لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.. ايران تسلح الحوثي بتكنولوجيا تصنيع الصاروخ المضاد للسفن

الجمعة 31/مايو/2024 - 01:43 م
طباعة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية.. فاطمة عبدالغني
 
تواصل إيران تزويد ميليشيا الحوثي بالأسلحة والصواريخ المختلفة بهدف استخدمها كأداة لنشر الفوضى والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية.
وفي هذا السياق أفادت إيران الأربعاء 29 مايو بأن المتمردين الحوثيين في اليمن حصلوا على التكنولوجيا الضرورية لإنتاج صواريخ باليستية مضادة للغواصات، الأمر الذي يشكل زيادة في قدرات الميليشيا على شن هجمات على السفن في البحر الأحمر.
ووفقًا لوكالة "تسنيم" للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني، قامت طهران بتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن بصواريخ باليستية مضادة للغواصات. وتم تقديم تكنولوجيا أول صاروخ باليستي بحري لإيران، المعروف باسم "قدر" إلى الحوثيين.
وأفاد تقرير "تسنيم"، أن حسن طهراني مقدم هو المسؤول عن إدارة عملية إنتاج صاروخ "قدر"- وكان طهراني رئيس منظمة الجهاد التابعة للحرس الثوري، قتل في نوفمبر 2011 بسبب انفجار كبير في منشأة الصواريخ بمنطقة بيدكنه ملارد.
ولفت تقرير "تسنيم"، إلى أن صاروخ "محيط" التابع للحوثيين مصمم بالتصميم الدقيق لنفس صاروخ "قدر" الإيراني المضاد للغواصات.
وأوضحت الوكالة أنه تم تصميم وإنتاج صاروخ "قدر" أيضًا من خلال "تغيير استخدام" صاروخ "الرعد 69" التابع للحرس الثوري الإيراني، وإضافة "باحث بصري إليه يمكنه تحديد الهدف"، وكان في الأصل هو نفس الصاروخ الصيني B610"" الذي اشتراه الحرس الثوري الإيراني من الصين عام 1990.
وقام الحوثيون بتحويل صواريخهم الدفاعية "سام-2" إلى صواريخ أرض-أرض "قاهر-2"، ونشرت "تسنيم" صورة لاستعراض عسكري لجماعة الحوثيين، عرضت خلاله صاروخ "محيط".
وقالت الوكالة أن "هذا يدل على أن طهران تمكنت من جعل مستوى الدعم لجبهة المقاومة أعلى من ذي قبل في السنوات الأخيرة".
ومن جانبها علقت الحكومة اليمنية على تقرير وكالة تسنيم، واعتبرته اعتراف صريح بنقل إيران تكنولوجيا الصواريخ الباليستية المضادة للسفن "صاروخ قدر" الى مليشيا الحوثي الارهابية، واستخدامها في هجماتها الأخيرة، ضمن ما اسمي "الشبكة الصاروخية المتكاملة" لجبهة المقاومة المتمركزة في إيران، وتشكيل شبكة قيادة وسيطرة متكاملة في المنطقة، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار والصواريخ
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "هذه المعلومات تؤكد ما قلناه منذ اللحظة الأولى عن وقوف نظام ايران "تخطيطاً وتسليحاً وتنفيذاً" خلف أعمال القرصنة والهجمات الإرهابية التي طالت السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، واستخدامتها مليشيا الحوثي كغطاء لشن تلك الهجمات، واعلان المسئولية عنها، دون اكتراث بالمصالح الوطنية، والتداعيات الكارثية لممارساتها على الاوضاع الاقتصادية والانسانية، وجهود انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
وأوضح الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" أن تلك الاعترافات تؤكد أن النظام الإيراني كان يعد مليشيا الحوثي منذ وقت مبكر بالامكانيات والتجهيزات والخبراء، لاستخدامها أداة رخيصة لتنفيذ مخططاته الإرهابية وتقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة العالمية، وأن الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 7 اكتوبر، كانت مجرد ذريعة انتهزتها ايران، لاختبار كفاءة تلك المنظومات من أسلحة وخبراء ومستشارين، وغرف عمليات مشتركة، ومراكز قيادة وسيطرة.
وأضاف الإرياني "لقد انشئ الحرس الثوري الإيراني منذ الانقلاب جسرا متواصلا لتزويد مليشيا الحوثي بالأسلحة الدقيقة وأحدث المنظومات العسكرية من (صواريخ باليستية موجهة، طائرات مسيرة، زوارق وغواصات غير مأهولة) والتي تستخدمها في هجماتها الارهابية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، عبر شبكات تهريب متخصصة، حيث بدأت عمليات نقل الأسلحة والاستعداد لتلك العمليات قبل اعوام من الاحداث التي شهدها قطاع "غزة"
