في ظل الحرب المتصاعدة.. قطاع غزة يواجه كارثة صحية بسبب نقص الكهرباء

السبت 08/يونيو/2024 - 01:25 م
طباعة في ظل الحرب المتصاعدة.. أميرة الشريف
 
في ظل الحرب المتصاعدة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني والصعوبات المتزايدة التي يواجهها سكان قطاع غزة، أطلقت وزارة الصحة الفلسطينية نداء استغاثة عاجل للمجتمع الدولي ومؤسساته الإغاثية لتوفير مولدات كهربائية لمستشفيات القطاع.
يأتي هذا النداء في وقت حرج، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الطاقة الكهربائية، مما يهدد حياة العديد من المرضى والمصابين.
وعلى وقع الاحداث المأساوية التي يشهدها القطاع ، أعلنت وزارة الصحة في غزة، عبر صفحتها على موقع "فيسبوك" اليوم السبت، أنها تعتمد بشكل كامل منذ تسعة أشهر على المولدات الكهربائية لتزويد مستشفيات القطاع بالطاقة اللازمة. هذا الاعتماد جاء بعد تدمير محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، ما أدى إلى أزمة طاقة حادة في القطاع.
وأوضحت الوزارة أن العديد من المولدات الكهربائية في المستشفيات تعرضت لأعطال فنية كبيرة تجعل من الصعب إصلاحها، بينما دُمرت مولدات أخرى بشكل مباشر نتيجة القصف الإسرائيلي. هذا الوضع ينذر بتوقف المولدات الكهربائية في المستشفيات والمراكز الصحية ومستودعات الأدوية، مما يعني الموت المحقق للمرضى والمصابين وانهيار الخدمات الصحية في القطاع.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الصهونية تعمدت تدمير المولدات الكهربائية في عدة مستشفيات رئيسية، بما في ذلك مجمع الشفاء ومجمع ناصر والمستشفى الأندونيسي ومستشفى كمال عدوان شمال غزة. هذه الهجمات تهدف إلى إخراج هذه المستشفيات عن الخدمة، مما يزيد من معاناة السكان المحليين.
وفي مستشفى شهداء الأقصى، يعتمد المستشفى حالياً على مولد كهربائي واحد بعد تعطل المولد الرئيسي الآخر، مما يزيد من خطر حدوث كارثة إنسانية وشيكة.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أنها تتواصل منذ بداية العدوان مع المؤسسات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتوريد مولدات جديدة وقطع غيار للمولدات المتضررة.
 ومع ذلك، لم تسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة بسبب تعنت الاحتلال الصهيوني ومنعه دخول المعدات اللازمة.
بدورها ، وصفت إيناس حمدان، القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الأوضاع الصحية في غزة بأنها كارثية نتيجة نقص إمدادات الوقود.
وفي تصريحاتها الإعلامية، أشارت حمدان إلى أن القصف الإسرائيلي على المستشفيات يزيد من تفاقم الأوضاع، مؤكدة أن القطاع يعاني من سوء تغذية عام، خصوصاً بين الأطفال.
وأضافت أن القطاع يواجه نقصاً حاداً في لقاحات الأطفال، وأن الحركة بين المنشآت والمحافظات لنقل المواد الغذائية والإغاثية تُعد أمراً بالغ الصعوبة، ويواجه مخاطر كبيرة، إلى جانب نقص الوقود اللازم لهذه المركبات. وأكدت حمدان: "كل هذه العوائق تعرقل تقديم الاستجابة الإنسانية، ولكننا مصممون على مواصلة تقديم الخدمات لسكان القطاع".
وتابعت: الظروف تسوء يومًا تلو الآخر، مشيرة إلى أن أونروا تسعى لتقديم خدماتها رغم قلة الموارد، وصعوبة الظروف التي يعاني من موظفي المنظمة.
نداء الاستغاثة الذي أطلقته وزارة الصحة الفلسطينية ليس مجرد طلب للمساعدة، بل هو صرخة إنسانية عاجلة لإنقاذ الأرواح.
ويتطلب الوضع في قطاع غزة تحركاً سريعاً وفعّالاً من المجتمع الدولي لتزويد المستشفيات بالطاقة الكهربائية الضرورية واستعادة الخدمات الصحية. إن استمرار تجاهل هذا النداء يهدد بحدوث كارثة إنسانية لا يمكن تداركها.
وعلى المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية أن تتحمل مسؤولياتها وتقدم الدعم الفوري لتفادي المزيد من المعاناة والوفيات في قطاع غزة.

شارك