حكومة الدبيبة تعوّل على الجوار لتحقيق استقرار ليبيا/القصة الكاملة لمقتل زعيم «داعش» ومرافقيه في جنوب سوريا/هل ينعكس استهداف قيادات «داعش» على تحركات التنظيم؟

الجمعة 02/ديسمبر/2022 - 10:23 ص
طباعة حكومة الدبيبة تعوّل إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –تحليلات)  اليوم 2 ديسمبر 2022.

الاتحاد: تونس تخاطب «الإنتربول» لضبط وتسليم نجل الغنوشي

أصدر القضاء التونسي، أمس، مذكرة رسمية للإنتربول الدولي لضبط وتسليم معاذ الغنوشي، نجل رئيس حركة «النهضة» الإخوانية، المقيم في بريطانيا والمتهم في قضايا تحريض على العنف في تونس.
وأكد المتحدث الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بمدينة القصرين، صلاح الدين الراشدي، في تصريحات صحفية صدور بطاقة جلب في حق شخصين متواجدين خارج الأراضي التونسية، في قضية «تكوين وفاق من أجل تغيير هيئة الدولة والاعتداء على الأمن الداخلي وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعض».
وأوضح أن المشمولين ببطاقة الجلب، بينهما معاذ الغنوشي نجل رئيس البرلمان المنحل وزعيم حركة «النهضة» الإخوانية راشد الغنوشي.
وكانت النيابة العامة قد أذنت، نهاية شهر أكتوبر الماضي، بالاحتفاظ بـ4 أشخاص، من أجل شبهة توزيع أموال بغاية إثارة النعرات في القصرين.
وأكّدت وزارة الداخلية، في بيان حينها أنّ «النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمحافظة القصرين أذنت بفتح تحقيق بشأن تكوين تشكيل بهدف الاعتداء على الأملاك العامّة والخاصّة والتحريض على الفوضى داخل الأحياء الشعبيّة».
ويأتي هذا التحقيق، وفق الوزارة، على خلفية شكوى تقدّم بها أحد الأشخاص مفادها بأنّ عنصراً سبق أن اتّصل به وطلب منه القيام بتحريض مجموعة من الشبان من سكان حيّ «الكرمة» بالقصرين على القيام بأحداث شغب وغلق الطريق بدعوى عدم توافر المواد الاستهلاكية مقابل تمكينه من مبلغ مالي يتم رفع قيمته حال تواصل الاحتجاجات.

تركيا تطالب بتفهم أمريكي قبل عملية عسكرية برية في سوريا

طالب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الولايات المتحدة أمس، بإبداء التفهم إزاء عملية عسكرية برية جديدة قد تطلقها بلاده في سوريا، بعدما عبّرت واشنطن عن «معارضتها القوية» لمثل هذه الخطوة.
وتهدد تركيا منذ شهور بتنفيذ توغل جديد في شمال سوريا، وكثفت الاستعدادات خلال الشهر الماضي بعد هجوم دامٍ بقنبلة في إسطنبول حمّلت مسلحين أكراد المسؤولية عنه.
وقال أكار لصحفيين: «طلبَت الولايات المتحدة منا إعادة التقييم، وأوضحنا لهم مواقفنا وشواغلنا وطلبنا منهم الوفاء بتعهداتهم، وأكدنا أنه ينبغي عليهم فهمنا».
وأضاف أن تركيا طلبت أيضاً من الدول الحليفة التي لها وجود عسكري في سوريا عدم السماح للميليشيات المحلية برفع أعلامها واستخدام زيها العسكري. 
وقال «نذكّرهم بضرورة إبعاد الإرهابيين عنهم، ويتعين عليهم في النهاية قطع علاقاتهم مع المنظمات الإرهابية».
وتقود وحدات حماية الشعب الكردية قوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة. 
وتعتبر تركيا وحدات الحماية هي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وتصنفهما منظمتين إرهابيتين.
وحزب العمال الكردستاني مصنف منظمة إرهابية لدى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

