التحضير لإعدام 11 مواطنًا بتهمة التجسس.. "أبناء تهامة" في مرمى البطش الحوثي
الإثنين 13/مايو/2024 - 12:04 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في إطار تصعيد سياسة أعمال البطش والتنكيل التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق سكان تهامة، بدأت المليشيات منذ أيام عملية الإعداد والتحضير لإعدام 11 مدنيا من أبناء تهامة بتهم ملفقة ومزعومة تحضرها مسبقا، وهي "التخابر مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأدان مكتب حقوق الإنسان بمحافظة الحديدة واستنكر بأشد العبارات اتهام مليشيا الحوثي 11 مواطنًا بينهم طفل (قاصر) من أبناء تهامة بالتخابر مع أمريكا بعد اختطافهم من منازلهم، مؤكدًا أن هذه الجريمة تضاف لسلسلة جرائم المليشيا التابعة لإيران بحق أبناء تهامة، الذين بلغ عددهم نحو 2500 معتقل موزعين في 60 سجنًا للمليشيا في المحافظة.
واعتبر مكتب حقوق الإنسان، في بيان له، هذه الاتهامات لأبرياء مقدمة لإعدامهم خارج إطار القانون، كما حصل في العام 2021 بحق 9 أبرياء من أبناء تهامة بينهم طفل قاصر.
وعبّر مكتب حقوق الإنسان بالحديدة عن استنكاره المطلق لهذه الجريمة واستمرار مليشيات الحوثي الإرهابية في السيطرة على القضاء واستخدامه أداة لقمع الرافضين والمناوئين للممارسات الإجرامية بحق المواطنين في مناطق سيطرتها.
ولفت مكتب حقوق الإنسان في الحديدة إلى جرائم مليشيا الحوثي المتواصلة بحق أبناء تهامة وأحكام الإعدامات خارج نطاق القانون، وكانت الجريمة الأكبر قيام المليشيا الإرهابية بإعدام 9 أبرياء من أبناء تهامة بينهم طفل قاصر تم إعدامهم في ميدان التحرير بصنعاء في سبتمبر 2021م، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، بعد محاكمات صورية مفضوحة.
ودعا المكتب الأممَ المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف أحكام الإعدامات التي تطلقها وتنفذها مليشيات الحوثي بحق المختطفين، وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط.
وطالب المكتب المجتمع الدولي بالضغط على مليشيا الحوثي لإطلاق سراح كافة المعتقلين والمختطفين المدنيين في سجونها بمحافظة الحديدة، الذين يتعرضون لأبشع أنواع عمليات التعذيب الجسدي والنفسي ما تسبب للعديد منهم بالوفاة أو الدخول في أمراض نفسية وجسدية مزمنة.
ومن جانبه، أصدر الحراك التهامي الأربعاء الماضي، بياناً حذر فيه ميليشيا الحوثي "من أي حماقات قد تقوم بها وحملها كامل المسؤولية عن أرواح وحياة الأبرياء".
وقال الحراك " نتابع ما تقوم به ميليشيا الحوثي الإيرانية الإنقلابية من سيناريو التطهير العرقي في تهامة وآخر ذلك ما قامت به من مزاعم واتهامات كيدية وباطلة ومزيفة لعدد من أبناء تهامة واتهامهم ظلماً وعدواناً بالتجسس لصالح قوى أجنبية وهي اتهامات باطلة دأبت هذه الميليشيات على توجيهها لكل من تريد التخلص منهم مستندة إلى سطوتها وقوتها الغاشمة ونواياها العدوانية والتطهير العرقي ولممارسة المزيد من الظلم والاضطهاد بحق أبناء تهامة امتداد للحقد التاريخي الذي ظلت تمارسه القوى الإمامية ضد أبناء تهامة الأحرار".
وأضاف البيان "لم تكتف تلك المليشيات بهذه الجريمة وتحاول بهذه الاتهامات التمهيد بارتكاب مجزرة بحق هؤلاء اليمنيين التهاميين الأبرياء كما فعلت سابقاً في يوم السبت الأسود بمذبحة للتسعة اليمنيين التهاميين بتاريخ 18 سبتمبر 2012 أمام مرأى وسمع الجميع ورقص على جثث هؤلاء الأبرياء في سابقة لم يشهدها المجتمع اليمني في أخلاقه وأعرافه وتقاليده في أشد الحروب والخصومات والعدوات".
ودعا البيان الحكومة الشرعية للقيام بدورها ومسؤوليتها الدستورية والقانونية للحفاظ على أروح اليمنيين والتعامل بحزم مع هذه الانتهاكات، ودعا كذلك المنظمات الإنسانية والحقوقية للقيام بدورها الإنساني إزاء هذه الجرائم، كما دعا المبعوث للقيام بدوره ضد هذه الانتهاكات والتطهير العرقي والعنصري ضد أهلنا في تهامة. ودعا أيضًا رعاة السلام من الدول الشقيقة والصديقة للقيام بدورها لمنع حدوث هذه الجرائم والانتهاكات والجرائم العرقي.
وكانت صحيفة المسيرة التابعة للحوثيين، نشرت يوم الاثنين الماضي، ما قالت إنها اعترافات جواسيس من أبناء تهامة يعملون لصالح كيان استخباري يدعى (قوة 400) تابع للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية.
وبينما لم تحدد الصحيفة عدد المتهمين، أظهرت صور شاركتها وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين على وسائل التواصل الاجتماعي 18 شخصا على الأقل.
وبحسب الاعترافات التي نشرتها صحيفة المسيرة للمتهمين، أنه تم تجنيدهم "للعمل على جمع معلومات عن مواقعَ تابعةٍ للقوات المسلحة اليمنية، ورصد مواقع زوارق القوات البحرية، وأماكن إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر التي تستهدف العدوّ الصهيوني من الساحل الغربي للجمهورية اليمنية، ورفع إحداثياتها لمشغليهم من المرتزِقة في المخاء؛ بغرض استهدافها من قبل الطيران الأمريكي والبريطاني، وتسبَّبت أعمال القوة بارتقاء من الشهداء وإصابة آخرين، بالإضافة إلى خسائرَ مادية".
وضمن الاعترافات المزعومة أيضًا أن "المهام التي أوكلت إلى أعضاء القوة، تضمنت تنفيذ عمليات إجرامية وتخريبية تمثلت في القيام بعمليات إعطاب وإحراق آليات تابعة للقوات المسلحة والأمن، والتجهيز لتنفيذ عمليات اغتيالات باستخدام مسدسات كاتمة للصوت ومواد متفجرة؛ بغرض تشتيت القوات المسلحة عن مواجهة ثلاثي الشر: الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وإسناد الشعب الفلسطيني المحاصر، ومحاولة ضرب الجبهة الداخلية وزعزعة الاستقرار في المناطق الحرة؛ خدمةً للعدو الأمريكي والإسرائيلي من خلال تلك العمليات التخريبية والإجرامية"، بحسب ما أوردته صحيفة المسيرة.