"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الجمعة 17/مايو/2024 - 10:37 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم
بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية
والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني
للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات –
تحليلات– آراء) اليوم 17 مايو 2024
العربية نت: عشرات آلاف الإصابات بالكوليرا باليمن.. أغلبها بمناطق الحوثيين
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق بشأن التفاقم السريع لوباء الكوليرا في اليمن، مع الاشتباه بوجود أكثر من 40 ألف حالة منذ أكتوبر، بما في ذلك 160 حالة وفاة، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، في كلمة أمام مجلس الأمن الاثنين الماضي: "نحن قلقون للغاية بشأن التفاقم السريع لوباء الكوليرا. تم الإبلاغ عن 40 ألف إصابة مشتبه بها، وأكثر من 160 حالة وفاة"، وهي زيادة هائلة منذ الشهر الماضي.
وأكد أن أغلب الحالات في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة يوميا.
من جهته أوضح منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ أن الأمم المتحدة وشركاءها يتخذون إجراءات عاجلة للقضاء على المشكلة، حيث من المتوقع أن تؤدي الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى تفاقم الأمور.
هذا وقال غريفيثس إن الاستجابة ستتطلب تمويلاً لمنع خروج الوضع عن السيطرة، مذكراً بالتفشي الذي حدث بين عامي 2016 و2021، والذي أودى بحياة نحو أربعة آلاف شخص معظمهم من الأطفال.
وكان تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مؤخراً كشف أن اليمن يواجه في الوقت الراهن تفشياً جديداً للإسهال المائي الحاد وحالات الكوليرا المشتبه بها، غالبيتها في شمال البلاد (الخاضعة لسيطرة الحوثيين مع رفض الميليشيات تنفيذ حملات التطعيم)، حيث يتم الإبلاغ عن مئات الحالات يومياً. وتوقع التقرير أن يتم تسجيل أكثر من ربع مليون إصابة مع حلول سبتمبر القادم في عموم البلاد.
وذكر التقرير أن عدد الحالات المشتبه بها التي يتم تقييدها يومياً تقدر بين 500 إلى 1000 حالة. ويتوقع العاملون بمجال الصحة أن يتراوح العدد الإجمالي للحالات من 133000 إلى 255000 بحلول سبتمبر 2024.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيثس، في كلمة أمام مجلس الأمن الاثنين الماضي: "نحن قلقون للغاية بشأن التفاقم السريع لوباء الكوليرا. تم الإبلاغ عن 40 ألف إصابة مشتبه بها، وأكثر من 160 حالة وفاة"، وهي زيادة هائلة منذ الشهر الماضي.
وأكد أن أغلب الحالات في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يتم الإبلاغ عن مئات الحالات الجديدة يوميا.
من جهته أوضح منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ أن الأمم المتحدة وشركاءها يتخذون إجراءات عاجلة للقضاء على المشكلة، حيث من المتوقع أن تؤدي الأمطار الغزيرة والفيضانات إلى تفاقم الأمور.
هذا وقال غريفيثس إن الاستجابة ستتطلب تمويلاً لمنع خروج الوضع عن السيطرة، مذكراً بالتفشي الذي حدث بين عامي 2016 و2021، والذي أودى بحياة نحو أربعة آلاف شخص معظمهم من الأطفال.
وكان تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مؤخراً كشف أن اليمن يواجه في الوقت الراهن تفشياً جديداً للإسهال المائي الحاد وحالات الكوليرا المشتبه بها، غالبيتها في شمال البلاد (الخاضعة لسيطرة الحوثيين مع رفض الميليشيات تنفيذ حملات التطعيم)، حيث يتم الإبلاغ عن مئات الحالات يومياً. وتوقع التقرير أن يتم تسجيل أكثر من ربع مليون إصابة مع حلول سبتمبر القادم في عموم البلاد.
وذكر التقرير أن عدد الحالات المشتبه بها التي يتم تقييدها يومياً تقدر بين 500 إلى 1000 حالة. ويتوقع العاملون بمجال الصحة أن يتراوح العدد الإجمالي للحالات من 133000 إلى 255000 بحلول سبتمبر 2024.
"العفو الدولية" تطالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن التربوي المخلافي
طالبت منظمة العفو الدولية، جماعة الحوثيين بالإفراج الفوري عن الخبير التربوي مجيب المخلافي، المحتجز "تعسفياً" في سجونها منذ نحو سبعة أشهر.
وقالت المنظمة، في بيان صحافي، يجب على جماعة الحوثيين إطلاق سراح الخبير التربوي مجيب المخلافي، المحتجز تعسفياً في سجونها منذ اعتقالها له في أكتوبر 2023.
وأضاف البيان أن المخلافي خبير تربوي يمني ومدرب في مجال تعليم حقوق الإنسان وبناء السلام، محتجز بدون تهمة وتم حرمانه من حقه في الاستعانة بمحام، و"يجب إطلاق سراحه فوراً".
وأشارت "العفو الدولية" إلى أن المخلافي "أخفي قسرياً لمدة 21 يوماً، واحتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لأكثر من شهر في مركز الاحتجاز التابع لجهاز الأمن والمخابرات الذي يديره الحوثيون في صنعاء، حيث لا يزال موجوداً حتى الآن".
