اسرائيل تغتال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة حماس.. من هو صالح العاروري؟
اغتالت مسيرة إسرائيلية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة حماس صالح العاروري، واثنين من قادة كتائب القسام، في استهداف سيارته بالضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله.
وقع الانفجار في المشرفية بالضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله اللبناني، حيث شوهدت سحب الدخان تتصاعد من المنطقة، وتم العثور على أشلاء بشرية وحدوث دمار في الشقق واشتعال النيران في السيارات.
أكدت حركة حماس مقتل القيادي صالح العاروري في "ضربة إسرائيلية" في الضاحية الجنوبية لبيروت، رفقة اثنين من قادة كتائب القسام، الذراع العسكرية للحركة.
من هو صالح العاروري؟
كان العاروري البالغ من العمر 57 عامًا نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس والقائد المؤسس لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة.
يعتبر العاروري أحد القادة المؤسسين لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الذي نفذ هجوم السابع من أكتوبر.
والعاروري من مواليد قرية عارورة شمال رام الله، ولد فيها عام 1966 و درس الشريعة في جامعة الخليل.
في صفوف حماس
انضم العاروري إلى جماعة الإخوان المسلمين وثم إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ تأسيسها. وسُجن مدة 15 عاماً بين 1995 و2010 بتهمة تشكيل "النواة الأولى" لكتائب القسام في الضفة الغربية، وتم انتخابه كنائب رئيس المكتب السياسي للحركة عام 2017.
وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.
وقد قضى العاروري عدة أحكاما بالسجن في اسرائيل، وتم اطلاق سراحه في شهر مارس 2010، على ما يبدو ضمن المفاوضات لإطلاق سراح جلعاد شاليط، الجندي الإسرائيلي الذي خطفته حماس عام 2006.
مع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في عام 2012، بدأ العاروري في التحرك مرة أخرى وقضى بعض الوقت في تركيا. في عام 2014، أعلن العاروري أن حماس تتحمل المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في يونيو 2014 والذي شمل اختطاف وقتل ثلاثة مراهقين إسرائيليين في الضفة الغربية، من بينهم مواطن أمريكي إسرائيلي.
اهم الملفات
وفيما يتعلق بدوره في حماس، ذكرت صحيفة "يو إس أيه توداي" نقلاً عن مصادر، أن دور العاروري في الحركة أصبح أكثر بروزًا، حيث شملت جهوده ليس فقط مهام منصب نائب رئيس المكتب السياسي، بل شملت أيضًا مساهمته في إعادة بناء عمليات حماس في المناطق الفلسطينية الأخرى المحاصرة من قبل إسرائيل، مثل الضفة الغربية.
وشارك العاروري في صفقة تبادل السجناء الفلسطينيين والجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2011.
كما ساهم في صفقة شهدت إطلاق سراح أكثر من 1000 سجين فلسطيني مقابل عريف في الجيش الإسرائيلي في عام 2006.
العاروري يعمل كمساعد رئيسي لإسماعيل هنية، أحد قادة حركة حماس المقيمين في قطر، ويتولى خصوصًا مسؤوليات فيما يتعلق بعمليات التواصل السياسي بين الحركة وإيران وحزب الله.
وفي أكتوبر 2017 انتخاب صالح العاروري، نائبًا لرئيس لإسماعيل هنية، وهو يوصف بانه رجل تركيا وقطر في حماس.
العاروري والحرس الثوري
وقد تعاون العاروري مع شخصيات إرهابية، بما في ذلك القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، قبل مقتله في غارة جوية أمريكية في بداية عام 2020.
وتقول تقارير إعلامية إن العاروري ساعد في تشكيل تحالف جديد لحماس مع إيران وحزب الله، مما أثار قلق إسرائيل وجعلها تتوجه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2017 ومرة أخرى في عام 2018 للحيلولة دون تقدم هذا التحالف.
كانت هناك علاقة بين العاروري وسعيد إزادي، رئيس "فرع فلسطين" في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث حضرا اجتماعات مشتركة وكانوا يتبادلون التواصل بانتظام.
على قوائم الارهاب الأمريكية
في سبتمبر 2015، قررت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على العاروري، حيث تم تصنيفه كإرهابي عالمي مصنف بشكل خاص، وأشارت إلى دوره كممول رئيسي وميسر مالي لخلايا حماس العسكرية.
في نوفمبر 2018، عرض برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات عن العاروري. وأفادت وزارة الخارجية في ذلك الوقت بأن العاروري "يعيش حاليًا بحرية في لبنان، حيث يشتبه بأنه يعمل بالتعاون مع القائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني".