تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 2 يوليو 2024.
الاتحاد: مباحثات فلسطينية - دولية حول تعزيز جهود الإغاثة في غزة
بحثت وزارتا الدولة لشؤون الإغاثة والتنمية الاجتماعية في فلسطين، أمس، مع منظمات أممية ودولية سبل تعزيز الجهد الإغاثي في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال اجتماع تنسيقي عقدته الوزارتان في رام الله بالضفة الغربية، مع ممثلين عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، والمركز الدولي للإغاثة الإنسانية، والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والهلال الأحمر الفلسطيني، إلى جانب مؤسسات محلية وأممية ودولية، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا».
وقالت الوكالة إن الاجتماع ناقش تنسيق جهود الإغاثة في قطاع غزة، وتحديداً احتياجات الفلسطينيين، ومحاولة تلبيتها.
وأكدت أن المجتمعين اتفقوا على إنشاء منصة رقمية لمتابعة الأمور المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، من حيث تحديد الاحتياجات والكميات اللازمة والأصناف والتوزيع الجغرافي للمناطق الأكثر حاجة إلى الإغاثة الطارئة.
كما خلصوا إلى ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى أكبر عدد من مستحقيها، وتجنب الازدواجية في العمل بين المؤسسات.
ونقلت الوكالة عن وزير الدولة لشؤون الإغاثة باسل ناصر قوله إن من أهداف الاجتماع «تعزيز الشراكة بين الحكومة والمؤسسات الدولية والأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المحلي، لتنفيذ البرامج والمشروعات التنموية القائمة والمستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالتدخلات في قطاع غزة والضفة».
بدورها، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية سماح أبو عون حمد، إن «وزارتها موجودة في القطاع، ونعمل من خلال موظفينا، الذين هم جزء من الأهالي الذين يعانون التشرد والمجاعة». وأشارت إلى «تحديث بيانات 300 ألف أسرة بحاجة ماسة إلى الدعم من المؤسسات الإغاثية الشريكة، من أجل مضاعفة الدعم المادي وغير المادي للأسر الفقيرة». وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.
بدورها، اعتبرت «الأونروا» أن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات لقطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية «أمراً صعباً للغاية، إن لم يكن مستحيلاً».
وقالت مسؤولة الاتصالات بـ«الأونروا» لويز ووتردج، في تصريحات صحفية أمس، أن «القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على وصول المساعدات لغزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً».
وشددت: «نحن بحاجة إلى وصول مستمر ويمكن التنبؤ به حتى نتمكن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة». وفي معرض وصفها لمعاناة فرق الإغاثة بغزة، قالت ووتردج: «نكافح للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية على إدخال المساعدات، وتسليمها بهدف ضمان سلامة فرقنا وسلامة المساعدات بآن واحد». واختتمت بالقول: «لدينا أطباء وممرضون يعملون في غزة، لكن ما فائدة تواجدهم مع عدم توفر الدواء بسبب القيود الإسرائيلية المشددة». ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء جلسة إحاطة بشأن القضية الفلسطينية تخصص بشأن مسألة إعمار قطاع غزة. وسيستمع الأعضاء إلى إحاطة تقدمها كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ بما يتماشى مع القرار 2720. ومنذ 7 أكتوبر، تشن إسرائيل على قطاع غزة، غارات خلفت أكثر من 124 ألف قتيل وجريح فلسطيني. وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال «إبادة جماعية»، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
مصر: الوضع الإنساني في غزة يمثل كارثة إنسانية حقيقية
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، أن ما خلفته الحرب في قطاع غزة من ضحايا مدنيين من نساء وأطفال يتخطى بكثير التداعيات الإنسانية لنزاعات مماثلة على مدار العقود الماضية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن ذلك جاء خلال لقاء الوزير شكري مع رئيسة مجموعة الأزمات الدولية كومفورت إيرو وذلك على هامش المشاركة في النسخة الرابعة من «منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين».
وأوضح البيان أن اللقاء تطرق إلى مختلف الأزمات التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها الحرب على قطاع غزة، حيث حرص شكري على الرد على استفسارات رئيسة مجموعة الأزمات بشأن تقييم مصر ورؤيتها وجهودها على مسار تسوية النزاعات في محيطها الإقليمي.
وشدد شكري على أن الوضع الإنساني في غزة يمثل كارثة إنسانية حقيقية بعد مرور قرابة 8 أشهر منذ بداية الحرب وأنه يقع على عاتق الجيش الإسرائيلي مسؤولية أمام المجتمع الدولي وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لإيقاف الحرب وإنهاء الكارثة الإنسانية الممتدة.
فرنسا..«التحالف الرئاسي» يدعو للوحدة في مواجهة «أقصى اليمين»
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن الوقت قد حان لتشكيل ائتلاف واسع ديمقراطي وجمهوري بشكل واضح لمعارضة حزب مارين لوبان. تصريح ماكرون جاء عقب ظهور نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية أول أمس، التي تصدرها حزب «التجمع الوطني». ولن يتقرر عدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل في الجمعية الوطنية إلا في انتخابات الإعادة في 7 يوليو.
وكان «التجمع الوطني» قد حصل على33.1 بالمائة من إجمالي أصوات الناخبين في النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية الفرنسية سمحت لأقصى اليمين الفرنسي، بتصدر نتائج الانتخابات فيما حاز تحالف أحزاب اليسار «الجبهة الشعبية الجديدة» 28 بالمائة، وحقق التحالف الرئاسي بزعامة رئيس الحكومة غابرييل أتال على 20 بالمائة.
وحسب إحصائيات رسمية فإن النتائج الانتخابية الحالية جاءت في ظل أعلى نسبة مشاركة منذ 35 عاماً، حيث وصلت، وفقاً لمراكز بحثية فرنسية، إلى 69.5 بالمائة، في الوقت الذي من المقرر أن يكون هناك جولة ثانية للانتخابات البرلمانية يعمل اليسار والوسط على التكتل سوياً في مواجهة الفوز الساحق لأقصى اليمين.
