ليبيا وتحديات إدارة الهجرة.. بين الضغوط الدولية والسعي للحلول المستدامة

الخميس 18/يوليو/2024 - 02:30 م
طباعة ليبيا وتحديات إدارة أميرة الشريف
 
انطلقت بالعاصمة الليبية طرابلس أعمال منتدى الهجرة عبر المتوسط، حيث اجتمع عدد من رؤساء الحكومات، الوزراء والمسؤولين من الدول الأفريقية والأوروبية، بالإضافة إلى ممثلي جامعة الدول العربية ومنظمات دولية متخصصة في الهجرة وحقوق الإنسان.
 يهدف هذا المنتدى إلى مناقشة التحديات المعقدة التي تطرحها الهجرة غير الشرعية، ووضع حلول عملية لتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية والأوروبية من أجل تحقيق استقرار أكبر في المنطقة. 
تأتي هذه الجهود وسط ضغوط متزايدة من جميع الأطراف المعنية، في ظل رغبة العديد من الأفارقة في الهجرة بحثًا عن فرص أفضل، ومقاومة أوروبا لهذه التدفقات البشرية.
صرّح رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبدالحميد الدبيبة، بأن ليبيا تجد نفسها تحت ضغط كبير بين رفض الأوروبيين للمهاجرين ورغبة الأفارقة في البحث عن حياة أفضل. وأكد أن مشكلة الهجرة تؤرق العديد من الدول، مشيرًا إلى أن الدول الأفريقية تسعى للتواصل مع الشمال نتيجة للأزمات الاقتصادية والمجاعة التي تعاني منها. وأضاف الدبيبة أن أفريقيا عانت من الاستعمار ونهب ثرواتها، مما دفع المواطنين الأفارقة للبحث عن فرص معيشية في أماكن أخرى، وغالبًا ما يخاطرون بحياتهم في محاولة للوصول إلى أوروبا.
وأوضح الدبيبة أن أوروبا تستخدم طرقًا متعددة لمنع تدفقات المهاجرين، بينما تستمر أفريقيا في دفع هؤلاء المهاجرين نحو الشمال. ودعا إلى إعادة توجيه الأموال المخصصة لإدارة تدفقات الهجرة غير النظامية نحو تمويل مشروعات تنموية في دول المصدر، بهدف تمكين الأفارقة من البقاء في بلدانهم وتحسين ظروفهم المعيشية.
من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، على ضرورة تعزيز العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط لمواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية. ووصفت مواجهة هذه الظاهرة بالتحدي الأصعب، مشيرة إلى أن إيطاليا لا يمكنها التغلب عليه بمفردها، مما يستدعي التعاون الجماعي بين الدول المعنية.
كما أشار رئيس الحكومة التونسية، أحمد الحشاني، إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها تونس في إدارة موجات الهجرة منذ بدء الأزمة في ليبيا، مؤكدًا على أهمية وجود تمويل دولي لدعم هذه الجهود. وشدد على أن الحل يجب أن يكون جماعيًا ويشمل دول المصدر، العبور والمقصد.
وأوضح رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، أن بلاده تواجه تحديات كبيرة بسبب الهجرة كونها إحدى دول المقصد، وأشاد بالدعم الليبي في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
 وأكد أن الحروب والنزاعات في دول المصدر هي السبب الرئيسي لتدفقات الهجرة، مما يفرض تحديات كبيرة على دول الممر والمقصد.
اختتم المنتدى فعالياته بتأكيد المشاركين على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة في ملف الهجرة. وتمت مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بتحسين إدارة الحدود، تعزيز آليات الإنقاذ والإغاثة للمهاجرين، وتوفير الدعم اللازم للدول المستقبلة. 
ودعا المشاركون إلى ضرورة توجيه الجهود نحو تنفيذ مشروعات تنموية في دول المصدر لتحسين الأوضاع المعيشية وتقليل دوافع الهجرة. يعكس هذا المنتدى رغبة الدول الأفريقية والأوروبية في العمل معًا لإيجاد حلول مستدامة لهذه القضية الشائكة، مما يسهم في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة وتحسين حياة المهاجرين المحتملين.

شارك