فرضت الولايات المتحدة، الخميس 28 سبتمبر 2023، عقوبات جديدة تتعلق بالسودان استهدفت وزير الخارجية السوداني السابق، علي كرتي، وهو أبرز قادة الإخوان الأمين العام لـ الحركة الإسلامية السودانية  فرع تنظيم الاخوان في السودان، صاعن الميليشيات ومؤسس الجنجويد المعروف بالدعم السريع .

وأفاد الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأمريكية، بأن الولايات المتحدة تفرض عقوبات على وزير الخارجية السوداني السابق (تولى وزارة الخارجية في عهد البشير بين 2010 و2015) وشركة مقرها السودان وأخرى للإمدادات العسكرية مقرها روسيا.

وقال نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني خالد عمر إن العقوبات التي طالت الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي تأكيد على قوة أدلة ضلوع عناصر النظام السابق في الحرب الدائرة.

وأضاف عمر في تغريدة أن استمرار الحرب الحالية لا يصب في مصلحة أي جهة في السودان سوى عناصر النظام السابق.

كما شدد عمر  على أن الوصول لجيش واحد مهني وقومي يتطلب أن تقبل قيادة الجيش مبدأ إنهاء وجود عناصر النظام السابق وأي وجود حزبي داخل المنظومة الأمنية والعسكرية وأن تقبل قيادة الدعم السريع مبدأ الجيش الواحد.

من هو علي كرتي؟

علي كرتي  هو الأمين العام للحركة الاسلامية  فرع جماعة الإخوان في السودان، ورجل أعمال اشتهر باستحواذه على العديد من المصانع والشركات في بلاده، وقيادي إخواني بارز في صفوف الجماعة، كما أنه تولى مناصب خطيرة في عصر الرئيس المعزول عمر البشير أبرزها وزير خارجية السودان.

بدأ علي كرتي حياته كرجل قانون، حيث تخرج في جامعة الخرطوم كلية القانون 1979، وحصل على البكالوريوس في القانون من جامعة الخرطوم عام 1979، وانخرط في الجامعة في العمل مع  الإسلاميين والحركة الإسلامية، وذلك قبل قيام انقلاب عام 1989 الذي وصل خلاله الإخوان المسلمين لحكم السودان.

كما أشرف كرتي على قوات الدفاع الشعبي، الذراع العسكرية  لجماعة الاخوان في السودان، أشرف على ميليشيات قوات الدفاع الشعبية لفترة من الوقت خلال الإبادة الجماعية في دارفور.

على مدى العقود الثلاثة الماضية، تورطت الحكومة السودانية في ما أسماهما الكونجرس عمليتي إبادة جماعية، إحداهما في جنوب البلاد والتي أودت بحياة ما يصل إلى مليوني شخص، جزئيًا بسبب المجاعة، والأخرى في إقليم دارفور غرب البلاد، حيث وتوفي 300 ألف شخص إضافي، بحسب الأمم المتحدة. وجهت المحكمة الجنائية الدولية اتهامات للرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ووفقًا لبرقية وزارة الخارجية التي نشرها موقع ويكيليكس، يُنسب إلى كرتي أيضًا تنظيم ميليشيا الجنجويد  الدعم السريع لاحقا، وهي القوات الوحشية التي أرهبت دارفور.

تولى علي كرتي حقبة الخارجية في السودان في وقت حرج، عقب فشل مخططات جماعة الإخوان وسقوط مشروعهم في مصر بنجاح ثورة 30 يونيو، وحاول إنقاذ علاقة بلاده بالقاهرة وغيرها من الدول العربية، رغم قرب النظام السابق وتحركه في فلك الجماعة.

تشير تقارير سودانية إلى أن كرتي كان صاحب إمبراطورية الإسمنت والحديد والأخشاب بحي البراحة بالخرطوم بحري، ويمتلك مصنع بربر للإسمنت، مستحوذاً على تجارة الحديد والخشب ومواد البناء.

كما أن هناك تقارير متضاربة حول مشاركته في الجبهة الوطنية السودانية في منتصف السبعينيات في الصحراء الليبية، وأنه كان ضمن القوة التي هجمت على الخرطوم في الجمعة 2 يوليو 1976م فيما عرفت أيام العهد المايوي بـ(المرتزقة).