تشارك طالبان في مراسم أداء اليمن الدستورية للرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان، حيث غادر مولوي عبد الكبير، النائب السياسي لرئيس وزراء طالبان الأراضي الأفغانية للمشاركة في المراسم التي يحضرها 70 وفدا اجنبيا تضم عددا من كبار مسؤولي الدول والمنظمات الدولية غدا الثلاثاء.
وتأتي مراسم تأدية اليمين الدستورية للرئيس الإيراني الجديد بعد إتمام مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، برعایة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وحضور مسؤولين وعسكريين في حسينية الامام الخميني بطهران.
ووصف مكتب نائب رئيس وزراء طالبان زيارة مولوي عبد الكبير بأنها رحلة تستغرق ثلاثة أيام، وقال إنه يتوجه إلى طهران بدعوة "رسمية" من جمهورية إيران الإسلامية، ومن المقرر عقد اجتماعات ثنائية مع عدد من المسؤولين الإيرانيين.
ومن المقرر أن يبحث وفد طالبان مع المسؤولين الإيرانيين تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وحل مشاكل المهاجرين وتوسيع التعاون، وتعد زيارة مولوي عبد الكبير أول زيارة لكبار مسؤولي طالبان إلى طهران بعد تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة.
وتأتي زيارة وفد حكومة طالبان إلى إيران في الوفت الذي تشدد فيه طهران حملاتها لترحيل اللاجئين الأفغان من البلاد مؤخرا، وذلك في ظل مخاوف يبديها مسؤولون إيرانيون من تزايد أعداد الأفغان على أراضيهم.
وبدأ اللاجئون الأفغان بالتدفق نحو إيران منذ احتلال الاتحاد السوفياتي لبلادهم عام 1979، ثم إبان حكم طالبان الأول (1996-2001)، وتصاعد إثر الغزو الأميركي لكابل عام 2001، إلا أن موجة الهجرة الأفغانية بلغت ذروتها عقب عودة طالبان إلى الحكم في صيف 2021.
ورغم أن إيران تستفيد من علاقتها مع أفغانستان، إلا أن إدارتها لملف اللاجئين الأفغان قد يهدد هذه العلاقة، خاصة في ظل حملات حكومية وشعبية ضدهم، في ظل تصاعد خطاب الكراهية وبروز النزعات القومية.
وفي السابق نشرت وسائل الإعلام مقاطع فيديو عن احتجاجات الأفغان أمام السفارة والقنصلية الإيرانية في كابل وهيرات، تنديدا بما وصفته بـ"سوء المعاملة" التي يتلقاها اللاجئون الأفغان في إيران سواء من عناصر الشرطة أو الشعب.
ويبدو أن إيران لديها ماتخشاه من تزايد اللاجئين الأفغان، لتتوالى التصريحات التي تثير الشعب الإيراني ضدهم، حيث كشف رئيس اتحاد نقابات عمال البناء أكبر شوكت عن ارتفاع شكاوى العمال الإيرانيين في المدة الأخيرة بسبب البطالة الناجمة عن دخول أعداد كبيرة من العمال الأفغان إلی بلادهم، موضحا أن العمال الأفغان أصبحوا يسيطرون على بعض المهن في إيران.
وفي السياق قال عالم الاقتصاد آلبرت بغزيان أن تزايد الجالية الأفغانية في إيران سيعرض البلاد لعجز في الميزانية جراء ارتفاع الطلب على السلع المدعومة من الحكومة، محذرا من أن استمرار وتيرة الهجرة الأفغانية سيؤدي إلى ارتفاع التضخم وزيادة الطبقة الفقيرة في إيران.
وبسبب تزايد خطاب الكراهية، والتلويح بتهديد اللاجئين الأفغان للامن القومي والغذائي، نقلت قناة "أفغانستان إنترناشيونال" عن عدد من المهاجرين الأفغان في طهران "بـتعرضهم لسوء المعاملة على يد السكان المحليين شرقي العاصمة الإيرانية"، وذلك في أعقاب أنباء مقتل مواطن إيراني في اشتباك مع 3 مهاجرين أفغان.