النص الديني بين الصراع الاسلاموي والحداثوي في كتاب جديد
الثلاثاء 22/مارس/2022 - 10:51 ص
طباعة
روبير الفارس
صدر مؤخرا للباحث العراقي حيدر عبد السادة جودة كتابا مهما في فلسفة الخطاب الديني يحمل عنوان طويل هو" بشرية النص الديني في التفسير الموضوعي قراءة تكاملية بين الصراع الاسلاموي والحداثوي " وذلك عن دار مصر العربية بالقاهرة .يقول حيدر دأب الفكـر العربي والإسلامي المعاصر على إعادة قراءة النص الديني بشكلٍ مستمر, فمنهم من قرأه على هامش ما قرأه السلف, فكانت الغاية الأساس تتمثل في الكيفية التي يتمُّ عن طريقها المحافظةُ عليه وعلى اشتغالات القراءة التراثية, هذا من جهة, أو على سبيل استقطاب الآليات الغربية ودعوة التحرر من الموروث الديني من جهةٍ أخرى, وهكذا شكّلت القراءة المعاصرة للنص الديني عنصر تجاذب وصراع بين قطبين, القطب الإسلامي المعاصر ودعوته في صدِّ موجات التغريب التي عدّها سبيلاً للإطاحة بقداسة القـرآن وحدود شريعته, والنيل من الإسلام بوجهٍ عام. في حين أصرّ القطب الآخر, وهي القراءة المُضادة والمتمثلة بالخطاب الحداثي, على أن النزعة التقليدية في قراءةِ النص لم تزده إلا انغلاقاً وانحساراً في دوائر ضيقة, حجّمت من اتساع معرفته وامتدادها في سبيل مواجهة التقدم الفكـري للمجتمع البشري, ونتيجةً لذلك وجب علينا-بحسبهم- أن نوظِّف الآليات التي نجح بها الغرب في التعاطي مع النص المُقَدّس, وحتى ضرورة استقطاب المناهج والآليات التي تم الاشتغال بها على النص الأدبي أو تحليل السلوك الاجتماعي أو الدراسات الانثروبولوجية الأخرى.
وبذلك انتهى الخـطاب الإسلامي إلى القول بشمولية النص الديني ومجاوزته للزمان والمكان, في حين أكد الخـطاب الحداثي على أن النص الديني إنما هو نصٌ تاريخي, وبين شموليته وتاريخيته دافع أقطاب القراءة المعاصرة في الفكـر العربي على هذه المقولات, وتَشَكّل الصراع بين الدائرتين, ولكن غالباً ما يكون هذا الصراع محموداً, لأنه يؤسس إلى إثراء المساحة المعرفية المراد بحثها, فأبدع الخـطاب الإسلامي في التأسيس إلى منهجيةٍ أراد بها أن تحلَّ محل المنهجية القديمة, فعمد إلى التحولِ من التفسير التجزيئي إلى التفسير الموضوعي للنص الديني. أما الخـطاب الحداثي فقد حوّل بوصلة البحث من شمولية النص الديني إلى تاريخيته, بعدِّها-أي التاريخية- من يُعيد إلى النص رشده بعدما أسس الخطاب الإسلاموي إلى عزله عن الواقع البشري.
وقد انقسم المسار البحثي في الكتاب على ثلاثةِ فصولٍ وتمهيد, مضافاً إلى مقدمةٍ وخاتمةٍ للبحث, نشتغل في التمهيد على تفكيك مجموعةٍ من المفاهيم الواردة في صلب الدراسة, بغية إشعار القارئ بما نريده منها, فنودُّ فيه أولاً التعرف وإماطة اللثام عن التاريخية, بمعناهما العلمي الدقيق, ونقصد بالأخير إننا سنناقشها بمعزل عن النص, أي في مجال التداول الغربي لها, ووجهات نظر المفكرين العرب لها من حيث الشرح لا من حيث التبني, والتي سنناقشها بالتفصيل في مطلع الفصل الثاني, وكذا الحال بالنسبة للشمولية والبشرية, فسيأتي التعريف بكلٍ منها في الفصل المحدد لهما.
ومن ثم الانتقال إلى التعريف بالغاية التي كانت وراء استعمالنا لمفهوم النص, ومن ثم بيان النص الديني, إنتهاءً بتسليط الضوء عن المساحة الواقعية التي دار البحث فيها, والمتمثلة بالفكر العربي, فضلاً عن بيان ما يشكّله مفهوم (المعاصر), والتأسيس بعد ذلك لمرحلة ما بعد الحداثة العربية, إنتهاءً بتعريف القراءة والقراءة التكاملية.
