احتفالات يوم الولاية.. مخطط حوثي لترسيخ السلطة وابتزاز التجار

الإثنين 24/يونيو/2024 - 12:22 م
طباعة احتفالات يوم الولاية.. فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الموظفين اليمنيين من مأساة انسانية جراء انقطاع مرتباتهم، تحيي مليشيا الحوثي بين كل حين وأخر فعاليات واحتفاليات طائفية وتجبر موظفي الدولة على حضورها والمشاركة فيها، كما تجبر الشركات والمحلات التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرتها على دفع مبالغ مالية كبيرة تحت ذريعة إحياء مناسباتها الدينية الجديدة على المجتمع اليمني.
وآخر هذه الاحتفالات كان بما يسمى ذكرى "يوم الولاية"، الذي يصادف الـ 18 من شهر ذي الحجة من كل عام هجري، ويُطلق على هذا اليوم أيضًا "يوم الغدير"، حيث يزعم الشيعة أن رسول الله، في هذا اليوم من السنة العاشرة للهجرة (قبل أكثر من 14 قرن)، عند عودته من حجة الوداع ووصوله إلى منطقة تُسمى "غدير خُمّ"، منح ابن عمه وزوج ابنته فاطمة، الصحابي علي بن أبي طالب، تصريحًا بـ "الولاية" العامة على المسلمين من بعده، في صك مفتوح لكل ذريته من بعده.
وفي ضوء تشكيك العديد من مشايخ وعلماء الدين والمفكرين الإسلاميين في تلك الرواية، وظروفها ومقاصدها وأهدافها، يرى البعض أن الميليشيات الحوثية تهدف من وراء تلك الاحتفالات والتحشيدات إلى ترسيخ ثقافة العبودية والانصياع لحكم وولاية قيادات الجماعة الحوثية السلالية. وتدعي الجماعة أحقيتها بهذه الولاية كاستحقاق طائفي مخصص للسلالة الهاشمية، باعتبارها الوريث الديني للحكم، وتسعى الميليشيات من خلال ذلك إلى شرعنة حكمها على اليمنيين، الذي اغتصبته بالقوة إثر انقلابها على السلطة الشرعية في البلاد عام 2014 تحت مبررات اقتصادية وسياسية.
وفي هذا السياق اعتبرت الحكومة اليمنية توظيف مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، إمكانيات الدولة المختطفة، واجبار المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها على إحياء ما تسميه "يوم الولاية" أو "غدير خُم"، بمثابة تأكيد على مضيها في محاولة فرض افكارها وطقوسها المستوردة من ايران، والمناهضة لعقيدة البلاد الإسلامية النقية وهويتها اليمنية العربية الاصيلة، ومساعيها احتكار السلطة واختطافها، والانقضاض على الشعب وحريته وكرامته، وتكريس العنصرية والكهنوت في أقبح وأبشع نموذج عرفته البشرية.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن "هذه الممارسات تؤكد أن المليشيا الحوثية هي موجة مضادة لمفهوم الجمهورية، وأن مشروعها السلالي هو العدو الأول لليمنيين، وقرين للعنف والإرهاب والسطو واللصوصية، كما أنها مكنة لتفريخ العنصرية والتكفير، كما تؤكد أن خطابات الحوثي بشأن القضية الفلسطينية وتحركاته بشأنها هي مجرد تسويغ لخرافة أحقيته باستعباد اليمنيين، وتجنيد السذج لخدمة مشروعه الطائفي الذي لم ينتج سوى الموت والدمار والفقر والجوع، والحروب والنكبات".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" إن هذه الأفكار اكذوبة تاريخية تحاول تحريف الإسلام وجعله حظيرة لأصحاب الفكر الكهنوتي العنصري الذي ثار عليه شعبنا وقدم في سبيل الخلاص منه التضحيات الجسمية، واستغلال اليمنيين وجعلهم عبيداً لمشروع إيران الفارسي في المنطقة الراعي الرسمي للخرافة والعنصرية والمليشيا المناهضة لأوطاننا وهويتنا، وامتداد للدماء المسفوكة على عتبات الطائفية الكهنوتية التي قتلت اليمنيين في مراحل تاريخية مختلفة، وهي اليوم تقتلهم منذ ظهور المليشيا الحوثية".
ولفت الإرياني إلى أن خرافة الغدير والولاية التي تسببت في سفك الدماء ونشوب حروب مدمرة وممتدة وتقطيع أوصال الشعوب المسلمة، لا أصل له في العقيدة الإسلامية الصافية النقية التي جاءت لتحرير الناس من الخرافة والاستعباد، ورسالة الإسلام التي ركزت على العدل والمساواة، وانما هي تحريف عنصري للدين سعى من خلاله الفرس إيجاد نسخة مشوهة، واستغلته مليشيا الحوثي كسيف مسلط على رقاب اليمنيين للاستيلاء على الحكم واستعبادهم