وكان عدد من الحقوقيين والناشطين قد جددوا مطالباتهم بالكشف عن مصير التربوي المخلافي المحتجز لدى جماعة الحوثيين، والذين قالوا إنه "يتعرض للتعذيب بشكل يومي في محتجزه"، والتدخل العاجل لإنقاذه خشية أن يلاقي مصير زميله صبري الحكيمي الذي توفي في ذات السجن "تحت التعذيب" في 25 أبريل الماضي.
خطف ومداهمة
يُذكر أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثيين، كانوا قد اختطفوا صبري الحكيمي، مدير إدارة التدريب بوزارة التربية والتعليم بصنعاء، وزميله مجيب المخلافي، في أوائل أكتوبر الماضي، وهما في طريقهما إلى ذمار للعمل كمدربين، وزجوا بهما في السجن دون أي تهمة أو حتى مواجهتهم بأسباب الاعتقال، ومنع أي تواصل لهما مع العالم خارج السجن.
كما أعقبت الجماعة عملية الاختطاف، بحملة مداهمة لمنزلي الحكيمي والمخلافي، صادرت خلالها أجهزة حواسيب وهواتف وبعض الكتب والمطبوعات التربوية.
وتؤكد مصادر حقوقية أن الأسباب الحقيقية وراء اختطاف الخبيرين التربويين الحكيمي والمخلافي، تكمن في رفضهما للإجراءات التي اتخذتها جماعة الحوثيين مؤخراً في تعديل المناهج التربوية، خاصة في الصفوف الأولى، والتي تكرس الطائفية والانقسام المجتمعي، بينما كانت وجهة نظرهما تتمحور حول ضرورة أن تكون "المناهج الدراسية موضوعية ومهنية وبعيدة عن الصراع والتعبئة الطائفية، وحشر الأطفال والمعلمين في الصراع السياسي والمذهبي".
وقالت المنظمة، في بيان صحافي، يجب على جماعة الحوثيين إطلاق سراح الخبير التربوي مجيب المخلافي، المحتجز تعسفياً في سجونها منذ اعتقالها له في أكتوبر 2023.
وأضاف البيان أن المخلافي خبير تربوي يمني ومدرب في مجال تعليم حقوق الإنسان وبناء السلام، محتجز بدون تهمة وتم حرمانه من حقه في الاستعانة بمحام، و"يجب إطلاق سراحه فوراً".
وأشارت "العفو الدولية" إلى أن المخلافي "أخفي قسرياً لمدة 21 يوماً، واحتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لأكثر من شهر في مركز الاحتجاز التابع لجهاز الأمن والمخابرات الذي يديره الحوثيون في صنعاء، حيث لا يزال موجوداً حتى الآن".
وكان عدد من الحقوقيين والناشطين قد جددوا مطالباتهم بالكشف عن مصير التربوي المخلافي المحتجز لدى جماعة الحوثيين، والذين قالوا إنه "يتعرض للتعذيب بشكل يومي في محتجزه"، والتدخل العاجل لإنقاذه خشية أن يلاقي مصير زميله صبري الحكيمي الذي توفي في ذات السجن "تحت التعذيب" في 25 أبريل الماضي.
خطف ومداهمة
يُذكر أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثيين، كانوا قد اختطفوا صبري الحكيمي، مدير إدارة التدريب بوزارة التربية والتعليم بصنعاء، وزميله مجيب المخلافي، في أوائل أكتوبر الماضي، وهما في طريقهما إلى ذمار للعمل كمدربين، وزجوا بهما في السجن دون أي تهمة أو حتى مواجهتهم بأسباب الاعتقال، ومنع أي تواصل لهما مع العالم خارج السجن.
كما أعقبت الجماعة عملية الاختطاف، بحملة مداهمة لمنزلي الحكيمي والمخلافي، صادرت خلالها أجهزة حواسيب وهواتف وبعض الكتب والمطبوعات التربوية.
وتؤكد مصادر حقوقية أن الأسباب الحقيقية وراء اختطاف الخبيرين التربويين الحكيمي والمخلافي، تكمن في رفضهما للإجراءات التي اتخذتها جماعة الحوثيين مؤخراً في تعديل المناهج التربوية، خاصة في الصفوف الأولى، والتي تكرس الطائفية والانقسام المجتمعي، بينما كانت وجهة نظرهما تتمحور حول ضرورة أن تكون "المناهج الدراسية موضوعية ومهنية وبعيدة عن الصراع والتعبئة الطائفية، وحشر الأطفال والمعلمين في الصراع السياسي والمذهبي".
الجيش الأميركي: تدمير 4 مسيرات حوثية في اليمن
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، أن قواتها دمرت 4 مسيّرات في منطقة خاضعة للحوثيين في اليمن، مساء الثلاثاء الماضي.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن العملية تمت الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
"تهديد وشيك"
وأضافت في بيان أن القوات اعتبرت تلك المسيّرات "تهديدا وشيكا" للقوات الأميركية ولقوات التحالف وللسفن التجارية بالمنطقة.
