إحباط هجوم إرهابي في مقديشو/الأمن التونسي يدهم اجتماعاً لـ «النهضة» ويعتقل قيادات إخوانية/حشود لـ«الحرس» الإيراني على حدود «كردستان العراق»

الأحد 17/سبتمبر/2023 - 10:37 ص
طباعة إحباط هجوم إرهابي إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 17 سبتمبر 2023.

الاتحاد: العراق يكثف عمليات استعادة رعاياه من «مخيم الهول»

كثَّف العراق عمليات استعادة مواطنيه من مخيم «الهول» في شمال شرق سوريا، للحد من تهديدات المسلحين في المخيم الذي يأوي عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من زوجات وأطفال عناصر ومؤيدي تنظيم «داعش» الإرهابي.
وتأمل بغداد أن تقلل هذه الخطوة من «التهديدات العابرة للحدود التي يشكلها المتطرفون، وأن تؤدي في نهاية المطاف إلى إغلاق المخيم».
واعتبر مسؤولون عراقيون، أن المخيم، الواقع بالقرب من الحدود العراقية السورية، يشكل تهديداً كبيراً لأمن العراق ويمثل «بؤرة للأيديولوجية المتطرفة للمسلحين ومكاناً نشأ فيه آلاف الأطفال ليصبحوا مقاتلين في المستقبل».
وحذَّر المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي جهانكير من أن «المخيم يشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
وقال جهانكير، إن «أكثر من 5000 عراقي أعيدوا إلى وطنهم من مخيم الهول منذ يناير، متوقعاً إعادة المزيد في الأسابيع المقبلة.
ومن يبدون استعدادهم للعودة إلى العراق، ترسل سلطات المخيم أسماءهم إلى بغداد، إذ تجري الحكومة فحصها الأمني، وتمنح الموافقة النهائية.
وفي سياق متصل، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية أمس، إلقاء القبض على 7 متهمين بالإرهاب في محافظتي الأنبار ونينوى. وقالت المديرية في بيان: «بعمليات منفصلة واستناداً إلى معلومات استخبارية دقيقة لشعب قيادات الفرق الـ 10 والـ 15 والـ 16 التابعة إلى مديرية الاستخبارات العسكرية وبالتعاون مع القوات البرية المتواجدة في قواطع المسؤولية، تم نصب كمائن محكمة في سيطرتي الصقور والموظفين وقريتي أبو كدور والبوير ومنطقة الجدعة وحي الشفاء، أسفرت عن إلقاء القبض على 7 متهمين بالإرهاب وفق أحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب في قضائي الموصل والفلوجة وإحدى مناطق غربي نينوى». وأضاف البيان، أنه «تم تسليمهم إلى جهات الطلب بعد إكمال الإجراءات اللازمة بحقهم».

إحباط هجوم إرهابي في مقديشو

أحبطت قوات الأمن الصومالية هجوماً إرهابياً بسيارة مفخخة في العاصمة مقديشو، فيما قتل 7 قيادات حركة «الشباب» الإرهابية بعملية عسكرية وسط البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء الصومالية «صونا» أمس، بأن القوات الأمنية ضبطت في مقديشو، سيارة مفخخة في منطقة «دار السلام».
ونجحت قوات الأمن بمساعدة سلطات المنطقة في ضبط السيارة المملوءة بمادة «التي إن تي» التي تستخدم في التفجيرات، ويجري التحقيق مع السائق الذي تم القبض عليه، مشيرةً إلى أنه سيتم تقديمه للعدالة، بحسب المتحدث باسم الشرطة الصومالية الرائد صديق آدم علي، الذي قال إن السيارة تحمل على متنها 10 جالونات متفجرة.
وفي سياق أخر، قتل 7 قيادات من مليشيات حركة «الشباب» الإرهابية المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في عملية عسكرية بإقليم «غلغدود» وسط البلاد.
وجرت العملية العسكرية التي نفذتها قوات الجيش في منطقة تقع قرب «رون نرغود» بمحافظة «شبيلى الوسطى» بالتعاون مع المقاومة الشعبية بالمنطقة.

