اعتقال ثمانية في الولايات المتحدة: لماذا يستخدم داعش ذئاب الطاجيك؟
أعلنت مصادر مطلعة أمريكية، عن اعتقال ثمانية رجال طاجيكيين في مدن نيويورك ولوس أنجلوس وفيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية، للاشتباه في صلتهم بتنظيم داعش.
ووفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة لشبكة “إن بي سي نيوز”، فإن المشتبه بهم كانوا تحت إشراف فريق عمل مكافحة الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي “FBI”، حيث تم القبض عليهم من قبل موظفي إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية.
وأفاد مسؤولون مطلعون على القضية لشبكة “إن بي سي نيوز” بأن هؤلاء الأشخاص الثمانية دخلوا الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية، وأظهرت التحقيقات أنهم لم يكونوا يحملون أي سجل إجرامي عند دخولهم البلاد.
ووفقاً لثلاث مصادر مطلعة للشبكة، فإن فرقة العمل المعنية بمكافحة الإرهاب التابعة لـ FBI كانت على علم بوجود تهديد إرهابي محتمل ينبع من أوروبا الوسطى، وقد بدأت في مراقبة هؤلاء الأفراد كجزء من التحقيق.
وأكد مسؤول كبير في الحكومة الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يراقب هؤلاء الأشخاص لعدة أشهر ويتابع أنشطتهم عن كثب، مشيراً إلى أنه لم يتم توجيه اتهامات رسمية لهم حتى الآن بالارتباط بالإرهاب أو التآمر.
وبحسب المصادر، فإن اثنين على الأقل
من هؤلاء الأشخاص دخلوا الولايات المتحدة في ربيع عام 2023، بينما دخل واحد آخر
منهم الولايات المتحدة كجزء من برنامج الحكومة الأمريكية للمهاجرين وطالبي اللجوءن وفقا لما ذكره المنشر الاخباري.
وبين عامي 2020-2024، تصاعد نفوذ داعش عبر تجنيد دسكان آسيا الوسطى ولا سيما المواطنين الطاجيكيين في تنفيذ العمليات الخارجية للتنظيم الارهابي، وهذا يُظهر في النهاية نجاح داعش في تنويع رأس مالها البشري.
وتشمل هذه العوامل البيئة المتساهلة الأوسع التي تعمل فيها، وجهود التواصل الدبلوماسي التي تبذلها حركة طالبان، والفجوات الأمنية المحتملة الناتجة عن تصاعد التوترات بين نظام طالبان وباكستان بشأن حركة طالبان الباكستانية.
ويبدو أن تبني داعش لتكتيكات حرب العصابات، وحملتها الإعلامية، إلى جانب دعواتها للهجرة وتشجيع الهجمات الخارجية، هي حجر الزاوية في استراتيجية إعادة البناء الحالية، والتي تتماشى مع النهج العام لتنظيم الدولة الإسلامية في الحرب. وتؤكد جاذبية داعش لسكان آسيا الوسطى على وجه الخصوص المسار المتصور لتوسيع نفوذها وتجنيدها داخل حدود أفغانستان وخارجها.
ويهدف هذا النهج إلى تعزيز أعداد داعش في معاقلها التقليدية في أفغانستان وباكستان وفي نفس الوقت تطوير قدرتها العابرة للحدود الوطنية، وهو ما من شأنه أن يعزز على الأرجح قدرة الجماعة على متابعة أهدافها في جميع أنحاء المنطقة.
يُعتقد من قبل محللين أن مئات الرجال الطاجيكيين، الذين ينتمون إلى دولة صغيرة وفقيرة في آسيا الوسطى تحت حكم رئيس استبدادي، انضموا إلى جماعات تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، والتي تُعرف باسم ولاية خراسان أو داعش-خراسان.
تقديرات تشير إلى أن عدد مقاتلي تنظيم داعش في ولاية خراسان يتراوح بين 2000 إلى 6000 مقاتل، ومعظم هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى الطائفة الطاجيكية. ويعتبر وجود عدد كبير من الطاجيك داخل أفغانستان فرصة لتنظيم داعش لتعزيز تأثيره بين الطاجيكيين. ويبدو أن ولاية خراسان بدأت في التركيز على استقطاب الفئات الإثنية الأخرى من الطاجيك والأوزبك والقرغيزيين، خاصة مع تأسيس حركة طالبان لقاعدتها البشتونية، والتي تمثل العمود الفقري للحركة. يستغل التنظيم في ذلك عدة اعتبارات، بما في ذلك حالة الغضب التي يشعر بها قطاعات إثنية عديدة تجاه حركة طالبان، والانتقادات الموجهة لدول الجوار الإقليمي، وحالة الجهل الديني المنتشرة بين هذه الفئات، مما يمثل مدخلاً مهمًا لانتشار أفكار التنظيم.