وكان الجيش الأميركي قد أفاد، فجر الثلاثاء، بتدمير مسيرتين وصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون فوق البحر الأحمر.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها دمرت مسيّرتين وصاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون فوق البحر الأحمر في 13 مايو دون وقوع إصابات أو أضرار.
ضربات ضد الحوثي
كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر الأحد، أن طائرة مسيرة أُطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه خليج عدن، يوم الجمعة، وقد تم التعامل معها، كما دمرت، فجر السبت، ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن باتجاه البحر الأحمر، مضيفة أنه لم ترد بلاغات من التحالف الأميركي أو السفن التجارية بخصوص إصابات أو أضرار.
وتشن جماعة الحوثي، التي تسيطر على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، هجمات على السفن في المياه قبالة البلاد منذ عدة أشهر تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حسب قولها. وأجبرت تلك الهجمات الشركات التجارية على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.
استهداف عشرات السفن
ومنذ 19 نوفمبر، أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة في البحر الأحمر وبحر العرب بالمسيّرات والصواريخ، بحسب ما أعلن زعيم الجماعة اليمنية عبدالملك الحوثي الشهر الماضي، زاعما أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها.
كذلك، أذكت هذه الاعتداءات المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بعد ضرب إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ورد طهران على هذا الهجوم بإطلاق أكثر من 300 مسيرة وصاروخ نحو الداخل الإسرائيلي، ومن ثم ضرب إسرائيل مواقع عسكرية داخل إيران.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن العملية تمت الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.
"تهديد وشيك"
وأضافت في بيان أن القوات اعتبرت تلك المسيّرات "تهديدا وشيكا" للقوات الأميركية ولقوات التحالف وللسفن التجارية بالمنطقة.
وكان الجيش الأميركي قد أفاد، فجر الثلاثاء، بتدمير مسيرتين وصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون فوق البحر الأحمر.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن قواتها دمرت مسيّرتين وصاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون فوق البحر الأحمر في 13 مايو دون وقوع إصابات أو أضرار.
ضربات ضد الحوثي
كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية، فجر الأحد، أن طائرة مسيرة أُطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه خليج عدن، يوم الجمعة، وقد تم التعامل معها، كما دمرت، فجر السبت، ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من منطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن باتجاه البحر الأحمر، مضيفة أنه لم ترد بلاغات من التحالف الأميركي أو السفن التجارية بخصوص إصابات أو أضرار.
وتشن جماعة الحوثي، التي تسيطر على المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن، هجمات على السفن في المياه قبالة البلاد منذ عدة أشهر تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، حسب قولها. وأجبرت تلك الهجمات الشركات التجارية على التحول إلى مسار أطول وأعلى تكلفة حول إفريقيا.
استهداف عشرات السفن
ومنذ 19 نوفمبر، أي بعد أكثر من شهر على تفجر الحرب في غزة يوم السابع من أكتوبر، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة في البحر الأحمر وبحر العرب بالمسيّرات والصواريخ، بحسب ما أعلن زعيم الجماعة اليمنية عبدالملك الحوثي الشهر الماضي، زاعما أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها.
كذلك، أذكت هذه الاعتداءات المخاوف من أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، لاسيما بعد ضرب إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق مطلع أبريل الماضي، ورد طهران على هذا الهجوم بإطلاق أكثر من 300 مسيرة وصاروخ نحو الداخل الإسرائيلي، ومن ثم ضرب إسرائيل مواقع عسكرية داخل إيران.
العين الإخبارية: الممرضون في اليمن.. جنود يتحدون حرب الحوثي ونقص الإمكانيات
مع عودة تفشي الكوليرا في اليمن، يلعب العاملون في مهنة التمريض دورا مهما في إغاثة المرضى.
وتحظى مهنة التمريض بمكانة كبيرة في المجتمع اليمني، كون العاملين فيها يقدِّمون خدمات جليلة للمرضى ويرتبطون بحياة الناس وصحتهم بشكل وثيق.
هذه العلاقة خلقت احتراماً لافتاً للممرضين في اليمن، خصوصاً في المجتمعات الريفية والمناطق النائية التي تفتقر لوجود خدمات صحية متكاملة ومناسبة.
يأتي ذلك فيما تشهد البلاد تفشياً متسارعاً للكوليرا، حيث سجّلت الأمم المتحدة أكثر من 40 ألف حالة منذ أكتوبر/ تشرين الأول، ما يضغط بشكل كبير على القطاع الصحي لا سيما العاملين في مهنة التمريض.
احتفت وزارة الصحة والسكان في العاصمة المؤقتة عدن باليوم العالمي للتمريض، الذي يصادف 12 مايو/أيار من كل عام.
الاحتفاء أقيم تحت شعار "ممرضينا مستقبلنا والقوة الاقتصادية للرعاية"، وأعاد التذكير بالدور الإنساني لهذه المهنة وضرورة مواكبتها للتطورات العلمية.
وأطلق ملتقى التمريض اليمني حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "تمريضنا مستقبلنا" تستهدف دعم الممرضين في اليمن وتذكير السلطات والمجتمع بأهمية هذه المهنة التي تسهم في إنقاذ إنسان من الموت أو مساعدة مريض في التخفيف من معاناة المرض.