الإمارات: رفض دائم لجميع أشكال العنف والإرهاب

أكدت دولة الإمارات، أمس، في بيانين منفصلين، إدانتها بشدة للهجومين الإرهابيين على مدرسة شمال العاصمة الأفغانية كابول، وعلى فندق في العاصمة الصومالية مقديشو.
وأدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدرسة في مدينة «أيبك» شمال العاصمة الأفغانية كابول، وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، معظمهم من الأطفال، كما 
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها للشعب الأفغاني الصديق، ولأهالي وذوي ضحايا هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وفي بيان آخر، أدانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندقا في العاصمة الصومالية مقديشو، وأسفر عن سقوط عددٍ من القتلى والجرحى.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في البيان، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
و أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
وقتل 19 شخصاً على الأقل وأُصيب 24 بجروح جرّاء انفجار وقع في مدرسة دينية في مدينة أيبك، حسبما أفاد طبيب في مستشفى محلي.
وقال طبيب في «أيبك»، الواقعة على بعد حوالي 200 كلم شمال كابول، إن معظم الضحايا من صغار السن.
وأكد مسؤول محلي أن الانفجار وقع في مدرسة، لكنه لم يذكر عدد الضحايا.
وذكرت «طالبان» أن 10 طلاب قتلوا وأُصيب «كثر» بجروح.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية عبد النافع تاكور: «يعمل محققونا وقوات الأمن سريعاً لتحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة، التي لا يمكن الصفح عنها ومعاقبتهم على أفعالهم».
ونددت الولايات المتحدة بالاعتداء وتداعياته على الأطفال. وقال المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان توم ويست، على «تويتر»، إن «الولايات المتحدة تدين هذا الاعتداء المجنون على مدنيين أبرياء، فلدى جميع الأطفال الأفغان الحق في ارتياد المدارس من دون خوف».
وتعد أيبك عاصمة ولاية عريقة رغم صغرها، إذ عُرفت كمحطة لقوافل التجّار في القرنين الرابع والخامس.
وشهدت البلاد هدوءاً لبضعة أسابيع بين تفجيرات كبرى استهدفت مدنيين، رغم أن عدداً من مقاتلي طالبان قتلوا في هجمات معزولة.
وفي سبتمبر، قتل 54 شخصاً على الأقل بينهم 51 فتاة وشابة عندما فجر انتحاري قنبلة داخل قاعة في كابول، حيث كان مئات الطلبة يخضعون لامتحان تدريبي من أجل قبولهم في الجامعة.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن هذا التفجير، لكن «طالبان» حمّلت مسؤوليته لاحقاً إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت إنها قتلت عدداً من زعماء خلاياه.
وأما في مايو العام الماضي، قبل عودة «طالبان» إلى السلطة، فقتل 85 شخصاً على الأقل، معظمهم فتيات، وأُصيب حوالي 300 بجروح عندما انفجرت ثلاث قنابل قرب مدرسة.
ولم تتبنَّ أي مجموعة الهجوم، لكن قبل عام على ذلك، تبنى تنظيم «داعش» الإرهابي هجوماً انتحارياً استهدف مركزاً تعليمياً في المنطقة ذاتها أودى بحياة 24 شخصاً.
وتعهّدت حركة «طالبان» حماية الأقليات، ووضع حد للتهديدات الأمنية.
على صعيد منفصل، أعلنت الشرطة الصومالية، يوم الاثنين الماضي، أن قوات الأمن اقتحمت فندقاً في العاصمة مقديشو، لتنهي حصاراً فرضه مسلحو حركة الشباب، وذلك بعد معركة استمرت يوماً كاملاً تقريباً، وأدت إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
ودوى إطلاق النيران داخل الفندق، حيث دار قتال بين القوات الخاصة ومسلحي حركة «الشباب» الإرهابية لأكثر من 12 ساعة بعدما اقتحمت الحركة الإرهابية الفندق الواقع في قلب العاصمة.

