تصاعد القلق الدولي.. إزاء التصعيد العسكري في اليمن والهجمات الإسرائيلية على الحديدة

الإثنين 22/يوليو/2024 - 01:35 م
طباعة تصاعد القلق الدولي.. فاطمة عبدالغني
 
عبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن بالغ القلق للتصعيد العسكري في اليمن والهجمات الإسرائيلية التي شهدتها محافظة الحديدة السبت ٢٠ يوليو ٢٠٢٤، والتي تُضاعف من حدة التوتر الحالي في المنطقة، وتضر بالجهود المستمرة لإنهاء الحرب على غزة والتوصل إلى حل سياسي في اليمن، مؤكداً أن استمرار العمليات العسكرية في المنطقة يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ويؤدي إلى تفاقم حدة الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
ودعا جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون كافة الأطراف إلى ضبط النفس كما دعا المجتمع الدولي والدول الفاعلة إلى تحمل مسؤوليتها في إنهاء الصراع في المنطقة، مؤكداً على استمرار جهود دول مجلس التعاون لإنهاء الحرب في غزة، ودعم جهود السلام في اليمن.
وشدد البديوي على ضرورة استمرار كافة الجهود الدولية والأممية لوقف قوات الاحتلال الإسرائيلية عن انتهاكاتها المتواصلة، والوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، بما سيساهم في وقف دائرة الصراع والتوصل إلى حل سلمي وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة.
ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه الشديد إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد في المنطقة وحث الجميع على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
وقالت الأمم المتحدة -في بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام- إن غوتيريش أعرب عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي أفادت بوقوع غارات جوية، داخل وحول ميناء الحديدة في اليمن، تبنتها إسرائيل وقالت إنها ردا على هجمات الحوثيين السابقة على إسرائيل.
وبحسب البيان فإن التقارير الأولية، تفيد أن الهجوم خلف عددا من القتلى وأكثر من 80 جريحا، فضلا عن وقوع أضرار جسيمة في البنية التحتية المدنية. وشدد غوتيريش على جميع الأطراف المعنية إلى تجنب الهجمات التي يمكن أن تؤذي المدنيين وتلحق الضرر بالبنية التحتية المدنية.
وكانت مصادر عاملة في ميناء الحديدة أكدت ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على مناطق خاضعة لسيطرة الحوثي في محافظة الحديدة السبت الماضي إلى 13 قتيلاً وحوالي 100 جريح ومفقود، غالبيتهم من العمال المدنيين.
وقالت المصادر أن "الغارات التي استهدفت مواقع مدنية وأخرى عسكرية داخل ساحة ميناء الحديدة أسفرت عن مقتل 11 عاملًا مدنيًا من أبناء المحافظة يعملون في معمل تحاليل العينات التابع لشركة النفط اليمنية، وآخرين من موظفي منصات تعبئة الوقود في الميناء، بالإضافة إلى 2 من عناصر ميليشيا الحوثي العاملين في مكاتب التخليص الجمركي".
وأشارت المصادر إلى أن "بعض القتلى تفحمت جثثهم جراء الضربات الجوية والنيران التي اندلعت مساء السبت، والتي لا تزال مشتعلة حتى اللحظة في خزانات الوقود بالميناء".
وأضافت أن "أعداد المفقودين وصلت إلى أكثر من 5 عمال من مختلف أقسام وقطاعات الميناء، بينما تتخطى أعداد الجرحى الـ90 شخصاً، غالبيتهم أصيبوا بحروق مختلفة".
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة التابعة لميليشيا الحوثي الأحد ارتفاع عدد القتلى إلى 6 مدنيين، وإصابة 83 آخرين بجروح، في حين قالت إن 3 أشخاص آخرين لا يزالون في عداد المفقودين.
من جهتها، رجّحت مصادر عسكرية في قوات الحكومة المشتركة بالساحل الغربي، ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين بشكل أكبر، نتيجة الغارات الأخرى التي استهدفت مواقع عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي، سواء داخل حرم ميناء الحديدة أو في منطقة الكثيب التي حوّلها الحوثيون إلى قاعدة عسكرية.
وقالت المصادر إن "ميليشيا الحوثي تتكتم على حجم خسائرها، وتقلل من أعداد الضحايا من العمال المدنيين الأبرياء، للتقليل من نتائج الهجمات وحتى لا يكون هناك غليان شعبي رافض لسلوكها العنيف وغير محسوب العواقب".
وكانت ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا بعثت برسالة إلى مجلس الأمن، الأحد، تضمنت احتجاجاً على غارات إسرائيل التي استهدفت الحديدة غرب اليمن.
جاء ذلك في رسالة هشام شرف المعين من قبل الجماعة وزيرا للخارجية في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، بعثها إلى رئيس مجلس الأمن لشهر يوليو فاسيلي نيبينزيا، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وفق وكالة "سبأ" الحوثية.
وتضمنت الرسالة احتجاجا "على ما قام به العدو الإسرائيلي من عدوان عسكري على أراضي اليمن، بتاريخ 20 يوليو 2024 من خلال استهداف ميناء الحديدة وتدمير خزانات المشتقات النفطية به ومحطة الكهرباء بمحافظة الحديدة (محطة رأس الكثيب)، والذي أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والمصابين المدنيين".
واعتبرت الرسالة "العدوان الإسرائيلي على اليمن انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة وسيادة البلاد".
وطالبت الرسالة "الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليتهما في إدانة العدوان الإسرائيلي على اليمن، والعمل على معالجة جذور التوتر في البحر الأحمر المتمثلة في إنهاء العدوان العسكري بقطاع غزة ومعالجة تداعياته الإنسانية وإعادة إعمار ما دمره العدو الإسرائيلي".

شارك