البيان: معارك في الخرطوم والحرب تدخل شهرها السادس

مع دخول الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شهرها السادس، شهدت العاصمة الخرطوم في مختلف مدنها اشتباكات هي الأعنف من نوعها استخدمت فيها جميع الأسلحة، إذ تواصلت منذ الساعات الأولى ليوم أمس عمليات القصف المدفعي المتبادل في أمدرمان والخرطوم بحري، وجنوب وشرق الخرطوم.

وعلمت «البيان» أن قوات الدعم السريع المتمركزة في أحياء شرق الخرطوم نفذت هجوماً من محاور عدة على القيادة العامة للجيش، بغية السيطرة عليها. وبحسب شهود فإن اشتباكات عنيفة وقعت في المنطقة المحيطة بمقر قيادة الجيش سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، وبعد ساعات تمكن الجيش من صد الهجوم ليتحول القتال نحو أحياء بري وامتداد ناصر والرياض والمعمورة شرقي مطار الخرطوم. ونفذ الطيران الحربي غارات على تجمعات لقوات الدعم السريع التي تجمعت للسيطرة على مقر قيادة الجيش، كما نفذت مسيرات تابعة للجيش ضربات على تجمعات للدعم السريع بمناطق شرق الخرطوم.

سلاح الإشارة

ودارت معارك ضارية في الخرطوم بحري بعد هجوم مكثف قامت به قوات الدعم السريع على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري، كما شهدت أحياء مختلفة بالمدينة اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع لا سيما مناطق كافوري والسامراب ومنطقة شمال الخرطوم بحري، التي قصف فيها الجيش من مواقعة بأم درمان أهدافاً للدعم السريع.

وفي مدينة أم درمان، دارت أيضاً معارك عنيفة بعد قصف الدعم السريع لسلاح المهندسين، وخصوصاً في الأحياء الواقعة شمال وغرب سلاح المهندسين بأم درمان لا سيما أحياء العباسية والعرضة والبستان وحمد النيل والدوحة.

كما قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة من منطقة وادي سيدنا العسكرية أهدافاً تابعة للدعم السريع بعدد من مواقع تواجدها، وقامت قوات العمل الخاص التابعة للجيش بعمليات تمشيط واسعة ببعض أحياء المدينة.

جولات البرهان

سياسياً، واصل رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان جولاته الخارجية، حيث زار أمس أوغندا في سادس محطاته الخارجية بعد خروجه من مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم، ووفقاً لما نقله إعلام مجلس السيادة فإن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني استقبل البرهان بمدينة عنتيبي، وأجرى الجانبان مباحثات ثنائية تعلقت بمسار العلاقات ودفع آفاق التعاون المشترك بين البلدين.

الخليج: الأمن التونسي يدهم اجتماعاً لـ «النهضة» ويعتقل قيادات إخوانية

أكدت حركة «النهضة» الإخوانية في تونس، أمس السبت، اعتقال السلطات الأمنية ثلاثة من قياداتها من منطقة بنزرت (60 كم شمال العاصمة)، فيما أكد رئيس «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات»، فاروق بوعسكر، إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في خريف 2024.

وقالت الحركة في بلاغ لمكتبها التنفيذي إن علي النفاتي المسؤول الجهوي على مكاتب الحزب في بنزرت، وهيثم البنزرتي رئيس المكتب المحلي بمدينة رأس الجبل، وحمزة العكاري عضو المكتب المحلي بمدينة أوتيك يوجدون رهن الاعتقال.

ووفق تقارير نشرتها وسائل إعلام مقربة من الحركة، فقد داهمت قوات الأمن التونسية ليلة أمس الأول الجمعة منزل النفاتي حين كان مجتمعاً مع القياديَّين المحليَّين، وذلك قبل اقتيادهم إلى فرقة مكافحة الإرهاب بالقرجاني في العاصمة التونسية، ولم تذكر بالتحديد التهم الموجهة إلى القيادات الثلاثة. لكن مراقبين يرجحون أن تكون التهم «على علاقة بشبهات إرهابية».