الخليج:الإمارات تدين الاستهداف الإرهابي لفندق في مقديشو

دانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف فندقاً في العاصمة الصومالية مقديشو وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية. وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

والاثنين، فجر انتحاري من حركة «الشباب» الإرهابية، كان يرتدي حزاماً ناسفاً، نفسه عند مدخل فندق فيلا روز، قرب القصر الرئاسي، بينما قامت عناصر مسلحة أخرى من الحركة بالهجوم على الفندق وحصار نزلائه، وخلَّف الهجوم 9 قتلى بين المدنيين. وأنهت القوات الصومالية الهجوم الإرهابي بعد حصار دام يوماً كاملاً. وأكدت إنقاذ 60 مدنياً ومسؤولاً حكومياً في موقع الهجوم.

وأجل البرلمان الصومالي جلساته إلى أجل غير مسمى عقب الهجوم الانتحاري الذي راح ضحيته أكثر من 15 قتيلاً بينهم 6 مهاجمين وأصيب 5 آخرون وتبنته حركة «الشباب» الإرهابية.

 وفي رد على الهجوم الإرهابي، أعلنت السلطات الصومالية، أمس الخميس، مقتل 40 عنصراً من عناصر الحركة التابعة لتنظيم القاعدة في عملية للجيش جنوبي البلاد. وقالت وزارة الإعلام، في بيان، «الجيش وبالتعاون مع المخابرات الصومالية والحلفاء الدوليين نفذ عملية أمنية استهدفت بلدة علي فول طيري التابعة لمدينة مهداي في ولاية هيرشبيلى بإقليم شبيلي الوسطى»، موضحة أن العملية استهدفت عناصر من مقاتلي الشباب كانوا في مهمة بغابات البلدة، وأسفرت عن مقتل 40 منهم وإصابة آخرين دون ذكر عددهم.

ودعت الوزارة عناصر «الشباب» الإرهابية إلى تسليم أنفسهم، مشددة على أن الحكومة سترحب بكل من ينشق عن الحركة. 

وفي هجوم تبنته الحركة الإرهابية، اغتال مسلحون، أمس، المسؤول عن ملف النازحين في الإدارة المحلية عمر خليف حسن في مديرية دينيلي غربي العاصمة مقديشو أثناء عودته من زيارة تفقدية إلى مخيمات النزوح الواقعة في المديرية.

حكومة الدبيبة تعوّل على الجوار لتحقيق استقرار ليبيا

قال رئیس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها في لیبیا عبد الحمید الدبیبة: إن الشعب اللیبي یعوّل على دول الجوار في تحقیق الاستقرار السیاسي في لیبیا، مؤكداً التصمیم على إنهاء كل المراحل الانتقالیة التي فرضت الفوضى، والعبور بالبلاد إلى مرحلة البناء والتنمیة، فيما بدأ مجلس الدولة أعمال تصنيف ومراجعة ملفات المترشحين للمناصب السيادية، وفق اتفاقه مع مجلس النواب، في حين أكدت صحيفة الغارديان البريطانية تقديم شكوى لدى محكمة الجنايات الدولية ضد سياسيين أوروبيين، بمن فيهم رئيسة السياسة الخارجية السابقة في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ووزيرا داخلية إيطاليا الحالي والسابق ورئيس وزراء مالطا الحالي والسابق، تتهمهم بالتآمر مع خفر السواحل الليبي، لصد المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا.

وقالت الحكومة التونسیة في بیان: إن تصريحات الدبيبة جاءت خلال اجتماعه مع نظيرته التونسیة نجلاء بودن، أمس الأربعاء، وأكد الدبيبة أن أي خطر أو زعزعة للاستقرار في لیبیا، یمثل خطراً على تونس.

ودعا إلى تعزیز التعاون وتبادل الخبرات والعمل على تشكیل فرق عمل مشتركة لتحدید الأهداف السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة المشتركة، ووضع الآلیات اللازمة، خاصة ما یتعلق بأولویات التعاون وعلى رأسها التنسیق الأمني وتبادل المعلومات ومحاربة التنظیمات الإرهابیة وعصابات الجریمة المنظمة.

وأكدت بودن أهمیة تعزیز علاقات التعاون بین تونس ولیبیا في ظل سباق إقلیمي ودولي «بات یفرض توحید الجهود لمزید من التقارب والتعاون، تأكیداً للطابع الاستراتیجي للعلاقات التونسیة اللیبیة».