ويقود أقصى اليمين الزعيمة الفرنسية اليمينية ماريان لوبان إلى جانب جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاماً، ومن المتوقع أن يتحصل على منصب رئيس الوزراء في ظل عدم قدرة رئيس الحكومة الحالية غابرييل أتال على تحقيق تحالفه الرئاسي نتائج كبيرة في الانتخابات.
في سياق متصل، قال أحمد شمس الدين كادر في حزب «النهضة» الفرنسي: إن هناك تخوفات واضحة من صعود أحزاب أقصى اليمين للسلطة في الوقت الذي من الممكن أن تشهد الجولة المقبلة من الانتخابات توحد الجبهة الوطنية لمواجهة هذا التحديد قائلاً: إن اليسار لا يمكنه الفوز وحده ضد التجمع الوطني مما يتطلب جهوداً مشتركة لإفشال محاولات اليمين في كل مكان ممكن.
وأضاف أن اللعبة الانتخابية في الجولة الثانية قد تتطلب انسحاب لبعض المرشحين لمرشحين أقوى في الوسط واليسار لتعزيز الموقف في مواجهة أقصى اليمين والذي يحظى بدعم واسع في الانتخابات البرلمانية الحالية لأول مرة منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أن الخطاب اليساري الحالي هو جمع الناخبين الملتزمين بالقيم الجمهورية لبناء الحل الذي يتجنب انتصار أقصى اليمين.
وأشار إلى أن النتائج التي نراها تعكس توازناً جديداً في البرلمان. هذا التوازن يعني أننا الآن يجب أن نبني أغلبية جديدة وطنية تشمل جميع الجمهوريين والإنسانيين أولئك الذين يؤمنون بقوة بالقيم الديمقراطية والجمهورية من اليسار إلى اليمين، موجهاً حديثه كسياسي فرنسي إلى ضرورة التكاتف ضد اليمين سواء كان اقتصادياً أو عنصرياً.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا أول أمس إلى تشكيل ائتلاف واسع ضد حزب «التجمع الوطني» في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية. وحقق تحالف ماكرون الذي ينتمي إلى تيار الوسط نتيجة مخيبة للآمال حيث احتل المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات المبكرة التي جرت على مستوى البلاد، متخلفاً عن حزب «الجبهة الوطنية» و«تحالف الجبهة الوطنية الجديدة» اليساري. وغالباً ما يتم تشكيل تحالفات محلية في فرنسا قبل الجولة الثانية من التصويت، وهو ما يمكن أن يغير نتيجة الانتخابات. ويأمل ماكرون على الأرجح أن تتمكن القوى اليسارية ومعسكر الوسط من منع الشعبويين اليمينيين من تحقيق فوز ساحق في جولة الإعادة. وقال ماكرون أيضاً: إن نسبة المشاركة المرتفعة للناخبين كانت دليلاً على مدى أهمية هذا التصويت بالنسبة للفرنسيين ورغبة الناخبين لجعل الوضع السياسي واضحاً. ووفقاً للتوقعات، تراوحت نسبة إقبال الناخبين على الانتخابات بين 65.8% و67%، وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة الإقبال في الانتخابات العامة الأخيرة قبل عامين.
وحول المشهد الانتخابي قبيل الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، قال المحلل السياسي نزار الجليدي إنه رغم التقدم الكبير الذي حققه اليمين في الانتخابات بنسبة 34% وتشتت الأصوات بين الأحزاب الوسطية واليسارية، إلا أن ردة فعل الناخبين في الدورة الثانية قد تكون حاسمة في كسر شوكة اليمين. فرغم هذا التقدم فإن الأغلبية العظمى من الفرنسيين يظل وسطياً في توجهاته السياسية. وأضاف أن أقصى اليمين يواجه تحديات أيضاً تتعلق بتصنيفه بأنه مشروع معارضة أكثر من كونه مشروعاً للحكم، حيث تتزايد التخوفات خاصة من المهاجرين في فرنسا الذين يخشون أن يكونوا ضحايا المعركة السياسية المقبلة، كونهم الحلقة الأضعف في النسيج المجتمعي الفرنسي.
التحديات الحالية
وأشار الجليدي إلى أنه مع التحديات الحالية، يبدو أن الفترة المتبقية من عهدة ماكرون الرئاسية ستكون حاسمة في إعادة التفكير بنظام الجمهورية الخامسة. الحديث عن التحول إلى الجمهورية السادسة أصبح أكثر واقعية مع توقعات بحدوث شلل سياسي ومؤسساتي كبير.
الخليج: إسرائيل تستعد لمرحلة ثالثة من حرب غزة
كشفت تقارير إخبارية إسرائيلية مساء أمس الاثنين، أن القيادة السياسية في إسرائيل أعطت نظيرتها العسكرية «ضوءاً أخضر» لإنهاء المرحلة الحالية من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 269 يوماً، وذلك بشكل تدريجي خلال الشهر الحالي، وتحديداً في غضون عشرة أيام، والانتقال للمرحلة الثالثة للحرب. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) أن الجيش الإسرائيلي يعتزم الإبقاء على انتشار قواته في محور فيلادلفيا، وكذلك في «ممر نتساريم» الذي يفصل بين المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة، بالتزامن مع إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تقترب من مرحلة القضاء على القدرات العسكرية الفلسطينية في إطار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على القطاع.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الجيش يوآف غالانت، أنه بحاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، بينما حذّر زعيم المعارضة يائير لابيد، من أن نتنياهو يعتزم إقالة المستشارة القضائية لحل أزمته مع الحريدييم، داعياً إلى الإضراب والتصعيد في الشارع من أجل إقالة الحكومة، في حين أثار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي، جدلاً وضجة كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وتبادل الاتهامات بين الأقطاب السياسيين، ما دفع نتنياهو الغاضب إلى التنصل من المسؤولية، وإصداره أمراً بإجراء تحقيق فوري في مسألة إطلاق الأسرى. يأتي ذلك، بينما يستمر التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة قد تشعل نزاعاً إقليمياً، وسط تهديدات إسرائيلية جديدة بشن حرب حاسمة وسريعة.