ويأتي هذا الاعتقال إثر تنفيذ مجموعة من الاعتقالات، التي طالت بعض قيادات الحركة الإخوانية، ضمت راشد الغنوشي رئيس الحركة، ونائبيه علي العريض ونور الدين البحيري، علاوة على منذر الونيسي الذي تولى الرئاسة بالنيابة إثر اعتقال الغنوشي في 20 إبريل/ نيسان الماضي، على خلفية اتهامه بالتحريض على الفوضى والدعوة إلى حرب أهلية.

من جهة أخرى، أكد رئيس «الهيئة العليا المستقلة للانتخابات»، فاروق بوعسكر، إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد في خريف 2024.

وأوضح بوعسكر أن «الحديث عن هذه الانتخابات في الوقت الحالي مبكر جداً، حيث إن الهيئة أصدرت جداول انتخابات الرئاسة للسنوات 2014 و2019 قبل ستة إلى ثمانية أشهر من تاريخها، في حين أنه في الوقت الحالي يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية القادمة أكثر من سنة كاملة».

وأضاف أن «مقترح الهيئة بتنظيم انتخابات المجالس المحلية، في 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لا يزال قائماً، خاصةً في ضوء إمكانية صدور الأمر الرئاسي المتعلق بدعوة الناخبين، قبل منتصف ليلة 17 سبتمبر/ أيلول الجاري».

وأكد بوعسكر أن «انتخاب المجالس المحلية يعتبر أولوية مطلقة»، مشيراً إلى احتمال تأجيل الانتخابات البلدية إلى عام 2025، نظراً للضغط الحاصل على الجداول الانتخابية، نتيجة تنظيم انتخابات المجالس المحلية، في ديسمبر 2023، والانتخابات الرئاسية، في خريف 2024، وبناءً على تقديره، فإن إضافة استحقاق انتخابي ثالث ستكون أمراً صعباً، بحسب قوله.


معارك ضارية في الخرطوم.. والبرهان يلتقي موسيفيني في عنتيبي

اندلعت اشتباكات عنيفة أمس السبت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدن العاصمة الثلاث، خاصة محيطي القيادة العامة وسلاح المهندسين، فيما بحث رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، وذلك في سادس زيارة خارجية مع دخول الحرب شهرها السادس، بالتزامن مع تحذيرات من انقسام البلاد والدخول في حرب أهلية طويلة الأمد، في حين كشف السفير الأمريكي في الخرطوم مناقشة رسم عملية جديدة لإقامة حكم مدني مع قادة مجتمع مدني من الخرطوم ودارفور.

وذكر بيان صادر عن مجلس السيادة، أمس السبت، أن الرئيس موسيفيني «استقبل البرهان بالقصر الرئاسي بمدينة عنتيبي لدى وصوله إلى أوغندا أمس، في زيارة رسمية».

وحسب البيان، «أجرى البرهان مباحثات ثنائية مع الرئيس الأوغندي تعلقت بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين ودفع آفاق التعاون المشترك بين السودان وأوغندا، خاصة وأن البلدين تربطهما علاقات متميزة ومصالح مشتركة». كما تناولت المباحثات «كافة أوجه التعاون المشترك في مختلف المجالات وسبل تعزيزها بما يعود بالمنفعة على شعبي البلدين».

تجددت الاشتباكات في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة اندلعت أمس السبت في محيط القيادة العامة وسلاح الإشارة بالخرطوم وفي محيط سلاح المهندسين.

وأكد الجيش تصديه لهجوم شنته قوات الدعم السريع على مقر المدرعات، وهجوم آخر على سلاح المهندسين بأم درمان. وأكد شهود عيان انتشار الجيش في محيط سلاح المهندسين، ومنع المواطنين من ارتياد أحد الأسواق المحلية، فيما اندلعت مواجهات في منطقة الفتيحاب والمربعات وقصفت طائرات الجيش ومدفعيته معسكر طيبة ومواقع للدعم.

إلى ذلك، قال الجيش إنه سلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر 30 طفلاً قاصراً كانوا يقاتلون ضمن صفوف الميليشيات المتمردة التي تم حلها.