وتأتي هذه الفعاليات في خضم حرب حوثية شعواء استهدفت الممرضين في اليمن كجزء من حربهم الممنهجة ضد القطاع الصحي وذلك بنهب رواتبهم وإحلال عناصر من الموالين لهم بدلا عنهم، فضلا عن نهب الميزانيات التشغيلية على المستشفيات الحكومية والسيطرة وابتزاز المستشفيات الخاصة.
المسؤولون في وزارة الصحة اليمنية أشادوا بأدوار التضحية والعطاء التي يلعبها أبطال الرعاية الصحية من الممرضين وسط الظروف القاهرة التي فرضتها حرب مليشيات الحوثي.
وقال وكيل وزارة الصحة اليمنية الدكتور سالم الشبحي لـ"العين الإخبارية" إن التذكير بالدور الإنساني للممرضين هو احتفاء بـ"القيم الإنسانية" التي تمثلها مهنة التمريض، والقائمة أساساً على مبادئ التضحية والعطاء.
وأكد الشبحي وهو أيضا رئيس لجنة الصحة والبيئة بالمجلس الانتقالي الجنوبي على الدور الفاعل والمحوري للممرضين والممرضات، وتأثيره على صحة المجتمعات باعتباره العمود الفقري للقطاع الصحي وأحد أهم ركائزه.
وأضاف أن مهنة التمريض تطورت تطوراً لافتاً وباتت دعامة مهمة لتعافي القطاع الصحي في بلادنا، ومن الضروري أن يهتم العاملون في هذا القطاع بتطوير مهاراتهم بما يسهم في تحسين خدماتهم للمجتمع.
أولويات التدريب
التدريب والتأهيل من أولويات تحسين العمل في مهنة التمريض لدى الحكومة اليمنية، وهذا ما شدد عليه المسؤول الحكومي الدكتور سالم الشبحي، الذي كشف عن توجه رسمي للعناية ببناء قدرات الممرضين والقابلات.
ولفت إلى أن الوزارة تتبنى حالياً برامج تأهيلية في تخصصات نوعية، سواءً عبر مجلس التخصصات الطبية أو معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية في العاصمة المؤقتة عدن.
المسؤول الصحي اقترح تشكيل مجلس للخبراء في مجال التمريض؛ يستهدف نقل خبرات التمريض عبر استفادة الجيل الحالي ممن سبقوهم من الممرضين والممرضات من أصحاب الخبرات الطويلة في هذا القطاع الصحي المهم.
أضرار كارثية
وتأثرت مهنة التمريض باليمن بشكل كبير وانتقل الكثير من العاملين بهذه المهنة للعمل في مهن أخرى بفعل حرب الحوثي، حيث بات هناك 12 عاملاً صحياً فقط لكل 10 آلاف شخص وهو نقص كبير وفق معايير منظمة الصحة العالمية، التي توصي بـ20 عاملاً صحياً لكل 10 آلاف شخص.
وهو ما أكدته نقيب الأطباء في مستشفى الجمهورية النموذجي بعدن، نسيم الحميدي، بأن الكوادر الطبية والتمريضية في اليمن هي عمود المنظومة الصحية في البلد التي تعاني من انهيار شبه تام على مستوى هذا القطاع.
وأكدت الحميدي في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن الحرب الحوثية ألحقت بالممرضين والأطباء أضراراً كارثية على جميع المستويات اقتصادياً ومعيشياً وتعليمياً وصحياً وخلقت ظروفاً معقدة لم تعد تخفى على أحد.
وأشارت إلى أن الكادر "الطبي والتمريضي يقدم جل ما عنده من خدمات جليلة في هذه الظروف الصعبة، رغم شح عددهم ويتجلى ذلك في العاملين في مستشفى الجمهورية بعدن الذين يتحدون كل الظروف القاهرة".
ودعت الحميدي الحكومة اليمنية لدعم القطاع الصحي بجميع مرافقه بالكوادر المؤهلة من أطباء وتمريض وخصوصاً أن هناك تقاعداً كبيراً لمثل هذه الكوادر الطبية ولم يتبق منها إلا القليل حتى أصبحت المستشفيات تعاني من النقص الحاد وهذا ينعكس على الأداء العام على القطاع بشكل عام.
كما حثت المنظمات المعنية والجهات المسؤولة للقيام بالدور الأمثل وتقديم يد العون ودعم الكوادر الطبية والتمريضية وتأهيلها والاهتمام بهيكل الأجور المتدني للكادر الطبي والتمريضي.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن هناك قرابة 20.3 مليون يمني بما في ذلك 9.12 مليون شخص في حاجة ماسة للخدمات الصحية، فيما هناك 226 مديرية (68%) من بين 333 مديريـــة في البلاد لديها احتياجات صحية شديدة وحادة، فضلا عن افتقار 117 مديرية لوجود مستشفيات مما جعل سكانها بلا رعاية صحية ثانوية.
وتحظى مهنة التمريض بمكانة كبيرة في المجتمع اليمني، كون العاملين فيها يقدِّمون خدمات جليلة للمرضى ويرتبطون بحياة الناس وصحتهم بشكل وثيق.