نتنياهو: نقترب من القضاء على قدرات الفصائل الفلسطينية في غزة
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، أن إسرائيل تقترب من مرحلة القضاء على القدرات العسكرية الفلسطينية في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ 269 يوماً، في وقت أعلن وزير الجيش يوآف غالانت، أن الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، بينما حذر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن نتنياهو يعتزم إقالة المستشارة القضائية لحل أزمته مع الحريديين، داعياً إلى الإضراب والتصعيد في الشارع من أجل إقالة الحكومة، في حين أثار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي، جدلاً وضجة كبيرة في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ما دفع نتنياهو إلى التنصل من المسؤولية، وإصدار أمر بإجراء تحقيق فوري في مسألة إطلاق الأسرى.
قال نتنياهو، خلال لقائه مع متدربي كلية الأمن القومي في مكتبه بالقدس، «لقد عدت الأحد من جولة في فرقة غزة، وشاهدت إنجازات كبيرة جداً في القتال الذي يجري في رفح. إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس، وسيكون هناك استمرار لضرب فلوله»، على حد زعمه. وسبق أن أشارت إسرائيل، إلى أن عمليتها في رفح، تقترب من نهايتها. وقال مسؤولوها: إنه بعد انتهاء المرحلة المكثفة من الحرب ستركز القوات على عمليات أصغر نطاقاً تهدف إلى منع الفصائل الفلسطينية من إعادة ترتيب صفوفها. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد كشفت، أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان. ونقلت القناة 13 عن مسؤول قوله: إن «الحرب لن تنتهي.. وسنتحرك حيثما توجد معلومات استخباراتية عن نشاط حماس».
ومن جانبه، قال غالانت: إن الجيش بحاجة إلى 10 آلاف جندي إضافي على الفور، مشيراً إلى إمكانية استيعاب 3000 مجند من الحريديم. وأشار غالانت خلال المناقشات في لجنة الشؤون الخارجية والأمن إلى الخطوط العريضة لتجنيد اليهود المتشددين، وقال: إنه «في الوقت الحالي يمكن للجيش الإسرائيلي أن يستوعب 3000 من اليهود المتشددين، الذين سيتم إنشاء إدارة خاصة لهم، و3 آلاف آخرين العام المقبل».
وبالمقابل، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، في بداية اجتماع كتلة حزبه «ييش عتيد» في الكنيست، أمس الاثنين: إن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يعتزم إقالة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، «وهم لا يخفون ذلك وبالونات الاختبار تم إطلاقها». ودعا لابيد، إلى الإضراب والتصعيد في الشوارع، مشدداً على أن الحل الوحيد لإخراج إسرائيل من أزمتها الحالية يكون عن طريق إجراء انتخابات مبكرة.
من جهة أخرى، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: إن نتنياهو تنصل من مسؤوليته عن إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، مشيرة إلى، أن «القرار أتى بعد المناقشات في المحكمة العليا وهوية المفرج عنهم تحددها قوات الأمن». ونقلت صحيفة معاريف عن مكتب نتنياهو قوله: إن قرار إطلاق سراح الأسرى يأتي بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في معتقل «سدي يمن». وأضافت، أن تحديد هوية الأسرى المفرج عنهم يتم بشكل مستقل من قبل مسؤولي الأمن بناءً على اعتباراتهم المهنية. وقالت صحيفة «إسرائيل هيوم» نقلاً عن مكتب نتنياهو: إن رئيس الوزراء «أمر بإجراء تحقيق فوري في مسألة إطلاق سراح الأسرى»، وادعى وزير الجيش يوآف غالانت، أنه «لا يعلم بأمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء.. إجراءات حبس الأسرى وإطلاق سراحهم تخضع للشاباك، ولا تخضع لموافقة وزير الجيش». ونشر جهاز الشاباك أمر إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء قائلاً: إن «الجيش الإسرائيلي والشاباك اتخذا القرار». وأوضح جهاز الشاباك، تعليقاً على إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، أن إطلاق سراح الأسرى الأقل خطورة تم بسبب اكتظاظ السجون، وقال: إنه «منذ نحو عام يحذر جهاز الأمن العام كتابياً وشفهياً من محنة الاعتقال ووجوب زيادة عدد أماكن الاعتقال. وكان الجيش الإسرائيلي قد أطلق أمس سراح نحو 50 أسيراً فلسطينياً، من بينهم مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، كان قد اعتقلهم خلال عملياته البرية في قطاع غزة،.
ومن جهته، اتهم الدكتور محمد أبو سلمية إسرائيل ب«التعذيب»، بعد إطلاق سراحه إثر أكثر من سبعة شهور من الاحتجاز. وفي أول تصريح له عقب الإفراج عنه، أكد أبو سلمية خلال مؤتمر صحفي، أن «الأسرى يتعرضون لكل أنواع التعذيب... الكثير من الأسرى توفوا في مراكز التحقيق». وقال أبو سلمية: إنه لم توجه له أي تهمة خلال اعتقاله، وحول وضع الأسرى في السجون الإسرائيلية، قال أبو سلمية: «هناك جريمة ترتكب بحق الأسرى، عشرات الأسرى يذوقون العذاب الجسدي والنفسي، بعضهم استشهد في أقبية التحقيق»، وأضاف، «اعتدوا علينا بالكلاب البوليسية، بالهراوات، بالضرب، سحبوا منا الفراش والأغطية». ووفقاً لأبو سلمية «لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يومياً».
قتال ضار في الشجاعية والجيش الإسرائيلي يخلي أحياء بخان يونس ورفح
احتدم القتال في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أمس الاثنين، في اليوم الخامس لعملية التوغل الإسرائيلي الجديدة، ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها ال269، فيما كثفت إسرائيل قصفها الجوي على جنوب القطاع، بعد إطلاق 20 صاروخاً على مستوطنات الغلاف، وأمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء في مدينتي رفح وخان يونس، في وقت أكدت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة استحالة الاستجابة الإنسانية في غزة مع قيود إسرائيل على المساعدات.