واستغرب الإرياني قيام النظام الايراني الذي يسيطر ومليشياته الطائفية او ما يطلق عليه بـ(محور الممانعة) على أراضي حدودية مشتركة مع الكيان المحتل، ترك تلك الحدود، وذهب لارسال صواريخ ومسيرات (دعائية)، لا تقدم اي دعم حقيقي لفلسطين، ولا تشكل اي تهديد حقيقي للكيان المحتل، ولا تحدث فارق في موازين المعركة، للتغطية على خذلانه لفلسطين، ونهجه في المتاجرة بالقضية الفلسطينية
واستنكر الإرياني إدارة المجتمع الدولي ظهره طيلة سنوات الانقلاب للنداءات والتحذيرات الحكومية من مخاطر التدخلات الإيرانية المزعزعة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة، على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، واستمرارها في تهريب الأسلحة والخبراء للمليشيا الحوثية، واستخدامها اداة لنشر الفوضى والارهاب، والتي دفع اليمنيون ودول وشعوب المنطقة ثمنها فادحا، ليجد العالم نفسه في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الإيراني واداته الحوثية وجها لوجه في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بعدم الوقوف موقف المتفرج من سلوك نظام الايراني، واستمراره في تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي في خرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي (2216)، والشروع الفوري في تصنيف المليشيا "منظمة إرهابية" وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتكريس الجهود لدعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار في كامل الأراضي اليمنية.
وتفيد تقارير إعلامية  عدة أن إيران تمتلك أكثر الترسانات الصاروخية تنوعا في الشرق الأوسط بآلاف الصواريخ المجنحة والباليستية، التي يمكن استخدام بعضها ضد الوحدات البحرية في نطاق تغطيتها.
ولهذا السبب تصنف ترسانة الصواريخ الإيرانية بأنها الأضخم في الشرق الأوسط، حسبما يشير تقرير لموقع "ميسيل ثريت" الأمريكي، الذي أورد معلومات عن قدرات صاروخ "قدر – 1" الباليستي، الذي يمثل نسخة مطورة من صواريخ "شهاب – 3".
وبحسب التقرير، فإن صاروخ "قدر – 1" تطوره وتستخدمه إيران ويصنف ضمن الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى، التي يمكن إطلاقها من منصات محمولة على مركبات.
ويشير التقرير إلى أنه هذا النوع من الصواريخ ربما يكون نسخة مطورة من "شهاب – 3 إيه"، وأنه يتكون من مرحلتين الأولى تعمل بالوقود السائل والثانية تعمل بالوقود الصلب.
كما يشير التقرير إلى أنه تم تعديل تصميم مقدمة الصاروخ بصورة قللت حمولته بنسبة 20% وزادات سرعته نحو الهدف بصورة تجعل عملية اعتراضه في غاية الصعوبة. وفي عام 2021، أشارت تقارير إلى أن إيران طورت نسخة مضادة للسفن من هذا الصاروخ.
وكان تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) أفاد فبراير الماضي أن إيران زودت الحوثيين بـ"ترسانة متنوعة" من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى وكروز، منذ عام 2015.
وذكرت الوكالة تفاصيل استخدام جماعة الحوثي لتلك الأسلحة، حيث أوضحت أنه "بين عامي 2015 و2023، اعترضت الولايات المتحدة وشركاؤها 18 سفينة إيرانية على الأقل كانت تحاول تهريب أسلحة إلى الحوثيين".
وأضافت أن "تلك السفن كان تحمل شحنات تحتوي على مكونات صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار وصواريخ موجهة مضادة للدبابات، فضلا عن آلاف البنادق الهجومية".
وبحسب تقرير(DIA)، استخدم الحوثيون صاروخ "آصف" الباليستي المضاد للسفن في ممرات الشحن الدولية مثل البحر الأحمر وخليج عمان منذ أواخر نوفمبر. وأشار التقرير إلى أن هذا الصاروخ يتطابق تقريبًا مع الصاروخ الإيراني المضاد للسفن "فاتح-110".
وتابع التقرير أن صاروخ "قدس-4"، وهو صاروخ كروز يستخدمه الحوثيون، مشتق من صاروخ "بافيه" الإيراني، ويشترك الصاروخان في ميزات مماثلة منها المحرك.
وبحسب التقرير، استخدم الحوثيون صواريخ "القدس" لمهاجمة إسرائيل، وتتطابق حطام صاروخ الحوثي في أكتوبر الماضي مع حطام صاروخ إيراني أطلق على السعودية في عام 2019.
ولفت التقرير إلى أن السمات "شبه المتطابقة" بين صاروخ "صقر" أرض جو الذي استخدمه الحوثيون لمهاجمة طائرات أمريكية بدون طيار بالقرب من اليمن وفي خليج عمان، والصاروخ 358 الإيراني.
ويظل دور إيران في تسليح ودعم الحوثيين موضع جدل دولي، ويعتبر التدخل الإيراني في النزاع اليمني وتأثيره على أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر من بين التحديات الرئيسية التي تواجهها المنطقة.

شارك