هذه العلاقة خلقت احتراماً لافتاً للممرضين في اليمن، خصوصاً في المجتمعات الريفية والمناطق النائية التي تفتقر لوجود خدمات صحية متكاملة ومناسبة.
يأتي ذلك فيما تشهد البلاد تفشياً متسارعاً للكوليرا، حيث سجّلت الأمم المتحدة أكثر من 40 ألف حالة منذ أكتوبر/ تشرين الأول، ما يضغط بشكل كبير على القطاع الصحي لا سيما العاملين في مهنة التمريض.
احتفت وزارة الصحة والسكان في العاصمة المؤقتة عدن باليوم العالمي للتمريض، الذي يصادف 12 مايو/أيار من كل عام.
الاحتفاء أقيم تحت شعار "ممرضينا مستقبلنا والقوة الاقتصادية للرعاية"، وأعاد التذكير بالدور الإنساني لهذه المهنة وضرورة مواكبتها للتطورات العلمية.
وأطلق ملتقى التمريض اليمني حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "تمريضنا مستقبلنا" تستهدف دعم الممرضين في اليمن وتذكير السلطات والمجتمع بأهمية هذه المهنة التي تسهم في إنقاذ إنسان من الموت أو مساعدة مريض في التخفيف من معاناة المرض.
وتأتي هذه الفعاليات في خضم حرب حوثية شعواء استهدفت الممرضين في اليمن كجزء من حربهم الممنهجة ضد القطاع الصحي وذلك بنهب رواتبهم وإحلال عناصر من الموالين لهم بدلا عنهم، فضلا عن نهب الميزانيات التشغيلية على المستشفيات الحكومية والسيطرة وابتزاز المستشفيات الخاصة.
المسؤولون في وزارة الصحة اليمنية أشادوا بأدوار التضحية والعطاء التي يلعبها أبطال الرعاية الصحية من الممرضين وسط الظروف القاهرة التي فرضتها حرب مليشيات الحوثي.
وقال وكيل وزارة الصحة اليمنية الدكتور سالم الشبحي لـ"العين الإخبارية" إن التذكير بالدور الإنساني للممرضين هو احتفاء بـ"القيم الإنسانية" التي تمثلها مهنة التمريض، والقائمة أساساً على مبادئ التضحية والعطاء.
وأكد الشبحي وهو أيضا رئيس لجنة الصحة والبيئة بالمجلس الانتقالي الجنوبي على الدور الفاعل والمحوري للممرضين والممرضات، وتأثيره على صحة المجتمعات باعتباره العمود الفقري للقطاع الصحي وأحد أهم ركائزه.
وأضاف أن مهنة التمريض تطورت تطوراً لافتاً وباتت دعامة مهمة لتعافي القطاع الصحي في بلادنا، ومن الضروري أن يهتم العاملون في هذا القطاع بتطوير مهاراتهم بما يسهم في تحسين خدماتهم للمجتمع.
أولويات التدريب
التدريب والتأهيل من أولويات تحسين العمل في مهنة التمريض لدى الحكومة اليمنية، وهذا ما شدد عليه المسؤول الحكومي الدكتور سالم الشبحي، الذي كشف عن توجه رسمي للعناية ببناء قدرات الممرضين والقابلات.
ولفت إلى أن الوزارة تتبنى حالياً برامج تأهيلية في تخصصات نوعية، سواءً عبر مجلس التخصصات الطبية أو معهد الدكتور أمين ناشر العالي للعلوم الصحية في العاصمة المؤقتة عدن.
المسؤول الصحي اقترح تشكيل مجلس للخبراء في مجال التمريض؛ يستهدف نقل خبرات التمريض عبر استفادة الجيل الحالي ممن سبقوهم من الممرضين والممرضات من أصحاب الخبرات الطويلة في هذا القطاع الصحي المهم.
أضرار كارثية
وتأثرت مهنة التمريض باليمن بشكل كبير وانتقل الكثير من العاملين بهذه المهنة للعمل في مهن أخرى بفعل حرب الحوثي، حيث بات هناك 12 عاملاً صحياً فقط لكل 10 آلاف شخص وهو نقص كبير وفق معايير منظمة الصحة العالمية، التي توصي بـ20 عاملاً صحياً لكل 10 آلاف شخص.
وهو ما أكدته نقيب الأطباء في مستشفى الجمهورية النموذجي بعدن، نسيم الحميدي، بأن الكوادر الطبية والتمريضية في اليمن هي عمود المنظومة الصحية في البلد التي تعاني من انهيار شبه تام على مستوى هذا القطاع.
وأكدت الحميدي في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن الحرب الحوثية ألحقت بالممرضين والأطباء أضراراً كارثية على جميع المستويات اقتصادياً ومعيشياً وتعليمياً وصحياً وخلقت ظروفاً معقدة لم تعد تخفى على أحد.
وأشارت إلى أن الكادر "الطبي والتمريضي يقدم جل ما عنده من خدمات جليلة في هذه الظروف الصعبة، رغم شح عددهم ويتجلى ذلك في العاملين في مستشفى الجمهورية بعدن الذين يتحدون كل الظروف القاهرة".