وواصل الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، قصفه البري والجوي والبحري على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وكثف نسف المنازل والمربعات السكنية في القطاع ووسع عملياته في مدينة رفح، فيما أعلنت الفصائل الفلسطينية استهداف آليات وتجمعات قوات من الجيش الإسرائيلي في عدة محاور. وشنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة في القطاع، وطالت الغارات حي الصبرة، ومنطقة الشاكوش شمال غربي رفح، المناطق الشرقية من خان يونس، وغرب المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات. ولليوم الخامس على التوالي، تتواصل المعارك العنيفة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ما دفع عشرات آلاف الفلسطينيين إلى الفرار. وبحسب الأمم المتحدة، فرّ ما بين 60 ألفاً إلى 80 ألف فلسطيني من شرق وشمال شرق مدينة غزة بعد أمر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء يوم الخميس الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات الفلسطينية، وصل منها إلى المستشفيات 23 قتيلاً و91 مصاباً خلال الساعات الماضية. وبذلك ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 37900 بينما سجلت 87060 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده من لواء ناحل وإصابة 9 آخرين أحدهم جروحه خطرة في معارك جنوب قطاع غزة. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجندي الذي قتل في رفح كان داخل مبنى مفخخ والتفجير جرح فيه 9 جنود، إصابة أحدهم خطرة. وكانت الفصائل الفلسطينية استهدفت مواقع إسرائيلية في غلاف غزة برشقة صاروخية، ونفذت عدة كمائن بقوات إسرائيلية في حي الشجاعية ورفح. وبعد ساعات من إطلاق القذائف الصاروخية، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء أحياء في منطقتَي خان يونس ورفح، وقال متحدث باسم الجيش على شبكات التواصل الاجتماعي «إلى كل السكان والنازحين الموجودين في مناطق القرارة وبني سهيلا» وبلدات أخرى «عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية»، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، قالت وكالة «الأونروا»، أمس الاثنين، إن قيود إسرائيل المشددة على وصول المساعدات لقطاع غزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية «أمراً صعباً للغاية، إن لم يكن مستحيلاً». جاء ذلك وفق مسؤولة الاتصالات ب«الأونروا»، لويز ووتردج، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» حول تقييد إدخال المساعدات إلى القطاع ونشرت فحواها الوكالة الأممية على حسابها عبر منصة «إكس». وأضافت ووتردج أن «القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على وصول المساعدات لغزة تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية «أمراً صعباً للغاية إن لم يكن مستحيلاً». وشددت على أنه «نحن بحاجة إلى وصول مستمر، ويمكن التنبؤ به حتى نتمكن من تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة». وفي معرض وصفها لمعاناة فرق الإغاثة بغزة، قالت ووتردج «نكافح للحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية على إدخال المساعدات، وتسليمها بهدف ضمان سلامة فرقنا وسلامة المساعدات بآن واحد». واختتمت بالقول «لدينا أطباء وممرضون يعملون في غزة، لكن ما فائدة وجودهم مع عدم توفر الدواء بسبب القيود الإسرائيلية المشددة».
البيان: أمريكا تدفع نحو إنهاء الحرب في غزة بخطة واضحة
كشفت أمريكا أنها انخرطت في جهود حثيثة مع مصر وقطر من أجل الدفع بمقترح الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة بخطة واضحة وقابلة للتحقق، فيما تستعد إسرائيل لاختبار نموذج تجريبي لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب، من خلال إنشاء سلسلة من «التجمعات» تكون خالية من حركة «حماس»، بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس، إن واشنطن انخرطت في جهود حثيثة مع مصر وقطر من أجل الدفع بمقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة. وذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن بلينكن شدد على ضرورة أن تكون هناك خطة واضحة وقابلة للتحقق، لإدارة شؤون قطاع غزة في اليوم التالي للحرب. وأضاف الوزير الامريكي أن «المقترح الذي قدمه بايدن بشأن غزة يمكن تحقيقه ونعمل مع حلفائنا العرب لوضع خطط لمستقبل غزة»، لافتا إلى أن «الفراغ في غزة يعني إما استمرار الهجوم الإسرائيلي أو استمرار سيطرة حماس أو الفوضى، وهذا أمر غير مقبول».
إلى ذلك، ذكرت «فاينانشيال تايمز» في تقرير، أمس، أن إسرائيل ستطلق هذا المخطط التجريبي قريباً، وهو مشابه لما يسمى بـ«الجيوب الإنسانية»، وستتمركز أساساً في أحياء العطاطرة، وبيت حانون، وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على الخطة.
وبموجب هذا المخطط، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل مسؤولية توزيع المساعدات من «معبر إيريز» (بيت حانون) الغربي إلى الفلسطينيين الذين تم فحصهم، والذين سيقومون بتوزيعها وتوسيع مسؤولياتهم تدريجياً لتولي الحكم المدني في المنطقة، وستتولى القوات الإسرائيلية، على الأقل في مرحلة أولية، ضمان الأمن، وفق الصحيفة.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على تفاصيل المخطط، إن المشروع يُنظر إليه أيضاً على أنه وسيلة لممارسة الضغط على حركة «حماس»، بعد تعثر المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي هذه المبادرة الإسرائيلية الأخيرة، بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصياغة نظام بديل موثوق به لغزة ما بعد الحرب.
في الأثناء، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان.
ونقلت القناة 13 عن مسؤول قوله إن «الحرب لن تنتهي.. وسنتحرك حيثما توجد معلومات استخباراتية عن نشاط حماس».
وأضاف المسؤول الإسرائيلي للقناة 13 الإسرائيلية أن النشاط في غزة سيستمر من خلال غارات وضربات جوية.
من جهتها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن خطط «اليوم التالي» للحرب في غزة جاهزة وتنتظر الموافقة عليها.
ارتفاع عدد الضحايا
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس، أن حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة منذ نحو 9 أشهر، ارتفعت إلى 37900 على الأقل.
