الموحدون الدروز والاحتجاجات في السويداء: تمسك بالسلمية وتحديات النظام"

الأحد 21/يوليو/2024 - 05:23 م
طباعة الموحدون الدروز والاحتجاجات علي رجب
 

 في خطوة هامة للحفاظ على سلمية الاحتجاجات في مدينة السويداء جنوبي سوريا، دعا الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، المتظاهرين إلى الاستمرار في تمسكهم بالسلمية، رغم استفزازات النظام السوري.

وأشاد الهجري في تصريحاته بالموقف الحازم للنقابة العامة للتمريض برئاسة الدكتورة كوثر محمود، التي حذرت من خطورة الانضمام إلى أكاديميات التمريض غير المعتمدة، معتبرًا أن النظام السوري يواصل تجاهل إرادة الشعب ومحاولاته لقمع الحركة الشعبية بأشكال مختلفة من التقزيم والتخريب.

وفي تسجيل مصور نشرته الرئاسة الروحية عبر "فيس بوك" يوم السبت الماضي، أكد الهجري على سلمية الحراك في المحافظة، محذرًا من محاولات بعض الأطراف الخارجية لتحريض المواطنين على استخدام العنف أو حمل السلاح، وشدد على أن الحركة السلمية حققت انتصارات كبيرة ونادرة في تاريخ الاحتجاجات السلمية.

وتابع الهجري بتأكيد أن مطالب أبناء السويداء تتمثل في كشف فساد بعض الأجهزة وممارسات الاغتيالات، التي وصفها بأنها "تمثيليات مكشوفة" لم تعد تخفى على الشعب.

وختم دعوته بنصيحة لأبناء المحافظة، موجهًا الحديث لمن يدافعون عن الأخطاء أو يظلون صامتين، بأن يدركوا أن السياسات التسلطية والتلاعب بالمناصب والصور لا تمثل إلا مجموعة فاسدة تسعى لتحقيق مصالح شخصية وتخطط لنهب الثروات العامة.

الاحتجاجات في ساحة المدينة مستمرة على مدار الأسبوع، وتجمع فيها مواطنون من مختلف أنحاء المحافظة، إضافة إلى نشطاء ينظمون مظاهرات مركزية كل جمعة، للمطالبة بالتغيير السياسي وإسقاط نظام الأسد.

 

تجدر الإشارة إلى أن النظام السوري حاول مرارًا وتكرارًا إخماد الاحتجاجات بواسطة التهديدات وإرسال التعزيزات العسكرية، إلا أنه لم يتمكن من كبح روح الاحتجاجات التي نالت تأييدًا دوليًا واسعًا في بداياتها.

منذ ما يقارب عشرة أشهر، يستمر المتظاهرون في التجمع بشكل دائم في ساحة الكرامة بمدينة السويداء، وفي مختلف مدن وقرى محافظة السويداء. تطالب هذه الحركة الدولية بمحاسبة الرئيس السوري بشار الأسد على جرائمه، وإطلاق سراح المعتقلين، والكشف عن مصير المختفين قسريًا، وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254.

وتكمن أهمية هذه الحركة ليس فقط في حجمها واستمراريتها، ولكن أيضًا في طبيعتها السلمية. حتى بعد حادثة قتل جواد الباروكي (52 عامًا) خلال مظاهرة في فبراير، استمر المتظاهرون والسكان في التمسك بالسلمية، رافضين اللجوء إلى العنف، وهو ما حاول النظام السوري استغلاله لصالحه من خلال تصوير الحركة كتمرد مسلح، لكن دون جدوى.

وفشلت محاولات النظام في اختراق الحركة السلمية أيضًا، رغم الجهود المبذولة لزرع الفتنة عبر العملاء ومحاولات تصوير الحركة كحركة انفصالية درزية. المتظاهرون يرفضون أي تجزؤ على أساس طائفي، وقد نصح الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ الهجري، بعدم عرض علم الطائفة الدرزية المؤلف من خمسة ألوان، أو علم المعارضة السورية، كإجراء احترازي لمنع الانقسامات الداخلية على أسس عرقية أو دينية أو سياسية.

وفي سياق متصل، شهدت مدينة السويداء يوم 15 يوليو الحالي حادثة إطلاق نار كثيف خلال مظاهرة معارضة للنظام، ما أدى إلى إصابة أحد المدنيين، فيما تواصل الاحتجاجات اليومية طالبة بتطبيق قرارات السلام في سوريا ورحيل النظام الحالي.

 

 

 

شارك