ودعت الحميدي الحكومة اليمنية لدعم القطاع الصحي بجميع مرافقه بالكوادر المؤهلة من أطباء وتمريض وخصوصاً أن هناك تقاعداً كبيراً لمثل هذه الكوادر الطبية ولم يتبق منها إلا القليل حتى أصبحت المستشفيات تعاني من النقص الحاد وهذا ينعكس على الأداء العام على القطاع بشكل عام.
كما حثت المنظمات المعنية والجهات المسؤولة للقيام بالدور الأمثل وتقديم يد العون ودعم الكوادر الطبية والتمريضية وتأهيلها والاهتمام بهيكل الأجور المتدني للكادر الطبي والتمريضي.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن هناك قرابة 20.3 مليون يمني بما في ذلك 9.12 مليون شخص في حاجة ماسة للخدمات الصحية، فيما هناك 226 مديرية (68%) من بين 333 مديريـــة في البلاد لديها احتياجات صحية شديدة وحادة، فضلا عن افتقار 117 مديرية لوجود مستشفيات مما جعل سكانها بلا رعاية صحية ثانوية.
تجنيد على «أوتار غزة».. حملة حوثية تطول المناطق المحررة
وفرت الحرب في غزة بيئة خصبة للحوثيين للتغلغل أوساط المجتمعات المحلية باليمن والتي وصلت مؤخرا إلى محاولة ضرب الحواضن الشعبية في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
وبعكس حملات التجنيد الاعتيادية الرامية في زرع الخلايا واستقطاب الشباب واليافعين للقتال بصفوفها، اعتمدت مليشيات الحوثي مؤخرا تكتيكا جديدا في التجنيد، يتضمن استقطاب عناصر لأغراض عدة منها غير قتالية، في خطوة تحمل بعداً آخر من أبعاد التغلغل المُخطط له بدقة، التي وصل مؤخرا إلى الأجزاء المحررة بمحافظتي تعز ولحج.
وأسند الحوثيون لخلايا نائمة جرى استقطابها من مناطق نفوذ الشرعية إلى صنعاء وصعدة مهمة الخروج في مظاهرات شعبية بغطاء "نصرة غزة وتحرير الأقصى وتأييد الهجمات البحرية الحوثية ضد سفن الشحن"، في محاولة حوثية لاستثمار قضية فلسطين بهدف تمرير مخططاتها.
مؤامرة مدروسة
وقدمت خلية حوثية ضُبطت مؤخرا اعترافات عن تركيز مليشيات الحوثي للتغلغل في مناطق الحجرية والصبيحة والوازعية، وهي مناطق تتمتع بمواقع استراتيجية مطلة على باب المندب ويعيش سكانهما ظروفا صعبة، التي تعد بمثابة أرضية اجتماعية خصبة للتمدد الحوثي.
وقال أحمد بن أحمد عبدالغني مرشد، عضو في خلية ضبطتها مؤخرا السلطات اليمنية، ويعمل اختصاصي اجتماعي في إحدى المدارس التعليمية، إنه "تم استقطابه بغطاء نصرة غزة عبر دعوة وجهت إلينا لتأييد ومباركة الهجمات البحرية الحوثية ضد سفن الشحن".
ورغم اعتناقه المذهب الصوفي فإن مليشيات الحوثي استطاعت التغرير بمرشد، وأخضعته مع عشرات آخرين لمدة أيام لدورات ثقافية طائفية كانت أبرزها "نصرة الله للمظلومين وأهمية الإخلاص في العمل، واقتراب تحرير فلسطين الذي لن يختلف عن اجتياح مليشيات الحوثي صنعاء"، وفق اعترافاته التي وصلت لـ"العين الإخبارية" نسخة منها.
وأقر عضو الخلية المضبوطة أن "مليشيات الحوثي سلمت العناصر التي تم استقطابها من مناطق الحكومة اليمنية كتيبات للترويج لمشروعها في المناطق المحررة، على أن تقوم في بادئ الأمر بأعمال غير قتالية تمهد للتمدد الحوثي".
استغلال للقضية الفلسطينية
وتعليقا على ذلك، أكد قائد اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني العميد ركن عبدالرحمن الشمساني "استغلال مليشيات الحوثي القضية الفلسطينية في تنفيذ مؤامرة خبيثة وخطيرة، لضرب التماسك الاجتماعي، وزعزعة السلم الأهلي في المناطق المحررة، وهي مؤامرة مدروسة بعناية ومخطط لها بإحكام ورصد لها الحوثيون أموالا كبيرة وتحظى برعاية كبيرة من قيادتهم".
ولم يغفل المسؤول اليمني استغلال مليشيات الحوثي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تجعل البعض يسقط أمام المغريات، مشيرا إلى أن "التحركات الحوثية الأخيرة وجهت لنسف السلم الأهلي والاجتماعي، وتسعى لنقل المعارك من جبهات القتال إلى وسط المجتمع في المناطق المحررة".
وقال "استغلت مليشيات الحوثي أيضا التهدئة القائمة، لتمرير مخططاتها لضرب الشرعية من الداخل وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة عبر توجيه جزء كبير من مخصصاتها لدعم الجبهات إلى تمويل الأنشطة التخريبية".