أما الفصل الأول, والموسوم بـ(شمولية النص الديني في منظومة الخـطاب الإسلاموي المعاصر), فسنعمل فيه على مناقشة ما يعنيه الخـطاب الإسلاموي من الشمولية والكيفية التي فيها فهم مجاوزة النص الديني للزمان والمكان, والكشف عن المرجعيات التي كانت وراء إعلانهم بالقول بشمولية النص الديني, ومن ثم التطرق إلى المنهجية التي تعامل بها مع هذه المقولة, وبعدها ننتقل إلى البحث عن ما يترتب عن القول بشمولية النص الديني, من ثنائية القـرآن والمستقبل أو ثنائية القـرآن والعلم.
ومن شمولية النص الديني إلى تاريخيته-النص الديني في منظومة الخـطاب الحداثوي المعاصر, جاء عنوان الفصل الثاني, والذي سنبحث فيه عن مكانة القول بتاريـخية النص الديني في الخـطاب الحداثوي, والتأسيس لمبدأ القراءة المعاصرة للنص, فضلاً عن موقف الخـطاب الإسلاموي منها, ومن ثم الانتقال إلى الكشف عن المرجعيات المعرفية التي كانت عنصراً مزوّراً في سبيل إثبات هوية تاريـخية النص الديني, لأن القول بها يستتبع تحولاً إيديولوجياً من الأصالة إلى المعاصرة, وفيها ما هو معروف بالمنهجيات المعتبرة التي ناقش عن طريقها الاشتغال على النص الديني باعتباره نصاً تاريخياً.
بعد ذلك ننتقل إلى ضرورة العمل على صَهرِ القراءتين في قراءة ثالثة, وذلك في الفصل الثالث, والموسوم بـ (من تاريـخية النص الديني إلى بشريته-قراءة تكاملية), والذي سنكشف فيه عن القراءة التكاملية للنص الديني, والتي تعتمد على التفسير الموضوعي كرهان إسلاموي, والقول بأنسنة الوحي كرهان حداثوي, على اعتبار أنها تنطلق من ثلاثة مستويات, المستوى الحر, لكونها غير منتمية, والمستوى النقدي, والتي تمارسه على الظواهر السلبية في كلا القراءتين, ومن ثم المستوى التفاعلي, والتي تأخذ على عاتقها فيه إمكانية التوليف بين القراءتين في سبيل الخروج بقراءة ثالثة, وبذلك فهي ليست توفيقية ولا تلفيقية, بل هي قراءة من نوعٍ ثالث, لأنها تسعى إلى الكشف عن ما يترتب عن القول بالقراءة التكاملية, بعد أن تفهم المترتب عن القول بشمولية النص الديني وتاريخيته.
ويقول حيدر إن الغاية الرئيسة من وراء هذه الدراسة تتمثل في إمكانية خلق فضاء خاص لإعادة دراسة القـرآن, بما يمليه علينا واقعنا الثقافي, ومن ثم الانتقال إلى التأسيس لمرحلة فكرية خاصة قوامها قراءة النص الديني, بعدما نجح المغرضون في سحبه وتسييره في منطقة قد أثّرت سلباً على واقع البيئة العربية والإسلامية في المرحلة المعاصرة, وبما أن الدراسة تكاملية, فإن المنهج الذي سنعتمد عليه في هذا البحث هو المنهج التحليلي والنقدي المقارن, وأرجو تحقيق ما أنشده من إعادة موضعة القـرآن في المناخ المناسب لما يخدم البشرية والإنسانية في العالم العربي والإسلامي.
وبذلك انتهى الخـطاب الإسلامي إلى القول بشمولية النص الديني ومجاوزته للزمان والمكان, في حين أكد الخـطاب الحداثي على أن النص الديني إنما هو نصٌ تاريخي, وبين شموليته وتاريخيته دافع أقطاب القراءة المعاصرة في الفكـر العربي على هذه المقولات, وتَشَكّل الصراع بين الدائرتين, ولكن غالباً ما يكون هذا الصراع محموداً, لأنه يؤسس إلى إثراء المساحة المعرفية المراد بحثها, فأبدع الخـطاب الإسلامي في التأسيس إلى منهجيةٍ أراد بها أن تحلَّ محل المنهجية القديمة, فعمد إلى التحولِ من التفسير التجزيئي إلى التفسير الموضوعي للنص الديني. أما الخـطاب الحداثي فقد حوّل بوصلة البحث من شمولية النص الديني إلى تاريخيته, بعدِّها-أي التاريخية- من يُعيد إلى النص رشده بعدما أسس الخطاب الإسلاموي إلى عزله عن الواقع البشري.
