احتجاز الطائرات والاستيلاء على أصول الناقل الوطني.. استمرار النهج الحوثي في تعميق الأزمة الإنسانية

السبت 29/يونيو/2024 - 12:42 م
طباعة احتجاز الطائرات والاستيلاء فاطمة عبدالغني
 
حملت الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، المسئولية الكاملة عن تعثر نقل (1300) حاج يمني عالقين في مطار الملك عبد العزيز الدولي والأراضي المقدسة إلى مطار صنعاء، وآلاف الحجاج الآخرين إلى باقي المطارات اليمنية، وتوقف تسيير الرحلات من مطار صنعاء، وعرقلة تشغيل الرحلات الجوية من وإلى مختلف المطارات اليمنية، والخسارة اليومية التي تتكبدها شركة الخطوط الجوية اليمنية جراء هذا التصعيد الخطير.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "بذلت الحكومة اليمنية جهودا متواصلة طيلة الفترة الماضية لضمان أداء كافة الحجاج اليمنيين، بما في ذلك القادمين من المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة مليشيا الحوثي، لفريضة الحج بسهولة ويسر، وتخفيف معاناتهم جراء السفر براً، عبر فتح جميع المطارات اليمنية لتفويج واستقبال الحجاج، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" "حاولت مليشيا الحوثي ارباك الترتيبات الحكومية اثناء مرحلة تفويج الحجاج، عبر إجبار وكالات الحج والعمرة على توريد قيمة تذاكر الطيران للحجاج القادمين عبر مطار صنعاء لحسابات شركة الخطوط الجوية اليمنية في صنعاء المجمدة منذ 8 مارس 2023، ما اضطر الشركة لتغطية كافة النفقات التشغيلية لأكثر من مائة رحلة جوية تنقل نحو 8 آلاف و 400 حاج من صنعاء إلى ألأرضي المقدسة ذهابا وإيابا من حساباتها في العاصمة المؤقتة عدن.
وأوضح الإرياني أنه رغم هذه التنازلات إلا ان مليشيا الحوثي مضت في سياساتها التصعيدية باحتجاز أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية مع طواقمها الفنية في مطار صنعاء الدولي، ومنع عودتها لاستكمال نقل الحجاج العائدين من المشاعر المقدسة عقب إتمامهم فريضة الحج، لتجسد نهجها في افتعال العراقيل وإفساد حياة اليمنيين ومضاعفة الأعباء عليهم واستهتارها بمعاناتهم، وأساليبها في حصار الشعب اليمني وتعميق الأزمة الإنسانية وتعطيل مختلف مناحي الحياة بما في ذلك فريضة الحج
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات النقل الجوي الدولية وكافة الجهات ذات الاختصاص، بإعلان موقف واضح إزاء هذه الجريمة النكراء، والشروع الفوري في تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة إرهابية"، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية، وتقديم دعم حقيقي وفاعل للحكومة الشرعية لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.
واختطفت ميليشيا الحوثي الثلاثاء الماضي، 3 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، لتضاف إلى طائرة أخرى محتجزة أكثر من شهر، في مطار صنعاء الدولي، ما تسبب في احتجاز مئات الحجاج اليمنيين في المملكة العربية السعودية وعرقلة عودتهم إلى موطنهم، وإحداث إرباك في جدول الرحلات اليومية من وإلى خارج البلد.
وهو الأمر الذي دفع بشركة الخطوط الجوية اليمنية إلى إصدار بيان عاجل يوم الأربعاء ناشدت فيه المجتمع الدولي، ومنظمات النقل الجوي الدولية، والمبعوث الدولي إلى اليمن، وجميع الجهات المعنية، بالتدخل الفوري لوقف التعسفات التي تتعرض لها الشركة.
وأوضحت الشركة في بيانها أنها فوجئت مساء الثلاثاء بقيام مليشيات الحوثي بحجز ثلاث طائرات من طراز إيرباص 320، مما رفع عدد الطائرات المحتجزة إلى أربع طائرات مع الطائرة من طراز إيرباص 330 المحتجزة منذ أكثر من شهر.
وقالت الشركة إن جميع طائراتها تعرضت للاحتجاز في مطار صنعاء لحظة وصولها من مطار الملك عبدالعزيز في جدة، حيث كانت تقل مئات الحجاج العائدين بعد أداء فريضة الحج. وأضافت أن هذه العملية جاءت بعد أن دشنت الشركة تشغيلًا مباشرًا بين جدة وصنعاء في 20 يونيو الجاري، وأن احتجاز هذه الطائرات سيؤثر بشكل كبير على رحلات الناقل الوطني ويتسبب في خسائر إضافية كبيرة.
وأشارت الشركة إلى أن سبب وصول الطائرات المحتجزة إلى مطار صنعاء هو لنقل نحو 8,400 حاج من صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي من جدة إلى صنعاء خلال أسبوع. وأوضحت أن الشركة اضطرت، بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، لتشغيل عدة رحلات يومية بين جدة وصنعاء لاستكمال نقل الحجاج في الوقت المحدد. وأضافت أن هناك الآلاف من الحجاج لا يزالون عالقين في السعودية بانتظار العودة إلى صنعاء وبقية المطارات اليمنية.
ولفتت الشركة إلى أن هذه الخطوة غير المسؤولة جاءت في ظل العديد من المصاعب التي واجهتها قيادة الشركة مع مليشيا الحوثي، بما في ذلك حجز أرصدة الشركة منذ أكثر من عام، وأكدت أن قيادة الشركة استمرت في تفادي الأضرار لضمان بقاء الناقل الوطني يقوم بمهامه وتسيير الرحلات لخدمة جميع المواطنين اليمنيين، وأضافت أن الشركة قامت بتشغيل أكثر من مائة رحلة جوية بين صنعاء والمشاعر المقدسة، مع تغطية كافة النفقات التشغيلية لهذه الرحلات من خارج حساباتها في بنوك صنعاء، رغم تجميد إيرادات الحجاج في نفس الحسابات منذ 8 مارس 2023.
وقدمت شركة الخطوط الجوية اليمنية اعتذارها الشديد للحجاج العائدين إلى صنعاء لعدم قدرتها على نقلهم بسبب احتجاز الطائرات من قبل مليشيا الحوثي، مشيرة إلى أن هذا العمل يخالف كل القوانين والأعراف الدولية للطيران، وهو أول حادث من نوعه تتعرض فيه طائرات مدنية للاحتجاز أثناء قيامها بعملها المهني.
وفي غضون ذلك أعلنت المليشيات الخميس أنها استولت على شركة الخطوط الجوية اليمنية وأصولها وأرصدتها،  وأفاد بيان صادر عما يسمى بـ"وزارة النقل" في حكومة الحوثيين مساء الخميس أن شركة الخطوط الجوية اليمنية ستمارس أعمالها بحيادية من العاصمة صنعاء، وإنها ستعيد جدولة الرحلات من مطار صنعاء الواقع تحت سيطرتها، ومطارات عدن والمكلا وسيئون، الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا.
وذكر البيان الذي نشرته النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن الشركة ستعمل منذ الآن "على ترشيد النفقات والمصروفات التي لا فائدة منها" على حد زعمها، والقيام "بإجراءات تصحيحية لإعادة ترتيب أوضاع الشركة".
ومن بين جملة الأسباب التي دفعت الحوثيين إلى اختطاف الطائرات أشارت "وزارة النقل" في حكومة الميليشيا إلى الإجراءات الأخيرة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا التي اعتبرتها "تدميرًا ممنهجًا للشركة"، بحسب مزاعمها.

شارك