وأكد الإرياني رفض ابناء الشعب اليمني بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية لأكذوبة الغدير وخرافة الولاية، كونها نقيض حقيقي للدولة وهدم لثوابتها، واقصاء للدستور اليمني وأحكامه، وتعطيل لجميع القوانين التي أصدرتها الدولة اليمنية منذ قيامها، وتصادم جميع الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي انضمت لها اليمن وصادقت عليها، وتجعل من عموم الشعب ضحايا لهذه الأفكار التي تجاوزها العالم
وجدد الإرياني الدعوة إلى توحيد الصف الوطني لمواجهة هذه الخرافة وكهنتها والحفاظ على الثوابت الوطنية والمكتسبات التي تحققت للشعب، وصولاً إلى انهاء الانقلاب الإمامي الحوثي الاجرامي ووأد خرافاته وعنصريته، والانتصار لمبادئ ثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر التي قامت ضد الكهنوت وضحى ثوراها بدمائهم وارواحهم ليعود الحق لأهله والاختيار للشعب، وليتخلص اليمن من سلالة عنصرية تدعي الحق الإلهي في الحكم والدين والمال
كما دعا الإرياني العلماء والدعاة والسياسيين والمثقفين والاعلاميين والصحفيين والنشطاء للتصدي للحرب الفكرية التي تشنها مليشيا الحوثي على الشعب اليمني، وكشف زيف مشروعها العنصري، والإعلاء من شأن اليقظة الوطنية والهبة الشعبية التي تنسف خرافة الولاية والغدير بكل الصور والأشكال، والتأكيد على هوية اليمن الحضارية والتاريخية، ودور اليمنيين في حمل رسالة الإسلام منذ بواكيره الأولى، والانتصار للجمهورية والديمقراطية وصندوق الاقتراع كآلية لتجسيد ارادتهم واختيار من يحكمهم.
ومن جانبها أدانت وزارة الأوقاف اليمنية، محاولات ميليشيات الحوثي المستمرة في تطييف المجتمع المدني وتحريف عقيدته الصافية من خلال مناسبات طائفية يجري تنظيمها في المحافظات اليمنية التي لا تزال قابعة تحت سيطرتهم.
واعتبرت الوزارة في بيان صادر عنها  أن احتفال الحوثيين بما يسمونه "يوم الغدير" وإجبار المواطنين على المشاركة فيه، ما هو إلا بدعة وخرافة وضلال تسعى الميليشيات الإرهابية من خلال إقامتها توطيد فكرة الولاية المزعومة. 
مشيرة إلى أن الشعب اليمني يرفض مثل هذه الاحتفالات التي تخالف قيمه الدينية والوطنية وتتعارض مع النظام الجمهوري وأهداف ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر، وتتصادم مع الدستور والقانون. 
وقالت الوزارة في بيانها: إن ما يسمى بـ"يوم الغدير"، "هو بدعة يجب بيانها للناس والتحذير منها ومن الغايات التي تهدف إليها"، حيث "يلبسون من خلالها الحق بالباطل، ويخدعون بها البسطاء ويضفون على بدعتهم هالة من العناية والتقديس". مشيرة إلى أن الميليشيات الحوثية يبنون أكذوبة الولاية والاصطفاء السلالي المزعوم، وصولًا إلى تسويغ حروبهم الغاشمة وإرهابهم الوحشي على المجتمعات بوصفهم كفارًا يرفضون ما يسمي "الولاية" التي تعني الخضوع والاستسلام لحكم السلالة الكهنوتية والقبول بممارساتها العنصرية والطبقية.

وأوضح البيان أن ميليشيا الحوثي "ما إنْ ينتهوا من مناسبةٍ حتى يحشدوا لأخرى، في سلوكٍ ممنهج يهدف لهدم العقيدة الإسلامية الصحيحة وإبعاد اليمنيين عن هُويتهم الحضارية وعمقهم العربي والإسلامي وإحلال مكانها النموذج الإيراني القائم على الخرافة وتقديسها وتغييب العقل واستدعاء الماضي بكل صراعاته وأزماته".
ودعت وزارة الأوقاف والإرشاد، الخطباء والمرشدين والدعاة، إلى التحذير من بدعة الاحتفال بخرافة يوم الغدير. وأهابت الوزارة في بيانها بجميع الدعاة والخطباء وجوب التأكيد على ضرورة التمسك بقيم الإسلام الحنيف فيما يتعلق بحق الشعب اليمني في اختيار الحاكم، بعيداً عن حكم السلالة القائم على مزاعم الاصطفاء السلالي وخرافة الولاية والحق الإلهي المزعوم.

شارك