تحذيرات أمريكية و "قسد" توقف عملياتها ضد "داعش" احتجاجاً على موقف واشنطن

الخميس 24/نوفمبر/2022 - 05:54 ص
طباعة تحذيرات أمريكية و حسام الحداد
 

 نتيجة تطور الأحداث في الشمال السوري واصرار الجانب التركي بالتدخل البري بعد الضربات الجوية المتتالية أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان اليوم الخميس، أن الضربات العسكرية التركية في الشمال السوري تهدد هدف البلدين المشترك في محاربة تنظيم داعش.

كما حذرت من أن تلك الأعمال تعرض حياة أميركيين للخطر، فضلا عن أنها تزعزع استقرار المنطقة

إلا أنها أوضحت أن الإدارة الأميركية تتفهم أن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة بشأن الإرهاب، لكنها حثت في الوقت عينه على وقف التصعيد في الحال.

وكانت قد حذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم الأربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٢، من أن الضربات الجوية التركية في شمال سوريا هددت سلامة العسكريين الأمريكيين، وقالت إن تصاعد الموقف يهدد سنوات من التقدم في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتمثل التعليقات العلنية من البنتاغون أقوى إدانة من جانب الولايات المتحدة للهجمات الجوية التركية، التي تنفذها أنقرة حليفة واشنطن في حلف الناتو، ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا حتى الآن.

ومن جانبه أعلن القائد العام لـ"قسد"، مظلوم عبدي، يعلن إيقاف العمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" "بسبب الانشغال بالهجمات التركية، واحتجاجاً على الموقف الأميركي من هذه الهجمات".

وقال عبدي إنّ "العملية ضد داعش مع الأميركيين توقفت بسبب الانشغال بالهجمات التركية، وتأثر تنسيقنا مع الروس أيضاً".

ودعا عبدي روسيا والولايات المتحدة إلى "التدخل ووقف الهجمات التركية"، مؤكّداً أنّ "لا علاقة لقسد بتفجير قرقاميش"، ومشيراً إلى أنّ "الحرب إن اندلعت، فإنّها لن تبقى محصورة في بقعة محددة، وستنتشر في جميع المنطقة".

وبالتزامن مع ذلك، صرّح المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" بأنّ "الولايات المتحدة تلقّت معلومات تفيد بأنّ الضربات الجوية التركية شمالي سوريا شكلت خطراً على القوات الأميركية هناك".

وفي وقتٍ سابق من يوم الأربعاء أفادت مصادر اخبارية في الحسكة بوقوع قصف جوي ومدفعي للجيش التركي على مواقع لـ"قسد" في محيط عامودا والقحطانية والقامشلي في محافظة الحسكة، مؤكدةً وقوع إصابات من جراء القصف.

وأضافت المصادر أنّ القصف التركي تسبب بدمار كبير في عدد من المنشآت التي تتخذها "قسد" مقارّ لها مع نشوب حريق في إحدى آبار النفط بريف القحطانية شمال شرقي الحسكة.

وإلى جانب ذلك، شن الطيران الحربي التركي أربع غارات على قرية علي آغا في تل كوشار شمال وشرقي سوريا، وسُجلت أنباء عن وقوع إصابات. 

وذكرت المصادر  أنّ "الجيش التركي جدد قصفه على حقل العودة النفطي في بلدة القحطانية شمالي شرقي الحسكة"، مشيرةً إلى أنّ "الطيران الحربي التركي استهدف بثلاث غارات مواقع لقسد في ريف الهول على الحدود السورية العراقية"، كما "قصف محيط مقبرة مخصصة لقتلى عناصر قسد في ريف القامشلي".

ويأتي ذلك في وقتٍ تستكمل تركيا عملية "مخلب السيف" شمالي العراق وسوريا. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّ "عملية "المخلب - السيف" ضد "مواقع الإرهابيين" شمالي سوريا والعراق لن تقتصر على الضربات الجوية.

وقال أردوغان إنّ العملية العسكرية في شمال العراق وسوريا "لن تبقى محدودة بالعملية الجوية وما تمّ تنفيذه حتى الآن"، مؤكداً أنّها ستستمر.

وفي إثر ذلك، حذّر الكرملين تركيا، من "زعزعة الاستقرار" في شمال سوريا، داعياً جميع الأطراف إلى "الامتناع عن أي مبادرة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة خطرة للوضع العام".

وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، اليوم، أن موسكو تتلقى إشارات من أنقرة ودمشق بشأن استعدادهما لاتخاذ خطوات تجاه بعضهما البعض، معرباً عن أمل موسكو بالتقارب بين الطرفين.

وقال لافرينتيف عقب الجلسة الـ 19 في صيغة أستانة حول سوريا: "نأمل أن نشهد تدريجياً تقارباً سورياً تركياً، وهذا ببساطة ضروري، لأنهما دولتان متجاورتان يجب أن تعيشا في صداقة".

وأضاف: "أعتقد أن الإشارات التي لدينا عن استعداد الجانبين التركي والسوري لاتخاذ خطوات معينة تجاه بعضهما البعض هي خطوات في الاتجاه الصحيح".

بدوره، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية، في وقتٍ سابق، إنّ "واشنطن تعارض أي عمل عسكري يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في سوريا".

وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، في بيان، إن "وزارة الدفاع قلقة للغاية من التصعيد في شمال سوريا والعراق وتركيا"، وأضاف أن "هذا التصعيد يهدد التقدم التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، الذي تم إحرازه على مدى سنوات لتقويض وهزيمة التنظيم".

وتابع البيان: "هددت الضربات التركية الجوية الأخيرة في سوريا بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة داعش والحفاظ على أكثر من عشرة آلاف محتجز من التنظيم، علاوة على ذلك، فإن الأعمال العسكرية غير المنسقة تهدد سيادة العراق".

وذكر البيان أن "التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة داعش وضمان سلامة وأمن الأفراد على الأرض الملتزمين بمهمة هزيمة التنظيم".

وقال البنتاغون: "ندين الخسائر في أرواح المدنيين التي حدثت في كل من تركيا وسوريا نتيجة لهذه الأعمال ونقدم تعازينا، كما نشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن الاستهداف المتعمد للبنية التحتية المدنية، بينما ندعو إلى وقف التصعيد، فإننا ندرك المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا"، وأضاف: "سنواصل البحث مع تركيا وشركائنا المحليين في الحفاظ على ترتيبات وقف إطلاق النار".

كانت القيادة المركزية الأمريكية قالت، في بيان خلال وقت سابق من الأربعاء، إنها "تلقت معلومات إضافية تفيد بوجود خطر على القوات الأمريكية جراء الغارات التركية"، وأضافت: "لم يصب أي من قواتنا".

ورفضت القيادة المركزية تقديم أي معلومات إضافية حول عدد القوات التي تعرضت للخطر أو مكانها خلال الغارات لكنها قالت إن رئيس هيئة الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي تحدث إلى نظيره التركي الجنرال ياسر جولر، ولم تقدم تفاصيل المحادثة، لكنها قالت إن الاثنين تحدثا عن "عدة عناصر ذات اهتمام إستراتيجي مشترك".

ويستخدم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يقودها الأكراد قاعدة بالقرب من الحسكة في سوريا خلال عمليات مكافحة "داعش"، وقالت "قوات سوريا الديمقراطية" إن اثنين من مقاتليها قتلا في الغارة التركية.

شارك