وجددت موقف بلادها الثابت للوقوف إلى جانب اللیبیین ودعم جهودهم من أجل إیجاد تسویة مستدامة عبر إطلاق حوار لیبي-لیبي وتحقیق المصالحة بما یحفظ وحدة لیبیا وسیادتها.

والتقى الدبيبة، أيضاً،الرئيس التونسي قيس سعيّد،الذي أكد عمق العلاقة التاريخية، وضرورة تسريع وتيرة التعاون لتسيير إجراءات المواطنين بين البلدين.

وفي طرابلس، قالت مقرر لجنة المناصب السيادية بمجلس الدولة، منى كوكلة: «بدأنا في تصنيف الملفات التي تم إرسالها من قبل المترشحين للمناصب السيادية، وسنبدأ عملية الفرز خلال الأيام القليلة المقبلة».

إلى ذلك، أكدت صحيفة «الغارديان» أن شكوى جنائية، تم تقديمها في لاهاي من قبل المنظمة غير الحكومية الألمانية بالمركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، تتهم السياسيين بارتكاب العديد من الجرائم ضد الإنسانية في شكل الحرمان الشديد من الحرية الجسدية بين 2018 و2021 من خلال اعتراض القوارب بشكل منهجي في البحر المتوسط وإعادة اللاجئين إلى الاحتجاز في ليبيا.

وأشارت إلى تقديم المنظمة الألمانية أدلة توثق 12 حادثة تم فيها اعتراض قوارب اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، والتواطؤ بين السلطات الأوروبية وخفر السواحل الليبي.

الشرق الأوسط: القبض على 16 مطلوباً بقضايا إرهاب في العراق

رسم خبراء عراقيون متخصصون بالتنظيمات المتشددة سيناريوهات لوضع التنظيم الإرهابي «داعش»، بعد سلسلة النكسات التي تعرَّض لها خلال السنوات الماضية، والمتمثلة بمقتل زعمائه، وآخِرهم «أبو الحسن القرشي».

كان التنظيم الإرهابي قد أعلن، الأربعاء، مقتل زعيمه، في تسجيل صوتي منسوب إلى الناطق باسمه «أبي عمر المهاجر». وفي حين لم يحدد مكان أو تاريخ مقتل القرشي، فإن المهاجر قال، طبقاً للتسجيل، إن «القرشي قُتل وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم...»، وفي الوقت نفسه أعلن تعيين «أبي الحسين الحسيني القرشي» زعيماً رابعاً للتنظيم.

وفي العراق ورغم النكسات التي تعرّض لها التنظيم، خلال السنوات الماضية، ومن أبرزها نهاية ما سمي بـ«دولة العراق الإسلامية» على يد الجيش العراقي أواخر عام 2017 خلال عهد رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، لكنه لا يزال قادراً على شن هجمات مختلفة ضد القوات الأمنية العراقية، أو حتى بين المدنيين. من جهتها، استمرت القوات العراقية في ملاحقة خلايا التنظيم بالمناطق التي لا تزال تشكل ملاذات آمنة له، ولا سيما في المناطق الواقعة بين محافظات ديالي وكركوك وصلاح الدين ونينوى، فضلاً عن صحاري الأنبار.

في هذا السياق أعلن «جهاز الأمن الوطني»، الخميس، إلقاء القبض على 16 مطلوباً للقضاء، وفق أحكام «المادة/ 4 إرهاب»، في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالي والأنبار. وقال، في بيان له، إن ذلك جرى «بعد تكثيف الجهود الاستخبارية، وتعاون المواطنين في الإبلاغ عن الإرهابيين».

ووفقاً للبيان، فقد «جرى تدوين أقوال المتهمين أصولياً، وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقّهم وفق القانون».

وحول مستقبل تنظيم «داعش» بعد مقتل آخر زعمائه، يقول الخبير الأمني المتخصص بشؤون الجماعات الإرهابية فاضل أبو رغيف، لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنظيم الإرهابي ورغم كل ما يحصل له، يبقى تنظيماً عقائدياً منظماً حصيناً شرساً، وتبقى عقيدته كما هي، ومن ثم فهو يتوارى في بعض المناطق، من بينها مناطق محصورة بين كركوك وصلاح الدين ومرتفعات بادوش ومرتفعات الشيخ يونس وفي مناطق شمال سوريا».

