خطيب أهل السنّة في إيران: اليأس وراء عزوف الناخبين.. والسنّة يعانون من التمييز منذ أربعة عقود

السبت 13/يوليو/2024 - 07:07 ص
طباعة خطيب أهل السنّة في محمد شعت
 

انتقد خطيب أهل السنة في إيران، مولوي عبد الحميد، ممارسات النظام الإيراني في الاستحقاقات الانتخابية، مشددًا إلى أن استحواذ تيار واحد على كل شؤون السلطة في إيران واستبعاد الكفاءات وتقريب أهل الثقة دفع الناس إلى اليأس.
وقال مولوي عبد الحميد، أن أهل السنة شاركوا في استحقاقات سابقة، لكن مشاركتهم لم تساهم في تحقيق مطالبهم أو إحداث التغيير سواء أكان التصويت للتيار الأولي أو التيار الإصلاحي، وهو ماتسبب في يأسهم من جدوى المشاركة في اي استحقاقات انتخابية.
واشار خطيب أهل السنة في إيران إلى أن شعور المواطنين بعدم جدوى الانتخابات وراء الانخفاض الكبير في نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية السابقة، وهو الأمر الذي كان ملحوظا في الجولة الأولي للانتخابات الرئاسية التي شهدت إقبالا منخفضًا جدا.
وأوضح مولوي عبد الحميد أن المشاركة في الجولة الثانية ارتفعت قليلا، مرجعًا ذلك إلى حديث المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان، الذي استطاع جذب بعض "اليائسين" إلى صناديق الاقتراع، خاصة في ظل حديثه عن  بعض أوجاع العرقيات والأقوام وكذلك المذاهب الأخرى، إضافة إلى شريحة النساء، وأكد أن ارتفاع نسبة المشاركة في الجولة الثانية كان بسبب هذا الكلام من جانب بزشكيان.
لكن خطيب أهل السنة في إيران شدد أيضًا على أنه رغم حديث بزشكيان عن مشاكل القوميات والعرقيات الأخرى لكن بقى أكثر من نحو 50 بالمائة لم يصدقوا كلام بزشكيان، ولم يصوتوا في المرحلة الثانية من الانتخابات أيضًا، وقال إن هؤلاء المقاطعين للانتخابات يعتقدون أن المرشحين يقولون هذا الكلام ويعدون بالتغيير، لكنهم في النهاية لا يُسمح لهم بتنفيذ وعودهم.
وشدد خطيب أهل السنة في إيران على أن قوة النظام لا تعتمد على السلاح، بل على العدالة وكسب قلوب الشعب، وطالب الرئيس الإيراني الجديد بالحرص على الاستعانة بالكفاءات والنساء في الوزارات والمؤسسات، في ظل المشاكل الرئيسية الثلاث التي يعاني منها الشعب الإيراني والتي تتمثل في الحرية والعدالة والاقتصاد والمعيشة .
وأعلن مولوي عبد الحميد، في رسالة إلى المرشح الفائز بالانتخابات مسعود بزشكيان، "أن عدم مشاركة أكثر من 60 بالمائة من الأشخاص ممن يحق لهم التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات كان بمثابة احتجاج واضح"، وأضاف: "لقد سئم الشعب الإيراني من الوضع الحالي، وسئم من الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتعددة."
كما انتقد مولوي عبد الحميد عدم ترشح أحد الشخصيات السُّنية البارزة في الانتخابات الرئاسية، وقال إن مثل هذا التمييز ضد الطائفة السُّنية في إيران تكرر عدة مرات خلال الـ 45 عامًا الماضية.

وسبق أن أعلن جلال جلالي زاده، ممثل سنندج في البرلمان الإيراني الأسبق، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024، إلا أن وزارة الداخلية منعته من التسجيل والترشح، وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإنه يحق لنحو 61 مليون شخص في إيران التصويت والمشاركة في الانتخابات.
وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات 39.92 بالمائة شاملة الأصوات الباطلة، و38.2 بالمائة دون احتساب هذه الأصوات، التي عادة ما تكون عبارة عن ورقة بيضاء أو أسماء مرشحين لم يزكهم مجلس صيانة الدستور أو حتى شعارات ضد النظام.
وأضافت الداخلية الإيرانية أن مسعود بزشكيان حصل على 16 مليونًا و384 ألفًا و403 أصوات (ما يعادل 53.6 بالمئة) ليكون خليفة للرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، وجاء سعيد جليلي في المركز الثاني بحصوله على 13 مليونًا و538 ألفًا و179 صوتًا (ما يعادل 44.3 بالمائة).

شارك