وقالت وزارة الصحة في غزة، في بيان إنها أحصت بين من وصلوا إلى المستشفيات «23 شهيداً و91 إصابة» خلال 24 ساعة، ونوهت بأن عدداً من الضحايا يقدر بالآلاف وغالبيتهم من النساء والأطفال، لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه تم إطلاق «20 مقذوفاً من جنوبي قطاع غزة على إسرائيل من دون تسجيل إصابات».
وقال إنه «صد حوالي 20 مقذوفاً أطلقت من قطاع خان يونس»، مضيفاً أنه «تم اعتراض عدد من المقذوفات وسقط بعضها في الجنوب».
يأتي ذلك بعد معارك عنيفة شهدها حي الشجاعية في مدينة غزة على مدار أيام، حيث أفاد شهود عيان بأن غارات جوية استهدفت مناطق مختلفة في القطاع، ليل السبت الأحد، بينها مدينة غزة شمالاً ورفح وخان يونس جنوباً.
حركة دبلوماسية لتبريد جبهة جنوب لبنان والتمديد لـ«اليونيفيل»
مع انحسار لغة التهديد الإسرائيلية بالحرب الشاملة والدعوات إلى حلول دبلوماسية، يترقّب الداخل اللبناني ما سيكون عليه المشهد في باريس، التي ستشهد لقاء سيجمع الموفد الرئاسي الأمريكي، عاموس هوكشتاين، بالموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، وذلك من بوّابة كون اللقاء المرتقب بينهما، غداً، يصبّ في خانة التنسيق بين باريس وواشنطن حيال منع نشوب حرب شاملة في لبنان.
وفيما القيادات الإسرائيلية، بتناقضاتها، باتت كلّ يوم تجري «رسماً تشبيهيّاً» لضرب لبنان، ثم تترك الفرصة للدبلوماسيّة، فإن الأنظار تتجه غداً إلى العاصمة الفرنسية، التي ستستقبل المبعوث الرئاسي الأمريكي في مؤشر لافت إلى تواصل التنسيق وتكثيفه بين الدولتين حيال الوضع الخطير في لبنان. ذلك أن هوكشتاين، وبحسب ما يتردّد من معلومات، سيضع الجانب الفرنسي في صورة الاتصالات التي أجراها في تلّ أبيب وبيروت، مؤخراً، من أجل منع توسيع حرب غزّة إلى لبنان.
استحقاق أممي
تزامناً، وعشيّة التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، «اليونيفيل»، وهو الاستحقاق الذي يحلّ موعده في 31 أغسطس المقبل، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية لناحية التجديد وشروطه، أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة موجّهة من الوزير عبدالله بو حبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تتضمّن طلب لبنان تجديد ولاية «اليونيفيل» لسنة إضافية.
وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، فإن ثمّة إجماعاً على أن مصلحة لبنان المطلقة تكمن في التجديد لهذه القوات، التي هي قوات حفظ سلام وليست قوات اشتباك، مهما كلّف الأمر، وحتى لو لم تتمكن من ضبط الأوضاع في الجنوب. أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمّة من يعتقد بأن الاعتراض على التجديد سيأتي من إسرائيل هذه المرّة، سواء من فوق الطاولة أو تحتها، بهدف جرّ حلفائها إلى حرب موسّعة، مع ما يعنيه الأمر من حتميّة حصول معركة دبلوماسية في مسألة التجديد لـ«اليونيفيل»، المرتبط وجودها أساساً بتنفيذ القرار 1701. ومن هنا، فإن ثمّة تعويلاً على دور فرنسا في هذا السياق، لكونها تضطلع بمهام «حاملة القلم» لجهة صياغة مسودة مشروع القرار الدولي الخاص بتمديد الولاية.
وعليه، بدأ لبنان التحضير لهذا الاستحقاق، من خلال إعداد مسودة النصّ وتنسيقه مع الفرنسيين، بينما هناك جهات عديدة تسعى إلى إدخال تعديلات على هذا النصّ، لا سيّما بما يتعلق بتوسيع صلاحيات «اليونيفيل» أو زيادة عديدها، وهو ما يشهد نقاشاً موسعاً على مستوى الدول المعنية، وفق تأكيد مصادر مطلعة، مع إشارتها لـ«البيان» إلى أن هذا الاستحقاق سيكون مدار بحث بين هوكشتاين ولودريان، وذلك وسط معلومات تفيد بأن الألمان يريدون الاضطلاع بدور أساسي، وبأن الأمريكيين يقترحون أن يكون لألمانيا مراقبون، مهمّتهم مراقبة تطبيق القرار 1701 والإشراف على عدم وجود أيّ تحركات أو أنشطة عسكرية جنوب نهر الليطاني.
السودان.. نيران الحرب تلتهم البنية التحتية والمنشآت الحيوية
ربما كانت الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هي الأسوأ والأكثر كارثية في تاريخ الحروب التي ظلت تدور رحاها في البلاد منذ قبيل استقلالها، إذ إن الحرب الحالية استهدفت مركز البلاد وثقلها السكاني والسياسي والاقتصادي، حيث دارت كل تلك الحروب السابقة في ميادين ومسارح خارج العاصمة الخرطوم والمدن الكبيرة، فلم يسبق أن نزح ما يقارب العشرة ملايين سوداني وتشتت حوالي الاثنين مليون بين الملاجئ.
وطال التدمير بسبب آلة القتال المستخدمة من الطرفين كل شيء، وانهارت الخدمات ليس في الولايات المتأثرة بالحرب، فحسب، بل شملت حتى الولايات البعيدة. ولعل التخريب الذي تعرضت له المنشآت الحيوية والبنية التحتية، هو الأشد، حيث استهدفت القذائف المتبادلة بين المتقاتلين، الطرق والجسور، ومحطات المياه والكهرباء والمراكز العلاجية والمدارس والجامعات، والمصانع، بل لم تسلم منشأة في العاصمة الخرطوم من التدمير الجزئي أو الكلي، ما يجعل الخسائر مضاعفة.