وحول أهمية مقتل زعيم التنظيم، يقول أبو رغيف إن «التنظيم يعتمد على روح الجماعة، لا على الأفراد، ومن ثم حتى في حال قتل فرد منه لا يتأثر، والدليل هو كيف توالدت قيادات أو توارثت قيادات له، عن طريق الشورى والاختيار لأنهم لا يؤمنون بالنص»، مبيناً أن «عملية الانتقاء والشورى تبقى متداولة فيما بينهم، وهو ما يعني أن هذا التنظيم باق، وهذا البقاء مأخوذ من قدرته على الديمومة، فضلاً عن الإيمان الراسخ، بالنسبة لهم، بما يعتقدون».

في السياق نفسه، يرى الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية»، في تصريح، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أبو الحسن الهاشمي القرشي من القيادات المهمة لتنظيم داعش. ويُعرف بهذا الاسم، بينما اسمه الحقيقي هو زيد العراقي أو جمعة عوض البدري، وكان يتولى في السابق إمارة ديوان التعليم، وكان مقرباً جداً ومرافقاً شخصياً لزعيم التنظيم الأسبق أبي بكر البغدادي»، مبيناً أن «التنظيم، على ما يبدو، انكشف أمام القدرة الاستخبارية في منطقة أدلب للقوات الأميركية، وكذلك لقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما يعطي دلالة كبيرة جداً على أن هناك تعاوناً استخبارياً مهماً جداً لملاحقة القيادات الكبيرة، والتي لا تستطيع الاختفاء فترة طويلة؛ نتيجة المتابعة المركزة، فضلاً عن الطائرات المسيّرة الموجودة في السماء السورية قرب الحدود التركية».

وتابع محيي الدين: «نجد أنه بعد مقتل هذا الزعيم، ستحدث خلافات داخل داعش، ذلك أن هذا الجيل الذي كان يرافق البغدادي قد انتهى، ومن ثم فإن خليفته سوف يكون غير مؤثر؛ كون الجيل الثاني لا يتمتع بتلك القدرة القتالية والقيادية التي كانت للجيل الأول... يبدو أن الغارات الجوية التي قتلت قيادات مهمة مثل أبي بكر البغدادي أو أبي محمد العدناني الذي كان مسؤولاً عن العمليات الخارجية والأنشطة الإعلامية، تؤكد أن مقتل هؤلاء أثّر على التنظيم عبر كل المستويات، وخصوصاً من دون الحصول على المبايعات المزعومة في مختلف المناطق».

وأوضح أن «خليفته الذي أعلن عن اسمه لا تتوفر عنه معلومات مهمة، لكنه ينتمي إلى الجيل الثاني، وسوف يبقى مرصوداً من قِبل القوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية، ومن المتوقع أن تتم تصفيته مثل الذين سبقوه».

