تدهور الوضع المعيشي وانهيار الاقتصاد الوطني.. مخطط حوثي لإفقار وتجويع الشعب اليمني

السبت 13/يوليو/2024 - 02:01 م
طباعة تدهور الوضع المعيشي فاطمة عبدالغني
 
في الوقت الذي افتخرت فيه ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بنجاح هجماتها البحرية واعتداءاتها، التي أسهمت في ضرب الاقتصاد العالمي. لجأت إلى طلب النجدة لإنقاذها من تداعيات الإجراءات المالية والمصرفية التي فرضها البنك المركزي في عدن، والتي أدت إلى عزلها ماليا ومصرفيا.
حيث استغل زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، كلماته كل أسبوع لدعوة السكان في مناطق سيطرته للتجمع والتظاهر تأييداً لفلسطين، وكرر في خطاباته ادعاؤه بأن هجماتهم تسببت في خسائر اقتصادية لإسرائيل، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف البحرية وتقلص التجارة بين إسرائيل والعالم.
وشكى عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير من الوضع الاقتصادي المتدهور في مناطق سيطرته بسبب القيود المفروضة من البنك المركزي اليمني في عدن، مما أدى إلى عزلة مصرفية وتحديات اقتصادية كبيرة، وحاول الحوثي تصوير هذه الإجراءات كجزء من مؤامرة دولية ضده بلاده.
وعلى الرغم من التهديدات التي أطلقها الحوثي بحق السعودية، يرى المراقبون أن خطاباته تهدف في الأساس إلى زيادة الضغوط الدولية لإيقاف القيود المفروضة، التي تأتي ضمن مساعي لإنقاذ النظام المالي والمصرفي المنهك في اليمن.
من ناحية أخرى كشفت الحكومة اليمنية عن عدد من الحقائق حول تدهور الوضع المعيشي وانهيار الاقتصاد الوطني، بفعل مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "يتباكى قائد ميليشيا الإرهاب عبدالملك الحوثي، على الاقتصاد اليمني والوضع المعيشي لليمنيين، وكأنه ليس المسئول المباشر عن أكبر انتكاسة في تاريخ اليمن، ومن وصل به الامر "بشهادة العالم" إلى سرقة الغذاء من أفواه الجوعى".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة "إكس" "اجتاحت مليشيا الحوثي العاصمة المختطفة صنعاء وسيطرت على مؤسسات الدولة بقوة السلاح في 21 سبتمبر 2014م، بذريعة الجرعة السعرية والشراكة وتغيير الحكومة، ليتضح للجميع كذب وزيف تلك الشعارات، وانها مجرد ذريعة للانقضاض على السلطة وإعادة الحكم الإمامي البغيض وفرض الوصاية من جديد على رقاب اليمنيين، وتحويل الأراضي اليمنية منطلق لتنفيذ السياسات التدميرية لطهران وأطماعها التوسعية في المنطقة
وأوضح الإرياني أن مليشيا الحوثي نهبت الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والايرادات العامة للدولة، واموال المودعين في البنوك التجارية، والزكاة، والاوقاف، وعطلت القطاع الخاص، وقوضت عشرات الآلاف من فرص العمل، ونهبت الغذاء من أفواه الجوعى، ومارست التضييق على منظمات الإغاثة، ومنعت التجار وفاعلي الخير من توزيع الصدقات على المحتاجين، وفرضت الرسوم والجبايات غير القانونية، تاركة ملايين اليمنيين تحت مستوى خط الفقر والمجاعة.
وتابع الإرياني "عمدت مليشيا الحوثي منذ انقلابها على اتباع سياسة افقار وتجويع ممنهج بحق اليمنيين في محاولة لاذلالهم واخضاعهم، عبر قطع المرتبات وفرض الجبايات والاتاوات والنهب والسطو المسلح، وانعدام فرص العمل والتعليم، وإيجاد اقتصاد مليشياوي موازٍ ومتحكم من خلال تدمير الاقتصاد الوطني واستهداف البيوت التجارية".
ونبة الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي عمدت إلى انتاج الحروب والأزمات والمآسي والتشظي والانقسام، وزرعت الفوضى في كل مناطق سيطرتها، وخلفت أسوأ انتهاكات لحقوق الانسان كما ونوعا، واستهدفت تدمير حياة الاطفال وجندت عشرات الالاف منهم، وزجت بهم دون رحمة في محارق الموت، وزرعت ملايين الألغام في كل منطقة امتدت اليها يدها الآثمة
ولفت الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي ارتكبت منذ انقلابها المشئوم عشرات الآلاف من الجرائم والانتهاكات، ونهبت الأموال وفجرت المنازل والمدارس والمساجد، وسلبت من اليمنيين حياتهم وأرواحهم وأمنهم وغذائهم ومستقبلهم، ومزقت نسيجهم الاجتماعي المتماسك عبر تغذيتها النزعات المناطقية والعنصرية والمذهبية والعرقية، والحقت دماراً طال مختلف مناحي الحياة، لتعيد اليمن قرونا للوراء
وأشار الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي سعت من خلال المدارس والمناهج وتطييف التعليم ودور العبادة بالقوة والعنف، لتجريف الهوية الوطنية وإحلال الثقافة الإيرانية الفارسية محل الهوية الوطنية والثقافة العربية الأصيلة، من خلال افراغ العملية التعليمية في المراحل الأساسية والجامعية من مضمونها، وتدمير دور العلم والثقافة وتنمية الجهل بكل الطرق والأساليب، ورهن اليمن بيد إيران
وأكد الإرياني على أن مليشيا الحوثي طيلة عشرة اعوام لم تقدم أي مشروع لليمن واليمنيين سوى "الموت"، حيث عاش المواطنون في المناطق الخاضعة لسيطرتها حياة جحيم مع ثلاثية (الفقر، الجوع الجهل) محرومين من ابسط حقوقهم، بينما قيادات المليشيا وعوائلهم يعيشون في حالة من الرفاهية والثراء الفاحش الذي يفضح أكاذيب وزيف شعاراتها، وأنها مجرد أداة رخيصة بيد ايران لتنفيذ مخططاتها الشيطانية.
وعلى صعيد متصل بكشف حقيقة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها اليمنيون بفعل انتهاكات مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا في مناطق سيطرتها، أطلق الناشطون اليمنيون حملة إلكترونية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى لفت أنظار العالم إلى الجرائم والانتهاكات وسياسة التجويع والحصار التي تمارسها المليشيا الحوثية بحق اليمنيين.
ولاقت الحملة تفاعلًا كبيرًا من قبل الصحفيين والحقوقيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين شاركوا تدويناتهم في الحملة تحت وسم (#الحوثي_يحاصر_اليمنيين_ويجوعهم).
جدير بالذكر أن انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية ساهم إلى حد كبير في تدمير الاقتصاد وانحسار قطاع العمل بنسبة كبيرة، من خلال نهب موارد الدولة والقطاع الخاص، وفرض القيود على الحركة الاقتصادية والتجارية، ووضع العراقيل أمام المستثمرين والمؤسسات التجارية، وفرض الرسوم الباهظة والكبيرة على التجار، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الكثير من المؤسسات الحكومية والأهلية، وتوقف مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

شارك