وكلما التهمت نيران الحرب منشأة جديدة تبارى طرفا القتال في تبادل الاتهامات، كل يمد إصبع الاتهام ناحية الآخر، وما بين اتهامات الطرفين وقذائفهم المتبادلة تظهر المأساة، مأساة شعب وجد نفسه محاطاً بحرب قضت ولا تزال تقضي على الأخضر واليابس، بل وتهدد مستقبله وتضع وحدته على محك التفكك، ليظل العنوان البارز أن أربعة عشر شهراً من المعارك المتواصلة أحالت البلاد إلى خراب يصعب إصلاحه، ما لم تتوفر الإرادة الكافية لطرفي النزاع بإنهاء الاقتتال.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس، الاتهامات بتدمير جسر الحلفايا الرابط بين الخرطوم بحري شرقًا وأم درمان غرباً. وشمل الدمار خطوط أنابيب النفط ومصفاة الخرطوم لتكرير النفط وهو المصفاة الرئيسي في البلاد، كما امتدت ألسنة اللهب إلى المستودعات الرئيسية بالمصفاة، هذا بجانب التدمير الكلي الذي لحق بحقول بليلة لإنتاج النفط بولاية غرب كردفان، كما طال الدمار محطات توليد الكهرباء، والمياه، إذ تم تدمير محطة بحري للتوليد الحراري وهي تمثل اكبر محطة للتوليد الكهرباء بالعاصمة الخرطوم، ومع بداية الحرب دمرت محطة مياه الخرطوم بحري التي تغذي مناطق واسعة من الخرطوم بالمياه هذا بجانب ما لحق الطرق والمنشآت الأخرى بالقطاعين الخاص والعام.
الشرق الأوسط: عمليات «انتحار بالقرعة» بين الشباب في العراق
كشف «جهاز الأمن الوطني» العراقي عن أنه تمكن من اختراق إحدى أخطر الحركات الدينية المتطرفة في البلاد، والتي تنشط في بعض المحافظات؛ لا سيما الوسطى والجنوبية، وهي حركة «القربانيون» التي تُعرف أيضاً بـ«العلي اللهيّة» الداعية إلى اتباع «سلوكيات متطرفة ومنحرفة»، والتي تسببت في انتحار مجموعة من الشباب جنوب البلاد، وفق ما تقول السلطات العراقية.
وقال الناطق الإعلامي باسم «جهاز الأمن الوطني»، أرشد الحاكم، في مؤتمر صحافي اليوم، إن عناصر الجهاز «نفذوا عملية استخبارية ناجحة؛ تمثلت في اختراق إحدى الحركات التي تدعو إلى سلوكيات متطرفة، وتروج لأفكار منحرفة». وأضاف أن «عملية المتابعة والاختراق جرت بعد أن سُجل أكثر من 5 حالات انتحار في محافظة واسط لشباب تقل أعمارهم عن 22 عاماً». وأوضح الحاكم أن «مفارز الجهاز كثّفت من جهودها الاستخبارية لتتمكن من إلقاء القبض على أحد أفراد هذه الحركة قبل أن يُقدم على الانتحار»، مبيّناً أنه «بعد التحقيق معه اتضح أنه ينتمي إلى حركة سلوكية منحرفة تطلق على نفسها اسم (القربانيين) أو (العلي اللهية)». وأضاف أن المتهم كشف في أثناء إدلائه باعترافاته عن أن «أعضاء هذه الحركة يمارسون سلوكاً غريباً عن طريق إجراء قرعة بينهم، ومن يقع عليه الاختيار؛ ينتحر أو يشنق نفسه».
وعلى أثر ذلك «جرت عمليات تحرٍّ و(مقاطعة) للمعلومات أدت إلى إلقاء القبض على 31 متهماً في هذه القضية نشطوا في محافظات: واسط والبصرة وذي قار؛ حيث تجري السلطات المسؤولة تحقيقات معهم لمعرفة دوافع هذه الحركة، ومن يقف وراءها، ومصادر تمويلها»، وفق تصريح المسؤول الأمني العراقي.
وكانت مصادر أمنية عراقية أعلنت عن زيادة ملحوظة في عمليات الانتحار؛ سيما بين الشباب الذين ينتمون إلى حركة «القربان» التي تقدم جماعات مرتبطة بها بعض أتباعها «قرابين» للإمام علي بن أبي طالب.
يذكر أن هذه ليست الحركة الوحيدة المتطرفة؛ لكنها ربما الأكثر تجسيداً لسلوكها الانحرافي عبر عمليات قتل أو انتحار عن طريق القرعة. فخلال السنوات الأخيرة ظهر من يطلقون على أنفسهم «أهل القضية» من بين أتباع «التيار الصدري» بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وكان الصدر أعلن عن «تجميد التيار الصدري» لمدة سنة، عازياً ذلك الى أنه لن يستمر في قيادة هذا التيار وفيه من سمّاهم «أهل القضية»، قبل أن يقرر العودة ويخوض انتخابات عام 2021 ويفوز بالمرتبة الأولى ومن ثم ينسحب ثانية معلناً البراءة من هؤلاء. وكانت جماعة منهم نشطوا في مسجد بالكوفة في محافظة النجف؛ حيث ظهر مقطع فيديو لشخص يدعو فيه الذين «سيعتكفون» في مسجد الكوفة إلى مبايعة زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، على أنه الإمام المهدي، وإلى ضرورة نصرته، وهو ما رفضه الصدر بقوة ودعا الأجهزة الأمنية إلى ملاحقتهم.
تجدد «حرب الجسور» في الخرطوم
تجددت «حرب الجسور» في السودان؛ إذ تبادل الجيش و«قوات الدعم السريع» الاتهامات، أمس، بتدمير جسر استراتيجي في الخرطوم، يربط مدينتَي أم درمان وبحري، وهو أحد أهم جسور العاصمة المثلثة التي يقسّمها نهر النيل إلى ثلاث مدن، كما أنه ثالث جسر يتم تدميره أثناء القتال بين الطرفين المستمر منذ أبريل (نيسان) 2023.