القصة الكاملة لمقتل زعيم «داعش» ومرافقيه في جنوب سوريا

أوضح قيادي بإحدى المجموعات المحلية في درعا، التي شاركت في المعارك الأخيرة ضد خلايا «داعش»، لـ«الشرق الأوسط»، تعقيباً على إعلان «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان لها الأربعاء، عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» المدعو «أبو الحسن الهاشمي القرشي»، أن المجموعات المحلية بمشاركة «اللواء الثامن»، هي التي نفذت عمليات عسكرية كبيرة استهدفت خلايا التنظيم في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي وفي مدينة درعا البلد، وقتل خلالها قادة من التنظيم، من الجنسية السورية وغير السورية.
وكانت بداية العمليات العسكرية ضد التنظيم في مدينة جاسم، التي شهدت حظراً للتجول وإغلاقاً للمدينة على مدى أسبوعين، نتيجة مواجهات عنيفة وقعت بين المجموعات المحلية و«اللواء الثامن» من جهة؛ وخلايا تنظيم «داعش» في المدينة من جهة أخرى، واستمرت منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حتى أواخره، وشهدت في خواتيمها سلسلة من الانفجارات استهدفت مقار ومنازل ومزارع كان يستخدمها عناصر التنظيم مراكز لانطلاق أعمالهم؛ منها مقر «محكمة شرعية».
وأضاف أن العمليات أدت إلى مقتل أكثر من 5 من قادة التنظيم يصنفون «أمراء»؛ وأنهم غير سوريين؛ ويحملون الجنسية العراقية واللبنانية، إضافة إلى نحو 45 عنصراً، عدا أسر آخرين.
ثم انتقلت الأعمال العسكرية إلى مدينة درعا البلد، بعد أن استهدف هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر «داعش» منزلاً لقيادي سابق في المعارضة، راح ضحيته 5 قتلى و6 جرحى؛ معظمهم من المدنيين، وذلك بتاريخ 29 أكتوبر 2022، لتعلن بعدها المجموعات المحلية و«اللواء الثامن» بدء العمليات العسكرية في حي «طريق السد» الذي كان يتحصن فيه «متهمون» بالانتماء للتنظيم.
وبعد مواجهات استمرت أياماً عدة، بمشاركة مجموعات محلية من مدينة درعا البلد وريفي درعا الغربي والشمالي و«اللواء الثامن» الذي هو تجميع لفصائل سابقة من «الجيش الحر» قبلت بالتسويات بضمانة روسية، تبين مقتل عدد من قادة وعناصر التنظيم؛ حيث عثر على عدد من الجثث لم تعرف هوية كثير من أصحابها، ووجد البعض منها مطموراً بالتراب، وكان من الواضح أن أصحابها قتلوا حديثاً.
ورجح القيادي نفسه أن يكون زعيم «داعش» قتل في إحدى تلك المواجهات. وأشار إلى أنه «في كل المواجهات الأخيرة؛ كان عناصر وقادة التنظيم غير سوريين، ووصلوا من مناطق في البادية السورية»؛ لكنه أوضح أن «جنوب سوريا مليء بالحواجز والنقاط العسكرية؛ خصوصاً في محافظة درعا، فكيف تمكن هؤلاء (الدواعش) من الوصول؟».
وأشار؛ جواباً عن سؤاله بنفسه، إلى «تسهيلات أو فساد من حواجز الأجهزة الأمنية السورية. وهناك اعترافات مصورة لأحد عناصر التنظيم في مدينة جاسم يتحدث فيها عن تنفيذ عمليات اغتيال بعد لقاءات بينه وبين مسؤول جهاز الأمن العسكري في درعا العميد لؤي العلي».
وقال إن «الفصائل لم تكن على معرفة تامة بوجود زعيم (داعش) العام في درعا، وإنما بعد الكشف عن وجود خلايا وقادة من التنظيم؛ انطلقت الأعمال العسكرية... والمقاومة العنيفة التي دارت في المناطق التي كانوا فيها، كانت توضح أهمية القيادات الموجودة»، مشيراً إلى أن الأسرى من عناصر التنظيم «لم يكونوا على دراية تامة باسم زعيمهم العام أو بوجوده بينهم... كل ما كانوا يعرفونه هو وجود أشخاص من جنسيات غير سورية بينهم؛ تحديداً في مدينة جاسم، وكانوا يعدّونهم مرافقين لمتزعم التنظيم، الذي يعرف بينهم باسم: (أبو عبد الرحمن العراقي - سيف بغداد)».
وأكد القيادي الدرعاوي أن «خطر تنظيم (داعش) في المنطقة الجنوبية مستمر ما دام يوجد متعاونون معه وفاسدون ومستفيدون من وجوده ذريعة لتنفيذ مخططات وتطلعات في المنطقة؛ سواء أكان هؤلاء من الإيرانيين أم من أتباع النظام السوري»، وشدد على أن «المجموعات المحلية التي شاركت بالعمليات العسكرية ضد (داعش) تضم عناصر وقادة في المعارضة (السابقة)، أما (اللواء الثامن) المدعوم من روسيا، فيعدّ من أكبر فصائل التسويات عتاداً وعُدّة»، موضحاً أن تلك المجموعات المحلية التي نفذت العمليات العسكرية «لم تتلق أي دعم سوري أو دولي في مواجهة تنظيم (داعش) في درعا، وعمليات التنسيق السابقة التي كانت تجرى ضمن (غرفة عمليات الموك) انتهت منذ عام 2018».
وكان تسجيل صوتي تناقلته حسابات تابعة للتنظيم؛ أعلن فيه المتحدث باسمه مقتل «أبو الحسن الهاشمي القرشي». واكتفى بالقول إنه قُتل في معركة مع «أعداء الله»، من دون أن يوضح التاريخ أو الملابسات، معلناً أن الزعيم الجديد للتنظيم هو «أبو الحسين الحسيني القرشي»، داعياً عناصر وقادة التنظيم «إلى مبايعته».

