الله اوجلان رئيس حزب العمال الكردستانى والمحبوس في تركيا منذ 15 عاما،حيث احدث تغيرا في الفكر الكردي بمؤلفاته ورؤيته للمراة والرجل كانسان واحد كامل بلا فرق فالمراة تشارك في انقاذ البشرية علي الارض، وأي فتاة تدخل الحزب تنسي الحياة بل تصبح هي ثمنا لحياة الاخرين، وتحارب الارهاب والفساد والطلئفية،والفتاة مثل الشاب عندما تدخل الحزب تحصل على تدريب لمدة 6 شهور كاملة علي احدث واعنف طرق القتال، وتدرس 6 شهور اخري كل الأيدلوجيات الفكرية والسياسية وكل اديان العالم، بشكل مكثف، والمرأة الكردية تمثل 30% من الجيش، وفي كوباني هناك 1000 مقاتلة الآن، وبالفعل كل محاربة تحتفظ برصاصة في جيبها لتقتل نفسها إذا وقعت في أسر داعشي.

  

- 50 مليون كردي في العالم  يوجد 40 مليون كردى داخل كردستان وهناك 5 مليون كردى في اسطنبول فنحن اكثر عدديا من الاتراك،وعندنا 30 قنصلية حول العالم، وبالنسبة لدولتنا  للبرلمان يتكون من 111 عضوا 5 للمسيحيين و5 للتركمان و1 للأرمن  والباقى للأكراد وعندنا 3 أحزاب إسلامية.

 

- عندنا نحو 2 مليون لاجئ منهم مسيحيون وأكراد سوريا وايزيديين، ونحاول بقدر الامكان تقديم المساعدة لهم 

- ارى أن المقصود من هذه الحرب أن تنتهى في 2016 حيث الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو، والغرض منها إعادة تقسيم المنطقة بتقسيم جديد لعدد من دول عربية كبرى، يأتى على رأسها سوريا وتركيا والعراق والسعودية وايران، فالغرب لا يتحرك بلا مرجعيات تاريخية أو ايدلوجيات متجذرة وللأسف نحن لا نقرأ بصفة عامة ولا نتعلم من التاريخ بصفة خاصة.