وقال الجيش في بيان إن «الدعم السريع» أقدمت على تدمير جزء من جسر «الحلفايا» من الناحية الشرقية، ما ألحق أضراراً بهياكله الخرسانية. وأضاف الجيش أن ما حدث يعتبر «استمراراً لعمليات تدمير البنية التحتية والمنشآت الحيوية، ومنع الجيش من أداء واجبه في تطهير الوطن من دنسهم».
من جانبها، اتهمت قوات «الدعم السريع» في بيان الجيش «وكتائب الحركة الإسلامية المتسترة برداء القوات المسلحة، بتدمير الجسر للتغطية على الهزائم المتواصلة التي تلقاها الجيش».
في غضون ذلك، قالت «الدعم السريع» إنها توسعت في وسط السودان؛ إذ «حررت (اللواء 67 مشاة) و(اللواء 165 مدفعية) التابعين للجيش في مدينة سنجة»، وبسطت سيطرتها التامة على المنطقة.
تنسيق أميركي - جزائري لـ«منع التدهور» في ليبيا
أطلقت الجزائر وواشنطن، مساعي لـ«منع ليبيا من الغرق في الصراع الداخلي»، وفق ما جاء على لسان جوشوا هاريس السفير الجديد للولايات المتحدة الأميركية لدى الجزائر، خلال «جلسة استماع» جرت الأحد في الكونغرس تناولت الأوضاع في ليبيا والسودان.
ونقلت مصادر صحافية عن هاريس، الذي سيتسلم منصبه الجديد بالجزائر قريباً خلفاً للسفيرة إليزابيث أوبين، أن البلدين «يعملان معاً على مستوى مجلس الأمن لتعزيز الأمن الإقليمي، من أجل إنهاء الصراع في السودان، ومنع ليبيا من الانزلاق أكثر في صراعها الداخلي»، مؤكداً أنهما «يعملان أيضاً على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة الساحل، التي تستهدفها قوى معادية تستغل نقاط الضعف في المنطقة»، في إشارة إلى التنظيمات المتطرفة التي تهدد الأمن في مالي والنيجر وبوركينافاسو، بشكل خاص.
وقال الدبلوماسي الأميركي عن نفسه، إنه عمل خلال العقد الماضي في السفارة الأميركية في ليبيا «لتمكين الليبيين من استعادة سيادتهم الوطنية»، وإن واشنطن والجزائر «تحافظان على حوار مثمر».
يُشار إلى أن هاريس، كان يشغل منصب نائب وزير خارجية مكلف بشمال أفريقيا، قبل اختياره لمهمته الجديدة. وسبق أن زار الجزائر ثلاث مرات بين 2023 و2024، وبحث مع مسؤوليها في الأزمات الأمنية والسياسية التي تشهدها ليبيا والمنطقة جنوب الصحراء.
والمعروف، أن الجزائر عدّت نفسها من «أكثر دول المنطقة تضرراً من تبعات سقوط نظام الراحل معمر القذافي عام 2011»، بسبب تسرب الأسلحة وتسلل متطرفين، زيادة على نشاط شبكات الاتجار بالبشر عبر الحدود المشتركة (نحو 900 كلم).
وفي فبراير (شباط) 2024 دعت الجزائر الأطراف الليبية إلى «المشاركة الفعالة في الجهود الدولية الرامية إلى توفير الشروط اللازمة لإجراء الانتخابات بوصف ذلك حلاً دائماً للأزمة». وقال وزير خارجيتها أحمد عطاف، يومها في اجتماع لـ«اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي»، إن بلاده «تسعى لعقد مصالحة بين الأطراف الليبية»، وإنها «تضع تجربتها بخصوص تنظيم الانتخابات تحت تصرفهم». وشدّد على موقف بلاده «الرافض للتدخلات الخارجية»، داعياً «الأطراف الأجنبية إلى رفع أيديها عن ليبيا لتمكين الجهود الأفريقية والدولية، من الاندماج لتحقيق الأمن والسلام في ليبيا».
وقد بدأ «الحوار» بخصوص الأوضاع بالمنطقة، بين الجزائر وواشنطن، فعلياً، في يناير الماضي، عندما عقد سفير الجزائر في واشنطن صبري بوقادوم، لقاءات مع مسؤولين أميركيين، من بينهم هاريس، الذي بحث معه نزاع الصحراء والصراعات في دول جنوب الصحراء، خصوصاً في مالي والنيجر.
وكتبت وزارة الخارجية الأميركية بحسابها على منصة «إكس»، أن هاريس «أكد للسفير صبري بوقادوم، تطلع بلاده إلى العمل بشكل وثيق لتحقيق الأهداف الثنائية والإقليمية المشتركة».
وخلال زيارته الجزائر في سبتمبر (أيلول) الماضي، عبّر هاريس في تصريحات للصحافة، عن قلق الإدارة الأميركية من التصعيد العسكري بين المغرب و«بوليساريو»، وقال: «هدفنا يكمن في توفير ظروف نجاح العملية السياسية، لكن التصعيد يتعارض مع مساعي مسار الأمم المتحدة»، بخصوص حل النزاع. مؤكداً أن الحكومة الأميركية «بذلت جهوداً لإعادة إرساء عملية سياسية بالنظر لأهمية وقف أي تصعيد للنزاع العسكري». وأبرز أن حكومته «تحاول بوصفها داعمة للأمم المتحدة، ودي ميستورا (ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي للصحراء) استخدام العلاقات والشراكات بما في ذلك الشراكات القوية للغاية مع الجزائر، لخلق بيئة يمكن فيها لعملية الأمم المتحدة أن تتقدم بشكل كبير، وفي أجواء من التهدئة».
حرق للشاحنات وإنزال للأعلام التركية... تصاعد التوتر السوري التركي في ريف حلب
شهد ريف حلب الشمالي الخاضع للإدارة التركية في شمال غربي سوريا، اليوم، ردود فعل غاضبة ضد تركيا تمثلت في حرق شاحنات تركية وإنزال للأعلام، بعد تعرض السوريين في ولاية قيصري، ليلة الأحد، لاعتداءات وتكسير لمحالهم في أحدث مظاهر التوتر بين الشعبين.