هل ينعكس استهداف قيادات «داعش» على تحركات التنظيم؟

أثار الإعلان عن مقتل زعيم «داعش» أبو «الحسن الهاشمي القرشي»، تساؤلات بشأن تحركات التنظيم المقبلة بعد استهداف قياداته، ودلالة مقتل ثلاثة من قيادات التنظيم خلال 3 سنوات منذ 2019، وموقف الأفرع الخارجية من مبايعة الزعيم الجديد.
وأُعلن (مساء الأربعاء) مقتل «أبو الحسن الهاشمي» في عملية نفّذها الجيش السوري الحر بمحافظة درعا جنوب سوريا. وفي فبراير (شباط) الماضي أعلنت الولايات المتحدة مقتل زعيم «داعش» الأسبق «أبو إبراهيم القرشي» خلال غارة ‏جوية على شمال إدلب غرب سوريا. كما قُتل الزعيم الأسبق «أبو بكر البغدادي» خلال ضربة أميركية في إدلب شمال غربي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019.
ووفق الباحث المصري في الحركات الإسلامية والإرهاب أحمد سلطان، فإن «تنظيم (داعش) تعرض لأكبر حملة لاستهداف قيادته على مدار السنوات الماضية، وخسر تقريباً قادة الصف الأول بالكامل، وحتى الصف الثاني تعرض لخلخلة كبيرة، فحالة الفراغ القيادي التي حدثت في التنظيم بعمليات استهداف قادته أدت إلى ضعفه، وتحوله إلى مجموعات تعمل بشكل لا مركزي بصورة أكبر».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «التنظيم نجح سابقاً وما زال ينجح في البقاء والتكيف مع الضربات التي يتلقاها، سواء هذه الضربات كانت في مقتل قادته، أو في الهزائم والخسائر التي تلقاها وطرده من مناطق ومعاقل نشاطه، لذا فإن (داعش) يبقى تهديداً للأمن العالمي والإقليمي، رغم أنه يتعرض لانكسارات وهزائم وتراجعات على مدار الفترة الماضية»، موضحاً أن «التنظيم سيبقى ينشط بصورة تجمع ما بين النمط المركزي واللامركزي في القيادة، وسيحاول تعويض خسائره، وسوف يحاول زعيمه الجديد أن يُثبت أنه هو الأكفأ للقيادة، عن طريق توجيه مفارز التنظيم بشن هجمات، ومهاجمته مقرات الاحتجاز التي يوجد داخلها عناصر (داعش) لتعويض النقص في صفوفه».
ومني «داعش» الذي سيطر في 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، بهزيمة أولى في العراق في 2017 ثم في سوريا 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته، إلا أن «بعض عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات محدودة في البلدين»، حسب مراقبين.
وقال سلطان إن «مقتل زعيم (داعش) بمثابة (نكسة معنوية) كبيرة للتنظيم، خصوصاً أن الزعيم السابق كان صاحب المدة الأقصر في (زعامة التنظيم)، وهذا يعني أن التنظيم غير قادر على تأمين قياداته، وأن قياداته يُقتلون بشكل سريع، فضلاً عن أن مقتل زعيم (داعش) له دلالة تتعلق بأن التنظيم يخالف الأسس التقليدية للفكر الجهادي الذي يتبناه، بمعنى أن الفكر الجهادي يرى أن (الزعيم) لا يكون مجهولاً، ولا بد من إعلان شخصيته حتى تصح ولايته أو إمارته، و(داعش) بدعوى الضرورات الأمنية، يقوم بإخفاء شخصيات القادة، حتى إن (أبو الحسن القرشي) لم يكن يُعرف أنه قُتل، رغم أنه قُتل قبل شهر ونصف».