ضرب النسيج الاجتماعي والتقارب اليمني
من جهته، قال الضابط في الجيش اليمني أحمد شمسان إن الخلايا المضبوطة استهدفت "نشر ثقافة المليشيات وفكرها الهدام، وإثارة الفوضى بالتحريض، وكذا منع التقارب التي تقوده قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح من أجل الترتيب لمعركة تحرير محافظات شمال اليمن".
وكشف شمسان، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، عن "تفكيك خلايا حوثية بينها عناصر لازالت تحت المراقبة والمتابعة منهم أعيان ووجهاء، حيث جندت مليشيات الحوثي أكثر من 600 شخص ودربتهم ووجهتهم لزيارة مقابر قتلى المليشيات في صعدة بما في ذلك ضريح مؤسس الجماعة حسين الحوثي".
وأكد أن من تم ضبطهم أقروا "بزيارة الورشة الفنية لصناعة الأسلحة والذخائر في صعدة وتم تكليفهم في مهام عديدة، أهمها أداء شعار الصرخة في المناطق المحررة وتنفيذ مظاهرات تحت مسمى نصرة غزة وتحرير الأقصى ونشر الفكر الشيعي على أن تتولى قيادات الحوثي مسؤولية تقديم الدعم الكافي وكل ما يطلبه هؤلاء المغرر بهم".
وتكمن خطورة الأنشطة الحوثية الأخيرة في "محاولة إحداث شرخ وتقطيع النسيج الاجتماعي على مستوى المناطق المحررة، حيث لجأت المليشيات بعد عجزها عن اجتياح مناطق الشرعية بمختلف أنواع أسلحتها، إلى استهداف النسيج الاجتماعي عبر تجنيد خلايا ذات مهام عديدة في محاولة لكسب حواضن شعبية خارج سيطرتها"، وفقا للمسؤول اليمني.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي عمدت مؤخرا لتكتيك استقطاب أبناء المناطق المحررة لزيارة صعدة بغطاء نصرة غزة، بهدف التعارف وتكوين قاعدة بيانات كاملة عن المناطق المستهدفة التابعة للشرعية، فضلا عن تغيير الصورة الذهنية المرسومة لدى الناس عن صعدة بوصفها معقل الانقلاب.
ولفت إلى أن "مليشيات الحوثي أسندت للخلايا القيام بأعمال تخريبية في المناطق المحررة، والعمل كخلايا نائمة بعد أن حددت أدوار الشخصيات فيها، منها القيام بمشرف ثقافي ومشرف أمني ومشرف عسكري على مستوى كل مربع وحارة وقرية بهدف ضرب عمق الجبهة الداخلية للشرعية".
وأكد شمسان "عدم التهاون في الإخلال بالأمن والاستقرار في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وأن الجميع في الجبهات في حالة يقظة تامة ولن تتمكن المليشيات بنقل معاركها من الجبهات لقلب المجتمعات".
وكانت تقارير دولية اتهمت الحوثيين باستغلال الحرب على غزة والضربات الأمريكية على مواقعهم، لتجنيد الأطفال، بمزاعم القتال في فلسطين، بينما يقومون بإرسالهم إلى خطوط التماس مع قوات المجلس الرئاسي في مأرب وتعز وجنوب اليمن.
وبعكس حملات التجنيد الاعتيادية الرامية في زرع الخلايا واستقطاب الشباب واليافعين للقتال بصفوفها، اعتمدت مليشيات الحوثي مؤخرا تكتيكا جديدا في التجنيد، يتضمن استقطاب عناصر لأغراض عدة منها غير قتالية، في خطوة تحمل بعداً آخر من أبعاد التغلغل المُخطط له بدقة، التي وصل مؤخرا إلى الأجزاء المحررة بمحافظتي تعز ولحج.
وأسند الحوثيون لخلايا نائمة جرى استقطابها من مناطق نفوذ الشرعية إلى صنعاء وصعدة مهمة الخروج في مظاهرات شعبية بغطاء "نصرة غزة وتحرير الأقصى وتأييد الهجمات البحرية الحوثية ضد سفن الشحن"، في محاولة حوثية لاستثمار قضية فلسطين بهدف تمرير مخططاتها.
مؤامرة مدروسة
وقدمت خلية حوثية ضُبطت مؤخرا اعترافات عن تركيز مليشيات الحوثي للتغلغل في مناطق الحجرية والصبيحة والوازعية، وهي مناطق تتمتع بمواقع استراتيجية مطلة على باب المندب ويعيش سكانهما ظروفا صعبة، التي تعد بمثابة أرضية اجتماعية خصبة للتمدد الحوثي.
وقال أحمد بن أحمد عبدالغني مرشد، عضو في خلية ضبطتها مؤخرا السلطات اليمنية، ويعمل اختصاصي اجتماعي في إحدى المدارس التعليمية، إنه "تم استقطابه بغطاء نصرة غزة عبر دعوة وجهت إلينا لتأييد ومباركة الهجمات البحرية الحوثية ضد سفن الشحن".