المتظاهرون اشتبكوا مع القوات التركية عبر إطلاق الرصاص أمام النقطة العسكرية في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي، مع وقوع إصابة واحدة حتى كتابة التقرير، فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن اشتباكات مسلحة اندلعت بين متظاهرين هاجموا مقر الوالي التركي في مدينة عفرين، وعناصر الشرطة العسكرية، ما أدى لوقوع إصابات.
وتناقل الناشطون مقاطع الفيديو والصور التي تبين ردود فعل السوريين في مدن وبلدات ريف حلب، من قطع الطرق أمام السيارات والشاحنات التركية في مارع وسجو والباب، إلى تمزيق الأعلام التركية وإنزالها عن معبر «باب السلامة» الحدودي في أعزاز، ما دفع موظفين أتراكاً إلى مغادرة الدوائر التي يعملون فيها في المنطقة.
وانتشرت الدعوات للمظاهرات في مناطق متعددة من ريف حلب وأمام النقاط التركية في إدلب، تنديداً بـ«التعامل العنصري ضد السوريين في تركيا وترحيلهم القسري ومحاولات التطبيع وفتح المعابر مع النظام السوري».
وكان الرئيس التركي قد صرح قبل أيام عن استعداده لعودة العلاقات مع النظام السوري بعد سنوات من القطيعة منذ بدء الحرب عام 2011، وتزامن ذلك مع قرار فتح معبر «أبو الزندين» بين مدينة الباب في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ومدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام.
وتسيطر القوات التركية مع قوات «الجيش الوطني» المعارض الموالي لأنقرة على ريف حلب الشمالي، وتتحكم بالإدارات المحلية التي يديرها مستشارون أتراك وترفع العلم التركي إلى جانب علم المعارضة السورية فوق مؤسساتها.
وفي حين تنتشر عبارة «التآخي ليس له حدود» عند الحواجز العسكرية التي تملأ المنطقة، نشر الناشطون عبارة «التآخي ليس له وجود»؛ تعبيراً عن غضبهم من تحول الموقف التركي الأخير.
من جهتها، أدانت الحكومة السورية المؤقتة (الائتلاف الوطني) جميع الحملات المتطرفة الموجهة ضد اللاجئين السوريين الذين فروا من نظام الأسد وحلفائه والتنظيمات الإرهابية، بما فيها التصرفات المتطرفة التي تعرض لها بعض اللاجئين السوريين في ولاية قيصري التركية من قبل بعض الأشخاص المتطرفين.
وأكدت على ضرورة حماية السوريين في تركيا وفي كل دول اللجوء، مشيدة بالإجراءات القانونية التي اتخذتها وزارة الداخلية التركية بحق المعتدين.
ودعت الحكومة السورية المؤقتة السوريين «في المناطق المحررة إلى عدم الانجرار وراء الدعوات التصعيدية التي تهدف إلى ضرب التحالف القائم بين الشعبين السوري والتركي، والاعتداء على الممتلكات والمؤسسات التي بنيت بتضحيات الجيشين التركي والوطني السوري»، وشددت على خطورة استغلال هذه الأحداث من خلال الإضرار بالعلاقات التركية السورية.
ترحيل يومي للعشرات
وفي حين تكررت الحملات العنصرية ودعوات طرد اللاجئين السوريين الذين تجاوز عددهم 3 ملايين في تركيا منذ عام 2011، ووصلت تعهدات ترحيلهم إلى حملات الانتخابات الرئاسية العام الماضي، فإن حملات الترحيل الأخيرة كانت الأشد، مع وصول العشرات يومياً إلى منطقة الشمال الغربي عبر المعابر الحدودية.
محمد وصل بالأمس إلى إدلب بعد ترحيله عبر معبر «باب الهوى» مع نحو 40 شاباً، وقال إنه تعرض للترحيل القسري بعد احتمال «معاملة شديدة السوء» في مركز الترحيل، رغم امتلاكه لأوراق إقامة قانونية وعدم مخالفته للقوانين.
الناشط الحقوقي والقانوني صلاح الدين دباغ قال لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات الترحيل التركية غير قانونية لأنها لا تستند لشروط الحماية الدولية للاجئين، وإنما للتقدير التركي لإمكانية إلغاء الحماية المؤقتة. وأشار إلى أن ذريعة حملات ملاحقة المخالفين أتت بعد فرض إدارة الهجرة لمخالفات متعددة على اللاجئين السوريين لفرض صفة قانونية على الترحيل.
وكان المسؤولون الأتراك قد صرحوا مراراً بأنهم يعملون على تجهيز مساكن آمنة تضمن عودة السوريين إلى منطقة ريف حلب الشمالي رغم استمرار تعرض المنطقة للقصف ومعاناة أكثر من 90 في المائة من سكانها من الفقر.
التقديرات الأممية لأعداد سكان منطقة ريف حلب الشمالي وإدلب، بينت تزايد أعداد سكان المنطقة بما يزيد على نصف مليون منذ تصاعد حملات الترحيل منتصف العام الماضي.
دباغ وصف ردود فعل السوريين في ريف حلب، بأنها نتيجة تراكم خيبة السوريين من تعامل الإدارة التركية مع ملف اللاجئين ومناطق سيطرة المعارضة في الشمال الغربي بـ«سلب قرار الثورة والاستيلاء على المعابر والتحكم بالملف الإغاثي»، وكانت أحداث قيصري الأخيرة هي «الشرارة» فقط.
ومع استمرار المظاهرات في ريف حلب يعيش السوريون في تركيا حالة من الخوف والقلق والتوتر من ردود الفعل التركية مع بدء تداول دعوات لتحطيم المحال السورية في تركيا، «لم يحصل من قبل رد فعل سوري بهذا الحجم للتعبير عن الغضب تجاه تركيا»، حسب رأي دباغ.