وكشفت القيادة المركزية للجيش الأميركي أن «(أبو الحسن القرشي) قُتل في منتصف أكتوبر الماضي». وقال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم) جو بوتشينو، في بيان، إن «العملية نفّذها الجيش السوري الحر بمحافظة درعا جنوب سوريا». ووفق تقارير فإن «أبو الحسن» فجّر نفسه بعد أن حاصره مقاتلون محليون مع مساعديه بمدينة جاسم السورية. وترددت أنباء في مايو (أيار) الماضي، بإلقاء القبض على زعيم التنظيم زيد العراقي المكنى «أبو الحسن القرشي» بعملية أمنية نُفِّذت في إسطنبول.
وكان المتحدث باسم «داعش»، أبو عمر المهاجر، قد أعلن تنصيب (أبو الحسين الحسيني القرشي) زعيماً للتنظيم. ويشير مصدر مطلع على تحركات «داعش» لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(أبو الحسين الحسيني القرشي) من مجلس شورى أبو الحسن الهاشمي، وحضر أكثر من معركة مع التنظيم في العراق وسوريا».
ولفت الباحث المصري في الحركات الإسلامية والإرهاب، إلى أن «سبب تعجيل التنظيم بإعلان اسم زعيمه الجديد أن منشقين عن التنظيم أشاعوا مقتل (أبو الحسن)، وظهرت حالة من البلبلة داخل التنظيم، حتى إنه أطلق في وقت سابق عبر منصاته بيعة لـ(أبو الحسن) رغم أنه كان مقتولاً، وعندما زادت الأنباء حول مقتله اضطر إلى للإعلان، من أجل الحفاظ على تماسكه الداخلي، وعدم حدوث انشقاقات أو انقسامات، وحشد الأفرع الخارجية خلف الزعيم الجديد، خوفاً من تشظي وانقسام أفرعه، لذا عجل بإعلان زعيمه الجديد، حتى يحشد الجميع خلفه ويدعو لبيعته، ويردد أنه من قدامي (الجهاديين) ومن أبناء (داعش)». وذكر أن «مقتل ثلاثة قيادات لـ(داعش) خلال ثلاث سنوات، يؤشر إلى عدد من المشكلات الهيكلية التي يعاني منها التنظيم، منها اختراق واضح للقيادة، وضعف الجانب الأمني في التنظيم لتأمين قياداته، بدليل أنه في 8 أشهر قُتل (أبو الحسن) و(أبو إبراهيم)».
وفقد «داعش» الكثير من قيادات الصف الأول خلال الأشهر الماضية. ويقول المصدر المطلع إنه «في أكتوبر الماضي قُتل أبو علاء الأموي في ضربة نفّذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شمال سوريا وهو من أبرز خمسة قادة في التنظيم، كما قُتل في نفس الضربة أبو معاذ القحطاني وكان مسؤولاً عن شؤون السجناء، كما قُتل أبو عبد الرحمن العراقي المعروف بـ(سيف بغداد) في نفس الشهر، وقد شغل مواقع قيادية في التنظيم».
ولم يستبعد أحمد سلطان أن تكون هناك خلافات حول الزعيم الجديد، قائلاً إن «هناك خلافات بالفعل؛ لكن التنظيم يحاول تجاهلها وإخفاءها، وربما بعض الأفرع لا تبايع الزعيم الجديد». لكنه عاد وأكد أنه «في الأغلب سوف تسارع الأفرع إلى إعلان البيعة، لأن التنظيم يربط البيعة بالدعم؛ إلا أن هذا لا ينفي أن تحدث بعض الانشقاقات».

شارك