ورغم اعتناقه المذهب الصوفي فإن مليشيات الحوثي استطاعت التغرير بمرشد، وأخضعته مع عشرات آخرين لمدة أيام لدورات ثقافية طائفية كانت أبرزها "نصرة الله للمظلومين وأهمية الإخلاص في العمل، واقتراب تحرير فلسطين الذي لن يختلف عن اجتياح مليشيات الحوثي صنعاء"، وفق اعترافاته التي وصلت لـ"العين الإخبارية" نسخة منها.
وأقر عضو الخلية المضبوطة أن "مليشيات الحوثي سلمت العناصر التي تم استقطابها من مناطق الحكومة اليمنية كتيبات للترويج لمشروعها في المناطق المحررة، على أن تقوم في بادئ الأمر بأعمال غير قتالية تمهد للتمدد الحوثي".
استغلال للقضية الفلسطينية
وتعليقا على ذلك، أكد قائد اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني العميد ركن عبدالرحمن الشمساني "استغلال مليشيات الحوثي القضية الفلسطينية في تنفيذ مؤامرة خبيثة وخطيرة، لضرب التماسك الاجتماعي، وزعزعة السلم الأهلي في المناطق المحررة، وهي مؤامرة مدروسة بعناية ومخطط لها بإحكام ورصد لها الحوثيون أموالا كبيرة وتحظى برعاية كبيرة من قيادتهم".
ولم يغفل المسؤول اليمني استغلال مليشيات الحوثي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تجعل البعض يسقط أمام المغريات، مشيرا إلى أن "التحركات الحوثية الأخيرة وجهت لنسف السلم الأهلي والاجتماعي، وتسعى لنقل المعارك من جبهات القتال إلى وسط المجتمع في المناطق المحررة".
وقال "استغلت مليشيات الحوثي أيضا التهدئة القائمة، لتمرير مخططاتها لضرب الشرعية من الداخل وزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة عبر توجيه جزء كبير من مخصصاتها لدعم الجبهات إلى تمويل الأنشطة التخريبية".
ضرب النسيج الاجتماعي والتقارب اليمني
من جهته، قال الضابط في الجيش اليمني أحمد شمسان إن الخلايا المضبوطة استهدفت "نشر ثقافة المليشيات وفكرها الهدام، وإثارة الفوضى بالتحريض، وكذا منع التقارب التي تقوده قوات المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح من أجل الترتيب لمعركة تحرير محافظات شمال اليمن".
وكشف شمسان، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، عن "تفكيك خلايا حوثية بينها عناصر لازالت تحت المراقبة والمتابعة منهم أعيان ووجهاء، حيث جندت مليشيات الحوثي أكثر من 600 شخص ودربتهم ووجهتهم لزيارة مقابر قتلى المليشيات في صعدة بما في ذلك ضريح مؤسس الجماعة حسين الحوثي".
وأكد أن من تم ضبطهم أقروا "بزيارة الورشة الفنية لصناعة الأسلحة والذخائر في صعدة وتم تكليفهم في مهام عديدة، أهمها أداء شعار الصرخة في المناطق المحررة وتنفيذ مظاهرات تحت مسمى نصرة غزة وتحرير الأقصى ونشر الفكر الشيعي على أن تتولى قيادات الحوثي مسؤولية تقديم الدعم الكافي وكل ما يطلبه هؤلاء المغرر بهم".
وتكمن خطورة الأنشطة الحوثية الأخيرة في "محاولة إحداث شرخ وتقطيع النسيج الاجتماعي على مستوى المناطق المحررة، حيث لجأت المليشيات بعد عجزها عن اجتياح مناطق الشرعية بمختلف أنواع أسلحتها، إلى استهداف النسيج الاجتماعي عبر تجنيد خلايا ذات مهام عديدة في محاولة لكسب حواضن شعبية خارج سيطرتها"، وفقا للمسؤول اليمني.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي عمدت مؤخرا لتكتيك استقطاب أبناء المناطق المحررة لزيارة صعدة بغطاء نصرة غزة، بهدف التعارف وتكوين قاعدة بيانات كاملة عن المناطق المستهدفة التابعة للشرعية، فضلا عن تغيير الصورة الذهنية المرسومة لدى الناس عن صعدة بوصفها معقل الانقلاب.
ولفت إلى أن "مليشيات الحوثي أسندت للخلايا القيام بأعمال تخريبية في المناطق المحررة، والعمل كخلايا نائمة بعد أن حددت أدوار الشخصيات فيها، منها القيام بمشرف ثقافي ومشرف أمني ومشرف عسكري على مستوى كل مربع وحارة وقرية بهدف ضرب عمق الجبهة الداخلية للشرعية".
وأكد شمسان "عدم التهاون في الإخلال بالأمن والاستقرار في مناطق نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وأن الجميع في الجبهات في حالة يقظة تامة ولن تتمكن المليشيات بنقل معاركها من الجبهات لقلب المجتمعات".
وكانت تقارير دولية اتهمت الحوثيين باستغلال الحرب على غزة والضربات الأمريكية على مواقعهم، لتجنيد الأطفال، بمزاعم القتال في فلسطين، بينما يقومون بإرسالهم إلى خطوط التماس مع قوات المجلس الرئاسي في مأرب وتعز وجنوب اليمن.