رغم مساعي تعزيز العلاقات مع طالبان.. تركيا تعلق اتفاقية مع أفغانستان
الأربعاء 29/مايو/2024 - 10:31 م
طباعة
محمد شعت
ذكرت تقارير أفغانية أن أن الحكومة التركية علقت اتفاقية الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية مع أفغانستان، ومن المقرر أن يسرى تعليق الاتفاق مع بداية شهر يونيو المقبل.
ونقلت التقارير الأفغانية عن وسائل إعلام تركية قولها: إن تعليق هذا الاتفاق سيتم بعد وقت قصير من زيارة وفد من إدارة الهجرة التركية إلى أفغانستان، مشيرة إلى أن هذه الاتفاقية تم توقيعها بين البلدين عام 2008، لكن الحكومة التركية لم تذكر سبب تعليقها.
ووفق تقارير فقد سافر وفد من إدارة الهجرة التركية إلى أفغانستان بداية الشهر الجاري وناقش مع مسؤولي طالبان مسألة الهجرة غير الشرعية للمواطنين الأفغان إلى تركيا وترحيل المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء.
وتشهد الأراضي التركية تدفق عدد كبير من اللاجئين بعد وصول حركة طالبان إلى الحكم في أغسطس 2021 ، حيث هاجر الآلاف من مواطني البلاد ومئات المسؤولين الحكوميين والشخصيات السياسية إلى تركيا أو يقيمون في هذا البلد كطالبي لجوء.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه البلدان إلى تعزيز العلاقات بينهما، حيث تفاعلت الحكومة التركية مع طالبان بعد وصولها للحكم، وقامت بتفعيل سفارتها في كابول ووضعت القنصلية الأفغانية في اسطنبول تحت تصرف ممثل الحركة.
وأقدمت الحكومة التركية على عدد من الخطوات لدعم طالبان، وتعزيز مساعي الحركة للحصول على الاعتراف الدولي بإمارتها الإسلامية في أفغانستان، وفي تصريحات سابقة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في "منتدى أنطاليا الدبلوماسي" قال إن المساعدات الإنسانية بمفردها لا يمكن أن تعالج مشاكل أفعانستان على نحو ملائم.
واضاف أوغلو أنه على الدول الاعتراف دبلوماسياً بالإمارة الإسلامية أيضاً - وهي المرة الأولى التي دعا فيها زعيم سياسي أجنبي علناً إلى اتخاذ هذه الخطوة. وجاء تعليقه في سياق بعض التقارير التي أفادت عن اقتراب تركيا وقطر من إبرام اتفاق مع "طالبان" لإدارة المطارات الدولية في كابول ومدن أخرى.
وسبق لحكومة طالبان الإشادة بالجهود التركية المبذولة لدعم الحركة، خاصة الجهود التي يبذلها الدبلوماسي التركي فريدون سينيرلي أوغلو خلال عمله منسقاً أممياً لبعثة التقييم الخاصة لأفغانستان، والذي تم تعيينه من جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، منسقاً لبعثة التقييم الخاصة لأفغانستان، طالباً منه إجراء تقييم مستقل وتقديم توصيات شاملة حول "التحديات الحالية التي تواجهها أفغانستان".
وقال ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم حكومة طالبان المؤقتة، في تصريحات للصحافة الأفغانية، إن "سينيرلي أوغلو قام بتصوير الوضع في أفغانستان أمام العالم بمنظور واقعي قائم على حل المشاكل، مشيرًا إلى أن حكومة طالبان ترحب بجهود السفير التركي إزاء أفغانستان.
وشهدت العلاقات بين تركيا وطالبان محادثات مبكرة بعد سيطرة الحركة على السلطة بأيام، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا أجرت أول محادثات لها مع طالبان في كابل، موضحا أن أنقرة ما زالت تجري تقييما لاقتراح الحركة لإدارة مطار العاصمة الأفغانية بعد الانسحاب الأميركي.
وقال أردوغان وقتها للصحفيين: "أجرينا أولى محادثاتنا مع طالبان واستغرقت ثلاث ساعات ونصف "، وأضاف "إذا لزم الأمر، ستتاح لنا الفرصة لإجراء مثل هذه المحادثات مرة أخرى، مشيرًا إلى أن المحادثات جرت في جزء عسكري من مطار كابل، حيث تتمركز السفارة التركية بشكل مؤقت.
ووفق تصريحات اروغان في ذلك الحين، فإن حركة طالبان كانت تريد تولي ضمان الأمن في المطار، لكنها اقترحت على أنقرة تأمين الجانب اللوجستي، وتابع: "يقولون: سنضمن الأمن وأنتم تقومون بالتشغيل "المطار"، ولم نتخذ أي قرار بشأن هذه المسألة بعد".