في جانب آخر، كشف السفير الأمريكي لدى السودان جون غودفري، عن لقاء جمعه مع وفد من قادة المجتمع المدني الإفريقي، من بينهم نشطاء سودانيون من الخرطوم ودارفور، لمناقشة الصراع الدائر في السودان ودعم الولايات المتحدة للمبادرات المدنية لرسم عملية جديدة لإقامة انتقال ديمقراطي إلى الحكم المدني.

وقال: «دعمنا للشعب السوداني ثابت وهو يعمل على إنهاء هذا القتال الأحمق وتطوير عملية لاستئناف عملية الانتقال السياسي المتوقفة».

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أعلن أمس الأول الجمعة، أن مصر تعتزم الدعوة إلى اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

الشرق الأوسط: «الدعم السريع» تهاجم مقار الجيش والقيادة العامة

شنَّت قوات «الدعم السريع»، هجمات عنيفة أمس (السبت)، على 3 مقار رئيسية للجيش السوداني، في أقوى محاولاتها للسيطرة على أهم المواقع العسكرية للجيش.

وقال سكان من المناطق المجاورة لمقر قيادة الجيش السوداني بوسط الخرطوم، إنهم سمعوا «دوي قصف قوي»، وشاهدوا «تصاعد أعمدة الدخان السوداء بكثافة من القيادة»، ووصفوا القتال بأنَّه «الأشرس الذي تشهده المنطقة خلال أشهر الحرب».

وبدأت الاشتباكات العنيفة في الساعات الأولى من الصباح، إثر هجوم «الدعم السريع» على مقر الجيش الذي يتحصَّن فيه كبار ضباط الجيش، من بينهم نائب القائد العام شمس الدين كباشي، وكبار الضباط، بينما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي ما مفاده أنَّ الجيش صدّ الهجوم وأوقع خسائر فادحة في صفوف «الدعم السريع».

وبثت عناصر من قوات «الدعم السريع» تسجيلات مصوّرة على موقع «فيسبوك» تُظهر انتشارها بالقرب من أسوار قيادة الجيش، وتتصاعد من خلفها ألسنة النيران وأعمدة الدخان الكثيف من أحد الأبراج داخل المقر. كما استهدفت قوات «الدعم السريع» أمس، معسكر المدرعات الاستراتيجي جنوب الخرطوم، وسلاح المهندسين بأمدرمان الذي يوجد به مساعد القائد العام للقوات المسلحة، الفريق ياسر العطا.

ولم يصدر من طرفي القتال أي تعليق أو بيان يوضح الموقف العملياتي، على ضوء المعارك الدائرة حالياً في العاصمة الخرطوم.

وتصاعدت وتيرة العمليات العسكرية لقوات «الدعم السريع» في الخرطوم، بعد يومين من تهديدات قائدها، محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» بتشكيل حكومة في البلاد عاصمتها الخرطوم، في حال أقدم قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على تشكيل حكومة «تصريف أعمال» مقرها مدينة بورتسودان شرق البلاد.

حشود لـ«الحرس» الإيراني على حدود «كردستان العراق»

تفيد الأنباء الواردة من محافظة السليمانية في إقليم كردستان، بأن «الحرس الثوري» الإيراني يحشد قواته على الشريط الحدودي بين العراق وإيران في إقليم كردستان، قبل 3 أيام من انتهاء المدة التي حددتها طهران لنزع أسلحة الأحزاب الإيرانية المعارضة لها وإغلاق مقارها العسكرية شمال العراق. وكانت إيران أعلنت في وقت سابق أنها اتفقت مع العراق لإغلاق مقار الأحزاب ونزع أسلحتها في مدة أقصاها 19 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وأبلغ مصدر مقرَّب من أوساط الأحزاب الإيرانية «الشرق الأوسط» بأن «الحرس الثوري الإيراني قام بتحشيد قوات كبيرة على الشريط الحدودي مع إقليم كردستان العراق، في مسعى على ما يبدو للضغط على بغداد وإقليم كردستان للتعجيل بتنفيذ اتفاق نزع الأسلحة وإخلاء المقار». وفي مقابل ذلك، والكلام للمصدر الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه: «هناك عملية انتشار مقابلة لقوات حرس الحدود العراقية على الشريط الحدود لتنفيذ بنود الاتفاق الأمني بين بغداد وطهران». ولا يستبعد المصدر «قيام الحرس الثوري بشن هجمات عسكرية داخل الأراضي العراق، سواء بالصواريخ أو بالطائرات المسيرة، مثلما كان بفعل دائماً ضد الأحزاب المعارضة لطهران داخل الأراضي العراقية في حال تلكأت عملية الإخلاء المقار أو نزع الأسلحة».