وقد انقسم المسار البحثي في الكتاب على ثلاثةِ فصولٍ وتمهيد, مضافاً إلى مقدمةٍ وخاتمةٍ للبحث, نشتغل في التمهيد على تفكيك مجموعةٍ من المفاهيم الواردة في صلب الدراسة, بغية إشعار القارئ بما نريده منها, فنودُّ فيه أولاً التعرف وإماطة اللثام عن التاريخية, بمعناهما العلمي الدقيق, ونقصد بالأخير إننا سنناقشها بمعزل عن النص, أي في مجال التداول الغربي لها, ووجهات نظر المفكرين العرب لها من حيث الشرح لا من حيث التبني, والتي سنناقشها بالتفصيل في مطلع الفصل الثاني, وكذا الحال بالنسبة للشمولية والبشرية, فسيأتي التعريف بكلٍ منها في الفصل المحدد لهما.
ومن ثم الانتقال إلى التعريف بالغاية التي كانت وراء استعمالنا لمفهوم النص, ومن ثم بيان النص الديني, إنتهاءً بتسليط الضوء عن المساحة الواقعية التي دار البحث فيها, والمتمثلة بالفكر العربي, فضلاً عن بيان ما يشكّله مفهوم (المعاصر), والتأسيس بعد ذلك لمرحلة ما بعد الحداثة العربية, إنتهاءً بتعريف القراءة والقراءة التكاملية.
أما الفصل الأول, والموسوم بـ(شمولية النص الديني في منظومة الخـطاب الإسلاموي المعاصر), فسنعمل فيه على مناقشة ما يعنيه الخـطاب الإسلاموي من الشمولية والكيفية التي فيها فهم مجاوزة النص الديني للزمان والمكان, والكشف عن المرجعيات التي كانت وراء إعلانهم بالقول بشمولية النص الديني, ومن ثم التطرق إلى المنهجية التي تعامل بها مع هذه المقولة, وبعدها ننتقل إلى البحث عن ما يترتب عن القول بشمولية النص الديني, من ثنائية القـرآن والمستقبل أو ثنائية القـرآن والعلم.
ومن شمولية النص الديني إلى تاريخيته-النص الديني في منظومة الخـطاب الحداثوي المعاصر, جاء عنوان الفصل الثاني, والذي سنبحث فيه عن مكانة القول بتاريـخية النص الديني في الخـطاب الحداثوي, والتأسيس لمبدأ القراءة المعاصرة للنص, فضلاً عن موقف الخـطاب الإسلاموي منها, ومن ثم الانتقال إلى الكشف عن المرجعيات المعرفية التي كانت عنصراً مزوّراً في سبيل إثبات هوية تاريـخية النص الديني, لأن القول بها يستتبع تحولاً إيديولوجياً من الأصالة إلى المعاصرة, وفيها ما هو معروف بالمنهجيات المعتبرة التي ناقش عن طريقها الاشتغال على النص الديني باعتباره نصاً تاريخياً.
بعد ذلك ننتقل إلى ضرورة العمل على صَهرِ القراءتين في قراءة ثالثة, وذلك في الفصل الثالث, والموسوم بـ (من تاريـخية النص الديني إلى بشريته-قراءة تكاملية), والذي سنكشف فيه عن القراءة التكاملية للنص الديني, والتي تعتمد على التفسير الموضوعي كرهان إسلاموي, والقول بأنسنة الوحي كرهان حداثوي, على اعتبار أنها تنطلق من ثلاثة مستويات, المستوى الحر, لكونها غير منتمية, والمستوى النقدي, والتي تمارسه على الظواهر السلبية في كلا القراءتين, ومن ثم المستوى التفاعلي, والتي تأخذ على عاتقها فيه إمكانية التوليف بين القراءتين في سبيل الخروج بقراءة ثالثة, وبذلك فهي ليست توفيقية ولا تلفيقية, بل هي قراءة من نوعٍ ثالث, لأنها تسعى إلى الكشف عن ما يترتب عن القول بالقراءة التكاملية, بعد أن تفهم المترتب عن القول بشمولية النص الديني وتاريخيته.
ويقول حيدر إن الغاية الرئيسة من وراء هذه الدراسة تتمثل في إمكانية خلق فضاء خاص لإعادة دراسة القـرآن, بما يمليه علينا واقعنا الثقافي, ومن ثم الانتقال إلى التأسيس لمرحلة فكرية خاصة قوامها قراءة النص الديني, بعدما نجح المغرضون في سحبه وتسييره في منطقة قد أثّرت سلباً على واقع البيئة العربية والإسلامية في المرحلة المعاصرة, وبما أن الدراسة تكاملية, فإن المنهج الذي سنعتمد عليه في هذا البحث هو المنهج التحليلي والنقدي المقارن, وأرجو تحقيق ما أنشده من إعادة موضعة القـرآن في المناخ المناسب لما يخدم البشرية والإنسانية في العالم العربي والإسلامي.