مأساة الحدود الليبية.. المقابر الجماعية تفضح حجم المعاناة والانتهاكات في حق المهاجرين

الثلاثاء 09/يوليو/2024 - 02:29 م
طباعة مأساة الحدود الليبية.. أميرة الشريف – فاطمة عبدالغني
 
تعد المقابر الجماعية المكتشفة على طول الحدود الليبية التونسية واحدة من أبرز الشواهد على المعاناة الإنسانية والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها المهاجرون في هذه المنطقة المضطربة، وفي مشهد مأساوي يعكس حجم المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون في مناطق النزاع، أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الثلاثاء، عن متابعة مكتبه لتقارير تتحدث عن اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في الصحراء على طول الحدود الليبية التونسية. 
في ظل هذه الأوضاع، تزداد الحاجة إلى تحقيقات شاملة لكشف الحقيقة وضمان العدالة.
أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أطلق فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، نداءً عاجلاً للسلطات للتحقيق الفوري والشامل في التقارير المتعلقة بالمقبرة الجماعية.
 وأكد تورك على أهمية معرفة الحقيقة لأحباء الضحايا، مشدداً على ضرورة الرد السريع على استفسارات الأمم المتحدة بشأن هذه الجريمة البشعة.
في السياق نفسه، باشرت السلطات الأمنية في غرب ليبيا، في مارس الماضي، تحقيقات موسعة بعد اكتشاف مقبرة جماعية تحتوي على 65 جثة لمهاجرين غير شرعيين في منطقة الشويرف جنوب غربي ليبيا. 
قام فريق مختص من جهاز المباحث الجنائية بالكشف على جميع الجثث والرفات وأخذ عينات الحمض النووي قبل إعادة دفنها في مقبرة مخصصة لهذا الغرض.
نشر جهاز المباحث الجنائية صوراً ومشاهد توثق عملية استخراج رفات الضحايا وفحصها، ما يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية في تلك المنطقة الصحراوية المقفرة.
 وإلي الآن، تظل أسباب وطريقة وفاة هؤلاء المهاجرين مجهولة، وما إذا كانوا قد لقوا حتفهم بسبب الظروف القاسية في الصحراء أو تعرضوا للتصفية من قبل عصابات تهريب البشر.
تعد ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين غير النظاميين، معظمهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. 
لكن الرحلة غالباً ما تتحول إلى كابوس بسبب المخاطر المتعددة التي تواجههم، من بينها العنف، الاستغلال، والتعذيب على أيدي المهربين.
وتظل أسباب وطريقة وفاة هؤلاء المهاجرين غير واضحة حتى الآن، حيث تطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كانوا قد لقوا حتفهم نتيجة الظروف البيئية القاسية في الصحراء، مثل العطش والجوع والتعب بعد إهمالهم من قبل المهربين، أو إذا كانوا قد تعرضوا للتصفية من قبل عصابات تهريب البشر. 
هذه المقابر الجماعية تكشف عن الوجه القاسي والمظلم لظاهرة الهجرة غير النظامية، حيث يسعى آلاف الأشخاص من دول إفريقيا جنوب الصحراء للوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، غير أنهم يواجهون خلال رحلتهم مخاطر متعددة من عنف واستغلال وتعذيب على أيدي المهربين.
 إن اكتشاف هذه المقابر ليس سوى تذكير صارخ بالمآسي الإنسانية التي تحدث في الظل، والتي تتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية وتقديم الدعم والحماية اللازمة للمهاجرين.

شارك