ويرى المصدر أن «عملية اجتياح القوات الإيرانية للأراضي العراقية خلال هذه الفترة مسألة لا يمكن التكهن بها، لكنها واحدة من بين أبرز عوامل الضغط التي تمارسها طهران لتنفيذ أهدافها». ويؤكد القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» الكردستاني، غياث السورجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الحشود الإيرانية على الحدود، لكنه لا يستبعد ربطها بـ«الشأن الداخلي الإيراني، حيث تصادف هذه الأيام الذكرى الأولى لمقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني على يد الشرطة الإيرانية، وإمكانية اندلاع مظاهرات جديدة في مناطق الأكراد في إيران».

ولا يستبعد السورجي أيضاً «صلة تلك التحشيدات بمحاولة الضغط الإيراني على العراق والإقليم بشأن الجماعات والأحزاب المعارضة لها داخل الأراضي العراقية». وحول موقف حزب «الاتحاد الوطني» من مجمل ما يحدث بشأن المعارضة الإيرانية، يؤكد أن «الحزب متفق مع الأحزاب الإيرانية المعارضة على معظم التفاصيل، وليس لديهم مانع من الانسحاب إلى مناطق بعيدة عن الحدود، لكنهم يشترطون بقاءهم في إقليم كردستان، وقد بدأت 4 أحزاب كردية معارضة لإيران بالانسحاب فعلاً من مقارها القديمة، والأحزاب هي: (الديمقراطي الكردستاني)، و(الحياة)، و(عصبة كادحي كردستان)، و(النضال)».

ويضيف السورجي أن «الأحزاب الكردية المعارضة لطهران تعمل منذ سنوات طويلة تحت مظلة أممية، حيث تناهز أعدادهم نحو 20 ألف شخص مع عوائلهم، وقد أعطوا فيما سبق تعهدات واضحة بعدم القيام بأعمال عسكرية ضد إيران». ويرى أن «مشكلة الأحزاب الإيرانية المعارضة لا تتمثل بوجود بعضها في إقليم كردستان العراق، إنما لديها تنظيمات كثيرة داخل الأراضي الإيرانية، ويمكنها من هناك القيام بأعمال عسكرية، وهم يحاولون تجنيب الإقليم حملة عسكرية إيرانية، والتصعيد الإيراني الأخير متوقَّع جداً».

وحتى الآن، لم يحدد العراق أو الجانب الإيراني الوجهة التالية للأحزاب الإيرانية المعارضة. ويدور الحديث غالباً عن نقلهم بعيداً عن الشريط الحدودي بين البلدين. ويميل المطلعون على الطبيعة الجبلية الوعرة في هذا الشريط إلى الاعتقاد بأن إمكانية تحجيم نشاطات الأحزاب الإيرانية بشكل كامل أمر غير ممكن، بالنظر لعدم قدرة القوات العراقية أو حتى الإيرانية على خوض معارك صعبة جغرافية شديدة التعقيد والوعورة.

وسبق أن فشلت تقريباً معظم الأنظمة التي تعاقبت على حكم العراق في تاريخه الحديث في القضاء على حركات العصيان والأعمال العسكرية التي تنفذها الأحزاب الكردية العراقية المعارضة وقتذاك، التي تتخذ من مناطق الجبال البعيدة مقراً ومنطلَقاً لشن عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية.

تصعيد تركي جديد ضد «قسد» شمال سوريا

صعّدت القوات التركية من هجماتها على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في الرقة بشمال شرقي سوريا، ضمن موجة استهدافات مستمرة منذ أسابيع، بينما استمرت الاستهدافات المتبادلة بين الجيش السوري النظامي وفصائل المعارضة المسلحة في مناطق خفض التصعيد بشمال غربي البلاد.

