ردًا على الإجراءات الروسية لرفع حركة طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية، أعلنت حركة طالبان استعدادها للتعاون الأمني مع روسيا، جاء ذلك على لسان  عبد المنان عمري، القائم بأعمال وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حركة طالبان.
ونقلت تقارير أفغانية عن عمري قوله لوكالة أنباء "تاس" إن حركة طالبان مستعدة للتعاون الأمني مع روسيا، ونريد أن تكون لدينا علاقات جيدة مع موسكو في مجال تطوير العلاقات الأمنية، مؤكدًا أن الحركة "تقدر" قرار روسيا برفع هذه الجماعة من قائمة الجماعات الإرهابية.
وتأتي هذه التصريحات بعدما أعلنت موسكو أن السلطات الروسية اعتبرت في الأيام الأخيرة تعتبر التعامل مع طالبان "ضروريا" وقالت إنها ستزيل الحركة من قائمة الجماعات الإرهابية، ورغم أن حركة طالبان مدرجة حاليًا على قائمة الجماعات الإرهابية والمحظورة في روسيا، لكن في الأيام الأخيرة، سافر ثلاثة وزراء من حكومة طالبان إلى روسيا البلد للمشاركة في اجتماعات مختلفة.
وسبق لحركة طالبان أن أعلنت أن الحركة لديها "عزم سياسي جدي" لتطوير وتعزيز العلاقات الإيجابية مع روسيا، ورحب عبد القهار بلخي، المتحدث باسم وزارة خارجية طالبان، رحب فيه بالتصريحات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين آخرين في هذا البلد بشأن العلاقات مع هذه الجماعة.

وبحسب بيان لوزارة خارجية طالبان أعلنت الحركة أن لديها تصميم سياسي جديعلى مواصلة تطوير وتعزيز العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وحماية مصالح البلدين".
فيما انتقدت المعارضة الأفغانية الخطوات الروسية للتقارب مع طالبان، وذلك في الوقت الذي تطالب فيه حركات المعارضة المجتمع الدولي بممارسة أقصى الضغوط على حكومة طالبان للحد من الانتهاكات التي تمارسها الحركة بحق الشعب الأفغاني، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة.
وتأتي انتقادات المعارضة الأفغانية في الوقت الذي تتخذ فيه روسيا المزيد من الإجراءات لتعزيز علاقاتها مع الحكومة الأفغانية، حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده سترفع حركة طالبان من "قائمة المنظمات الإرهابية" في روسيا، بعد مرور أكثر من 3 سنوات على عودتها إلى السلطة في أفغانستان.
ودعا مجلس "المقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان"، الحكومة الروسية إلى إعادة النظر في الخطوات التي تتخذها لرفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرا إلى أنه يجب على موسكو تقييم مصالحها بالتفاعل مع الشعب الأفغاني وليس التفاعل مع طالبان.
وانتقد المجلس خطوات التقارب الروسية مع طالبان، مشيرًا إلى أنه من المؤكد أن دعم شعب أفغانستان ستكون له عواقب إيجابية طويلة المدى على مصالح البلدين، وقال في بيان له : "إن حركة طالبان متطرفة غير مسؤولة لها أنشطة إرهابية" وتستضيف أكثر من 22 جماعة إرهابية وتهدد أمن واستقرار المنطقة". بحسب تعبير البيان الذي نقلته وسائل إعلام أفغانية
وشدد المجلس على أن الاجتماعات الدولية بشأن أفغانستان يجب أن تشارك فيها جميع الأطراف والأحزاب والمجموعوات العرقية الأفغانية فضلا عن الحضور النسائي، كما يجب أن تناقش هذه الاجتماعات إنهاء الوضع الحالي، وتشكيل حكومة انتقالية، واستعادة السلطة وسيادة القانون واستعادة سيادة القانون النابعة من إرادة الشعب.
قال "مجلس المقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان" إنه يتوقع من دول المنطقة والعالم "التفكير في مصالحها طويلة المدى مع شعب أفغانستان والتفاعل مع الحكومة على أساس إرادة المواطنين داخل جمهورية أفغانستان الإسلامية بدلاً من التنافس على استخدام هذه الجماعة كأداة".