عودة الإخوان من بوابة البرلمان الأوروبي!

الإثنين 06/مايو/2024 - 03:17 ص
طباعة
 
يستعد أنصار جماعة الإخوان المسلمين للتواجد في السياسة الأوروبية بشكل مختلف، حيث عادت شخصيات تنتمي الجماعة للظهور مجددا في حملة انتخابات البرلمان الأوروبي والمقرر إقامتها يونيو المقبل، باستخدام شعارات تغازل المسلمين في الدول الأوروبية، وهو الأمر الذي يثير علامات استفهام داخل القارة العجوز
وانتشرت مؤخرا علي مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لسيدات تتحدثن عن ضرورة التصويت لهن من أجل جعل القارة الأوروبية تقبل بالحجاب ومنه أي تمييز ضده، ومواجهة الأفكار العلمانية التي لا توافق المسلمين،  وغيرها من الشعارات التي تغازل عواطفهم واستمالة أصواتهم ، ومحاولة تنظيم الصفوف لخوض معركة شرسة خلال الأسابيع المقبلة.
 السيدات المرشحات ينتمين إلي منتدى الشباب الإسلامي والحركات الطلابية الأوروبية، "فيميسو"  وهي التي كانت تحت أنظار مكتب حماية الدستور " جهاز الاستخبارات الداخلية" في ألمانيا لسنوات، لانها قريبة جماعة الإخوان المسلمين، ولها أفكار متطرفة سوف تعمل علي نشرها، وتزيد من مشاعر الكراهية ومعاداة السامية.
تأتي هذه الإشكالية في وقت تتزايد فيه الاحتجاجات في الشوارع الألمانية ضد ما يحدث في غزة، بينما تغير الحكومة الألمانية من مواقفة بشأن الداعم الكامل إلي إسرائيل ، في ظل دعاوى قضائية قدمتها دول مختلفة ضد ألمانيا، وخاصة نيكاراجوا، وهو الأمر الذي أحرج الحكومة الألمانية، ولم يكن في الحسبان مثل هذه المواقف الغاضبة، وزاد منها تواجد عدد كبير من السوريين والفلسطينيين خلال السنوات الأخيرة في ألمانيا، ومنهم من حصل علي الجنسية الألمانية وأصبح يشكل عبئا علي سياساتها التقليدية في تقديم كل أشكال الدعم الكامل إلي تل أبيب.
الآن المعادلة تغيرت، وساعد علي ذلك غياب وضوح مواقف حزب الخضر، حيث تارة يميل الي المواقف اليسارية وفتح البلاد أمام الهجرة، واستضافة شخصيات محسوبة علي الإرهاب والتطرف من سوريا وافغانستان، في محاولة للمزايدة علي الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي أصبح يتخذ مواقف عكس ما كانت تقوم به المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل من قبل، إلي جانب مزايدة الحزب الاشتراكي الديموقراطي أيضا علي مواقف الاتحاد ومحاولة فتح الباب أمام المهاجرين والأجانب لدخول البلاد بشكل مشروع مع منحهم تأشيرات سهلة وبطاقات الإقامة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا ، ممثل اليمين المتطرف في البرلمان الألماني ، وبعد نشر التقارير حول الاجتماع السري المزعوم للطرد الجماعى للأجانب والمهاحرين، وانتشار المظاهرات الرافضة للحزب، جاءت عملية القبض علي بعض أعضاء الحزب في الاشتباه بقيامهم بالتجسس لصالح روسيا والصين، وهو ما جعل الأحزاب السياسية تري أن الحزب لم يعد يعمل من أجل ألمانيا وإنما من أجل دول اخري، ولذلك تراجعت شعبيته لما أقل من ٢٠% بعد أن وصل في بعض الولايات إلي أكثر من35%.
يبدو أننا علي موعد مع صيف ساخن جدا في كل الدول الأوروبية وليس ألمانيا فقط، وستكون الانتخابات البرلمانية الأوروبية أرضا خصبا للجماعات المتطرفة ويدعمها منتصرون لتركيا وجماعة الإخوان المسلمين، وتتحول غزة إلي حصان طروادة يدخل منه المتطرفين الي البرلمان الأوروبي ، ومن ثم زيادة الخلافات بين الأوروبيين والمهاجرين مرة آخري!

شارك