وقصفت المدفعية التركية قرى الهوشان، والدبس، واستراحة صقر، وفاطسة، والمشيرفة وصوامع عين عيسى بريف الرقة الشمالي، منذ ليل الجمعة–السبت. وردت «قسد» بقصف على قاعدة تركية في قرية كورماز بريف تل أبيض، ضمن المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها.

في الوقت ذاته، استهدفت المدفعية التركية الموجودة في شرق رأس العين، تلة أبو راسين وقرية الدردارة بريف تل تمر شمال غربي الحسكة، الذي يشهد تصعيداً للهجمات التركية على مدى أسابيع.

في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات التركية واصلت تصعيد هجماتها بالطيران المسيّر المسلح على مناطق الإدارة الذاتية (التابعة لـ«قسد») في شمال وشمال شرقي سوريا، عبر استهداف منشآت ومواقع ونقاط وآليات، مخلّفة خسائر بشرية ومادية. وأحصى «المرصد» 48 استهدافاً جوياً للطائرات المسيّرة التركية على مناطق الإدارة الذاتية، منذ مطلع العام الحالي، تسببت في مقتل 58 شخصاً وإصابة نحو 55 آخرين.

في الوقت ذاته، أصيب ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة، بجروح نتيجة استهدافهم بالرصاص من قبل قوات الدرك التركية بعد اجتيازهم الجدار الإسمنتي الحدودي غرب مدينة رأس العين، ودخول الأراضي التركية عبر طرق التهريب غير الشرعية، بمساعدة عناصر من فصيل «أحرار الشرقية» من منطقة مبروكة غرب رأس العين الواقعة ضمن منطقة «نبع السلام»، حيث قدموا من مناطق سيطرة «قسد». وفي السياق ذاته، ألقت القوات التركية القبض على 10 أشخاص وسلمتهم إلى الشرطة العسكرية في مدينة رأس العين. ولفت «المرصد» إلى اعتداء عناصر من قوات الدرك التركية، الجمعة، بالضرب العنيف على شابين، أثناء محاولتهما العبور نحو الأراضي التركية قرب مدينة الدرباسية بريف الحسكة، ثم ألقت بهما إلى الجانب السوري من الحدود، وتبين إصابتهما بكسور وتم نقلهما بشكل عاجل إلى مستشفى في القامشلي لتلقي العلاج.
على صعيد آخر، تواصلت الاشتباكات والاستهدافات المتبادلة بين القوات السورية وفصائل المعارضة المسلحة في مناطق خفض التصعيد (المعروفة بمناطق «بوتين - إردوغان» نسبة إلى الرئيسين الروسي والتركي) في شمال غربي سوريا.

واستهدف مسلحون من «هيئة تحرير الشام» دشمة للقوات السورية النظامية على تلة أبو علي بريف اللاذقية الشمالي، ما أدى إلى مقتل 3 جنود، ليرتفع عدد القتلى في التلة إلى 5 جنود في غضون أيام قليلة. كما قُتل 3 جنود سوريين آخرين بقصف لـ«الجبهة الوطنية للتحرير» استهدف مواقع وتمركزات للجيش السوري على محور العمقية بسهل الغاب غرب حماة، بينما قصفت القوات السورية، بقذائف الهاون، محيط قرية الرويحة بجبل الزاوية جنوب إدلب.

وتشهد مناطق خفض التصعيد استهدافات وعمليات قنص وتسلل متبادلة بين القوات السورية وفصائل المعارضة، تصاعدت بشدة في الأسابيع الأخيرة، مخلفة الكثير من القتلى بينهم مدنيون. وبحسب «المرصد السوري»، قُتل 416 عسكرياً ومدنياً جراء التصعيد في تلك المناطق المنتشرة في إدلب وحلب وحماة واللاذقية، في استهدافات متبادلة منذ مطلع العام الحالي، كما أصيب أكثر من 212 من العسكريين و83 من المدنيين بينهم 29 طفلاً و11 امرأة بجروح متفاوتة.

شارك