اغتيال إسماعيل هنية: تفاصيل حياة قائد حماس البارز والظروف المحيطة بعملية اغتياله

الأربعاء 31/يوليو/2024 - 05:17 م
طباعة اغتيال إسماعيل هنية: علي رجب
 

في يوم الأربعاء، 31 يوليو 2024، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ عملية اغتيال ضد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مقر إقامته في طهران، عقب حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزيشكيان.

حياة إسماعيل هنية

وُلد إسماعيل هنية، البالغ من العمر 62 عاماً، في عام 1962 في مخيم الشاطئ للاجئين في قطاع غزة. نشأ في عائلة لاجئة ذات دخل محدود من قرية الجورا قرب عسقلان. كان هنية لاعب كرة قدم في شبابه ودرس الأدب العربي في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث بدأ نشاطه السياسي في الحركة الإسلامية التي تطورت إلى حركة حماس.

في عام 2006، تولى هنية منصب رئيس وزراء فلسطين بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. ومع ذلك، تم إقالته من قبل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في يونيو 2007، مما أثار جدلاً واسعاً.

مسيرته السياسية والنشاط الطلابي

بدأ هنية نشاطه في "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي للإخوان المسلمين، وعُين عضواً في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية، ثم رئيساً لمجلس الطلبة. بعد تخرجه، شغل منصب معيد ثم مسؤولاً عن الشؤون الإدارية في الجامعة.

سجنه ونفيه

سجنته السلطات الإسرائيلية في عام 1989 لمدة ثلاث سنوات، ثم نفي إلى لبنان في عام 1992 مع مجموعة من قادة حماس.

القيادة في حماس

عاد هنية إلى غزة بعد عام من المنفى، وعُين عميداً في الجامعة الإسلامية. في عام 1997، تولى منصب رئيس مكتب الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحركة حماس. في ديسمبر 2005، ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي فازت بالأغلبية في الانتخابات التشريعية.

الأزمات والحروب

تولى هنية منصب رئيس وزراء فلسطين في فبراير 2006، وتعرض لتهديدات من إسرائيل بالاغتيال إذا لم يفرج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. في يونيو 2007، سيطرت حماس على قطاع غزة بعد نزاع عسكري مع فتح، مما أدى إلى انقسام سياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

محاولات اغتياله

تعرض هنية لمحاولات اغتيال عدة، منها محاولة فاشلة في ديسمبر 2006 بعد إطلاق النار على موكبه عند معبر رفح، والذي أدى إلى مقتل أحد مرافقيه وإصابة آخرين.

رئاسة المكتب السياسي

في مايو 2017، انتخب هنية رئيساً لمكتب حماس السياسي، وتولى المنصب في ظل ظروف صعبة. في يناير 2018، صنفت الولايات المتحدة هنية "إرهابياً". غادر هنية غزة في ديسمبر 2019 وعاش في تركيا وقطر، حيث شارك في فعاليات دولية مهمة مثل مراسم تشييع قاسم سليماني وحفل تنصيب إبراهيم رئيسي.

عملية الطوفان والاغتيال

في أعقاب عملية الطوفان التي نفذتها كتائب القسام، أدرك هنية أن وجوده في الدوحة قد يعرضه للخطر. تنقل بين قطر وتركيا وبدأ يفكر في الانتقال إلى إيران. وبعد شهر من العملية، التقى هنية برئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، دون الإشارة إلى اللقاء علنياً. في مايو 2024، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال ضد قادة من حماس من بينهم هنية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

تجسد عملية اغتيال هنية في طهران تصعيداً كبيراً في الصراع الإقليمي، ويُتوقع أن يكون لها تأثيرات واسعة على الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة.

شارك